أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة















المزيد.....

هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتفق كل ساكنة الأرض ما عدا القتلة أن الإرهاب لا دين ولا ملة له حتى ولا هوية غير العبث بالوجود الإنساني لتحويله إلى وجود بهيمي وفرض شريعة الغاب وتحويل حالات الأمن والسلام التي ينزع إليها ساكنة المعمورة برمتهم إلى صيغ حياتية غارقة من الفوضى والدمار والأنين والكوارث المتلاحقة وكأننا ندخل نحن المنكوبين دائرة مفرغة تبدآ بالقتل وتنتهي به ولا من سبيل للخلاص غير أن نحكّم عقولنا وضمائرنا ووسائلنا المتاحة ونحاول المستحيل لتشخيص الخلل في البشر والعقليات والأسباب والجذور واصل الفوضى مثلما ينبغي اخذ الحيطة والحذر في وقت بات التربص للأجساد شبيه تماما بتربص الحيوانات المفترسة لفرائسها وعوضا عن القيام بتدابير أيا كان حجمها وأهميتها وفاعليتها لإنقاذ أرواح الناس سيما البسطاء منهم الذين يدفعهم إيمانهم الفطري وعقيدتهم وتفانيهم من اجلها حتى وان تطلب ذلك انهارا من الدماء اعتقادا منهم بان هذه هي الطريق الوحيدة للثواب وربح الآخرة على حساب الدنيا الفانية ونعذرهم نحن من نملك أوليات الوعي على هذا الاندفاع الإيماني رغم مخاطره إنما العقلاء ومن يدعي التفقه ينبغي أن يقدروا حجم الخسارة الكبرى حين يذهب هؤلاء المؤمنون ضحية حبهم لمقدساتهم وممارسة شعائرهم بالروح والدم والغالي والنفيس ولكن كان ينبغي على من بشرّع هكذا طقوس ويشجع عليها ويعتبر مرجعا دينيا وروحيا لها أن يدير دفة الاتجاه ويعمل المستحيل لان يوقف هذا المد الإيماني بحماسه المفرط لا باتجاه إعطاء الفرصة للقتلة وهم يتحينونها ويبذلون المستحيل للوصول لتلك الأجساد الطاهرة بعد أن تم تضييق الخناق عليهم ولم يعم بمستطاعهم الوصول إليها إلا في حالات نادرة إنما من يدفع هؤلاء الأبرياء إلى مذبح النحر المجاني هو كل من يشجعهم ويدفعهم ويفتي لهم ويزين لهم طريق الثواب وهو يعلم ان حتفهم يترصدهم في كل وقت ومكان سيما أن العراق ما زال مرتعا لكل أنواع الخراب من فساد وبيع ضمائر وغياب قيم وأهداف خارجية نزوع طائفي وتعميق صيغ التخلف الديني التي تتنافى وما نريده للعراق من ان يتجاوز محنته لا بزجه في طقوس بالية ومتخلفة بل بنشر الوعي الثقافي والمجتمعي البعيد عن الهرطقة وتفشي الشعوذة الدينية لا الإسهام بانتشال الناس من حضيض الأمية التي مارسها الطاغية إلى تغذية هذا التراجع الخطير في السلوك الديني الغريب الأمر الذي منح فسحة للقتلة لنشر الفوضى لان البنى التحتية التي يعتمدها الوطن لم تعد أركان دولة منذ أن حولها صدام لأرض خراب حتى أتممها السياسيون الجدد بمعمميها وفقهائها لتنهد على الناس المساكين بدل أن يعيدوا بنائها بنكران ذات وإحساس عالي بالوطنية والمسئولية فكانت الطامة الكبرى.
من يا ترى المسئول عن أفواج الضحايا كلما حلت زيارة أو طقس أو شعيرة دينية وما أكثرها اليوم في العراق الجديد وهي على امتداد العام وتكاد تكون شهريا ليخرج ملايين البشر لممارسة تلك الشعائر واضعين كل المحاذير والمخاطر وراء ظهورهم وليس هذا هو ذنبهم بل من يهلل لهم ويفتح طريق الثواب وأي ثواب هذا المعمد بالدم والأشلاء المتناثرة وكأنهم يقولون هل نحن اغلي من الحسين رغم أن الإمام الشهيد يرفض ما يفعله اليوم من يتسيد الفتوى ويحللها ويزيّن الطريق لها، السالكة إلى الفردوس والنعيم المأمول وكلما اشتدت ضربات القتلة ازداد عناد الشيعة وكأنها حرب عضلات لعرض الأجساد للمحو دونما رادع أو حيطة لتقليل عدد الأبرياء المنحورين ولعلها رسالة لكل طوائف العراق وخصوصا السنة منهم بأنهم هم الموجودون على الساحة دون سواهم وهذا لعمري سلوك طائفي مقيت.
يذكّرنا هذا العناد بعناد المقبور صدام حسين حين ذهب بعيدا في حروب فتكت بالعراقيين جميعا وخربت الأرض والحرث والنسل ورغم كل المناشدات لإيقاف مسلسل الدمار ونزيف الدم كان يزداد عنادا وحمقا حتى حل الخراب في مفاصل الدولة العراقية وباتت اضعف دول الخليج تتحكم في مصير العراقيين ومستقبلهم.
إن من الكفر أيها السادة يا من تفتون لدفع الناس للهلاك أن تشرعوا للموت وأنتم عارفون بان القتل مصير الأبرياء فانتم تلتقون مع قتلة القاعدة ومجرمي البعث وتدفعون الأجساد البريئة للنحر وهم يشرعون في التنفيذ طواعية وبسذاجة مفرطة، فأي إيمان هذا وأية طقوس مقدسة تتطلب كل هذه البحيرات من الدم الزكي والطاهر وأية دولة هذه التي تسخّر كل إمكاناتها المادية وهي ملك كل العراقيين بكل طوائفهم ومللهم واللوجستية الهائلة لتنفيذ طقوس كان ينبغي منعها حفاظا على الأرواح وغلقا لطريق الموت السالكة في دولة تدعي أنها تمكنت من الإمساك بالملف الأمني ومع ذلك يذهب يوميا العشرات من الأبرياء وبطرق موت بشعة.
تذكّروا معي مشهد من فيلم الباحث عن مشاكل لعادل إمام حين تعطف عليه حبيبته وهي ترى الدم يسيح من وجهه ويريد وبإلحاح أن يكيله ذلك الرجل ضخم البنية الضرب وهو يقول نحن جدعان وندفع حياتنا لأجل من نحب ورغم الاختلاف في المشهدين الفلمي والعراقي إنما مشهدنا العراقي أكثر بلوى واشد فتكا والقتلة يكيلون الضربات القاتلة للأجساد البريئة والمسببون لذلك يقولون أن كل هذا الفتك لن يثنينا عن ممارسة طقوسنا وإظهار حبنا لإل البيت، فهل يرضى آل البيت النبوي كل هذه التضحيات المجانية؟
يقينا أن الجواب أنهم سيتبرءون من كل من يسبب في قطرة دم بريئة والإيمان يبقى في القلب والأجساد الطاهرة لا بالألسن التي الله وحده يعلم كم من الشرور يخرج منها يوميا ومن العيون التي تدمع في الظاهر ولكنها ترى المنكر والخروج عن قيم ال البيت حين ترى وتشجع وتساهم في الفساد الذي عم كل مفاصل الحياة العراقية ولا نريد أن ننشر الغسيل على الملأ لمعرفة نظافته من تلوثه.
وأخيرا نقول لكل مدعي بالإيمان لسانا وقلبه مملوء بالسواد والنوايا المبيتة
ونحن نعلم وهم يعلمون قبلنا أن مادة وصولهم الى المآرب والأهداف هو استغلال بساطة الناس وطيبتها وتعلقها بالمقدس الديني والعقائدي من اجل البقاء ممسكين بالامتيازات ولا شئ سواها
إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر.
وأحيل القارئ الكريم إلى هذه الروابط التي تناولت نفس الموضوع إنما الآخرون لهم آذان من طين وأخرى من عجين ومسلسل قتل العراقيين على أشده يوما بعد آخر.
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك
- الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة