أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد وادي - الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية















المزيد.....

الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 02:45
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا يهمنا من هذه المداخلة سوى الإعلام الموضوعي وغير المنحاز لهذا الطرف او ذاك تنفيذا لأجندات هدفها جعل موضوعة المواطنة والانتماء للوطن ليست من أولويات الإعلام بل الذي يهمنا مدى موضوعية ومصداقية المهمة الإعلامية ومهنيتها التي تفرض على المتلقي احترام الجهة الإعلامية والتعامل معها بحرفية وتقدير لمهمتها.
منذ حادثة حذاء الزيدي سيئة الذكر والمشاهدة، وفضائية البغدادية ما انفكت تتناول الوضع في العراق من زاوية واحدة وعين واحدة هي التركيز على السلبيات بأبشع صورها ونحن هنا لا يسعنا إلا أن نبارك الإعلام الذي يسلط الضوء على نقاط الضعف في الأداء الحكومي والمؤسسات التابعة لها بطريقة تنم عن الحرص على مساندة كل الجهود لتجاوز المشاكل التي يتخبط بها المواطن العراقي على حد سواء مع تبيان بعض ايجابيات الأداء الحكومي إن وجدت لكننا وهنا نوجه النصح لقناة العراقية بقلب محب نلاحظ نوعا من التشفي والضغينة وتصفية الحسابات وكم كان بودنا لو كان الهدف غير ذلك لان المعلن شئ والمتخفي وراءه شئ مغاير.
إننا من المواظبين على مشاهدة برنامج يسعد صباحك يا عراق لأنه نافذة حبيبة نطل بها على تفاصيل الوطن الذي حرمنا منه لأكثر من ثلاثة عقود بسبب سياسة الجلادين الصداميين، لتورثهم بعد ذلك مليشيات القتل وفصائل النحر من القاعدة وجيش المهدي وعملاء إيران، زد على ذلك نظام المحاصصة المقيت، مما اجل فرحتنا بالمبادرة في إعادة صلة الرحم بأهلنا وأحبتنا والتنسم من جديد بعبير الوطن الغالي وبقيت منافذنا الوحيدة إطلالة الفضائيات العراقية علينا لتنقل لنا بعض تفاصيل للعراق امتد حرماننا منه سنوات طويلة من الغربة والتشرد وما زلنا كذلك. أليس من حقنا على الإعلام الحالي متمثلا بعشرات الفضائيات التي نتفاخر وسط إخوتنا العرب القاطنين بين ظهرانيهم لثلاثة عقود وما يزيد بهذا الانجاز العراقي والحرية الإعلامية التي لم يكن العراقي أبدا ليحلم بالوصول إليها بعد أن تخلص من اعتي دكتاتورية فاشية في التاريخ صادرت كل شئ: الوطن والناس والفكر والمال وحرية التعبير وبات قطع الألسن سمة لكل المتطاولين على هيبة الدولة التي لم يكن لها وجود أصلا لأنها دولة بلطجة وخروج وتطاول عن القانون والقيم، دولة مبنية على لغة السوط والمعتقلات والقتل الأهوج والويل كل الويل لمن يتذمر أو يحتج أو يتفوه بكلمة ضد سياسة الحزب الصدامي المنهار وقادته الجربان.
أن تنقل لنا بعض الأمل لصور جديدة عن التحول الجديد مع علمنا بالظلم الكبير الذي لا زال يعشعش في حياة العراقي المسحوق منذ العهد الصدامي المباد لتستمر نفس المعاناة.
