عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 21:16
المحور:
الادب والفن
الحفرة
الخوفُ ، وما ابتكره من أخطار ، هداني ، وأنا شبه يقظ ، شبه نائم : أن أحفر حفرة ..
ودعتُ شطوطي : حبي ، مراهقتي وشبابي ، ولا أفهم لماذا دفنتُ ، مع كتبي في الحفرة ، صورة رومي شنايدر العارية ، ولو كنتُ أعرفُ أن " اينانا " قد هبطت إلى العالم الأسفل قبل ذلك ، لأضفتُ إلى مقبرتي الجماعية شيئا من الخمر ، فهي سكيرة سومر .
لو كنتُ أعرف لأضفتُ طاولة الكتابة ، وشيئا من النور : علبة ثقاب مثلا ، فالظلام في كل مكان ، لكنهم يقولون أن " إينانا " خرجت عارية ، مثلما دخلت رومي شنايدر ..
عارية تخرج ، فتهبط مكانها عارية اخرى ..
فداءا ؟!
إذا كانت تلك هي سُنن العالم ،
فبماذا نفتدي الكتبَ ؟
الكتبُ التي داسها الظلام بأحذيته اللامعة
الكتبُ التي صُيّرتْ جسورا ليمشي فوقها المغول ، وهم يعبرون دجلة .
الكتبُ التي سُرقتْ
التي اُشعلتْ
التي ..
وها أني اخطط ُ ، بعد أن شربتْ ارضُ السواد ماشربتْ من الحبر والدم والافكار ، أن آخذ عطلة ، ليست طويلة ، لكنها أيام أقضيها في مسقط رأسي : لن أمشي ليلا في الشوارع ، ولن أرود مقهى ، سأفتح باب البيت بهدوء ، وأمشي ببطء ، لئلا اوقظ أشباح موتاي من اغفاءتهم الطويلة ، ثم أدخلُ غرفتي التي .. هناك حيث ، تحت سريري ، حفرتُ الحفرة ، وواريتُ كتبي التراب .
سأنامُ ، ملء جفوني ، في الحفرة .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