عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 19:25
المحور:
الادب والفن
قصة أفضل
إلى هشام حبش
يا مَن جئتَ من هناك .. من خلف الأسوار، من وراء الغبار والأسلاك ..
أنتَ
يا مَن قطعتَ طرقا تستغرقُ قرونا من الخرائطِ ، جارّا معكَ هذا الموكب الطويل من المناحات ، من الطوفانات ، من الخرائب : هذا الموكب اللامتناهي من الذئاب والعويل ..
ما الذي وراءكَ غير هذا؟
غير أوقات من الشيخوخة تسرحُ في ساعاتٍ من التجاعيد ؟
غير الأشباح تجالسكَ في المقاهي ؟
غير الليل يتدلى ، مشنوقا ، من أعمدة الكهرباء ؟
غير الغناء ،
هذا الغناء السكران الذي يقطعُ الأوتار،
ويمزقُ روحَ الكمان ؟
ماذا وراءكَ ؟
وهذا الكيس ،
هذا الكيس الذي أنقض ظهركَ ، هذا الكيس :
ماذا غير الأخبار التي نعرفُ أنها حقيقية ،
غير الوقائع التي نعلمُ يقينا أنها قد حدثتْ ،
ولا نصدقها ؟
إن كان هذا ما لديكَ ، إن كان هذا ..
فقد قرأنا هذه القصة ، قرأنا القصة ، حتى .. قبل أن تحدث القصة .
نحفظ ُ أسماء مَن ..
نتوقعُ أسماء مَن ..
و نعرفُ أيضا ما بعد القصة التالية .
إن كان هذا ..
عُدْ من حيث أتيتَ ، فالحزنُ هناك ممّا لا يسعه المكان هنا : لكل ألم مكانه الخاص ، وإلا قـُلْ شيئا آخر، غيرالذي قالوه قبلكَ ، غير الذي قالوه بعدكَ ، وإلا لا تقلْ شيئا : ضعْ قدميكَ العاريتين على اسفلت المنفى ، ثم .. كما يتبدّدُ تحت شمس الصباح ضبابُ الفجر، تعلمّ أن تتبدّد ، أن تموع مثل قطعة ثلج ، وأن تتوارى ، بهدوء ، وسط الزحام :
دعْ الصمت يروي ، بدلا عنكَ ، قصة أفضل ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