انه انجاز كبير بات حديث القاصي والداني من عرب وعجم وطبعا يشكل بهجة العراقيين بهذا التحول بتحرك المؤشر من أدناه الى أقصاه لا بمعناه السياسي فحسب بل بمعناه الإعلامي والفسحة الكبيرة في حرية التعبير وليتكلم الجميع بأعلى صوت وطول لسان دون خوف أو ملاحقة أو قطع السن أو وشم على الجباه وغيرها من أحكام ما خطرت ببال قرقوش وصولا إلى بتر الأيدي وقطع الآذان وسم الثاليوم وكل الأفعال القذرة والتي لا يمكن أن تخطر ببال إنسان، إنما حزب البعث الفاشي تفنن فيها وبامتياز يضاف لتاريخه الرث. ناهيكم عن مئات المواقع والصحف الصادرة ومؤسسات المجتمع المدني بأنشطتها المختلفة وغيرها من سمات المجتمع المتطلع لمستقبل إنساني مشرق.
أليس امتلاك الإنسان لحريته انجاز لحفظ كرامة الناس والاستمرار في الحياة كمخلوقات آدمية كانت قبلا مصادرة بالكامل.
هذه الحقيقة لا أجدها كمتابع للإعلام وامتلك وبتواضع دربة في التعامل مع وسائله، حاضرة في بعض فضائياتنا ومنها البغدادية والشرقية وبغداد وغيرها بعيدا عن التكلم عن فضائيات تغذي نوازع الفتك بالعراقيين مثل الرافدين فضائية الضاري الهارب من القصاص لان في عنقه انهار من الدم العراقي المراق وذلك الأبله مشعان الجبوري، سارق قوت العراقيين.
نحن مع المواطنين العراقيين الذين ما زالوا في غاية العوز والعيش وسط تردي الأوضاع الخدمية والأمنية والتشغيلية ولا يمكن أن نغض الطرف عن الظروف البائسة للغاية التي يعانيها المسحوقون من العراقيين وإحساسهم بالتفاوت الخطير مع من يدعي الوطنية لسانا ويده أطول من ذراع المارد في سرقة المال العام ومواصلة إشاعة الفساد وتخريب العملية السياسية والحيلولة دون انطلاق مشاريع البناء الحقيقية وغيرها من فوضى فرسانها ساسة العراق الجدد من منتسبين للحكومة وبرلمانيين لا ذمة ولا ضمير لهم حين حولوا اللصوصية ونهب المال العام والتبذير لأموال البلد، شرعة وسلوكا مألوفا لهذه الشرائح المجرمة التي تلعب دورا في تخريب العراق قد يضاهي دور أزلام البعث المنهار حيث التقت المصالح الدنيئة مع انعدام المواطنة وتحولوا إلى مخلوقات متوحشة لا هم لها غير مصالحها الذاتية ودونها ليذهب الآخرون والوطن إلى التهلكة.
إنما واجب الإعلام أن تكون مهمته مقدسة في فضح المستور ورجالات التخريب والفساد دونما رحمة أو تهاون ببرامج لا تحابي أحدا ولا تأخذها في الحق لومة لائم وان تميز بين الوطني والناصب العداء للتغيرات الموضوعية والتي من شانها أن تنقل العراق من شرنقة الطائفية والفساد والذاتية المقيتة لدى بعض السياسيين الجدد إلى حيث البناء وتأسيس قيم جديدة تعيد بناء الوطن والإنسان حفاظا للكرامة واستشرافا للمستقبل الآمن والزاهر وإنصاف ما هو ايجابي في العملية السياسية وتعرية كل السلبيات دون خوف أو محاسبة أو تردد وبهذا يكون الإعلامي قد جانب الحقيقة واشبع فضوله في كشف المستور خدمة لكل المظلومين والأغلبية الصامتة من العراقيين.
