أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - رؤوس أفعي الارهاب الثلاث















المزيد.....

رؤوس أفعي الارهاب الثلاث


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 13:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد ثلاث سنوات من أحداث 11 سبتمبر وأعلان الولايات المتحدة الحرب علي الارهاب وتجييشها الجيوش وغزو أفغانستان ومن بعدها العراق وبعد قصف معاقل من تعتقدهم الارهابيين بألاف الاطنان من القنابل وموت أو أصابة الآلاف من الابرياء من جراء هذا القصف .. مازال الارهاب يرتع في العالم ومازال الابرياء يموتون علي يد الارهابيين وعلي يد أمريكا في حربها ضد الارهاب .
مازال الارهاب يتكاثر ويكسب مزبدا من الاتباع لان امريكا ودون ان تدري ونتيجة لسوء أدارتها للحرب ضد الارهاب تعطيه ترياق الحياة و تغذيه بكل ما يحتاجه ليبقي علي قيد الحياة واكتساب المزيد من الانصار والمزيد من القنابل البشرية المستعدة لتفجير نفسها في اي هدف يحدده لها زعماء الارهاب ..وهي أهداف ضحاياها دائما من الابرياء ..لأن أمراء الارهاب يحددون الهدف اساسا بكم الدوي الاعلامي الذي ينتج عن تفجيره وليس ان كان هذا الهدف هو هدف عسكري او يؤدي تدميره الي كسب المعركة ضد معسكر الكفر كما يدعي بن لادن ..ان امراء الارهاب يختارون الهدف الذي يدغدغ مشاعر بسطاء المسلمين ويسهل مهاجمته لانه في الاساس هدف مدني ليس محميا بالدرجة الكافية .. وأمراء الارهاب يعرفون انهم يحتاجون الدوي الاعلامي لضمان استمرار تدفق التمويل وضمان انضمام المزيد من الانصار وضمان استمرار توفر السلاح الوحيد الذي يملكونه وهو القنابل البشرية من الشباب المغرر به باسم الدين والجهاد ضد الصليبيين من أعداء الاسلام ممثلا في امريكا وحلفاءها .
و امريكا لانها لم تعرف وما زالت لا تعرف من هو عدوها الحقيقي وعدو الانسانية كلها .. عدوها وعدو الشعوب الاسلامية نفسها في نفس الوقت .. فقد وجهت طائراتها وجنودها نحو أفغانستان علي اساس ان العدو الاساسي هو بن لادن وطالبان .. وهي لو وعت وفكر حكماؤها وخبراء الاسترايجية ممن تصرف علي ابحاثهم ومعاهدهم الحكومة الامريكية ملايين الدولارات لعرفت وعرفوا ان بن لادن ما هو الا ذيل الافعي وليس رأسها ولو قضت علي الراس فسيموت الذيل تلقائيا حتي لو ظهر لوقت قليل انه علي قيد الحياة نتيجة لتشنج عضلاته .
ان طالبان وبن لادن كانوا ظاهرة مصيرها الي زوال ..لانها ظاهرة تسير في عكس الاتجاه . . في عكس حركة التاريخ والانسانية وتقدمها ..كانت تستطيع أمريكا وبوش ان تبعث بضعة صواريخ نحو معاقل بن لادن في افغانستان ارضاءا لاهل الضحايا وامتصاصا لغضبهم ,, كما كان يفعل كلينتون ,, ثم التوجه نحو السبب الرئيسي الذي خلق التطرف الاسلامي والذي تحول بعد ذلك الي الارهاب والعداء لكل ما يمثل التطور الانساني من حرية وعدالة واحترام حقوق الانسان .. ان التطرف الديني الاصولي لابد ان يتحول الي العنف ان أراد البقاء علي قيد الحياة .. لان العنف والصورة البطولية التي يمثلها الموت الاختياري في سبيل القضية هو شريان الحياة بالنسبة لزعماء الارهاب رغم ان الذي يدفع حياته دائما هم الشباب وصغار السن من الاتباع فالقادة عندهم دائما الحجة جاهزة وهي ان بقائهم علي قيد الحياة يعني بقاء القضية نفسها علي قيد الحياة .
لم تسأل الولايات المتحدة نفسها لماذا لم يظهر الارهاب الا في أواخر السبيعينات رغم ان الفكر المؤسس له موجود منذ عقود قبل ذلك من أيام ابو الاعلي المودودي وسيد قطب والحركة الوهابية في بداية تأسيسها للمملكة العربية السعودية .
لم تسأل نفسها لماذا انطفأت جذوة الارهاب اليساري علي يد بعض الجماعات الفلسطينية بسرعة ومازالت مششتعلة بين اتباع بن لادن .
ولم تسأل لماذا لم يستطيع الفكر الجهادي والتكفيري ان يكسب اي ارضية ايام جمال عبد الناصر بين الاوساط الشعبية رغم المعاملة العنيفة التي عامل بها ناصر قادة هذا الفكر ..لماذا لم يصبح سيد قطب شهيدا في الاوساط الشعبية الا بعد موت عبد الناصر بأكثر من عشرة سنين .. بكت الملايين عبد الناصر ولم تذرف دمعة واحدة علي ضحيته سيد قطب .
أن الافعي التي لم تفطن لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حربها ضد الارهاب .هي افعي ذات ثلاث رؤوس .. الراس الاول هو غياب العدالة الاجنماعية في كل المجتمعات التي تستنسخ ارهابيين وانتشار البطالة وفقدان الامل وعدم المشاركة السياسية .. والرأس الثانية هي عدم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يمنع الحكام المستبدين من استغلالها وتخدير شعوبهم وحرمانهم من الحرية والعدالة واليمقراطية بسببها .. والاهم استغلالها من قبل زعماء الارهاب كحجة في العداء للعالم المناصر لاسرائيل وتجنيد المزيد من الانصار رغم انهم لم يطلقوا رصاصة واحدة في اتجاه اسرائيل وترك منظرهم عبد الله عزام الجهاد في فلسطين ليجاهد في أفغانستان .. أي منطق معوج ؟! .
أما الراس الاكبر للأفعي فهو التحالف غير الشرعي بين افكار الوهابية السلفية وافكار سيد قطب التكفيرية والجهادية والبترودولار القادم من حكومات الخليج خاصة أثناء فترة الطفرة النفطية .. تحالف شجعه ومولته نظم الحكم نفسها لتصدر مشاكلها الي الخارج .. اولا لازعاج الاتحاد السوفيتي في أفغانستان بايعاز من الولايات المتحدة ولأثارة القلاقل للدول العربية الاخري التي كانت تتهم هذه الحكومات بالرجعية والتعاون مع امريكا والاهم للتحكم في الشعب داخليا باسم الدين والشريعة لينسي او يتناسي حقيقة استئثار قلة من الأمراء بالسلطة والثروة علي حساب الاغلبية وايهام هذه الاغلبية ان طاعة ولي الامر من طاعة الله وان الجهاد يكون في جهاد الاتحاد السوفيتي الملحد والحكومات العربية العلمانية ..
أما من قلب الطاولة علي رؤوس الجميع فكان صدام وغزوه للكويت مما اضطر حكام الخليج الذين كانوا يرعون الاصولية في العالم العربي ويمولوها الي اللجوء للكافر كما كانوا يسمون كل مخالف في الدين ممثلا في الولايات المتحدة والقبول بالقواعد الامريكية علي اراضي الجزيرة العربية مما كشف انتهازية هؤلاء الحكام أمام من كانوا يصدرونهم للجهاد في الخارج فانقلب السحر علي الساحر .
ان الارهاب الاصولي هو صناعة مخابرات الغرب والحكام العرب المستبدين وليس من الغرابة ان يكونوا هم الاكثر معاناة منه الآن ولكن التطرف والارهاب مثل السرطان ينتشر ويتمدد ليصيب جسد العالم أجمع واكثر من يتضرر منه هم الابرياء الذين لا يملكون المناعة الكافية من الاسلحة والحراسة .
الم تسأل الولايات المتحدة نفسها لماذا بن لادن هو الزعيم والظواهري هو الساعد الايمن .. الاول هو نتاج الفكر الوهابي السلفي والثاني هو تلميذ فكر سيد قطب التكفيري الجهادي ولم يكن من الممكن ان يظلا علي قيد الحياة الا من خلال التمويل القادم من بلاد البترودولار ..ألم تسأل الولايات المتحدة نفسها هل كانت مصادفة ان يكون خمسة عشر من التسعة عشر مهاجما في 11 سبتمير سعوديين من نتاج مدارس الوهابية السلفية التي تبث العداء والكراهية لكل مخالف ليس فقط في الدين بل ايضا في المذهب ..الم يؤسس بن سعود مملكته علي نفس الاساس وبمساعدة الولايات المتحدة نفسها طمعا في نفط الجزيرة العربية من خلال غزو وقطع رقاب كل المعارضين له باعتبارهم كفارا وتستحل دماؤهم ونساؤهم .. ما الفرق بينه وبن لادن وزعماء الارهاب في العراق الان .. لقد اسس مملكته بنفس اساليب الرعب ويجب ان تكفر الولايات المتحدة عن خطئها في مساندته ودعمه ..للأ سف الولايات المتحدة تحصد ما جنت يداها وللآسف تتحمل معها كل شعوب العالم نتائج طمع قادتها وسوء تقدير مخابراتها.
ان الولايات المتحدة وبعد ثلاث سنوات علي احداث 11 سبتمبر وبعد آلاف الضحايا من جنودها ومن الابرياء الذين تعرضوا لقصف طائراتها وصواريخها و الآلاف من ضحايا الارهاب لم تكسب الحرب علي الارهاب ولا يبدو في الافق انها ستكسبها لانها تضرب اطراف الافعي وتترك رؤوسها الثلاث فينمو لها ذيول بدلا من ذيل واحد .
أن لم تعرف الولايات المتحدة ان كسب الحرب علي الارهاب لن يتسني لها الا بحل القضية الفلسكينية حلا عادلا والتخلي عن كل الحكام المستبدين وعلي رأسهم رعاة الوهابية والسلفية وثقافة التكفير في الخليج ومساعدة كل قوي التحرر والديمقراطية في العالم العربي دون التدخل العسكري المباشر .. من دون القضاء علي رؤوس أفعي الارهاب الثلاث فسيظل حيا يعاني منه العالم اجمع وليس امريكا فقط السبب الرئيسي في ظهوره و استمرار بقاءه علي قيد الحياة بفضل أخطاء قادتها ومخابراتها .
وان لم يعرف كل حكام العرب أخطائهم ويشركون معهم شعوبهم في السلطة والثروة وينشروا قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتهم فستستمر معاناتهم ونحن معهم وسيكسب الارهاب آلاف الانصار من هذه المجنمعات وكل واحد منهم هو قنبلة بشرية محتملة ممكن ان تنفجر في اي مكان .. قد يكون قصر الرئاسة نفسه



