أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 1 )















المزيد.....

تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 1 )


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 13:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


اولا : صورة اسس والية هيكلية الفرار الفلسطيني حتى هزيمة عام 1948م
يمكن القول ان الهيكل الاجتماعي للموقف السياسي الفلسطيني, قبل الانتداب البريطاني على فلسطين, كان بصورة استثنائية صرفة هيكلا طبقيا اثنيا ثقافيا اكليريكيا. تسيطر عليه المراكز الدينية الاسلامية المسيحية اليهودية, اما ادواته الاجتماعية فكانت المساجد والكنائس والكنس. وكانت المراتب الدينية المشرفة على هذه الادوات تجسد البنية الهيكلية له, فقد كان الفقه والافتاء الديني هو مرشد القرار السياسي الاجتماعي الفلسطيني.
لقد كان السبب الرئيسي في هذه الاستثنائية هو ان المجتمع الفلسطيني كان تاريخيا تحت احتلال اجنبي, وان هذا الاحتلال عزل ذوي الاصل الفلسطيني عن تشكيل مركزية سياسية فلسطينية والاستقلال بها, وان مستوى المركزية السياسية الذي وجد تاريخيا كان حصرا على ممثلي الاحتلال الاجنبي, لذلك بقي القرار السياسي الاجتماعي الفلسطيني محصورا في نطاق ادارة ذاتية نسبية للشان الفلسطيني يشرف عليه المركز الطبقي الاثني الديني الفلسطيني وكانت المجالات الرئيسية التي كانت موضع اهتمام هذا القرار السياسي على هذا المستوى في اتجاهين رئيسيين:
الاول: مجاله علاقة المجتمع الفلسطيني بادارة الاحتلال الذي يستعمر فلسطين,( المسالة الوطنية )
الثاني: مجاله النزاعات الداخلية بين منتسبي الاديان السماوية الاسلام والمسيحية واليهودية, ( المسالة الديموقراطية )
ففي المجال الوطني اهتم المركز الديني للقرار السياسي الفلسطيني بانعكاس صراع القوى العالمية على وضع الطرف الذي يحتل مباشرة فلسطين, وهو قطعا لم يكن موحدا بل كان منقسما على نفسه, تبعا لنزاعات الصيغة الدينية المسيطرة في المجتمع الفلسطيني حيث انحياز كل طرف ديني داخلي الى الطرف الخارجي الذي تجمعه به الاخوة الدينية, ولم يكن يؤثر على هذا الموقف ويدعوه الى التناقض مع نهجه العام سوى مستوى شديد من الضرر تلحقه السياسة الاستعمارية بالمصالح الطبقية للطرف الداخلي.
اما في المجال الديموقراطي فلم يكن سوى اعادة توزيع الملكيات العقارية ومردودها سببا للنزاع الداخلي يتقاطع ويتداخل مع العلاقة بالطرف الاجنبي الاستعماري, حيث كانت العلاقة به هي سبيل اعادة توزيع الامتياز السياسي والقانوني والتي كانت ترتد على نسب توزيع ملكية ارض, ولطالما كان الطرف الاجنبي يتيح لاخويته الدينية مع الطرف الداخلي حرية اعادة توزيع نسب ملكية الارض فقد كان يتفاقم الصراع الداخلي بين اتباع الاديان ويتمركز اكثر فاكثر الموقف من السلطة الاستعمارية بين مهادن مؤتلف معها او مصارع لها.
لقد استمرت صيغة تركيب والية هذه الهيكلية حاكمة ناظمة للقرار السياسي الفلسطيني واستمرت ادواته في السيطرة على الموقف الشعبي وتوجيهه الى المرحلة الانتقالية من نمط الانتاج الاقطاعي الزراعي في فلسطين الى مرحلة نمط الانتاج الراسمالي التي بدأ المجتمع الفلسطيني ينتقل اليها في ظل سيطرة الانتداب الراسمالي البريطاني, حيث استجدت وطرات عوامل اثرت على استقرار بنية والية الهيكلية البطريركية السابقة للقرار السياسي الفلسطيني.
ان الحداثة التي باتت تتسرب للمجتمع الفلسطيني منذ ما قبل الانتداب البريطاني, تسارعت وتائر تحققها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في ظل هذا الانتداب, وكان مجال تسارع وتائر تحققها يتناسب طرديا مع تزياد وتائر انتقال المجتمع الفلسطيني الى نمط الانتاج الراسمالي التي ولجها بصورة رئيسية من مدخل تبعيته سياسيا واقتصاديا للسيطرة الاستعمارية البريطانية, حيث بدأت في التشكل داخل المجتمع الفلسطيني مؤسسات نمط الانتاج الراسمالي فالوكالة التجارية ومصنع الانتاج والمدرسة التعليمية باتت ادوات ومقرات انتاج قوى طبقية اجتماعية جديدة على اختلاف وتنافس في اتجاهها النظري السياسي عن الاتجاه النظري السياسي التي انتجتها الارض وعمليتها الزراعية والمسجد وقواه الدينية, اما استبدال السوق المناطقي بالسوق العامة الفلسطينية فقد زاد في نزع سلطة المركز الديني لصالح الادارة المركزية المدنية. ولم تعد فلسطين نطاقا ديموغرافيا من ضمن نطاقات امبراطورية الاحتلال الاجنبي, بل باتت وطنا له حدوده السياسية وان كان تحت الاحتلال الاجنبي وحل مفهوم الوطن والوطنية محل مفهوم العشيرة والولاء لها,
اننا لا نقدم صورة عالية التقدم للحداثة المدنية الحضارية التي طرات على الوضع الفلسطيني واسست لتغير عال المستوى طرأ على الهيكلية التي تحكم صيغة القرار والشعار السياسي الفلسطيني, بل نعرض لمقدمات اسست لتغير نوعي طرأ على المجتمع واخذ تجسيدا نسبيا له في الشعار السياسي الوطني الديموقراطي الفلسطيني, اما هذه النسبية فقد كانت المناداة بالاستقلال والسيادة الفلسطينية في دولة خاصة, ونحن لا نقول ان القوى الطبقية السياسية التي اتت بها هذه الحداثة المستجدة كانت قادرة على فرض رؤيتها على الواقع الفلسطيني المتناقض في ذاته ولا على تناقضه مع الطرف الاجنبي, غير اننا نشير الى حالة تنامي مطردة نحو هذا المصير كانت الحداثة الفلسطينية باتجاهها اليه, قطع مسيرتها نحوه هزيمة 1948م, لكن ذلك لا يجب ان يمنعنا من تحديد المستوى الذي تطورت اليه هيكلية والية اتخاذ القرار السياسي الفلسطيني, فقد ارتقى تمثيل الموقف السياسي الاجتماعي الفلسطيني. فعلى صعيد الاستقطاب الاجتماعي السياسي ارتفى شكل هذا الاستقطاب من الالتفاف المركز الطبقي الديني ( شكل النبالة ) الى شكل القوة السياسية الحزبية الديموقراطية, ومن المركزية الطبقية الدينية الى نمط تمثيل التعددية الطبقية, اما على الصعيد المركزي القومي العام فقد ارتقى الى شكل المؤتمر الوطني كاطار يعكس وحدة القضية والمسار والتوجه القومي. والذي اوكلت له مهمة اختيار التمثيل السياسي الفلسطيني بصورة مركزية اما الطرف العالمي المحتل او الوسيط, لكنه بقي في اطار التمثيل البرلماني ولم يرتقي الى مستوى تمثيل مركزية سياسية تنفيذية ابدا.
لكن هذه الحداثة التي طرات على المجتمع الفلسطيني في مختلف المجالات بقيت محاصرة في رحم المقولة السياسية الاقطاعية الدينية, ولم تخرج ابدا للحياة كصيغة نظام راسمالي. لان شروطها الديموقراطية كانت مرهونة الى موافقة الطرفين الطبقي المحلي الذي كان سيلحق بامتيازاته الطبقية خسارة رئيسية وطرف الاحتلال الاجنبي الذي كان يرفض الاعتراف بفلسطين كصيغة قومية فبل تنفيذه وعد بلفور. والطرف الصهيوني الذي كان الهلامية الفلسطينية تؤمن له مزيدا من السيطرة الاجتماعية السياسية على ادارة الشأن الفلسطيني وتنقل سلطاته ليده.
حتى هنا ربما نكون قد استكملنا بحالة تحتاج الى التعميق رسم صورة بنية والية هيكلية القرار السياسي الفلسطيني حتى الهزيمة الرئيسية التي لحقت بمجتمعنا عام 1948م. هذه الصورة التي كان تزايد جانب الحداثة منها سببا معيقا ابطأ توقيت حدوث الهزيمة لانه كان يدفع باتجاه تعزيز وحدة الاتجاه القومي في النضال ويرشده بالشعار السياسي المناسب, حول الاستقلال والسياددة. في حين ان الجانب القديم المتخلف منها اسهم في الحاق هذه الهزيمة بالمجتمع الفلسطيني, حيث كان يعيد طرح وتعزيز النزاعات الاثنية الدينية والمنازعات المناطقية الطبقية, الى درجة ان هذا الانقسام انعكس في نفس نهج المقاومة الفلسطينية فطغت القيادة الدينية عليه وطغت عليه في نفس الوقت روح السيطرة المناطقية, وبات الى جانب الاقطاع الانتاجي والسياسي والاجتماعي اقطاع نضال تحررايضا. الامر الذي اتاح لاعداء الشعب الفلسطيني فرصة الاستفراد بقطاعاته دون ان تضطر الى مواجهته متوحدا.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثابت والمتغير في الفكر الماركسي:
- طيبوا القلب اكثر في شعبنا الفلسطيني:
- السيد ياسر عبد ربه, نرجوا ان تقدم استقالتك:
- خوش آمديد احمدي نجاد!
- الشعب الفلسطيني والاحتمالات القادمة:
- الحوار المتمدن... شكرا لكم:
- المسالة اليهودية بنت القضية الفلسطينية:
- ملاحظات على حوار اسعد العزوني _ نايف حواتمة:
- الشعب الفلسطيني شعب ملكي:
- يعقوب ابراهيمي نتنياهو صغير:
- مؤشر ا حتمال التراجع الاسرائيلي عن موقف عدم تمديد قرار تجميد ...
- الولاء للشيقل الصورة الجديدة للصهيونية:
- خير الكلام ما قل ودل/ ردا على الكاتب ابراهيم الحمود:
- تالا قرش, دعوة الى الكفر:
- مرة اخرى الدكتور عبد الستار قاسم؟
- حول تصريحات ليبرمان:
- من بحاجة اكثر الى المفاوضات ؟:
- من يحمل محبة اكثر؟ قلم يتحلل من الالتزام ام قلم ملتزم:
- رد على التعليقات التي وردت على مقال (الصهيونية تقود اليسار ا ...
- الصهيونية تقود اليسار الليبرالي الاقليمي تحت ادعاء ثقافة الس ...


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - تطور الاسس الموضوعية لبنية وهيكل القرار السياسي الفلسطيني:( 1 )