أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أول الغيث قطر.......















المزيد.....

أول الغيث قطر.......


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان من العراقيين المتضررين من الموت السريري للعملية السياسية بعد طول انتظارهم ويئسهم تماما من حصول أي توافق من شانه أن يخرج العراق من عنق الزجاجة حين بلغ الأمر حدا من الفوضى السياسية والأمنية وما يحيط بهما من خدمات وفرص عمل وتفكك في الوضع العراقي برمته، فجاءت المبادرة الحلوة وانفكت الجبسة واستبشر الناس خيرا واغتباطا وخرج المهضومون عسى ولعل أبواب الفرج قد بانت حتى وإن كانت نصف مفتوحة لتشكل انتقالة باتجاه فك اشتباكات المشاكل العويصة.
كل العراقيين يريدون السلام والأمن والخير والطمأنينة والرفاه وعليه فهم يريدون من كل الكتل والأحزاب والأفراد والمتناطحين أن ينقوا الأجواء ويفتحوا قلوبهم وصدورهم وحتى أكبادهم بعضهم صوب البعض الأخر لتعود بالخير والنفع العميم على جميع العراقيين آمين يا رب العالمين.
ويبقى الرأس وما فيه والقلب وما يضمر والنوايا وما تختزن والتربية وما تقود صاحبها خصوصا إذا كانت هذه التربية حقنة تلقيح هائلة المفعول قد تلازم صاحبها حتى قيره تيمنا بالقول المأثور: لا يغير ما في الأبدان إلا الأكفان.
وعليه وبناء على ما تقدم يمكننا القول أن من ينطبق عليهم هذا التوصيف وهذه البلية هم البعثيون ودون أن نظلم أحدا، علما إنهم هم من يظلمون أنفسهم، نحيل القارئ للتاريخ ليتبين هو بنفسه أن ما ذهبنا إليه هو الصحيح والقرائن بإمكانها أن تملا خزائن دولة كورسيكا والهندوراس بعد ان أثقلت خزائن الشقيقة قطر.
كنت أنا ابن الرابعة عشر حين رأيت بأم عيني كيف كان الحرس القومي يعيث فسادا وفتكا وقتلا واغتصابا بحياة وأعراض الناس وخصوصا العراقيات، ولا زال خدي الهشيش يرتجف كلما تذكرت تلك المرحلة وذلك (الراشدي) الكف المخيف من لدن معلمي احد أعضاء هذا الحرس الجيفة وكان اسمه وصفي، إذ ما أن علم بان آخي معتقل في نقرة السلمان عالجني بصفعة مدوية أقعدتني في الفراش أكثر من عشرة أيام دون ان تتحرك فيه ذرة من ضمير أو مشاعر إنسانية لصفع طفل لا ذنب له سوى انه حمله مسؤولية انتماء أخيه للحزب الشيوعي وبتلك الطريقة المتوحشة، وهذا مثل بسيط من مئات الآلاف من أفعال تلك الشرذمة والحشرات القذرة.
وقبلها يعرف القاصي والداني ماذا فعل البعثيون بالحركة الوطنية وبالحكم الوطني في العراق وكم كالوا المؤامرات تلو الأخرى فقط لبث الفوضى وخلق حالة من الإرباك والهلع وسط الناس لإشباع نوازع الحقد في نفوسهم، لنصل إلى ما بعد عام 1968 وما ارتكبوه من خراب وكوارث حتى زحفت الإبادة إليهم وعلى أيدي رفاق الأمس لنصل بقطارنا لمحطات الحكم البعثي إلى سقوط الصنم وما رافقته من أحداث ودروس وعبر ولكن هل ارتدع البعثيون وهل استفادوا مما حصل وهل قرءوا المشهد السياسي بعقلانية التوازن النفسي والجسدي والذهني. لا ..مطلقا... بل استشرت حالاتهم المرضية وعادوا أكثر عدوانية ورغبة بالفتك بالآخر ونشر الخراب وهو ذات الديدن ونفس السلوكات التي عانى منها الجميع ولعلهم هم أنفسهم من قاسى من ذات الأفعال البربرية ولكنهم يفعلونها بطيب خاطر وراحة ضمير إن بقوا يحتكمون على ضمائر.
نصل الى محطتنا اليوم لنوجه البوصلة صوب بقايا هذه المخلوقات ونطرح ذات السؤال المكرور. عل استفاد البعثيون من التطورات والهزات والزلازل التي وقعت ليراجعوا انفسهم وملفاتهم وينفتحوا على انفسهم والاخر ممن يغليرهم الراي والموقف؟
نتمنى صادقين ذلك وكم يسعدنا ان نرى يوما بعثيا يخرج علينا عبر وسائل الاعلام ويقرا علينا بيانا يدين فيه كل ما مر من تجاوزات ويعترف بالاخطاء ويطلب السماح من الضحايا وذويهم ويفتح منلفذ جديدة من العلاقات الانسانية مع كل العراقيين بشتى مللهم وانتماءاتهم.
نسال العلي القدير ان يحقق رغباتنا هذه ونشهد اليوم الذي يتحقق فيه هذا الامل.
انما كلما خطونا خطوة واحدة نحو افق جديد من الانفتاح يدفعنا الاخرون من ذات العينات عشرة ياردات بالتمام والكمال بسبب تصريحاتهم وعنادهم وانغلاق كحوفة ادمغتهم.
ونحن نعيش على امل واهي نتذكر ما قاله وفعله وصرح به نفر من البعثيين كونهم يتفاخرون بانتمائهم للحزب الفاشي رغم كل ما حصل.
بهذا هل نحن نظلمهم آم هم من يظلمون أنفسهم؟ ورغم أننا أتخمنا هذا الموضوع إيلاما وحزنا لما جرى فلا بأس من التذكير المستمر لان ما حدث في العراق من مظالم حالة قد لا تكون قد حدثت وتحدث في تاريخ البشرية.
طيب..... ونحن نشاهد احتفالية التنصيب جاءت كلمة السيد رئيس البرلمان أسامة النجيفي غائمة ومغبرة ولا لون لها ولا بوصلة، فهو لم يتطرق إلى الإرهاب ولم يدينه ولم يتناول ولو من باب الإنصاف كلمة نقد واحدة للنظام البائد الفاسد ونستشف منه عنجهية واعتداد مغالي في النفس رغم أنني لا اعرف الرجل ولا ماضيه ولا يمكن أن أوجه له اتهام ولا كلمة تأنيب إنما ما نويت قوله هو مجرد ملاحظات يمكن لأي مراقب بقراءة الناس سايكولوجيا مع تجربة أربعة عقود في هذا المضمار، أن يلاحظ هذه الإمارات على السيد النجيفي وهو يفتتح الجلسة البرلمانية بعد أن أصبح رئيس ممثلي الأمة.
أليس من حقنا نحن ضحايا القمع البعثي الفاشي أن نحترس ونأخذ حذرنا لئلا نستيقظ يوما ويفاجئونا السيّافون البعثيون بجز رقابنا التي ما عادت كرقاب البشر من شدة الهلع بأنها معرضة للحصاد البعثي في أية لحظة.
الحذر مطلوب وواجب لان المرء العاقل لا يلدغ من جحر للمرة العاشرة.
خاتمة القول وبقلب مفتوح ونية صادقة أدعو الكل إلى التصالح والتراضي والمحبة ونسيان ما جرى مع محاسبة القتلة والمجرمين لان الاحتراب لا طائل من ورائه ولا يقود لأية نتيجة ومن شانه أن يبقي البلد ومواطنيه تحت رحمة الموت والخراب والكوارث والكل خاسر لان الرابح هو من ينزل من برجه العاجي ويعيش وسط المسحوقين ويشعر بمعاناتهم ويترك السلطة في المقام العاشر لان الكرسي زائل والسلطة مغادرة والبشر راحلون هذا الخطاب لذوي الرجاحة والعقل أما المخبولون فلهم حكاية أخرى. والهداية الهداية لأجل العراق وأمنه ورخاء شعبه يا أصحاب الريادة والسيادة أكرمكم الله بسلوك طريق الصواب وكفاكم حقدا وغلا ورغبة في تغييب أحدكم للآخر.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - أول الغيث قطر.......