أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 2 ب )















المزيد.....

تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 2 ب )


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 15:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


: ( ب ) عوامل ضرب الاساس الديموقراطي للقرار السياسي الفلسطيني حتى انشاء م ت ف:
في المقالات السابقة يتبين لنا ان التفاعل بين الشرط السياسي للوضع القومي في الصراع العالمي, ونمط ووضع صيغة الحياة الداخلية التي تهيمن على المجتمع, هي التي تحدد مستوى الولاية السياسية للحكم في المجتمع, وهي التي تحدد القوى الفاعلة سياسيا فيه ومستوى ودور وتاثير هذه القوى في المسار القومي, وهي بالتالي التي تفرض افاق وحدود برامجها السياسية وحجم ادواتها ومستوى فاعليتها واشكال التنظيم السياسي الاجتماعي, بما يضمن ان لا تتعارض نتائج التفاعل الديموقراطي داخل المجتمع القومي مع رؤية الطرف المسيطر وولايته السياسية, وحيث ان المجتمع الفلسطيني تاريخيا كان اما تحت حالة احتلال مباشرة من طرف اجنبي واحد او يعاني من وضع اقتسام السلطة من اكثر من احتل اجنبي, فان ذلك ترك في وضع القومية الفلسطينية السمات التالية:
_ حالات الغزو ( الاستيطانية العرقية ) افرزت الصيغة الاثنية وصراعاتها الانقسامية الانشقاقية في علاقاته الديموقراطية, ومحتواها السياسي الاقتصادي المتطور, لكن عملية الانصهار القومي ومسار تحققها التاريخي اسقط طابع الحدة والصراع الموي منها, واجبرها على التراجع الى مستوى حالة الصراع الثقافي الديني الروحاني. وفرضت حالة تعايش سلمي بينها, كان يفجرها بين الحين والاخر غزو عالمي يلعب على هذا التناقض الثقافي ويحاول توظيفه لصالحه كما في الحروب الاسلامية الصليبة, حيث لعب كل طرف منهما على المقدس المشترك له مع الطرف المحلي, وكما لعبت ولا زالت تلعب الحركة الصهيونية على المقدس اليهودي المشترك بين يهود العالم لصالح استيلائها على فلسطين,
_ لكن الرئيسي من الحالات الاستعمارية التاريخية التي غزت فلسطين كان من قبل القوى الاستعمارية الرئيسية عالميا, ومهما كان شكل السيطرة الاجنبية المحلية في فلسطين فقد بقيت في اطار ( توظيف ) القوى العالمية الرئيسية لها, تماما كما هو حال الحركة السياسية الراهنة لدولة اسرائيل الصهيونية في اطار الصراع العالمي, الامر الذي يعني ان تقاطع برامج واطراف اجنبية متعددة ومتنوعة تحتل فلسطين, كما هو الان تقاطع البرنامج الاستعماري العالمي غير المباشر في فلسطين مع البرنامج الاحلالي الصهيوني المباشر فيها, وكما تقاطع ايضا مع الالحاقي التوسعي في الفترة ما بين 1948 الى 1967م.
_ ان هذه البرامج الاحتلالية جميعا عملت بحدود متطلبات برامجها واهدافها على تحجيم استقلال القرار السياسي الفلسطيني ومؤسساته والياته وبنيته بما يتناسب ومصالحها, الامر الذي افرز الصيغة الاثنية الثقافية المتعددة المراكز كشكل ادراة سياسية ذاتية فلسطينية, وحصر مهماتها في ادارة الصراع الديموقراطي الداخلي حول المحاصصة واعادة اقتسام الوجاهة السياسية ومردودها الاقتصادي, دون ان يمنع ذلك تاريخيا عملية الانصهار القومي الفلسطينية المرتبطة اساسا بحالة التواصل الديموقراطي الداخلي الفلسطينية والتي ترتهن الى حاجة التواصل اليومي الفلسطينية. فهذه كانت تتقدم ببطؤ كان يحدد وتائر تحققه متطلبات التبادل الداخلي لانماط الانتاج الرئيسية والثانوية المسيطرة في المجتمع الفلسطيني, ومعدل التفكيك الذي يفرضه عليها للتوحد في سوق قومية واحة متحدة, وهو الذي بلغ مداه الاقصى في مرحلة الانتقال من النمط الاقطاعي الى النمط الراسمالي عشية الهزيمة الفلسطينية عام 1948م.
