أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .















المزيد.....

ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 00:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن الأحداث الأليمة التي عاشتها مدينة العيون يوم الاثنين 8 نونبر كانت نتيجة لعاملين رئيسيين :
العامل الأول : يتمثل في جو الحريات الفردية والجماعية التي يتمتع بها مواطنونا في الأقاليم الصحراوية ، وباتت سلوكا اعتياديا لا يشوبه الخوف أو الحذر . وهذا مكسب هام لا ينبغي التفريط فيه أو الانقلاب عليه . ذلك أن المناخ الديمقراطي على مستوى الحريات الفردية يتناغم مع الإرادة الملكية في جعل الأقاليم الجنوبية قاطرة لدمقرطة الشأن العام ودمقرطة المجتمع . وإذا كانت السياسات السابقة على عهد الملك الراحل الحسن الثاني اتخذت من قضية الصحراء مسوغا لكبح الحريات وتأجيل الإصلاح السياسي والدستوري ، مما أعطى لخصوم وحدتنا الترابية ذرائع شتى مكنتهم من تسويق بضاعة بائرة وأكسبتهم تضامنا دوليا لم يكونوا بالغيه لولا الوضعية المقلقة التي كانت عليها حقوق الإنسان في بلادنا؛ فإن النهج الذي اختاره المغرب على عهد الملك محمد السادس يروم تصحيح الأوضاع وإطلاق ديناميكية تجعل من الأقاليم الصحراوية مختبرا عمليا للخيارات الإستراتيجية التي يستعد المغرب لتعميمها على كافة ترابه الوطني ، وفي مقدمتها الجهوية الموسعة بما هي إشراك فعلي للمواطنين في إدارة شؤونهم المحلية وجعلهم في قلب هذه الديناميكية التنموية . فالخطاب الملكي حسم هذا الخيار كالتالي (مهما كانت التطورات الإيجابية لقضيتنا الوطنية، فإن مواكبة تحولاتها، وكسب معاركها، ورفع تحدياتها، رهين بمواصلة تفعيل محاور الإستراتيجية المندمجة، التي أعلنا عنها، في خطاب المسيرة السابق . أولها : الجهوية المتقدمة، التي أطلقنا ورشها ؛ والتي ستكون الأقاليم الصحراوية، في صدارة إقامتها ؛ بما تنطوي عليه من توسيع التدبير الديمقراطي الجهوي، وتعزيز حقوق الإنسان، بآليات جهوية ومحلية، وبما تقتضيه من جعلها في طليعة اللاتمركز). ومن أجل تعزيز موقف المغرب وكسب التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في كل المحافل ، لا خيار عن تعزيز الحريات وضمان الانخراط الواعي والفاعل للمواطنين في تدبير شؤونهم المحلية والجهوية . فزمن الوصاية على المواطنين قد ولى بعد أن قاد فئات واسعة منهم إلى حافة التذمر والسخط من واقع التهميش والهشاشة والفقر الذي يسحقهم بدون رحمة . إلا أن دعم الحريات وحقوق الإنسان لا ينبغي أن يعطل أو يشل دور الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن وضمان السكينة لعموم المواطنين حرصا على سلامتهم وممتلكاتهم ، كما حدث عند اندلاع أعمال الشغب والتخريب حيث كانت العناصر الأمنية مجردة من أسلحتها ؛ مما أفقدها ، ليس فقط حماية الممتلكات العامة والفردية ، بل الدفاع عن نفسها وأرواحها . وبسبب ذلك سقط هذا العدد من القتلى في صفوف هذه الأجهزة .
العامل الثاني : يكمن في طريقة أداء السلطات العمومية والمؤسسات المنتخبة على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي . ذلك أن المطالب التي رفعها المواطنون قبل الانتقال إلى مرحلة الاحتجاج عبر نصب الخيام ، لم تكن معجزة لهذه المؤسسات التي وُجدت في الأصل لخدمة المواطنين . إذ ليس من المقبول أن تقف هذه المؤسسات المنتخبة والأجهزة الأمنية متفرجة أمام توالي الوقائع ، بدءا من فكرة الاحتجاج والتعبئة له في صفوف المحتجين ، ثم التحضير المادي له وانتهاء بنصب الخيام . كل هذا لم يقع بين ليلة وضحاها ، بل سبقته مؤشرات كان على السلطات العمومية والمنتخبة التعامل معها بروح المواطنة وحس المسئولية . إن ترك الحبل على الغارب في مثل هذه القضايا لن يجلب إلا الكوارث . وهذا ما حصل فعلا بالعيون ، والذي كان من الممكن تفاديه بأدنى مستوى من التنسيق بين المؤسسات والمصالح الخارجية للوزارات المعنية . بل الحس الوطني يستدعي استباق العوامل التي قد تشوش على جهود المغرب في كسب المزيد من الدعم والتأييد لمقترح الحكم الذاتي ، فضلا عن تعزيز وتقوية موقف المفاوض المغربي . لا شك أن تهيئة تجزئات سكنية بأسعار تفضيلية لفائدة ذوي الدخل المحدود ، أو حتى مجانا للأرامل ومن هم في وضعية العوز ، لم يكن ليعجز مدبري الشأن المحلي سيما والبيئة الصحراوية تسمح بإيجاد الوعاء العقاري المناسب في السعر والموقع . ولا أعتقد أن المصالح المركزية ستعرقل جهود المؤسسات المحلية أو الإقليمية . لكن العقلية البيروقراطية هي التي حالت دون أن تضطلع هذه المؤسسات بمسئولياتها تجاه المواطنين ، وركنت إلى لغة التسويف وانتظار الأوامر من المركز . إزاء هذه العقلية وطريقة إدارة الشأن المحلي التي تعرقل جهود التنمية المستدامة ، جاء القرار الملكي مستجيبا لمطالب المجتمع المدني والرأي العام الصحراوي بضرورة تغيير تركيبة الكوركاس حتى يكون هيئة تمثل كل الفاعلين . وهذا ما نص عليه الخطاب الملكي كالتالي ( دمقرطة تركيبته : بجعلها منبثقة ومنحصرة في الهيآت والشيوخ والشخصيات ذات الصفة التمثيلية، وتعزيز انفتاحه على النخب الجديدة، ولاسيما منها المجتمع المدني المحلي، الحقوقي والشبابي والنسوي؛ وكذا القوى المنتجة، وممثلي العائدين إلى الوطن، والمقيمين بالخارج ). ولتكن دمقرطة الكوركاس مقدمة لدمقرطة كل المؤسسات المنتخبة حتى تكون في خدمة المواطنين وتحمي الملك العام من النهب والتبذير اللذين خلقا تذمرا واسعا بين الصحراويين . بالتأكيد أن المغرب يواجه تحديات أكبر وأخطر مما كان عليه الأمر في السابق . الأمر الذي يفرض على بلادنا الانتقال إلى موقع الهجوم بدل الركون إلى الدفاع . وموقع الهجوم يقتضي العمل على مستويين :
المستوى الأول : الشروع العملي في إرساء القواعد الأساسية للحكم الذاتي عبر دمقرطة المؤسسات المنتخبة بما يضمن التمثيلية الحقيقية للمواطنين في الأقاليم الجنوبية . دون هذا ستظل هذه المؤسسات تعوق نجاح المغرب في إقناع المنتظم الدولي بأجرأة الحكم الذاتي وتحويله من مقترح إلى واقع معيش يشهد العالم بجدواه وفاعليته . لهذا يكون واجبا الشروع في تدريب المواطنين على إرساء أسس الحكامة الجيدة بكفاءات محلية تحظى بالمصداقية لدى الصحراويين وتكسب دعمهم وانخراطهم الجاد في المشروع ، وتثبت للرأي العام الدولي جدية الطرح المغربي ومصداقيته.
المستوى الثاني : تجنيد كل الطاقات المحلية أساسا ( الإعلام ، المنتخبون ، المجتمع المدني ، الهيئات الحقوقية .. ) للدفاع عن الوحدة الترابية بما يقنع الرأي العام الدولي بأن هذه الأصوات صادرة عن أصحاب الشأن المعنيين مباشرة بالقضية . فضلا عن حسن استغلال الخروقات التي يرتكبها أعداء وحدتنا الترابية والتي تمس حقوق الإنسان داخل مخيمات تندوف . فالمغرب مطالب بالبحث عن أنجع السبل للتأثير في الرأي العام الدولي ، خاصة الفرنسي والإسباني ، وإقناعه بعدالة قضيتنا والفظائع التي ترتكبها جبهة البوليساريو في حق المحتجزين بتندوف . بل المطلوب الآن حسن توظيف المعطيات المتوفرة عن العناصر المتورطة في قتل رجال الأمن والدرك وتخريب الممتلكات ، بدءا بإنجاز تحقيقات وشرائط وثائقية وتسجيل اعترافات المجرمين والعملاء الجزائريين والتشاديين وغيرهم ممن ثبت تورطه في الأحداث حتى تكون للمغرب حجة قوية عن المخططات الإجرامية للبوليساريو والجزائر يحاجج بها أمام المنظمات الدولية . بل لتكن محاكمة المجرمين علنية تستدعى لها الصحافة الدولية وخاصة تلك التي احترفت تزوير الحقائق والكيل بأكثر من مكيال . إن المغرب أمام حروب متعددة عليه أن يخوضهما بحزم وكفاءة : أ ـ حرب إعلامية تشنها الأطراف المعادية للوحدة الترابية . ب ـ حرب استخباراتية تقتضي اليقظة اللازمة لرصد العملاء والمخططات التخريبية التي تستهدف زعزعة الاستقرار .ج ـ حرب دبلوماسية تخوضها دول مباشرة ضد المغرب وأخرى بالوكالة مثل : نيجيريا ، جنوب إفريقيا ، إسبانيا التي لا تكف عن ابتزاز المغرب بكل السبل الدنيئة . لهذا لا خيار أمام المغرب سوى الانتقال إلى أجرأة الحكم الذاتي وتقوية دول الحق والقانون .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .