أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد وادي - تذكروا شباط الاسود















المزيد.....

تذكروا شباط الاسود


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 23:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا نريد من كل العراقيين أن ينسوا أو يتناسوا هذا اليوم الحزين والقاتم في تاريخ العراق وفي حياتهم التي حولها الانقلابيون إلى جحيم وخوف ورعب وقدر لعين خيم عليهم وأحال حياتهم إلى ظلام رهيب وموت كان يزحف إليهم في أية لحظة وحيث يكونون.
مجموعة من المجرمين القتلة منهم البعران (وحاشى البعران) مقارنة بأفعالهم ومنهم الفتية الذين تربوا على قاموس اقتصر عليهم دون سواهم من البشر ولا ندري لماذا أهمل المعجميون هذا الانجاز الموردي البعثي الغني بالمفردات وصاغوه مجلدا من السلوكات التي تحتكم على مفردات بعثية بامتياز، حيث لا ينجز الفاشيون غير شتى صنوف الإبادة بمفردات يفتخرون بتحقيقها كانجاز عفلقي خسيس منها القتل والسحل والاغتصاب ومحو الأقربين وبقر بطون الحوامل والتعليق من الأرجل والأثداء ودفن الموتى أحياء وإعدام المعارضين برصاص اقرب الناس إليهم وإطلاق الكلاب المسعورة لنهش لحم الأحياء وتغذية الناس لا بالحليب بل بسم الفئران وهلم جرا، من توظيفات معجمية قد تفوق قاموس لسان العرب لابن منظور من أسماء وأفعال وصفات وحالات إعرابية ما انزل الله بها من قسوة.
ان الأجيال الراهنة من العراقيين ينبغي أن يكونوا في صورة الرعب المخيف والممارسات الإجرامية التي عاشوا فصلها الأخير قبيل سقوط أفواج الأوباش ورميهم إلى مزبلة التاريخ ولعمري أنها مهمة وطنية مقدسة أن تتناقل الأجيال تلك الصور المرعبة وان تكون منارهم في التخلص من حالات زرعها المجرمون في تفاصيل الوجود العراقي وداسوا على كل القيم والمبادئ التي يتحلى بها العراقيون بل تعدى سلوكهم البهيمي حدود العراق إلى أصقاع الكون قاطبة، ولا أريد من أي عراقي أن يعتبر هذه التوصيفات للأهوال التي عشناها مجرد تهويل ومبالغات وحقد لا أساس له، بل أن ما نذكره من جرائم يفوق بكثير ما ننقله لهم وهذه الحالات غير غائبة عنهم وخصوصا وقد عاشوا نهاياتها بل أن بداياتها كانت الأشرس والأكثر دموية وهمجية. وهو غيض من فيض تلك المخلوقات البهيمية.
حينما سمع العراقيون خبر الانقلاب المشئوم خرجوا عن بكرة أبيهم للدفاع عن النظام الوطني الذي كان يقوده ابن الشعب البار والعراقي الأصيل المرحوم طيب الذكر الزعيم عبد الكريم قاسم وكان الجميع على استعداد تام لمقاومة الانقلابيين والاستشهاد من اجل الحفاظ على السلطة الوطنية وزعيمهم المحبوب، وقدموا أنفسهم مشاريع لقرابين من الشهداء للدفاع عن الوطن من الزحف البعثي الأصفر لكنه أبى وكعادته من المواقف النبيلة التي بقيت لصيقة له حتى أخر لحظاته خوفا على أرواح الناس، لكن العراقيين بكل مشاربهم وأطيافهم وتنوعاتهم بلوا بلاءا مسميتا وقاوموا بشراسة رغم الفارق الهائل بين أدوات دفاعهم وآلة الانقلابين العسكرية التي سحقت الناس المدافعين عن القيم العراقية الأصيلة وأبادتهم بدم بارد ورغم ذلك لم يتوقفوا أو يستسلموا وكان الفصيل الأكثر صمودا وقوة وإرادة، مقاومة الأكراد الفيليين في شارع الشيخ عمر وساحة النهضة حين ابتكروا سلاحا محليا وهو قنابل المولوتوف وهي عبارة عن قناني معبأة بالبنزين شديد الانفجار وفي رأس القنينة فتيل هو عبارة عن خرق بالية وابلوا البلاء البطولي الذي أدهش المجرمين العفالقة الذين اضمروا لهم العداء، مما حدا بهم أن يحقدوا على هذه الشريحة من الأبطال العراقيين ولاقوا ثمن ذلك لاحقا على أيادي الشوفينيين القتلة شتى صنوف العقاب من قتل وإبادة وتهجير واستحواذ على ممتلكاتهم وتصفية الشباب منهم وغيرها من أساليب جبانة لتصفية الحسابات القذرة أسوة بباقي الفصائل العراقية البطلة، وكنت أنا حينها ذلك اليافع شاهدا على فصل الدمار هذا، وبالمثل فان أهالي صرائف المجزرة من الفقراء المسحوقين من ساكنة خلف السدة كانوا أبطالا حقيقيين ومنعوا مقاتلي البعث المجرم من الدخول إلى أحيائهم وبقي الرصاص يلعلع لأيام قبل أن يستبيح المجرمون الأحياء والشوارع والبيوت ويعيثوا بالناس من كل الأعمار قتلا وسحلا وتنكيلا بطرق لا زالت عالقة في أذهاننا نحن الصبية ونحن نسمع صراخ أمهاتنا وهوسات إخوتنا وآبائنا، ولا يمكن ولحقبات طويلة أن تنمحي تلك الصور البشعة والمقززة من مخيلتنا نحن جيل العذابات الذين تربينا على صور الموت المجاني واختلفنا دونا عن خلق الله من البشر في أصقاع الدنيا بدل أن ننعم بحياة هانئة وطفولة بعيدة عن صور الممارسات المخيفة للبعثيين، لهذا السبب لا يمكن أن نثق أو نتقرب أو نمحو من ذاكرتنا ما فعله المجرمون الفاشست.
كان الفصيل الذي نال حصة الأسد من القمع البعثي البشع هم الشيوعيون العراقيون وبطرق بربرية تمت تصفية خيرة قادة العراق الوطنيين من قادة الحزب الشيوعي العراقي الخالدين مثل سلام عادل ومحمد حسين أبو العيس وعبد الجبار وهبي والعشرات من خيرة أبناء العراق وزحفت الإبادة إلى اصغر صديق للحزب حتى اليافعين وصغار الأطفال ناهيكم عن انتهاك الأعراض والاغتصاب وما سواها من سلوكات بربرية بشعة تقشعر لها الأبدان حين تذكرها.
على كل الفصائل السياسية العراقية التي كانت مادة للبطش البعثي، علمانية كانت أم دينية أم قومية، منذ انقلاب شباط الكارثي الأسود وما تبع ذلك من قسوة بعثية لا مثيل لها، عليهم جميعا إحياء تلك الذكرى بحزن شديد لأنها مرحلة لا يمكن نسيانها اواغفالها، إحياء لذكرى شهداء العراق الأشاوس وعلى رأسهم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم وبقية رفاقه الميامين كوصفي طاهر وماجد محمد أمين والمهداوي والمئات من الشهداء مضاف إليهم قادة الحزب الشيوعي الأشاوس وكل من سقط على مذبح الحرية بأيدي البعث الملطخة بالدماء الزكية والأبرياء من العراقيين الذين ذهبوا ضحايا للدفاع عن الشرف والالتزام والوفاء للقيم النبيلة، وندعو كل الفعاليات المجتمعية العراقية إلى إحياء هذه الذكرى وفي عموم العراق بكثير من الخشوع والتقديس لتلك الأرواح الطاهرة.
وللجيل الحالي أقول ها هم البعثيون طينة واحدة ولم ولن يتغيروا أبدا لأنهم تربوا في مدرسة البعث الفاشية التي لا تعرف من قاموسها العفن غير الاستحواذ على السلطة وإخضاع الآخر لسطوتها واستخدام كل الوسائل القذرة للوصول لأهدافها حتى وان تطلب ذلك انهار من الدم وملايين من الضحايا. فتبا لهم حيث كانوا وأينما وجدوا واللعنة الأبدية عليهم جميعا.
المجد والخلود لكل أبناء العراق الميامين الذين عبدوا طريق الانعتاق لنا جميعا وما عليه العراق الآن يعود الفضل أولا وأخيرا لهم وحدهم دون سواهم
المجد لزعيمنا المحبوب الوطني الفذ الشهيد عبد الكريم قاسم
المجد والخلود لزعماء وأعضاء الحزب الشيوعي الأباة
المجد لكل قطرة دم عراقية سالت على درب الحرية
والخزي والعار للبعث العفلقي الفاشي وسدنته المجرمين أعداء الحرية والسلام والمحبة.

أخيرا ادعو كل المثقفين والأدباء والفنانين العراقيين كلا وجنسه الإبداعي والفني في المساهمة، عملا جماعيا أو فرديا لتخليد ضحايا مذابح الانقلاب الأسود سنويا وإقامة نصب جدارية ومنحوتات تخلد لشهداء المجازر البعثية وتكرم كل الأحرار الذين قضوا على يد الفاشست الطغاة واعتبار هذا الأمر مهمة وطنية ملحة وذات وقع خاص في نفوسهم العراقية الكريمة.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئاسات الثلاث وشفط الدهون
- واين هي السيناتورة؟
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟
- اهي فكتهم ام فكتنا؟
- قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
- لا فظ فوك يا آلوسي
- واين صوت المحرمات
- الكويتيون وشبح الماضي
- القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
- الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
- تلك هي الصفاقة بعينها
- لا حل سوى العين بالعين
- الانظمة القمعية لا اعداء لها
- وشهد شاهد من اهلها
- القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
- المطلوب فضح حرابي السياسة
- اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد وادي - تذكروا شباط الاسود