أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل لهؤلاء كرامة؟














المزيد.....

هل لهؤلاء كرامة؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالتان متناقضتان شكلا ومضمونا لكنهما جديرتان بالتمعن لما لهما من معان ابعد من العادية وينبغي ايلائهما اهتماما ودروسا أخلاقية ابعد من أنوف بعض ضيقي الأفق وإيجاد المقاربات التي تسلط الضوء على من به خصاصة.
واتخاذهما عبرا مهمة وفهما لإزالة أي غموض مقصود وغير مقصود وصولا إلى الفهم العارف للحالتين بعيدا عن الحذلقات الجوفاء.
الأولى تتعلق بالفنانة الكبيرة ناهدة الرماح وخلال إطلالتها البهية في برنامج على فضائية الحرة حيث أثارت الشجن المخزون في دواخلنا نتيجة العذابات والقهر الذي ذقناه على يد فاشست البعث حيث بهتت كثير من المحطات التي كانت من القسوة إما لكوننا نحاول نسيانها أو لتقدمنا في العمر ومراراته التي أنست الإنسان حتى اسمه.
كانت الفنانة ناهدة الرماح تقص حكايتها مع الفن وفقدان البصر والمعاناة التي كانت تقاسيها على أيدي أزلام النظام البعثي العفن فكررت أكثر من مرة أن سبب رحيلها من العراق وترك أولادها يواجهون مصيرهم هو كثرة الملاحقات التي كانت تواجهها وكيف أنها كانت تكتم أنفاسها وتعيش كالسجينة داخل منزلها خوفا من المداهمات البعثية وكانت مقدمة البرنامج تكثر عليها من الأسئلة حول عدم ممارسة عملها فكانت تجيب أن السبب الأساسي هو الشرف والكرامة، القيمتان الغاليتان اللتان لم تساوم عليهما أبدا رغم أنها هجرت حتى عائلتها للحفاظ على هاتين الخصلتين باعتبارهما تمثلان نقاء الإنسان وتشبثه بمبادئه وقيمه حتى أمام إغراءات يسيل لها لعاب النفعيين وعديمي الكرامة والشرف. وإنهما قضية كيانية لصيقة بالوجود الإنساني برمته.
ذكرني هذا الموقف النبيل لفنانة الشعب الرائعة ناهدة الرماح بما كنت أقوله في كل مناسبة حين يذكر البعث ونظامه القمعي مع من يحيط بنا من عرب أننا هربنا لكيلا نبيع ضمائرنا ونتحول إلى كلاب حراسة للنظام العفلقي فكانوا يستغربون من هذه المواقف ولماذا لم نستفد من ثروات الوطن متناسين انها مندوفة بالخسة والعار ونقيصة الشرف والكرامة والآن وبعد سقوط هذا النظام الأجرب من ربح ومن خسر؟
نأتي الى الحالة الثانية التي تصف ثلة المجرمين والقتلة وهم محصورون داخل قفص المحاسبة والمحاكمات التاريخية وهم في غاية المذلة والابتذال وفقد الكرامة، هذه المخلوقات الرثة التي كان كل واحد منهم يقول أنا رب العراقيين الأعلى وولي أمرهم،
يصولون ويجولون وينشرون الرعب حيث يكونون فلنقارنهم وهم داخل ذلك القفص الذي لا يتعدى مترين في مترين وهم مطأطئو الرؤوس وبخوف يسمعون صراخ القاضي بهم طالبا من كل واحد منهم التزام الصمت وبخنوع وذل يجلسون وكأنهم تلامذة مدرسة ابتدائية بلداء ولا سمة للنباهة تلوح على وجوههم وصوت القاضي يلعلع وهو محق بذلك أن يلتزموا الإنصات وألا يتكلموا إلا حين يسمح لهم وباقتضاب شديد.
ماذا يقول من يشاهد حالاتهم البائسة والكارثية حين كان يطل علينا مثلا ذلك الأبله أشيب الرأس طارق عزيز كأنه اسد هصور وهو الآن في غاية الانكسار ويسمع صوت القاضي الذي بعمر ابنه وحاشا القاضي أن يكون ابنا لهذا القاتل وهو يأمره بالتزام جانب الأدب.
هل لهؤلاء ذرة كرامة ليصل بهم الحال إلى هذه المهانة فسبعاوي ووطبان وسمير النجم وسعدون شاكر وعلي كيمياوي وقبلهم برزان والجزراوي والأب القائد نزيل الحفرة القذرة وسواهم ممن كانوا وبتحريك إصبع من أي منهم تتم تصفية العشرات من الأبرياء من العراقيين في الوقت والحين فما الذى وقع ليتحولوا الى أكثر وداعة من النعامات والديكة المنهزمة؟
ينبغي لكل عراقي أن يتمعن بهذه الصور ويستفيد من العبر ليتوصل بنتيجة كنا نقولها ونصرح بها ونكتب عنها أن هذه العينات الوسخة هي (خنيثة خبيثة) فهي كما يصفها الشاعر. ( وفي الهيجاء ما جربت نفسي... ولكن في الهزيمة كالغزال)، إنهم جربوا وجربوا وكانوا أسدا ونمورا وفهودا وضباعا ولكن على من؟ على الضعفاء والمغلوبين وأولاد الخايبة أما حين جد الجد وحين بات الأمر في غاية الغليان تحولوا إلى فئران جرباء ومذعورة وما قائدهم إلا مثل لا يحتاج إلى أي تعليق.
أتساءل أنا الحانق على هؤلاء الأنجاس، من نفذ به حكم الشعب ومن ينتظر، بعدد جبال الأرض وبحورها وصحاريها للظلم الذي لحقنا منهم دون وجه حق وعلى امتداد العقود الأربعة الماضية ودون أن نرتكب جرما أو خطيئة لكننا فقط حافظنا على كرامتنا ولم ننخرط في جوقة الجواسيس والقتلة وكتبة التقارير الكيدية. وناهدة الرماح فنانتنا الأبية واحدة منا حين عبّرت وعن ألسنتنا جميعا بأنها ضحت بكل شئ من اجل الكرامة والشرف فهل يفهم هؤلاء الأوباش مثل هكذا مواقف إنسانية نبيلة وشجاعة وبهذا القدر من التضحيات حتى وان تطلب منا ذلك الانتحار على أن نسلم أنفسنا لقمة سائغة لمجموعة المتخلفين ونجس الأرض هؤلاء.
أقول إن كانوا يحتكمون على ذرة كرامة واحترام لذواتهم المتسخة أصلا لقاوموا حتى الموت أو وضعوا حدا لحياتهم على أن يصلوا إلى هذا الحد من المهانة والإذلال الذي لا ترتضيه حتى الكلاب الضالة على نفسها.
إنها نظرتنا الصائبة بحق هذه المخلوقات كونها من اجبن ما خلق الله بدليل أن الشجاع والأبي ومن يحترم ذاته والآخرين لا يمكن أن يتحول إلى قاتل وسفاح وظالم وبه كل مثالب الكون إن لم يكن مستعدا بسبب شخصيته الرثة وقذارة تفكيره لان يمارس كل طقوس المحو والموت بحق الأبرياء وهكذا هو ديدن الصداميين.
كم هو جميل ورائع ويشفي الغليل أن نعيش لهذا اليوم لنرى ما وصل إليه وسخ الأرض من وضاعة وانحطاط وفقد للكرامة المنعدمة في الأساس.
وشكرا لكل من منحنا هذه الفرصة التاريخية لنموت قريري العيون ونشاهد هؤلاء وهم على هذه الحال لنقف على مهانتهم بعد أن ذابت كل الرغبات الجامحة قبلا للانتقام.
والعبرة لمن اعتبر
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
- لا تجعل صوتك طعاما للحيتان
- ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نم ...
- الشاعر مولاي ابرهيم في اصداره الجديد
- الام يبقى مبدعو المنافي مبعدون ومحاصرون؟
- حققوا جيدا في هويات اعضاء هيئة التمييز
- تذكروا شباط الاسود
- الرئاسات الثلاث وشفط الدهون
- واين هي السيناتورة؟
- ماذا يقول الصداميون واحبتهم عن مذبحة اليوم؟
- الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية
- البعثيون طينة واحدة فلا تؤمنوهم


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل لهؤلاء كرامة؟