أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الهوية الثقافية الفلسطينية















المزيد.....

الهوية الثقافية الفلسطينية


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 23:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


كنت منذ فترة قد بدأت تكوين ملاحظات على ابراز الاعلام لصورة منقوصة للفولكلور الفلسطيني, وتحمله رسالة خاطئة حول هويتنا الثقافية وخصوصيتها, التي تعطيها تميزا عن الهوية الثقافية للمجتمعات القومية المحيطة بها, رغم وجود وشائج عرقية ثقافية مشتركة معها. لكن ما دفعني الى المباشرة في الكتابة في كلا الموضوعين, الهوية الثقافية كسمة قومية عامة, والهوية الفولكلورية كسمة ثقافية نوعية, انني قرأت مقالا للكاتب الفلسطيني ولاء تمراز مذيل لا ادري لماذا بذكر عضويته في حزب الشعب. وهذا سلوك يمارسه كثيرا من كتابنا في فلسطين المحتلة, لا ادري ما الدافع له. لكنه بكل الاحوال يقع خارج التقدير السياسي السليم لمستوى العداء الذي يحمله الاحتلال الصهيوني لشعبنا ومكونه السياسي. وهو الى جانب ذلك قبول بمستوى شرعي للحياة في ظل هذا الاحتلال, فلم اكن في ثقافتي السياسية اعرف معنى اخر لكشف معلومة شخصية سياسية للعدو. وهو امر يؤشر الى تدني وهبوط مستوى الاحساس الامني سلوكا ومهمة في قوى التحرر الوطني الفلسطيني, ربما على حاملي مسئولية مهمة الامن في تقسيم العمل داخل الفصائل الانتباه له ومعالجة مرضه, عوضا عن اتهام اغلب الشعب الفلسطيني بالعمالة للاحتلال.
ان الهوية الثقافية القومية هي معطى ومكتسب تاريخي حضاري خاص, لا اساس بيولوجي له في انسانية القومية, اي انه ليس مكتسب وراثي جيني. لكنه مكتسب مسار تطور تاريخية لعملية تفاعل اجتماعي اجتماعي واجتماعي بيئي واجتماعي اقتصادي واجتماعي سياسي. وقومي عالمي, لذلك نجد بهذا الصدد ان من احد التمايزات الحقوقية الفلسطينية واسلحة الصراع الفلسطينية عن الادعاءات الحقوقية الصهيونية واسلحتها في الصراع, وجود الهوية الثقافية الفلسطينية وسقوط خصزصية والطابع القومي للهوية الثقافية عن التجمع الصهيوني, فالهوية الثقافية للفكر الصهيوني وحركته هي هوية فكرية سياسية مقطوعة الجذور عن بناء واقعي موضوعي اجتماعي سياسي اقتصادي تاريخي, ومنفصل تاريخيا عن فلسطين. وقد انتبت الرؤية الصهيونية لهذا النقص في اصول مشروعها الثقافي السياسي القومي لذلك نراها تحاول سرقة الهوية الثقافية الفلسطينية نفسها والحلول محلها فيها. غير ان عدم اصالتها كحركة سياسية تعكس عضوية علاقة بظاهرة قومية اصيلة وطبيعية وتاريخية, يقصر جهدها على محاولة سرقة البناء الفولكلوري من مجمل بناء الهوية الثقافية الفلسطينية, فهي تسرق الثوب وتسرق الرقصة والدبكة وربما تسرق المأكولات الفلسطينية, غير انها لا تستطيع سرقة السلوك الثقافي النفسي الاجتماعي الفلسطيني, اطار خصوصية الهوية الثقافية القومية الفلسطينية. وعوضا عن ذلك طرحت الصهيونية لنفسها على الراي العام العالمي هوية ثقافية اطارها الطابع الديموقراطي الغربي للحياة المجتمعية الاسرائيلية. لكن هذه المحاولة وان ضللت الراي العالمي فهي حملت للصهيونية مزيدا من الاغتراب عن الروح الشرقي الذي في اطاره القاري وتنوعاته العرقية تتموضع الهوية الثقافية الفلسطينية. وهي الان تعمل في تعاكس واضح مع اهداف البرنامج الاستعماري الصهيوني. فالراي العام العالمي بات يلاحظ الاغتراب الصهيوني عن الواقع الاقليمي وعدم انسجامه وتنافره معه,
ان الهوية الثقافية الفلسطينية اذن ليست في طور التشكيل كما يلاحظ الكاتب ولاء تمراز. وهي موروث ثقافي نفسي سلوكي فلسطيني محمول في عملية تجدد الاجيال الفلسطينية, تماما كما تتجدد الهوية الثقافية الشركسية في ال تمراز وال المتروك, بعد مرور كل سنين الانفصال عن الوطن القوقازي, وذلك لا يغيب انها تخضع لعملية تناسخ لصالح الهوية الثقافية الفلسطينية, فان صدق المشاعر الوطنية الفلسطينية التي يحملها مقال الاخ ولاء تمراز يعكس هذه المسالة. بغض النظر عن حوار مسائل المقولات الفكرية معه. فحتى الولاء السياسي يشكل معيارا من معايير المكون الثقافي النفسي السلوكي للهوية الثقافية القومية, وانعكاسا لها.
