أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟















المزيد.....

هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن متتبعي أنشطة جماعة العدل والإحسان قد لاحظوا كيف أن الجماعة أولت اهتماما مبالغا فيه بمغادرة اثني عشر من أعضائها السجن بعد انتهاء محكوميتهم ، عبر حفلات الاستقبال والتتويج "بالنصر" ، حيث جاء الوصف التالي بموقع الجماعة ( وحين كان الانعتاق من سجن الجلاد وانكسار القيد الظالم من يد الدكاترة، استقبلتهم الجماعة استقبال الأبطال. ففرحت بهم العدل والإحسان من أعلى هيئاتها القيادية إلى أصغر حلقة في هيكلها؛ عمّهم المرشد بوافر الاستبشار والهدية والتوجيه، وعانقهم مجلس الإرشاد عناق الآباء للأبناء، وهلل أعضاء الجماعة وزغردت نساؤها فرحا برجال النصر والثبات، وتوالت برقيات التهنئة والتبريك من مختلف المدن والمداشر ). وإذا كان من حق كل هيئة سياسية أو مدنية أو أيا كان مجال عملها أن تحتفل بخروج أعضائها من السجن ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : أية رسائل تبعث بها الجماعة عبر هذه الاحتفالات ؟ بالتأكيد أن الجماعة تبعث برسائل صريحة لا تحتاج تأويلا ، وهي موجهة إلى أطراف عدة وإن لم يكن بينها ناظم منفعي . وحتى تتضح الصورة جيدا ينبغي الوقوف على مدى صحة تورط أعضاء الجماعة في جريمة القتل التي أسر لي بشأنها صديق على علاقة وثيقة باثنين من المعتقلين بأنهما أقرا له بارتكابها . وبغض النظر عن أحكام القضاء الذي اعتادت الجماعة الطعن في مصداقيته كلما كانت أحكامه بغير ما تهوى الجماعة ، فإن الجماعة نفسها ترتبك في إثبات براءة أعضائها من وجوه عدة أبرزها :
1 / الادعاء بأن "المخزن" استغل الظرف السياسي والجامعي للضغط على الجماعة حتى تقدم تنازلات وتتخلى عن مواقفها المتشددة من النظام .ففي حوار أجراه موقع الجماعة مع الأستاذ محمد سلمي، منسق الهيئة الحقوقية وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان نقرأ التالي ( أن المتتبعين لشأن الجماعة يدركون أن أحداث اعتقالهم، صنعت في ظرف سياسي، تميز بفشل النظام المغربي في مساومة قيادة الجماعة (مجلس الإرشاد) المعتقلة وقتئذ بسجن سلا، وبحثه عن ملف اعتقال ضخم يمارس به مزيدا من الضغط على الجماعة، عساها تخضع لمساوماته ) . فهل من المعقول أن يكون "الضغط" الناتج عن اعتقال أعضاء عاديين في الجماعة أشد وقعا من اعتقال قيادتها المتمثلة في مجلس الإرشاد ؟ النظام ليس بهذه البلادة حتى يسلك هكذا سبيل . فالنظام كان يدرك ضرورة خلق التوازنات حتى لا تنفرد جهة ما بقيادة المعارضة . وكلما تعددت أقطاب المعارضة كلما ضعف تأثيرها وانحصر مداها . ذلك أن خدمة النظام لا تحققها دائما الموالاة وإن تكتلت ، بينما تشتت المعارضة وتنازعها يقدم أكبر خدمة وأطولها مدى . من هنا لا مصداقية لمثل هذا الادعاء ، وإن كان النظام فعلا يريد تركيع الجماعة وتدجينها لفعل قبل عقود ولازال أمامه متسع من الوقت . لكن للملك محمد السادس انشغالات أكبر وأعظم تترجمها جهود التنمية وأوراشها المفتوحة على امتداد الوطن . فلم تعد هواجس النظام خلق أحزاب إدارية وإضعاف أخرى عبر شقها أو سجن قيادتها كما كان يحصل على عهد الملك الراحل الحسن الثاني .
2 / الادعاء بأن الجرائم التي تحدث بين الطلبة أو في الجامعة هي أحداث سياسية وليست إجرامية كما جاء على لسان السيد محمد سلمي ( إن معتقلي العدل والإحسان الإثني عشر المحكوم عليهم بعشرين سنة سجنا نافذا معتقلون سياسيون، لأن سبب اعتقالهم هو انتسابهم لجماعة إسلامية ذات مواقف سياسية معارضة. وهم معتقلو رأي-إن شئت- لأن جماعة العدل والإحسان لا تضطهد بسبب أعمال سياسية، وإنما بسبب أفكارها وآرائها. وهم معتقلون في أحداث ذات طبيعة سياسية. فجل ما يقع في الجامعات المغربية من أحداث تشارك فيها مختلف الفصائل الطلابية، هي أحداث ذات طبيعة سياسية يغذيها البعد الإيديولوجي والفكري لهذه الفصائل والتنظيمات التي تنتسب إليها ) . إنه منطق تبرير يبرز ارتباك الجماعة في التعامل مع واقعة إجرامية . لأن جريمة القتل هي جريمة نكراء ومرفوضة سواء حدثت داخل الجامعة أو في أي مكان آخر . فليس المكان هو ما يحدد إن كان القتل جريمة أم لا ، كما أن الانتماء السياسي للفاعل لا يسقط عنه فعل الجريمة أو صفة الإجرام . فالمجرم مجرم أكان سياسيا أو لم يكن . بل إن الجريمة السياسية التي ترتكب على خلفية إيديولوجية هي أشد خطرا على استقرار الوطن من كل أنواع الجرائم .
3 / اتهام الجماعة لبعض الهيئات الحقوقية بالتخلي عن مساندة معتقليها المفرج عنهم ، علما أن هذه الهيئات لم تتردد يوما في الدفاع عن الجماعة وقيادتها ومعتقليها ، وما كانت لتتخلى عن مساندة هؤلاء إلا ليقينها أنهم مجرمون . وليست الهيئات وحدها من فعل هذا بل حتى إسلاميي حركة الخطيب داخل البرلمان تبرؤوا من هؤلاء الإثني عشر .
إذن فالجماعة ، بمبالغتها في الاحتفال بأعضائها المفرج عنهم ، ترسل رسائل مباشرة وواضحة إلى أطراف محددة هي :
أ / الملك : وقد أصر الشيخ ياسين على حصر كلمته الترحيبية في موضوع مناهضة الحكم "الجبري" كالتالي ( نحن ضد الظلم المتمثل في الحكم الجبري العاض الذي أنحى به صلى الله عليه وسلم باللائمة وحذرنا من الحكم الصبياني . . وأنتم ترون عندما خرجتم من السجن ما يفعله غلمان قريش غلمة قريش أغيلمة قريش بالأمة يسخرون مقدوراتها ومقدراتها ومقدساتها لكي ينفخوا في عظمة زائفة عَوَرت ملوكا جبابرة يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء ) . فالشيخ يوظف حديثا منسوبا إلى الرسول (ص) ليشرعن عداءه للملك ، بل يجعل من الملك المستهدف المباشر والوحيد بهذا الحديث من جهة النسب القرشي ، ومن جهة حداثة السن " غلمان ،غلمة ، أغيلمة" .
ب / الدولة : وقد أفصح السيد عبادي عضو مجلس الإرشاد عن واحدة من هذه الرسائل في حواره مع موقع الجماعة كالتالي ( الرسائل واضحة مفهومة، ولكن أنى لمن طمست بصيرته أن يقرأها ويعيها؟ من هذه الرسائل أن أسلوب القمع والتنكيل والسجن والتخويف والإرهاب لا يجدي مع الجماعة نفعا. الحل أن تجلس السلطات إلى مائدة الحوار وتكف عن ظلم الجماعة. وتستمع إلى كلمة الحق والنصح من أفواه المخلصين لهذا البلد. وإلا فالطوفان قادم لأن الظلم مؤذن بالخراب ).
ج /" الداخل والخارج " حيث تفصح الجماعة في موقعها الإلكتروني عن واحدة من الرسائل كالتالي ( رسالة بالغة الأهمية تلك التي بعثت بها جماعة العدل والإحسان إلى الداخل والخارج، إلى أعضائها المنتظمين في صف دعوتها من الرجال والنساء، وإلى المتابعين والمراقبين الموضوعيين منهم والمتربصين. مفاد الرسالة أن الجماعة لا تفرط في أبنائها ولا تمنحهم لقمة سائغة للعُقاب حين ينزل ظلما العقاب، بل تحتضنهم وتدعمهم وتنصرهم وتنتصر لهم.)
د / القوى الديمقراطية التي تقول لها الجماعة عبر الاحتفال إياه : إن القتل السياسي عقيدة الجماعة ومبدؤها الذي يصنع من القتلة أبطالا ، ولن تتردد الجماعة في ممارسته متى اقتضت مصلحتها ذلك. وفي هذا تذكير بوعيد الشيخ "وإنه دائما الإسلام أو الطوفان" ، وإنها "المقاتلة عاجلا أو آجلا" .
فهل ستعي الأطراف المعنية فحوى رسائل الجماعة ؟



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .
- معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .
- هل يمكن أن تكون مدونة الأسرة قاطرة للإصلاحات الشاملة ؟
- القيم بين الخصوصية والكونية .
- الدولة بين اتهامات الإعلاميين ومخططات الإرهابيين .
- أما آن للحكومة أن تتحمل كامل مسئوليتها تجاه الشعب ؟
- مواجهة الإرهاب والتطرف ضرورة تحتمها نوعية الخلايا المفكَّكة ...
- 11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الدي ...
- لم يتمسح مصطفى العلوي بأعتاب الشيخ ياسين ؟
- جماعة العدل والإحسان حركة انقلابية ترفض العمل في إطار حزبي . ...
- هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ...
- جماعة العدل والإحسان وعقيدة رفض الإقرار بمشروعية النظام المل ...
- جماعة العدل والإحسان تنتقد مجمّليها لدى النظام والرأي العام ...
- تأهيل الأئمة مدخل رئيسي لتأهيل الحقل الديني .
- لما ينتقد الملك انتظارية الحكومة وسلبيتها .
- البيجيديون وخطيئة الاحتماء بالأجنبي .
- إستراتيجية تأهيل الأئمة ضرورة أم غاية ؟
- هل ثقة الملك في الحكومة تحميها من كل تعديل أو إسقاط ؟
- شهادة البكالوريا بوابة مفتوحة على المجهول .
- هل فعلا لفظ الجلالة وتقبيل يد الملك هما ما يمنعان جماعة العد ...


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل ستعي الجهات المعنية رسائل جماعة العدل والإحسان ؟