فهل أن إعلامنا الحالي بكل تنوعه مرئيا أو مقروءا أو مسموعا بهذه المواصفات الوطنية والنزاهة الإعلامية المطلوبة؟
وهنا لا ينبغي أن نعفي فضائيات محسوبة على الخط الوطني وممولة من أموال الشعب العراقي ونلاحظ انحيازها لطرف دون غيره والمعنية هنا العراقية التي رغم العديد من الايجابيات في طبيعة عملها، ألا إنها لم تستوعب الخطاب الوطني على ما يرام وتغطي كل الأرض العراقية انتماءا للدين والطائفة والمناطقية والقومية وما إلى ذلك، بل وبكل موضوعية يمكننا القول أنها تنحاز في اغلب الأحايين إلى الطائفة الأكبر وتغمط حق بقية الشرائح الأخرى، فأين الحضور الكردي والصابئي واليزيدي والمسيحي إلى جانب ما تعرضه من برامج لا نفهم منها سوى الانحياز الكامل للطائفة الأكبر وكأنها حسينية وليست فضائية للعراق بكل تنوعه.
وها هي الشرقية لا تركز إلا على السلبيات وحوادث المفخخات واستهداف الناس أما ما ينجز من بناء آو بعض الجهود المبذولة من قبل الدولة حتى وان كان دون المطلوب فلا وجود لها في قاموسها اليومي.
أما الفضائيات المنتمية للحزب والطائفة فان جل اهتمامها ينصب على مسؤولي طائفتها وحزبها أما الاهتمام خارج هذا التركيز فيكاد لا يذكر مثل البغدادية والفرات وبلادي وغيرها.
نحن لسنا ضد اهتمام الفضائيات بمن يمولها ويدعمها وينتسب إليها، إنما كل العتب حين تفتقر هذه الفضائيات إلى الخط الوطني وتغليب الانتماء الطائفي على الوطني وهنا تكمن الطامة الكبرى والتي تفقد الفضائية مصداقيتها ومهنيتها بحيث لم تعد واجهة إعلامية بمواصفات الاحتراف الحقيقي بل مجرد وسيلة صفراء تسمم الحقيقة وتبتعد كثيرا عن الضمير المهني المطلوب عند فرز الصالح من الطالح في الثورة الإعلامية في العراق ويبقى الخاسر الأكبر في نظر العراقيين هو المرائي والمراوغ الذي لا يحترم ذائقة الناس والقيم الوطنية التي نشا وترعرع عليها وإنها لعمري خيانة للانتماء للوطن وخطيئة لا تغتفر.
هنا أوجه الكلام من جديد للبغدادية لمراجعة النهج الذي ينبغي أن تكون عليه إذا ما أرادت أن تكون في صدارة الفضائيات العراقية القريبة من وجدان الناس وهمومهم الحقيقية وبنفس الآن، إعطاء ما يحدث في العراق من متغيرات ما يستحق من اهتمام تشجيعا لما هو ايجابي لبناء العراق لخلق الموازنة الموضوعية المطلوبة سيما أنها تحتكم على طاقم إعلامي لا يستهان به من مهنيين أكفاء، دون إغفال الجانب السلبي في الأداء الحكومي والتركيز عليه بقوة.
ولنلتق جميعا في حب العراق والسعي لنقله إلى حيث الأمن والأمان والرفاهية لكل العراقيين بعد أن يتخلص من كل من يحاول إفساد هذه الجهود الخيرة من قتلة وموتورين ومخربين وطامحين إلى الأمجاد الرعناء وبأبشع وأنجس الطرق لأنها أخيرا ستحرقهم هم وحدهم ويبقى العراق شامخا رغم كل الرياح الصفراء.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟
- اهي فكتهم ام فكتنا؟
- قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
- لا فظ فوك يا آلوسي
- واين صوت المحرمات
- الكويتيون وشبح الماضي
- القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
- الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
- تلك هي الصفاقة بعينها
- لا حل سوى العين بالعين
- الانظمة القمعية لا اعداء لها
- وشهد شاهد من اهلها
- القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
- المطلوب فضح حرابي السياسة
- اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
- صور من العراق الجديد
- هكذا نريد المالكي
- حاميها حراميها
- التابوت - اخر اصدارات القاصة صبيحة شبر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد وادي - الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية