أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)















المزيد.....

هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 14:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن كل مراجعة حقيقية يقدم عليها أعضاء التنظيمات التكفيرية الجهادية تقتضي إخضاع الأفكار والعقائد التي تتأسس عليها هذه التنظيمات إلى النقد والتمحيص قصد الوقوف على أوجه الانحراف ومواطن الخطأ حتى يتم شرح الملابسات التي تُوظف للتغرير بالأبرياء ؛ ومن ثمة التحذير من خطأ اعتناقها ومخاطر السعي إلى تنفيذها . وما قام به الفيزازي المعروف بكونه شيخ التكفيريين ورمز الجهاديين الذي ظل لعقود وهو ينشر ثقافة الكراهية والعنف والتطرف ويفتي بوجوب قتل المواطنين بعد أن أفتى بكونهم "مرتدين" ، ما قام به الفيزازي وما صدر عنه حتى اليوم ــ وخاصة رسالته الأولى إلى الجالية المسلمة في ألمانيا التي تحمل دعواه إياها إلى نبذ ثقافة العنف والتطرف واعتبار ألمانيا أرض التسامح ، ثم رسالته الثانية إلى العلماء المغاربة ، وعلى وجه التحديد الذين يعارضون الملك ويُكفّرونه ــ ( إن ما صَدَر ) لا يؤسس لمراجعة فكرية حقيقية للعقائد والأفكار التي شرعن بها تكفير المواطنين والحكومة والأنظمة . إذ لا يكفي أن يعلن الفيزازي أن الملك محمد السادس ليس "مرتدا" وأن النظام الملكي ليس نظاما "طاغوتيا ؛ لأنه لو اكتفى بهذا لظل تكفيريا وجهاديا يؤمن بثقافة العنف والتطرف وإن أخفاها أو دارى عنها ؛ ولكان بالتالي ، سلوكه هذا يدخل ضمن المراوغة أو التقية كوسيلة للإفلات من ظلمة السجن . ذلك أن تغيير الموقف ينبغي أن يتأسس على تغيير الحكم ؛ وتغيير الحكم بدوره ينبغي أن يكون ثمرة قراءة للنصوص من خارج ثقافة العنف والتطرف . فهذه الثقافة تحكم القراءة وتوجهها لتظل وفية لها وسجينة لأطرها وقيمها . ومن ثمة لا يمكن تغيير أحكام التكفير إلا بالتخلي عن عقائد التطرف وثقافة العنف . فما الأساس إذن ، الذي جعل الفيزازي يتوجه إلى العلماء وينصحهم بالتالي : "العلماء لا ينبغي لهم أن يصطفوا في خندق المعارضة ضد السلطان، خاصة إذا كان هذا الأخير مسلما" ؟ وما الذي أقنعه بأن موقف العلماء ينبغي أن يكون "داعما لأولي الأمر" وأنهم "غير معنيين بالاشتغال بالسياسة" ؟ هل الرغبة في الحرية أم الاقتناع بخطأ الأفكار التي تكفر ولي الأمر ؟ لا يمكن الإجابة بشكل قاطع عن هذه الأسئلة طالما نص رسالة الفيزازي الموجهة إلى العلماء لم يُنشر بالكامل . إلا أن هذا لا يمنع من قراءة الوقائع وتلمس الخيط الناظم لمواقف الفيزازي .
أ ــ إن تغيير الموقف من معارضة الحكام "المسلمين" ودعوة العلماء إلى مساندة أولي الأمر ، لا ينبغي الوثوق بهما لكونهما (= المساندة وعدم المعارضة) ثمرة عقائد متطرفة أخرجت الحكام المسلمين من الملة بعد أن رمتهم بالردة والكفر وحرضت على الخروج عليهم ومقاتلتهم قصد إسقاط عروشهم . ذلك أن الفيزازي سبق وتهرب من الجواب الصريح عن سؤال مباشر في الموضوع كالتالي (ما هو موقفكم من العرش العلوي؟ وهل تعتبرون البيعة التي تمت له واجب الالتزام بها؟ ) . فكان جوابه ( ليس من واجبي أن أجيب عن كل الأسئلة الواردة علينا؛ إذ نحن نعتبر ما يجب علينا الرد عليه فورا هو البيان عند الحاجة وقت اللزوم ) . ولا شك أن فتاوى الفيزازي ودروسه تشهد على تكفيره للحكام المسلمين والدعوة إلى قتالهم والخروج عليهم . ومما جاء في أحد أشرطة الفيزازي (= شريط "شرح متن الطحاوية " ) نقرأ ( أما ما ورد عن ابن عباس وطاووس ومجاهد كفر دون كفر صحيح، ولكن ابن عباس والتابعون لا يعرفون حاكما واحدا ضرب بالشريعة عرض الحائط وجاء بقوانين اليهود والنصارى جملة وتفصيلا، وإن النازلة التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم هي التي يجب أن نبحث في الفتاوى فيها نسقط كلام الصحابة والتابعين على نازلة دون النازلة التي نحن فيها، الذي يوجد الآن في العالم قوم يشرعون تشريعا مع الله بل من دون الله. والذين يشرعون من دون الله سماهم ربنا مشركون قال الله تعالى "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله". وقال تعالى : "ولا يشرك في حكمه أحدا". وقال تعالى "إن الحكم إلا لله" "ألم تر الذين يزعمون" والزعم مطية للكذب "أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت" إن الذين يصدون عن شريعة الله منافقون بنص الآية حتى يقول تعالى : "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) . إذن هذا تكفير صريح للحاكم المسلم أفتى به الفيزازي وفق ما تنص عليه عقائد التكفير والعنف . ولا يمكن تغيير الموقف من الحاكم المسلم إلا بتغيير هذه العقائد التكفيرية . وهذا لم يفعله الفيزازي .
ب ـ إن مفهوم "المسلم" عند التيار الجهادي لا يصدق على كل المسلمين بالولادة أو بالتبعية ولا حتى بإعلان الشهادة وإتيان الفرائض . الأمر الذي يقتضي من الفيزازي أن يحدد مفهوم "المسلم" مثلما فعل قادة الجماعة الليبية المقاتلة في مراجعتهم "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس" حيث ثم تفسير مفهوم الإسلام كالتالي ( الإسلام في اللغة "الاستسلام والانقياد" .. وأما في الاصطلاح الشرعي فهو الاستسلام لأمر الله تعالى وهو الانقياد لطاعته والقبول لأمره ، فيطلق الإسلام في الاصطلاح ويراد به الدخول في دين الإسلام الذي جاء به نبينا محمد (ص) ، كما يطلق ويراد به إفراد الله عز وجل بالعبادة ، وبهذا المعنى الثاني ، يكون الإسلام دين الأنبياء جميعا كما قال تعالى عن خليله إبراهيم على نبينا وعليه السلام ( إذ قال له ربه اسلم قال أسلمت لرب العالمين )البقرة:31 .) . وهذا ، لا شك موقف متقدم من قادة الجماعة الليبية الذين كانوا متأثرين بفقه التكفير وثقافة التطرف والعنف . فهل يستطيع الفيزاز أن يتخلى عن مفهوم التيار الجهادي للإسلام ويتبنى المفهوم الوارد في الدراسة التصحيحية هذه ؟
ج ـ المراجعة تحتاج شجاعة أدبية وجرأة علمية حتى يستطيع الفيزازي أن يعلن تخليه عن عقائده وأفكاره ويحدد مواطن الخطأ فيها ومستويات الانحراف دون أن تأخذه الحمية أو الغرور . ولتكن مبادرة الجماعة الليبية المقاتلة نموذجا له حين أعلنت صراحة : (ليس سرا أن نقول ، إن من كتب هذه الأبحاث التي تناولتها هذه "الدراسات" هم من كتبوا من قبلها أبحاثا ومواضيع تحمل عكس مضامين ما تحمله دراسات اليوم ، ولن يكون مستورا أن يُعلَم أن من حرض بالأمس على حمل السلاح لتغيير الأوضاع السياسية ، هم من يذكر اليوم عدم جواز ذلك وهم من ينصح كل من يصله نصحهم بتجنبه ) (دراسات تصحيحية) . وأولى الخطوات المؤسسة لكل مراجعة أن يعلن الفيزازي مراجعته لما ظل يدعو إليه ومنه ما ورد في رده على المغراوي ( فنحن ما فتئنا ندعوا المسلمين، لا في المغرب فحسب، بل حيث ما كانوا في الزّمان و المكان، أن يهبّوا لنصرة دينهم وتحرير أرضهم من اليهود و النّصارى و الوثنيّين و الشيوعيّين و المرتدّين وغيرهم من الكفرة و الفجرة ) . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .
- حوار لفائدة جريدة المنعطف
- بعد سبع سنوات عن الأحداث الإرهابية ، أين المغرب من خطر الإره ...
- التطرف ثقافة ومواجهته فرض عين وليس فرض كفاية(4) .
- التجديد ولعبة وضع السم في العسل؟(3)
- متى يدرك المثقفون مثل الأستاذ الساسي غلو التجديد وتطرف أصحاب ...
- وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)
- الفساد واللاعقاب يقودان حتما إلى الكارثة أو الفتنة .
- مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.
- مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإن ...
- مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
- جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)