أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟














المزيد.....

هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا غرو إن الانتخابات وما سبقها وما رافقها وحتى بعد أن أدلى العراقيون بأصواتهم الغالية تعتبر نقلة نوعية في مسار الوضع السياسي بعد أن نال العراقيون حريتهم واستبشروا بسقوط النظام العفلقي البعثي الفاشي وأصبحت سمة الوضع السياسي في العراق هي الديمقراطية وقبول السياسيين العراقيين بالتناول السلمي للسلطة التي لم يكن مثل هذا التقليد الحضاري معروفا للعراقيين لأنهم خرجوا للتو من قبضة السلطة الفاشية التي أرخت بظلامها وقسوتها على تفاصيل الحياة العراقية وبات العراقي في قفص البعث المجرم لا يهش ولا ينش خوفا من المحو الذي يتربصه في أي وقت وحين، هو، ومن سلم عليه يوما وهو في طريقه إلى العمل ناهيكم عن الموت الذي طال القريب الخامس ولعل القريب الثلاثين.
هذا هو الجانب المفرح في الانجاز الذي تحقق للعراقيين للخروج من المحنة التي امتدت لأربعين عاما من القهر والضيم وتغييب الناس لأتفه الأسباب
أما الواقع المر فهو بروز ظاهرة مرة وغريبة ومقززة في العراق تلك هي مسالة الطائفية والتشرذم الخطير الذي قسم العراق إلى محافظات ومناطق وشوارع وحتى بيوت الحارة الواحدة، هذه للسنة وهذه للشيعة وشجع هذا الوضع المتخلف دخول البعثيين الفارين وقتلة القاعدة على الخط لكونهم وجدوا الطريق سالكة للدخول والذوبان وسط الطائفيين لينفذوا أهدافهم، ساعدهم على ذلك وجود الأطراف الاثنية المتناحرة والتي وصل بها الغباء إلى تصفية احدهما الآخر وبأقذر الوسائل من قتل وتصفيات وتهجير دون رحمة، ناسين إنهم أبناء وطن واحد وقدرهم الذي لا مفر منه التعايش والتساكن والتمازج فيما بينهم لكن من حرّك وغذّى وبارك وساند هذه المذابح عراقيون مجرمون اتخذوا من السياسة طريقا سالكة لتنفيذ مشروعهم الإجرامي متخذين من البسطاء ومسلوبي الإرادة وممن لا حول له ولا قوة مادة وسلاحا خطيرا للتنفيذ. فالمليشيات الشيعية بكل ألوانها دججت بالأسلحة، والسنية هي بدورها تنكبت الأسلحة، إنما السؤال الحارق، من يقاتل من؟ يظل الجواب المر وصمة عار في تاريخ العراق الحديث وان يتحول الساسة إلى سماسرة حرب في وطنهم، ولماذا؟ فقط لكونهم يسعون بتكالب على الامتيازات والمناصب والجاه والحظوة واللعنة على كل شيء، سياسيين بكل مرجعياتهم الغبية ومكاسبهم الوضيعة وبالتالي بقي العراقي المسكين رهين هذه المفاصل الخبيثة وضحية كل الفوضى والخبصة الفارغة والعراق الذي عاد كبش فداء ولم نعد نعرف لكثرة القلاقل واللغط الذي بات سمة للوضع السياسي الكارثي طبيعة هذه الفوضى القاتلة وفتح السياسيون الافذاف بتناحراتهم الأبواب على مصاريعها لكل الحاقدين والطامعين والمتربصين من دول جوار وغيرها بالعراق الذبيح .
من من السياسيين الذين حصدوا أصوات الأبرياء وأولاد الخايبة أن يطل علينا وباعتداد لا حدود له ليقول لنا انه ربح تلك الأصوات بكفاءته وسمعته الوطنية وبرنامجه الذي سيغير جذريا حالة الخراب التي تعم كل شبر من الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ومن منهم يتفاخر بأنه ابن العمارة أو الناصرية أو البصرة قد نال ثقة أهل تكريت والرمادي وحتى عينكاوة. ومن من ترشح من أهل الفلوجة يتفاخر بأنه كسب أصوات أهل السماوة وأهل الديوانية وأهل عفج.
هكذا نريد المرشح كعراقي ينتمي لتراب الوطن أينما حل وتحرك ونال ثقة الناس لنصفق له جميعا ونعترف بأهليته وكفاءته واستحقاقه الوطني.
لا نريد أن نكذب على أنفسنا ونمارس الزيف على الآخرين ونقنع المراقب بان انتخاباتنا كانت أصيلة ولا تنتمي إلى الطائفة والمناطقية والمذهب.
رغم كل شيء ليس لنا إلا أن نبارك هذا المنجز الذي قد يؤسس لتقليد جديد ما تعود عليه العراقيون على أمل أن تتطور التجربة لتمزق ثوب الطائفية التي يعرف الجميع أنها سمة العرس الانتخابي ويا للأسف، ولولا الانتماء المذهبي واستغلال عواطف الناس ومشاعرهم التي تطغى على رجاحة وعيهم لما فاز من لا يستحق أن يقود فصيلا من الجنود الجدد لا العملية السياسية بكل تعقيداتها وبلاويها. ودعونا نكون واضحين مع بعضنا ولا نبيع (المية بحارة السقايين) ويقول المثل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
من جعل القائمة العراقية تحصل على كل هذا العدد من الأصوات ودولة القانون تقاربها والصدريون بأربعين مقعدا وبقية الكتل؟ ومن جعل كتلا وطنية ومعروفة بولائها للوطن ولها تاريخ مشرف بذلك كاتحاد الشعب وقائمة مثال الآلوسي وغيرها، تلك كانت هي الطائفية المقيتة سادتي، فالسنة نافسوا الشيعة والشيعة سارعوا لسحب بساط السلطة من السنة واللعنة الأبدية على كل من اوجد وغذا هذه التوصيفات المقززة، إنها جماهير كل فصيل ممن عمل الخطاب الديني والقومي والمذهبي فعله في تحريك عواطفهم ونزوعهم الضيق في التبعية العمياء لكل فئة متنافسة لا على أساس التنافس الوطني الأصيل، بل استغلالا لهذا الوضع المتردي من الوعي لغالبية الناس لتكريس أسس الخراب للوطن والمواطن ورهن مستقبل العراق تحت رحمة هذا النزوع الأرعن والجديد على قيم العراقيين النبيلة.
كلنا أمل مستقبلا على أن يخرج العراق من هذه الدوامة لنجد أن الأكفأ والأجدر من العراقيين هو الذي نصفق له من القلب وبفخر واعتزاز، أما من يقف بعداء إزاء ما يجري في العراق من قيم وممارسات ديمقراطية جديدة رغم مثالبها الكثيرة فليس أمامنا من اختيار سوى الحرص على التوحد لإفساد مشاريعه التخريبية.
[email protected]




#جواد_وادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
- لا تجعل صوتك طعاما للحيتان
- ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نم ...
- الشاعر مولاي ابرهيم في اصداره الجديد
- الام يبقى مبدعو المنافي مبعدون ومحاصرون؟
- حققوا جيدا في هويات اعضاء هيئة التمييز
- تذكروا شباط الاسود
- الرئاسات الثلاث وشفط الدهون


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