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا هو الاسلام ؟
- الدين والسياسة في عصر الديمقراطية
- فكرسيد قطب .. قوة ونتيجة واحدة ..العنف والارهاب
- الي المرشد العام للأخوان المسلمين ..التنديد لا يكفي
- دعوة للتأمل .. لماذا لا نقاوم بوضع السلاح ؟
- فلسطين و العروبة
- هل دماء العراقيين رخيصة ؟
- المتحدثون الرسميون باسم الله ..عمائم ومصائب
- تخاريف.. النجف والفلوجة نماذج رائدة فلما لانعممها
- أزمة العقل العربي
- لماذا لا يرفع العرب وايران أيديهم عن العراق
- لماذا نصر علي تحميل الله مساوئنا؟
- لا عزاء للفقراء
- ثقافة القطيع وراعي الغنم
- من غير الاصلاح الدستوري سنظل في انتظار أوامر السيد الرئيس
- هل صدام حسين هو الرئيس الفخري لحزب العمل المصري .. ردا علي أ ...
- ساكني القبور
- الأعجاز الحقيقي للقرآن
- الاسلام هو الحل.. عن أي اسلام يتحدثون؟
- العقد شريعة المتعاقدين


المزيد.....




- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - رؤوس أفعي الارهاب الثلاث