أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - الرئاسات الثلاث وشفط الدهون















المزيد.....

الرئاسات الثلاث وشفط الدهون


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 20:15
المحور: كتابات ساخرة
    



قد يتساءل القارئ الكريم عن الرابط بين رئاساتنا الثلاث المباركة وعملية شفط الدهون، ولعل ردي قد يكون غير مقنع كوني وفي صبيحة بيضاوية جميلة كنت في مقهاي المفضل في وسط الدار البيضاء فمرت فتاة مليحة الوجه للغاية لكنها تكتنز داخل طيات جسدها شحوما شوهت تلك الطلعة البهية وكعادتنا نحن العرب كلما مرت امرأة فاتنة نعريها في تأملاتنا كما قالت يوما أديبة لبنانية معروفة، وهكذا قادني التفكير بربط هذا الاكتناز باكتناز العراق، ثروات وخيرات لا تعد ولا تحصى مع اختلاف في التوصيف بين الحالتين اللتين قد تتنافران في الوصول إلى الصورة المتكاملة، وعذرا للقارئ لهذا التناول الذي قد يخرجني من رصانتي في الكتابة، ولكن لا باس أن نجرب حالات الشرود عن الموضوع الذي نحن بصدده للإحساس بمتعة الهذيانات الجميلة. لحظتها انتقل فكري إلى ما اطلعنا عليه مؤخرا ومن خلال الفضائيات طبعا، لأننا لا نملك صيغة بديلة للتواصل مع أخبار الوطن الحلوب، فكانت الصدمة هائلة وفاقت تصورنا حين علمنا أن تلك الرئاسات تكاد تستحوذ على مداخيل العراق البترولية بالكامل رغم أن تلك الفضائيات لم تخبرنا بالتحديد عن تلك الأرقام الفلكية من رواتب ساسة العراق الذين ينضوون تحت مسمى الرئاسات الثلاث ومساعديهم وأعوانهم وخدمهم وحراسهم وتنقلاتهم وأمنهم وسكنهم وهلم جرا وسحبا، طولا وعرضا، مضافا إليها المكافئات والتعويضات والهبات والنثريات المختلفة، فإذا كان السيد رئيس الوزراء يهب من ماله الخاص مائة مليون دينار عراقي لضحايا العنف الذي وقع مؤخرا، فكم هي ثروته رغم انه قد يكون أفضل بكثير من غيره لأنه دائما يبوح بالمسكوت عنه ورجل سلطة وطني بامتياز خلافا للعديد من الآخرين.
نحن هنا لا نملك الأرقام الحقيقية لتلك الرواتب وملحقاتها المهولة، إنما هي يقينا أرقاما خرافية لا يمكن تصديقها، فكيف لهؤلاء الوطنيين الأفذاذ أن يتسابقوا مع الريح لنيل الهبرات قبل فوات الأوان، وهل من المعقول أن نصدق ولو في تأملاتنا أن هذه الشريحة من السياسيين العراقيين الجدد ينتمون فعلا إلى العراق الجريح أم أنهم يشتركون بطريقة أو بأخرى بتخريب هذا الوطن المنكوب؟
لأضرب للقارئ الكريم مثلا بسيطا ليستخرج من معانيه عبرا لا حصر لها. ونحن هنا في بلاد الغربة والعوز الشديد ديدننا حيث وصلت سنوات الاغتراب إلى العقود الثلاث ونيف، لم نفكر أبدا في كيفية تحسين أوضاعنا، لأننا وصلنا إلى اليأس التام أن البعثيين قد تمكنوا من العراق ولا أمل بالتغيير وخلال سنوات الاغتراب تلك لم نستلم وحتى يومنا هذا ولا درهما واحدا من أموال العراق وكيف لنا ذلك ونحن مطاردون من أزلام النظام في سفارة العراق هنا وأسماؤنا في اللائحة السوداء. ولكن بعد زوال الغمة وانزياح الوسخ الصدامي، أخذنا بالتفكير في العودة إلى الوطن، إنما ما وقع من خراب لاحق على أيدي مندحري النظام الساقط وأعوانه من قتلة القاعدة ومليشيات قذرة، حدّت من تلك الرغبة الجامحة في إعادة صلة الرحم مع الأهل والأحبة والأصدقاء والتنسم من عبق الأرض العراقية وترابها المقدس، إنما صديقنا العراقي الأصيل لم يبال بتلك الأخطار فكان أول الزائرين للعراق وحين عاد بصور مخيفة نقلها لنا هذا الصديق سألناه عن إمكانية إعادة حقوقنا المستلبة ظلما على أيدي أزلام النظام الصدامي الفاسد ومنها حقنا في التقاعد، انتفض صديقنا حانقا متهما إيانا باللامسؤولية كون العراق محاصر ويعاني من كم هائل من المشاكل والمحن فكيف يتسنى لكم حتى بمجرد التفكير أن تحصلوا على التقاعد والوطن على هذه المعاناة الكبيرة؟ إنني والله قال صديقنا سوف لن اطلب درهما واحدا حتى وان اضطررت إلى التسول لان موقفا كهذا يعتبر خيانة للانتماء الحقيقي للعراق.
هذا الموقف متروك للقارئ في فهم مغزاه ليقارنه بأفواج اللصوص والمرتشين والسارقين لخيرات العراق بشتى الوسائل لساهموا هم بالمأساة بدل أن يكونوا وسيلة للخروج من النفق المظلم وهم على دفة السلطة.
لم أجد تفسيرا واحدا لهذا الكم الهائل من دعاة المواطنة وهم يخبئون نواياهم الخبيثة في سرقة البلاد وترك العراق لمصيره المجهول حين تحولت ذاتية هؤلاء بالثراء غير المشروع إلى هذا القدر من الانحطاط، وحاشى للخيرين الأحرار من العراقيين الشرفاء، إنما فقط كلامنا ينحصر في تلك الثلة البائسة التي خبرها العراقيون وهم متواصلون في مسلسل النهب ودون ذرة حياء لا ممن اختارهم لهذه المناصب ولا من أنفسهم بحيث تحولوا إلى أناس ميؤس منهم تماما فكيف للناخب العراقي أن يزل ثانية بانتخابهم من جديد بعد أن اكتشف نذالاتهم؟
أحيانا نكاتب مسؤولي الاعلام الرسمي حول إمكانية العمل ومنحنا الإحساس بان المسؤولين الجدد قد استقاموا بسلوكاتهم وفتحوا أذرعهم وقلوبهم لمشردي بني جلدتهم بعد أن كانوا هم أنفسهم من يعاني من ذات الهم ولكنهم اليوم تحولوا إلى مصدر للعقوق وإدارة الظهر لمن تضامنوا معهم بالأمس للعمل على إزاحة الغمة البعثية وسكنوا أبراجهم العاجية وسدوا آذانهم بطين وعجين ونحن لا زلنا ننتظر الفرج في العمل معا لإعادة بناء العراق حتى ونحن في منافينا لكن المسؤولين الجدد أغلقوا كل الأبواب وتفرغوا إلى نهب البلاد بعد أن كانت السنتهم لا تتوقف أبدا للتبجح بالمواطنة والحنين للعراق واستعداهم للبناء لكنهم حولوا أفعالهم للهدم وإفقار الوطن بنهب خيراته بقوانين شرعوها هم لخدمة مصالحهم أما الوطن والناس والمستقبل وبناء العراق المخرب فلا يشغل تفكيرهم أبدا.
شكرا لحسناء الطلعة المغربية حين استفزتني في إثارة هذا الموضوع وصب اللعنات على اللصوص الجدد لأشفي غليلي على الأقل بعد أن بدءوا وعلى كل الاتجاهات بشفط خيرات العراق ليحولوه إلى كائن أعجف لا عطاء فيه ولا أمل يرجى منه إذ كثيرا ما ينتابنا سيل من الهواجس على مستقبل العراق على يد الساسة الجدد حين حولوه إلى ملك خاص بهم وتركوا العراقيين يواجهون مصائرهم بأوجاع وألام ما توقفت منذ أربعة عقود ونيف.
نبقى هنا نضرب الأخماس بالأسداس حول كيفية الخروج من هذه المحنة ونبكي أقدارنا اللعينة التي تحولنا من حالة تعيسة إلى حالة اشد وأمضى تعاسة ولننتظر القادم من الفرج إن بقي أمل في انفراج الغمة.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واين هي السيناتورة؟
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم
- من هو الفاجر يا عريفي؟
- اهي فكتهم ام فكتنا؟
- قائمة اتحاد الشعب امل العراقيين في التغيير
- لا فظ فوك يا آلوسي
- واين صوت المحرمات
- الكويتيون وشبح الماضي
- القتيل يوارى والقاتل يتوارى ولا من عقاب
- الالاعيب البعثية ومخاطر عودتهم
- تلك هي الصفاقة بعينها
- لا حل سوى العين بالعين
- الانظمة القمعية لا اعداء لها
- وشهد شاهد من اهلها
- القائمة المغلقة وخفافيش السياسة
- المطلوب فضح حرابي السياسة
- اهي وقاحة النظام السوري ام لا اخلاقية متهميه؟
- صور من العراق الجديد


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - الرئاسات الثلاث وشفط الدهون