أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإنكار .















المزيد.....

مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإنكار .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 07:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان من المنتظر أن يعلن أبو حفص ومعه باقي شيوخ السلفية الجهادية المعتقلين ، عن الأخطاء التي شابت عقائدهم وانعكست على سلوكهم الفردي والجماعي ، فتحولوا ــ بسببها ــ إلى دعاة تكفير وتدمير . لكن شيئا من هذا لم يحدث ، واكتفى أبو حفص بالإعلان عن الأخطاء دون توضيحها والتدقيق فيها وبيان وجه الخطأ ومصدره ، كما في قوله (وقد أقررت في هذا البيان بوجود أخطاء شابت مسيرتي الدعوية، راجعة إلى الحماسة وفورة الشباب) . إذن ، أولى عيوب المبادرة كونها خالية من أية إشارة إلى هذه "الأخطاء" ، لأن من شأن الإفصاح عنها أن يبين نوع الخطأ وطبيعته ومدى أهمية التراجع عنه . ذلك أن "المبادرة" موجهة إلى الدولة كما هي موجهة إلى باقي عناصر السلفية الجهادية داخل السجن وخارجه . فالدولة من حقها أن تعرف المسار الفكري لهؤلاء الشيوخ حتى تُقدّر أهمية المراجعة الفكرية ، إن وُجدت ، وأبعادها التنظيمية . وإذا كان أبو حفص يريد حقا المساهمة في محاربة الإرهاب والتطرف ، فإن عليه واجب التوضيح والبيان حتى يكون ضحايا فقه التكفير على بيّنة مما يحملون من عقائد ومدى خطورتها على أمن المواطنين واستقرار الوطن . ومن يطلع على المبادرة سيتوقف عند قضايا تثير الجدل والريبة أكثر مما تخدم قضية الشيوخ ، ومنها :
أ / غياب الوضوح . فأصحاب المبادرة لم يكونوا واضحين أمام أنفسهم قبل عموم معتنقي عقائد التكفير . فمرة يتحدث أبو حفص عن "أخطاء شابت مسيرتي الدعوية ، راجعة إلى الحماسة وفورة الشباب"، ومرة يتحدث عن "التجاوزات الشرعية" دون أن يمتلك الجرأة الأدبية ويفصل فيها : هل هي أخطاء في العقائد أم في الممارسة ؟ وهل "التجاوزات" هي الاعتداء على المواطنين جسديا ؟ أم نهب أموالهم ؟ أم التحريض على قتل الآمنين والمستأمنين ؟
ب / إنكار التكفير . ذلك أن أصحاب المبادرة ظلوا ينكرون إفتاءهم بتكفير المسلمين أفرادا أو مجتمعا . بل جعلوا أحد مبادئ مبادرتهم ،وهو المبدأ السابع ، يشدد على هذا الإنكار كالتالي ( نشدد على براءتنا مما نسب إلينا من تكفير المجتمع، بل كنا و لازلنا نُصرُّ على إسلامية هذا المجتمع، و نحن أبناؤه و ثمرته، به تربينا و تعلمنا و علَّمنا ، نصلي في مساجده و نأكل من ذبائحه، و تنبيهنا على بعض مظاهر الخلل و القصور، ليس إلا من باب الحرص و الشفقة و الغيرة، و ليس من باب التكفير، الذي ينحله طوائف من الخوارج و الغلاة لم نسلم من تكفيرهم لنا.) . علما أن مواقعهم الإلكترونية كانت تبث الدروس المشتركة بين الشيوخ ( أبو حفص ، الكتاني ، الفيزازي ، الحدوشي ) في موضوع تكفير اليساريين والعلمانيين والحكومة المغربية . وخلال تلك الدروس لم يصدر عن أحدهم ما يجعله ينكر على باقي الشيوخ فعلتهم أو يتبرأ منها . فهؤلاء الشيوخ ليسوا غرباء عن بعضهم البعض أو تباعد بينهم المسافات الطوال حتى يكاد الواحد منهم يجهل ما يفتي به رفاقه من الشيوخ . بل هم على صلة مباشرة ودائمة تمكنهم من الاطلاع على دقائق الأمور عند بعضهم البعض . فكان أحرى بأصحاب المبادرة أن يعترفوا بلجوئهم إلى التكفير كأداة لممارسة الدعوة ولتصفية الحساب مع الخصوم السياسيين . فضلا عن هذا ، نجد الفيزازي يكفر الحكومة المغربية بكل وقاحة في جوابه عن سؤال أحد زوار موقع إسلام أون لاين كالتالي ( السؤال ؛ سيدي الشيخ، إذا كانت القضية بين تيار الكفر والزندقة والإلحاد.. فهل أنتم تكفرون الحكومة الحالية؟ الجواب ؛ نعم. ) .إذن ما مصداقية ما يدعيه شيوخ المبادرة إذا كان مبنيا على الكذب والتضليل ؟ وكيف للدولة أن تصدق أشخاصا أسسوا مبادرتهم على الإنكار والكذب ؟ وكيف لها أن تطمئن إلى دعوات الحوار صادرة عن شيوخ غير واضحين ؟
ج/ إنكار تأييد العنف والإرهاب في بلاد المسلمين ، حيث جاء في المبادرة : ( نؤكد على إدانتنا و استنكارنا للتفجيرات العشوائية في بلادنا و كل بلاد المسلمين، لما فيها من إزهاق الدماء المعصومة، و إتلاف الأموال المصونة، و لما يترتب عليها من المفاسد التي لا يقرها شرع صريح و لا عقل صحيح.) . وقد يعتقد المطلع على مضمون المبادرة أن أصحابها كانوا يستنكرون حقا العمليات التخريبية التي تتم باسم الجهاد في بلاد المسلمين . لكن الواقع خلاف هذا . إذ كتب أبو حفص تحت عنوان "أمريكا تعلنها حربا صليبية" ما يلي ( ولقد استفادت هذه الجماعات من الجهاد الأفغاني، فمحصت صفها، وراجعت أوراقها، واحتكت هذه الجماعات بعضها ببعض، وأفاد بعضها بعضا، وحصلت اللحمة بين المجاهدين ومشارق الأرض ومغاربها، فعادت إلى بلادها أصلب عودا، وأشد قوة، فأعلنت حربا على المبدلين لشرع الله، وبينت للأمة منهجها من خلال جملة من البحوث والدراسات والمجلات والدوريات. فاستجاب لها شباب الأمة، بعد أن عرفوا أن لا سبيل لإحياء مجد هذه الأمة، واستعادة عزتها إلا بذروة سنام الإسلام، والذي دفعهم إلى الاستجابة لهذا المنهج هو اقتناعهم التام بصدق هذه الطوائف واستسلامهم للأدلة الناصعة من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، التي لا تحتاج إلى تأويل ولا لي ولا صرف، فهذا هو الذي دفعهم للاستجابة، وليس الفقر أو الحاجة أو القهر كما يشيع ذلك الإعلام الخبيث، ويتابعه بعض "الإسلاميين"، والمشايخ المعممين.) . ومعلوم أن العائدين من أفغانستان والمعروفين بـالعرب الأفغان وضمنهم المغاربة الأفغان ، كانوا مصممين العزم على نقل الجهاد إلى بلدانهم ومواصلة ما بدؤوه هناك . وهذا كان اعتراف علي العلام أحد العائدين من أفغانستان ( كان الفكر الجهادي بيننا عقب تأكد قناعات في عدم جدوى الحلول الترقيعية ، وعن طريق بعض الدعاة ترسخت لدينا ضرورة القيام بمبادرات بمنهجنا السلفي الجهادي .. حيث اقتنعنا أنه إما أن يطبق شرع الله أو القتال وكنا ننبذ الحلول الترقيعية ، شخصيا كان لدي طموح للمشاركة في الجهاد الأفغاني وتكوين نواة جهادية هنا في المغرب بعد العودة ، وبالفعل عملت في ذلك عن طرق نسخ الأشرطة والأنترنيت إلى غير ذلك ، وانتشرت الدعوة الجهادية في مدن الدار البيضاء وفاس والرباط وغيرها من المدن .. كان أساس الدعوة الجهادية هو أنه على الأقل إذا لم يصبح المدعوون معي فعلى الأقل تتزعزع قناعاتهم بخصوص شعارات الديمقراطية وأنصاف الحلول ) . إذن ، هؤلاء العائدون من أفغانستان هم من أشرفوا على تكوين الخلايا الإرهابية وتدريب عناصرها على صنع المتفجرات . وهم من زكاهم أبو حفص وبارك مخططهم وفاخر ب"الحرب على المبدلين لشرع الله" التي يخوضونها. وليس المقصود بـ"المبدلين لشرع الله" الأمريكان ، بل هم المسلمون في بلاد الإسلام . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
- جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .
- المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
- ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق ...
- خلافة الشيخ ياسين قضية عقدية وليست تنظيمية .
- هل نضجت شروط محاورة معتقلي السلفية الجهادية ؟
- فتاوى الريسوني : الخفيات والأبعاد .
- زواج القاصرات جُرم اجتماعي وقانوني .
- جماعة العدل والإحسان والنبوءة المكذوبة .
- هل ستكون الأحزاب السياسية في الموعد مع رهان الجهوية ؟
- من يجر المغرب إلى فتنة الإفتاء ؟
- أفْغَنَة شمال إفريقيا جزء من إستراتيجية تنظيم القاعدة.
- ما علاقة طرد المبشرين ومنع بناء المآذن بحرية الاعتقاد ؟
- موقف الإسلاميين إزاء النضال من أجل حقوق المرأة .
- لما الإصلاح يقوده الأمراء ويناهضه الفقهاء !
- هجمة التطرف من المحيط إلى الخليج .
- هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟
- جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .
- معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .
- هل يمكن أن تكون مدونة الأسرة قاطرة للإصلاحات الشاملة ؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإنكار .