أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..














المزيد.....

كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


كأنني كنتُ أجهلُ أن البراكين لا تنقل فوّهاتها ، فبعد ذلك العدد اللامتناهي من القبل بقي فمكِ مكانه ، ولم اصدق إلا بعد أن نطقتِ :

لم أعرف أن جسدكِ يتقن مثل هذا الثبات كلما ضربته العاصفة ، ولا أنني مثل ورقة أتقلبُ بين فصول رغبتكِ ، لكنني ثبتُّ أمام هيجانكِ ، راضيا بالغرق في أطيانكِ حد الاختناق ، حد أن يأخذني فمكِ إلى معرفتي ، فأكتشفني ، من خلالكِ ، عضوا عضوا ، حتى أعود كاملا .


تنحتيني قبلة بعد اخرى ، فأصيركِ .
احبكِ لأنكِ ماهرة في هذا ، وفي أنكِ تعرفين أنني لا أفعلُ شيئا من دونكِ .

أنني ماهرُ في اشتقاقكِ من الهوس ، ومن المشي في الليل ، تحت نور الخيال في الشوارع .
إنني ماهرُ في النزهة بين الكمائن و منع التجوال ،
وفي الوقوف ضد حياتي .



أعرفُ أنه الصباح عندما أذهبُ إلى الوظيفة :
ادخن سجائري ، تحت سقف صحتي الرديئة ،
وانتظر أن أموت تحت الشجرة التي تفكر فيكِ ، كلما أسندتُ رأسي إلى جذعها .


آه ،إنني ماهرُ في ابتكار الحلول التي تفاقم المشاكل ،
وتشعل النار في قش اشتياقي .
ماهر في العراك مع الكلمة التي لا تحمل من معانيكِ شيئا .
ماهرٌ في تمزيق قصائدي ،
ماهرٌ في ابتكار العاصفة التي تقلب مراكب طمأنينتي :

الحربُ معي ، وضدي ، هي هوايتي الوحيدة


أرمي على اللا أحد أطلاقاتي :
وكل يوم اشيّعُ عصفورا يسقط قتيلا في طريقه إليكِ .

كم برق أرسلتُ ليضرب نافذتكِ ،
كم اغنية غنيتُ لأقتلع من عيني العالم دمعة ..

كنتُ ، قبلكِ ، أعيشُ داخل كتاب الليل ، مع هذه أو مع تلك ، لكنني أغلق الكتاب ، بعد ذلك ، منتزعا منه صفحة هذه وصفحة تلك ، لأنني لا اطيق انشطاري ، ولا أحترم تعددي .

كنتُ ، قبلكِ ، أشربُ كأسي بفخامة مَن عاد من الغزو بألف جارية ،غير أن قلقا ما يساورني ، في كل مرة ، فلستُ هذا ما ارغبُ أن أكونه .

وعندما ذهبتُ لأقرأ كتبا أبحثُ فيها عني ، لم أجدني ، ووجدتكِ بيني وبيني ، لكن هذا الذي بيني وبيني كان يفلتُ ، فجأة ، من بيننا ، فأضيعكِ :
صرتُ أتبع امرأة ، كل امرأة ، ولا أصل إلى حنانكِ .

صرتُ أصرخُ : مَن أنتِ ، وأينكِ ؟ لكن صرختي لم تكن إلا داخل المكتبة ، فلم اقابلكِ إلا بعدما طرتُ خارج معرفتي ، لأنكِ معرفة اخرى :
وعيٌ شقي أنتِ ،
طفلة مجنونة وعاقلة أنتِ ،
لهبٌ وبرق أنتِ .

قلتِ : احبكَ فعرفتُ أنني سأخسركِ ،
ولأنكِ تحبينني حقا هيأتُ عنقي إلى المشنقة ،
وأحببتكِ .

احبكِ لأنني لا أعرفُ غير هذا ،
لا أملكُ إلا هذا .
احبكِ لأنكِ ماهرة في الحزن ،
وفي أنكِ تعلمين أن مهارتي هي أن لا أكون شيئا من دونكِ ..

.............................................................................



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصباح اجدني نائما عند أقدامكِ ..
- العالم عندما القصيدة نثرا / 40
- العالم عندما القصيدة نثرا / 39
- العالم عندما القصيدة نثرا / 38
- العالم عندما القصيدة نثرا / 37
- العالم عندما القصيدة نثرا / 36
- العالم عندما القصيدة نثرا / 35
- العالم عندما القصيدة نثرا / 34
- العالم عندما القصيدة نثرا / 32
- العالم عندما القصيدة نثرا / 31
- العالم عندما القصيدة نثرا / 30
- العالم عندما القصيدة نثرا / 29
- العالم عندما القصيدة نثرا / 28
- اكتشاف ريلكه : الملاك وديانة الفن
- العالم عندما القصيدة نثر / 27
- العالم عندما القصيدة نثرا / 26
- العالم عندما القصيدة نثرا / 25
- العالم عندما القصيدة نثرا / 24
- العالم عندما القصيدة نثرا / 23
- العالم عندما القصيدة نثرا / 22


المزيد.....




- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - كل يوم اشيّعُ عصفورا يسقطُ قتيلا في طريقه إليكِ ..