_ ان هذه الخلفية التاريخية توضح الفارق البرنامجي النوعي الاحلالي الاستعماري الذي حملته الصهيونية للظاهرة القومية الفلسطينية والذي وان لم يخرج الاحتلال الصهيوني عن اطار التوظيف الاستعماري العالمي له, الا انه يدمر الظاهرة القومية الفلسطينية, ويحاول القضاء المبرم عليها, وهو الذي لم تواججه الظاهرة القومية الفلسطينية من قبل في تاريخا ابان شكلي الاستعمار التوظيفي والاستيطاني.
ان طبيعة برنامج الاحتلال الاجنبي في المستعمارت اذن, هي التي تحدد نوع علاقته بمؤسسات القرار السياسي في المجتمع المقهور, وهي التي تسعى الى تحديد مصير هذه المؤسسات ودورها في العلاقة بينهما, لذلك نجد ان الاحتلال التوظيفي يمكن ان يسمح للمجتمع بمستوى من الحراك الديموقراطي الداخلي الي يتيح بناء مؤسسات ديموقراطية تشكل الاساس لبنية قرار سياسي قومي خاص وموقف سياسي قومي, في حين ان الاستعمار الاستيطاني فيشترط في وجود هذا الحراك الديموقراطي ومؤسساته والموقف السياسي الذي تفرزه, القبول بتفوقية العنصر المستوطن والخضوع لها وقبول ان يحدد للعنصر القومي الاصيل موقعه في الصيغة الاجتماعية ( للعيش المشترك ), اما في حالة الاحتلال الاحلالي فان هذا يرفض تماما ( وجود ) العنصر القومي الاصيل ويسقط عنه كل حق له ويرفض وجود مؤسسات لهذا العنصر القومي, في النطاق الديموغرافي القومي كاملا, وهو الامر الذي يبرهن عليه الان برنامج وسلوك المؤسسة الصهيونية حركة ودولة.
صحيح ان الاستيطان هو كاداة ووسيلة ومنهاجية يشترك كلا الاستعمارين الاستيطاني والاحلالي في اللجوء اليها, كمقدمة تهيء لتنفيذ برامجهما, لكن رؤيتنا في محاكمة كل منهما يجب ان تتجه الى تحديد الحد الادنى لبرامجهما حيث يسعى الاستيطاني الى ( التعايش مع ) في حين يسعى الاحلالي الى ( نفي وجود ) العنصر القومي الاصيل, وان لم يمنع ذلك امكانية تحول الاستيطاني الى احلالي, بحسب قدرة العنصر القومي على البقاء والصراع,
فشروط التجارب الامريكية والاسترالية والكندية والتي حل بها العنصر الاحتلالي الدخيل محل العنصر ( العرقي ) الاصيل, تختلف عن شروط التجربة الجنوب افريقية, حيث لم ينجح في جنوب افريقيا في الحلول محل العنصر ( القومي )الاصيل, وهزم هذا الاتجاه فيه, واضطره في النهاية للخضوع للرؤية الديموقراطية للعنصر القومي اصيل, اما في فلسطين فان هذا الطرف الاحتلالي بدأ فورا في تنفيذ برنامج الحلول محل العنصر القومي الفلسطيني, حتى قبل ان يصل الى وضع السيطرة السياسية والتجسد في دولة باتت هي اداته الرئيسية في اسناد اداته ووسيلته ونهجه الاستيطاني يعود فيرتقي بها الى حالة الاحلال.
يتبع....



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الامس واليوم
- تطبيع الشعب الفلسطيني:
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني: ( ...
- تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( ...
- الثابت والمتغير في الفكر الماركسي:
- طيبوا القلب اكثر في شعبنا الفلسطيني:
- السيد ياسر عبد ربه, نرجوا ان تقدم استقالتك:
- خوش آمديد احمدي نجاد!
- الشعب الفلسطيني والاحتمالات القادمة:
- الحوار المتمدن... شكرا لكم:
- المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية:
- ملاحظات على حوار اسعد العزوني _ نايف حواتمة:
- الشعب الفلسطيني شعب ملكي:
- يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:
- مؤشر ا حتمال التراجع الاسرائيلي عن موقف عدم تمديد قرار تجميد ...
- الولاء للشيقل الصورة الجديدة للصهيونية:
- خير الكلام ما قل ودل/ ردا على الكاتب ابراهيم الحمود:
- تالا قرش, دعوة الى الكفر:
- مرة اخرى الدكتور عبد الستار قاسم؟
- حول تصريحات ليبرمان:


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 2 ب )