في هذا الاطار علينا الاعتراف ان المؤسسة الفلسطينية بشقيها الرسمي والمدني, لا تزال في ادائها مهمة التعريف بالهوية الثقافية الفلسطينية, لم ترتقي بعد الى المستوى المطلوب, يعود ذلك الى انها لا تزال فكريا تسترشد بالمقولة العرقية الثقافية العروبية الاسلامية, الى درجة انها ترى في نفسها امتدادا لها ليس له خصوصيته الحضارية التاريخية, وهو سلوك ارادي فكري لا يعكس بصورة حقيقية الهوية الثقافية الفلسطينية, فهذه عادة ما يعكسها السلوك العفوي في موضوعيته. والارقى من مستوياته ان ينعكس في الدستورية المؤسسة للنظام الاجتماعي وصيغة تركيبه وفي برنامجية تحقيقه. اي ان تتملك روح الهوية الثقافية الفلسطينية الروح الديموقراطي الفلسطيني وادائها الوطني.
هنا لا اود التعرض لصدى هذا اخلل وتجلياته في البناء الفكري النفسي السياسي لحركة النضال الوطني والديموقراطي الفلسطينية, حيث يتساقط الوطن الى ارض والقومية الى سكان ويصبح الصراع حولهما قابل لمبدأ التقاسم. كما يحدث الان. لكنني اود سريعا ان اشير الى رسالة الاعلام حول الفولكلور الفلسطيني, باعتبار الفولكلور احد اشكال التعبير الاكثر مادية عن خصوصية واستقلالية الهوية الثقافية الفلسطينية.
ان علاقة الفلاح الفلسطيني بالارض هي جوهر ومحتوى وشكل الرسالة الاعلامية الفلسطينية حول الفولكلور, اما الفولكلور المديني ( من كلمة مدينة ) فليس له في هذه الرسالة الاعلامية من نصيب. رغم اننا سنحتفل قريبا ب ( مدينة اريحا ) عشرة الاف عام؟ فما هو الفولكلور الريحاوي الذي تحمله الرسالة الاعلامية الفلسطينية حول الفولكلور؟ وماذا عن اللد والرملة وحيفا ويافا ونابلس ....الخ.
ان فلسطين مسار تطور حضاري تقاطع فيه التجسيد الاجتماعي لانماط انتاج مختلفة ففولكلورالصيد البري والبحري له اسهامه في تكوين الهوية الثقافية الفلسطينية كما للزراعة وكما للتبادل التجاري وقد جسدت المينة الفلسطينية تاريخيا مواقع ومراكز للترابط القومي الفلسطين وللتبادل التجاري والثقافي بين مناطقها المختلفة كما جسدت المواقع والمراكز التي تقاطع عليها التبادل والصراع مع الثقافات الاجنبية وان طغى عليه الصراع السياسي, ان الظاهرة القومية الفلسطينية الماقبل الراسمالية ظاهرة موضوعية في وجودها واستمراريتها ووحدتها الديموغرافية وفي هويتها الثقافية فلماذا تقتصر الرسالة الاعلامية على ابراز الفولكلور الريفي, الم يكن في المدينة الفلسطينية افراح وعادات وتقاليد ومأثور شعبي.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشقاق حماس حركة خارج اطار التعددية السياسية:
- جولة اوباما الاسيوية بين الابتزاز والتسول:
- لا يزال الخلل ذاته مقيما في دار اليسار:
- لغة اليمين في بيان لقاء قوى اليسار العربي:
- هل ما زال الصراع مع الفلسطينيين هو الرئيسي في فكر الحركة الص ...
- هل ما زال الصراع مع الفلسطينيين هو الرئيسي في فكر الحركة الص ...
- جريمة الكنيسة مقدمة لتوسيع نطاق الحرب الاهلية العراقية:
- المطلوب اكثر من مصالحة فصائلية فلسطينية:
- مصر بين الاقلام
- اوباما انت كاذب:
- عالمكشوف: مأزق الاعلام وحرية الصحافة الفلسطينية:
- الولايات المتحدة الامريكية و نمور الشرق الاوسط :
- نقد بنية المبدأ الديموقراطي في القانون الاساسي المعدل الفلسط ...
- نقد وثيقة القانون الاساسي المعدل الفلسطينية:
- قراءة في تنامي ظاهرة العنف ( الاجرامي ) داخل المجتمع الفلسطي ...
- زوالكم الطريق الى استعادة الوحدة الفلسطينية:
- قراءة في فلم الشيطان يلبس برادا: هل الراسمالية دين؟
- اقلام قليلة ادب ومواقع الكترونية متهاونة:
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( ...
- بين الامس واليوم


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الهوية الثقافية الفلسطينية