أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - من يلعب بنار التطرف تحرقه .















المزيد.....

من يلعب بنار التطرف تحرقه .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 08:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعيد وحيد حامد مؤلف مسلسل "الجماعة" إلى الذاكرة تاريخ تشكل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتواطؤ السلطة معها في ظل حسابات أرادتها الدولة محدودة في الزمن وأرادتها الجماعة مفتوحة على المستقبل تتجاوز ضبط التوازن وإضعاف الخصم السياسي إلى زعزعة الاستقرار والعمل على إقامة نظام سياسي يحكم باسم الدين . وتؤرخ تجربة الجماعة في مصر لانقلاب التنظيمات الدينية على أولي النعمة والأمر حالما تشتد الشوكة وتحين أول فرصة . ولم تتفرد مصر بتجربة الانقلاب على أولي القرار والنعمة ، بل شملت كل التجارب التي عرفتها الدول العربية والإسلامية والتي قامت على تواطؤ السلطات مع التنظيمات الدينية . والأحداث التي تعاني منها كثير من هذه الدول تثبت أن ذاكرة أصحاب القرار ضعيفة وحكمتهم منعدمة . فجميع الأنظمة التي رعت وتواطأت مع التنظيمات الدينية كانت أولى ضحاياها ،لأن "طباخ السم بيذوقو" كما يقول المثل المصري . فكل التنظيمات التي تتأسس على عقائد التكفير والكراهية تنتهي إلى تنظيمات إرهابية تشرعن قتل الأبرياء وترويع الآمنين . فالدين أوسع وأرحب من أن يحتكره مذهب أو جماعة أو تنظيم . وأي مسعى لاحتكار الدين يقود حتما إلى العنف ثم الإرهاب . كما أن أي ميل لتوظيف الدين لأغراض سياسية يُنتج إما الاستبداد ــ في حالة الأنظمة السياسية ــ أو الإرهاب عند التنظيمات الدينية . ويهمنا ، في هذا المقام ، إعطاء بعض الأمثلة عن انقلاب التطرف ضد صانعيه والمتواطئين مع تنظيماته ، على اعتبار أن التطرف لا أمان له .
نموذج دولة الباكستان التي سيتبنى فيها نظام ضياء الحق ــ الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري ــ المناهج الإسلامية المتشددة في بداية الثمانينيات إثر اندلاع ما عُرف "بالجهاد الأفغاني" وانخراطه في الحرب بالوكالة ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان ، من جهة ، ومن أخرى سعي النظام إلى إيجاد قوى داخلية تدعمه وتقويه ضد القوى السياسية المناهضة للحكم العسكري . في ظل هذه الأوضاع ستنتشر المدارس القرآنية التي تلقن طلبتها فقه الكراهية والتشدد وتحرضهم على القتل باسم "الجهاد" ضد "الكفار" و"المرتدين" . وحسب التقديرات الرسمية ، يبلغ حاليا عدد المدارس الدينية في باكستان 15 ألفا، يدرس بها 5 ملايين طالب معظمهم من الأطفال والشبان اليتامى أو الذين ينتمون إلى الأسر الفقيرة التي لم تستطع تحمل مصاريف الإعالة والدراسة . فتتولى هذه المدارس القرآنية إيواءهم وتعليمهم . وحتى بعد رحيل نظام ضياء الحق ظلت الحكومات الباكستانية على تواطؤ مع التنظيمات الدينية المتشددة ، إذ سبق للراحلة بنازير بوتو أن صرحت في تجمع ضم الآلاف من أنصارها وقبل بضعة أيام من مصرعها بأن الرئيس آنذاك برويز مشرف لم يفعل شيئا لإصلاح المدارس الدينية التي ، في معظمها ، تعلم طلابها كيفية صنع القنابل وطريقة استعمال البنادق وتحريضهم على قتل النساء والأطفال وكبار السن. بل إن المشرفين على هذه المدارس القرآنية هم الذين طلبوا من الأطفال حمل القنابل في عيد الأضحى وقاموا بالهجوم الانتحاري لقتل وزير الداخلية السابق حيث ذهب ضحيته 150 ما بين قتيل وجريح. حقيقة أقرها مولانا عبد العزيز الإمام السابق للمسجد الأحمر بقوله (يكلف الإسلام كل رجل وامرأة بالاستعداد للجهاد. ونؤمن بضرورة معرفة نسائنا كيفية استخدام الأسلحة الأوتوماتيكية مثل الكلاشنيكوف. نساؤنا يمكنهن استخدام الأسلحة الكيماوية. لقد دربناهن على ذلك في موقع سري ). وتشكل المدارس القرآنية المنبع الرئيسي للتطرف والإرهاب تسندها التيارات الدينية المتشددة التي تمثل قوة سياسية وعسكرية ضاغطة عجزت الحكومة الباكستانية حتى الآن عن احتوائها أو محاصرة نفوذها بعد أن مكّنتها ، في فترة سابقة ، من فرض تطبيق الشريعة في كثير من الولايات الباكستانية . لدرجة أن 8 في المائة فقط من المدارس القرآنية وافقت على احترام القوانين الجديدة المتعلقة بشروط التسجيل التي وضعتها الحكومة سنة 2005 . ولم يطف موضوع المدارس القرآنية في باكستان على واجهة الأحداث إلا بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن في يوليوز 2005، والتي أدت إلى مقتل 52 شخصا، حيث ثبت أن بعض منفذيها على علاقة بهذه المدارس إما درسوا بها أو هم على علاقة مباشرة بمدرسيها وعلمائها. وليس غريبا أن تصبح التيارات الدينية المتشددة بمثل هذه القوة والنفوذ ، مادام التواطؤ قائما بينها وبين أطراف داخل السلطة والأجهزة الأمنية والعسكرية . وهذا ما سبق وأكده إمام المسجد الأحمر بضعة أياما قبل اقتحامه في يوليوز 2007 في حوار له مع جريدة الشرق الأوسط حيث قال (لا نحصل على دعم من أي شخص. ولكنك ترى العديد من الاشخاص من الشرطة والإدارة يأتون إلينا ويبلغوننا بصحة ما نفعله. وعندما بدأنا حركتنا ضد هدم المساجد في إسلام آباد اتصل بنا العديد من رجال الشرطة وابلغونا تأييدهم. وبالمثل، وفي الوقت الراهن نحصل على رسائل دعم سرية. ولذا في مثل هذا الموقف، فإن الحكومة تشعر بالقلق وهي ليست على استعداد لاتخاذ أية إجراءات، لأن العديد من المسؤولين هددوا بالاستقالة. ) . إن هذه التواطؤات لم تزد التنظيمات الدينية إلا تشددا وإصرارا على مقاتلة الحكومة وتكفير الجيش الباكستاني الذي لم يستطع القضاء على حركة طالبان الباكستان وليدة المدارس القرآنية برعاية الدولة . فقد أصدر مولانا عبد العزيز فتوى ضد ضباط الجيش الباكستاني الذين ذهبوا لقتال عناصر طالبان ورجال القبائل في الشريط الحدوي مع أفغانستان ، قال فيها «ضباط الجيش الباكستاني الذين يقتلون في الاشتباكات مع الطلبة ورجال القبائل ليسوا شهداء، ولا يجب تكفينهم شرعا» . وأعمال العنف والعمليات الانتحارية التي تنفذها التنظيمات المتطرفة ، وعلى رأسها حركة طالبان الباكستانية ضد الجيش والأجهزة الأمنية والمذاهب والطوائف الدينية ، هي نتيجة حتمية لزراعة التطرف ورعاية تنظيماته على مدى عقود سبقت حتى باتت الحكومة عاجزة عن السيطرة على العنف رغم ما جندته من عدة وعتاد عسكريين في حربها ضد حركة طالبان الباكستانية التي تستغل حاليا الأوضاع المترتبة عن الفيضانات لتوسيع نطاق عملياتها الإرهابية قصد زعزعة الاستقرار وإضعاف سلطة الدولة وأولي النعمة . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .
- حوار لفائدة جريدة المنعطف


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - من يلعب بنار التطرف تحرقه .