أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص















المزيد.....

حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتناهى لأسماعنا ونقف يوميا من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام حالات من الفوضى والارتباك لا هي بالسريالية ولا بالانطباعية ولا هي بالرمزية ولا تخضع لأي منطق انسي أو شيطاني ولا لأية وسيلة أخرى من شانها أن تكون أداة تواصل لفهم الحالات التي باتت طلاسم لفك ألغازها للوقوف على أسباب وتفاصيل ما يحدث بحيث لم نعد نفهم أين يكمن الخلل؟ هل هو فينا نحن المغلوبين على أمرنا أم بمن يخطط للنهب بطرق فاقت ألاعيب الشياطين وقد نظلم الشياطين مقارنة بما يفعله هؤلاء المتربعون على الكراسي الرثة والعرجاء التي كم أغوت البلداء فكانت سبب فنائهم، إذ بات الوضع من اللبس وفقدنا القدرة على التمييز واخذنتا الحالة إلى أحاسيس من عدم الثقة بالنفس والشك في قدراتنا الذهنية في استيعاب ما يحدث، لأننا في زمن البعث المقبور ورغم بعدنا عن الوطن نعرف أحابيل أزلام النظام وعلى بينة من خستهم وخبثهم وجرائمهم التي لم تكن بذات الحالة من طلاسم اليوم إنما حالات الخراب ألان باتت مزيجا من الادعاء الوطني الى التبجح الديني مرورا بالوعود الزائفة وصولا إلى حالات الخراب المستترة منها والمعلنة لنكتشف أن ساستنا جلهم من اللصوص والفاسدين. وأدوات حقيقية للخراب ليتركوننا نهما للضياع امتد لأكثر من أربعة عقود ونحن نلوك الأسى يشاطرنا الألم ضحايا الأمس الذين أصبحوا الآن لصوصا وجلادين وهنا تكمن مآسينا ومصدر العبث الذي عاد سمة لحياة العراقيين الذين راهنوا كثيرا عليهم حين خاطروا بحياتهم ليمنحونهم أصواتهم لتكون سببا لتردي أوضاعهم بدل التغيير للأحسن إنما رهناهم لإعادة الكرامة لم يحصدوا منه إلا الريح الصفراء.
الهزات ما توقفت يوما وبات العراق مرجلا من القهر والمكابدة يعمل ليل نهار ولا من سبيل لإيقاف عجلة السحق لآدمية الناس وبلغت ذروة التفجر عندهم حين ثار العراقيون بعفوية ودون سابق إنذار بسبب القهر الذي قادهم لإعلان الرفض واشتعال الشرارة بانتفاضة شعبانية مظفرة وعارمة فتحرك المقهورون عن بكرة أبيهم عدا مجرمي السلطة فقط لاسترداد الكرامة وتصحيح المسار الذي حاد عن الطريق منذ انقلاب البعث الفاشي عام 63 وبعض المحطات المؤلمة التي سبقت انقلاب شباط الأسود وما توقفت عجلة العذابات أبدا.
إن امة أينما تكون لو واجهت نصف ما واجهه العراقيون من عذابات متواصلة لتفتت شيعا وأحزابا ولكن يكمن سر بقاء العراقيين وصمودهم بهذا التمسك العجيب بثرائهم وأمجادهم العتيدة والتعلق بقيم قد تكون قد واجهت هوانا وتزعزعت ثقة الناس بدرجات متفاوتة جراء عنف الهزات الخطيرة ودموية الحالة التي ما تركت حتى الرضيع من قسوتها الأمر الذي جعل العراقيين ممسكين بخيط الأمل مستبشرين خيرا بسقوط الصنم ولكن التيار كان عكس مراهناتهم وما رسموه من آمال حين قفز على دفة القرار مجموعة من الشاذين والمرضى والمتخلفين والسادرين في الغي والضالعين في اعتي الجرائم والمصيبة أنهم يتبنون الخطاب الديني بغلوه ودعوى الالتزام الصارم به وهم مجرد لصوص وحرامية وسارقو قوت المحرومين تركوا حبل الفساد على الغارب وأصبحوا هم وعلى رؤوس الأشهاد من يشجع عليه ويدعو لتكريسه بنشر فرق الفساد ومنحهم المسؤولية بمسميات حزبية ودينية وطائفية وسياسية وأداروا ظهورهم لأوجاع الناس وتظلماتهم أما المشاريع الضخمة وإعادة البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية وتقليص البطالة والالتفات لحاجات العراقيين فكانت مجرد وعود وأكاذيب وهواء في شبك وشرعوا في تبييض الأموال وتهريب الملايين لشراء العقارات لهم ولعوائلهم وتبديد ثروة العراق دون لكزة ضمير ولم يعد أمام العراقيين في ظل صيغ الخراب هذه إلا الانتفاضة وتعرية شذاذ الآفاق وتصحيح المواقف بعد أن ارتكب الناخبون الخطأ الفادح وأدلوا بأصواتهم لشلة الفساد هذه.
هنا ومن الإنصاف ان نثمن البعض ممن قدم جهودا في تصحيح الاتجاه وتقليص الفوضى لأدنى مستوياتها ولكنهم كانوا يسبحون ضد تيار ما خطط وعزم عليه الانتهازيون واللصوص وحرامية الوضع الجديد فاختلط الحابل بالنابل وضاعت الجهود الوطنية الخيرة وسط التكالب المخيف لنهب العراق وإفقار شعبه وتبديد أمواله ولا من حسيب أو رقيب ولا يمر يوم دون أن نطلع على الأرقام الفلكية لأموال عراقية يدعي اللصوص الجدد أنها ذهبت لهذا المشروع وذاك البرنامج وبالتالي لا نتيجة لما يدعون والمشروع الوحيد الذي يسهرون عليه هو كيفية تسريب هذه الملايير من الدولارات لحساباتهم الخاصة خارج العراق هم وعوائلهم لشراء العقارات والمشاريع والمؤسسات وكأن هذه الأموال هي هو (ورث الخلفوهم) تاركين أولاد الخايبة في مستنقع الفاقة والاحتياج وانعدام لقمة العيش ومن اجل ذر الرماد في العيون المتعبة فهم وفي المناسبات الدينية يقودون الناس للطم والضرب (بالزناجيل) ولكن كل يلطم بنواياه فالبؤساء حتما هم صادقون بإيمانهم انما اللصوص فيخفون تحت العمائم أعظم الشرور والنفاق بلا دين ولا ملة وحاشى للانقياء منهم إنما هؤلاء قد ضاعوا في الموج المتلاطم وبات العراقي لا يميز الأسود من الأبيض وصدق الأحبة المغاربة في مثلهم اليومي الشهير ( حوتة تخنز الشواري) اي سمكة متحللة برائحتها الكريهة تحيل كل الحمولة إلى رائحة تزكم الأنوف. ولكن خلافا لما ورد في المثل، فان اللصوص فاقوا كثيرا بعددهم الهائل الطيبين وذوي النوايا الصادقة.
إن العراقي المقهور حتى النخاع لم يعد يحتمل أوجاعا أكثر وكفاه ألما وقسوة لسنوات طويلة وإذا دام الظلم دمر وهي رسالة لبعض لصوص العراق الجدد مفادها، وهم يقينا قد اقتربوا من لظاها، إياكم والتمادي في تجاهل عذابات الناس وإياكم وإدارة الظهور لشكواهم ومحنهم ولا تظنوا أن الهروب سيعفيكم من العقاب وسيكون عقابا لا يمكن أن تتصوروا قسوته لان الاحتقان المتراكم لسنوات المحن العجاف منذ زمن البعث حتى بلوغه الذروة سوف ينزل كالصاعقة على رؤوسكم وهذا التحذير ليس سوى دق ناقوس الخطر حين اهتاجت الناس وعمت الفوضى المبررة وسيعم الهياج ويصل مداه حينها تعود محاولات إيقافه أمرا عسيرا والقنابل يا سادتي معدة للتفجير في أية لحظة وما حراك الجماهير السلمي بشغبهم إلا صرخة المكتوي التي سوف لن توقفها سياط الكون مجتمعة، فرتقوا أوضاعكم لعلكم تنالون شيئا من الرضا لتهدئة المستضعفين، وأنا لا اتفق مع السيد أبو إسراء بان الأمور تحتاج إلى وقت لحل المشاكل بل لا بد من اتخاذ تدابير عاجلة من شانها إن تطفأ نار الغضب الشعبي رغم ان الرجل يعاني كثيرا لان من يحيط به كلهم مراءون ومتصيدون في المياه الآسنة ، إنما يبدو إن قيد الرجل أثقل من نواياه في الفعل النبيل.
جميعا أيها السادة أقول لكم إن شرارة الغضب إذا ما استغلها المتربصون بالعراق من بعثيين وقتلة القاعدة ومليشيات الخراب ودول جوار حاقدة وطامعة
فستحرقكم انتم قبل غيركم وساعتها لا ينفع اللطم حتى بالسلاسل الثقيلة وعندها سترددون ما قاله الأولون: لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي
وقد اعذر من انذر .. اللهم إني بلغت.

[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
- لا تجعل صوتك طعاما للحيتان
- ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نم ...


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص