أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!














المزيد.....

حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوتة صغيرة فعلت كل هذا
فماذا عن الحوت الكبير؟!

شابة لا تتجاوز عقدها الثالث هبطت من سلم الطائرة بتؤدة وثقة كبيرة دونما خوف أو خجل أو أية أمارة تدل على ارتباكها رغم حجم فعلتها التي فاقت أفعال كبار محترفي اللصوصية في العالم وهي تواجه عدسة المصورين وحشدا من الصحفيين وهم يوجهون أسئلتهم لها دون إن تجيب أو تأبه بهم يرافقها أفراد عائلتها، أمها وأختها وزوج أختها ممن شاركها عملية السطو.
ما خطرت ببال احد أن شابة بهذه الطراوة جسدا وفكرا وتجربة أن توضع تحت تصرفها مبالغ فلكية كالتي سرقتها.
المبلغ الذي سطت عليه هذه الشابة الصغيرة بلغ اثني عشر مليون دولارا كما تناهى لعلمنا والعهدة على المصدر وان صدق الخبر فهو مبلغ كبير للغاية واستميح القارئ عذرا لأنني ضعيف في الحساب خصوصا في أرقام فلكية كهذه إذ يحضرني مشهد في مسرحية الواد سيد الشغال لعادل إمام حين يتلعثم بذكر الملايين التي لا يعرف كحالاتي كيف يعدها ويكررها.
وكم تمنيت لو سالت عفريتة هانم هذه عن الطريقة التي سلكتها للاستحواذ على هذا المبلغ ولكن الله غالب لأنني بعيد عنها آلاف الكيلومترات فهل من المعقول أن تصل رواتب الموظفين إلى هذا القدر الكبير ليوضع تحت تصرف هذه الصبية الغضة؟
هكذا حالات غريبة وصل لها العراق باتت ضربا من الخيال وكما يقول المثل إن المال السائب يقود إلى الهلاك فماذا عسانا أن نقول إذ بات المال العراقي برمته بيد الأيادي القذرة وعاد النهب عملا مشروعا من اصغر صرصار لأكبر حلوف كلهم يشتركون في الحرمنة واللصوصية والكل يتسابق للثراء العاجل من أموال الجائعين والأرض الخراب لكونها فرصة ذهبية لعديمي الضمائر والذمم وكأني بهم يقولون ما شاننا والوطن والفقراء، دوني والطوفان وليذهب المحتاجون الى الجحيم والوطن إلى المصير المجهول.
كانت الشابة السارقة في غاية الهدوء والطمانينة شان والدتها وأختها وزوج أختها كما أسلفنا وكأن سكينة هبطت عليها من السماء مما قادتني هذه الحالة لإعادة المشهد مرات ومرات لأصل إلى سبب منطقي لتمالك النفس هذا ولم اخرج الا بتفسير واحد ولعل حدسي هذا في غير محله ذلك أن تلك الفتاة قد أعطيت تطمينات كافية لها ولأسرتها انه مجرد سيناريو ما أن تتقن الدور حتى تهدا الأنفس وتتوقف الأقاويل ويقطع دابر الكلام ومن ثم يحلها ألف حلال.
أين ذهبت هذه الأموال الطائلة إذن؟ يقول التقريران الفتاة اشترت عقارات وأراض وشقق وأملاك وسيارات وربما عرباين جر لها ولعائلتها كما أنها أودعت أموال في مصارف أردنية ولبنانية وكل هذه المبالغ قد تم استعادتها ما عدا سبعمائة ألف دولار تصرفت بها كمصاريف ونثريات شخصية، وهي بهذا البذخ قد فاقت مشتريات أميرة موناكو.
بالله عليكم أحبتي القراء من منكم يفهم ما جرى ويستوعب هذه الحالة وإذا كانت هذه الصبية الصغيرة عملا وأهمية وظيفية قد استحوذت على هذا المبلغ الخيالي فماذا عن الحوت الكبير وكيف يوزعون تركات أجدادهم الراحلين من أموال العراقيين المنكوبين وهل من المعقول أن يعالج المسئولون هكذا شطط خطير بدم بارد كما لاحظنا في قضية الحوتة الصغيرة وهل من المعقول أن الصبية تفعل كل هذا وهيئة النزاهة في دار غفلون؟؟ا
الله وحده يعلم والضالعون في اللصوية كم هي الأموال العراقية التي ينهبها لصوص العراق الكبار والصغار يوميا وسبعة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر والعراق يتخبط في فوضاه.
يبقى أن نقول ان الذنب ليس ذنب اللصوص بل ذنب من اختارهم وأعطاهم صوته وأطلق أياديهم لنهب خيرات العراق وإبقاء من صوت لهم في فقر متقع يقبعون في بلد مخرب ولا حياة فيه.
وما بأيدينا غير أن نقول اللعنة الأبدية على لصوص العراق الجدد.




#جواد_وادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
- لا تجعل صوتك طعاما للحيتان


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!