أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - طيور عابسة مرثية لكل المغتربين














المزيد.....

طيور عابسة مرثية لكل المغتربين


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


طيور عابسة لبنة جديدة تضاف إلى المشهد القصصي المغربي المثابر بانجازاته الباهرة والجادة، تلك هي إضافة المبدع القاص والإعلامي المعروف فؤاد زويريق، وتأتي هذه التجربة الغنية بدربتها في الكتابة القصصية الثرية تتويجا لمنجز نجده بحمولات إبداعية لقاص موهوب. أن المبدع فؤاد زويريق كان يدير موقع فوانيس المنبر الهام الذي توقف فجأة مأسوف عليه بعد أن كان خيمة لكل المبدعين عربا كانوا أم مغاربة روادا أو مبدعين شباب.
تؤثث المجموعة اثنتا عشرة قصة متفاوتة الطول والصياغات والثيمات والنفس القصصي والدربة الفنية من حيث التناول والصور الموظفة وتتوزع على 68 صفحة وحال ولوجنا عتباتها نشرع وبروح آسرة ننتقل عبر بوابات ومنافذ وأرصفة وحشرجات وذكريات قص بلغة شفيفة ورائقة تشد القارئ بقوة، يقدم للمجموعة الناقد المقتدر محمد أيت لعميم المعروف بإمكاناته النقدية في تحليل النص وفك طلاسمه ليسلط على المجموعة اشراقات تزيدها بهاء وفتنة حيث يقول( استطاع الكاتب أن يقدم من خلال لغة قصصية، معتنى بها عناية أضفت عليها مسحة من الأناقة في التعامل مع اللغة، والابتعاد عن الحشو والزوائد، صورة عن الذات، وعن نماذج بشرية متنوعة ومختلفة.)
يتصدر المجموعة إهداء القاص جهده هذا إلى السيدة زوجته ونجميه المضيئين بدر وادم.
يفتتح القاص فؤاد زويريق مجموعته بقصة تحمل عنوان( انتظار مزعج) يتصاعد فيها الحدث بقلق وجودي مشحون بالأحاسيس الموجعة من قسوة الآخرين والمكان وحركة الأشياء موظفا لغة سهلة وممتنعة بجمل قصيرة بانتقالات موحية لا تبعث على الملل، الأمر الذي يدلل على أن القاص يعرف جيدا كيف يوظف أدواته القصصية ودرايته بعوالمها المشحونة بالحركة والإيماءات الفاطنة ....( انا فقط من يعاني من هذا الضجيج، ضجيج أمامي وآخر بجانبي، أريد أن اصرخ في وجوههم.....) ص11
( في انتظار الأمل) قصة المجموعة الثانية، يوظف القاص هنا ضمير الغائب بتوزيع متون النص برؤيا تنوع الحدث وتغرقه بالمفاجئات بحضور قوي ومعبر للمكان وهي شهادة قوية وواضحة بتعلقه بتفاصيل وجوده مع الآخر بعيون الرقيب المسكون بهموم الناس ليسقطها على أحاسيسه هو بتداخل من الصعب التفريق بينهما، القاص والآخر بوجد إنساني طافح بالمودة.
جميل أن يكون المبدع بهذا القدر من الوفاء لأبناء جلدته من المغاربة حين يتناول همومهم حتى وان فاتت عليها أزمنة غابرة تظل مليئة بالأوجاع والمكابدات لا زالت تؤرق وجودهم كونهم افنوا زهرة شبابهم في بلد ليس ببلدهم واضعين جهدهم الإنساني في بناء ذلك البلد الغريب ليجدوا أنفسهم على حين غرة أنهم خارج ذلك البلد رغم وجودهم الجسدي داخله لتنسحب معاناتهم على الأجيال اللاحقة من أبنائهم وأحفادهم وهذه محنة الغربة والإحساس يالمرارة والضياع.
قصة مقاتل مغربي خدم في الجيش الفرنسي وخاطر بحياته وافني زهرة شبابه في خدمة ذلك البلد شان الآلاف من المغاربة ليجد نفسه هو وأولاده خارج بنية المجتمع الفرنسي اجتماعيا وفكريا وثقافيا وماديا. يحملنا القاص في عالم هذا الرجل وكأننا من يعاني ذات الأوجاع والهموم.
تظل سطوة المكان بتفاصيله الأولى صورا للحنين التي تقود المبدع إلى الق البدايات الأولى من تكوينه حين كبر وتربى وترعرع ودرس ولعب وكون صداقات وترك المكان بصماته في وجد الإنسان لتظل لصيقة به وبوصلته أينما حل وارتحل سيما اذا كان المكان مدينة ببهاء وجمال وعراقة وبهجة مراكش الحمراء مدينة الحلم والفرح الآسر.
( ألهذا الحد تعشق مدينة مراكش، فلتكن زيارتنا إليها قريبا، سافرنا أخيرا، كان لقاء حميما بهذه المدينة، أخذني توا إلى مكان لا ارغب في زيارته، مقبرة اليهود، لكنني قبلت على مضض نزولا عند رغبته، دخلنا المقبرة، اتجه مباشرة نحو قبر قديم جدا، تساقطت بعض أجزائه، خاطبني بتأثر( هنا يرقد جدي...) ذاكرة مدينة ص 28
هكذا هي قدررة القاص المبدع في اختاره لعناوين وموضوعات بمضامين قصصية غنية بالمشاهد والصور والانتقالات المكانية بحضورها القوي لتنسحب ذات التفاصيل الإبداعية على بقية قصص المجموعة وهي:
الصمت الرهيب- حلم افتراضي- بلاد مائلة- مفاجأة- طيور عابسة- الذبابة والإرهاب- إرهاب لغة- غادرة.
في قصة طيور عابسة التي تعنون المجموعة تتناول الطيور المهاجرة البعيدة عن سحر ودفء المكان الأول الذي يظل وشيجة المبدع بمودته وألمه وإحساسه باليتم والضياع والانسداد إلى أمكنة الطفولة والصبا وعبق التفاصيل.
( لاحت منه التفاتة، نظر إلى الشارع، كل شئ هنا يبدو مثيرا، لا جامع الفناء ولا كتبية، لا أسوار ولا أبواب، لا زيتون ولا نخيل....) ص51
* شاعر وكاتب عراقي مقيم في المغرب



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة
- هل لهؤلاء كرامة؟
- هذه دولة وليست زورخانة؟
- التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
- اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
- المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
- القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
- المربد وخفافيش الثقافة
- السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
- من فمك وفعلك ادينك


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - طيور عابسة مرثية لكل المغتربين