أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - ثقافة القطيع وراعي الغنم















المزيد.....

ثقافة القطيع وراعي الغنم


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسيطر علي عالمنا العربي للأسف ثقافة القطيع وراعي الغنم وهي الثقافة التي ترعي الاستبداد و القهر و نظم الحكم الديكتاتورية التي تلفظ انفاسها في العالم أجمع ولكنها في عالمنا تجد في الثقافة المسيطرة علي قلوب الشعوب وليس عقولها التي توقفت عن العمل مصادر الغذاء التي تعينها في البقاء علي قيد الحياة.
و هذه الثقافة هي المسئولة عما يحدث في العراق من فوضي وقتل للعراقيين والمدنيين ثم ادعاء انها مقاومة للأحتلال رغم ان أي مراقب منصف يري أنها محاولة مكشوفة لزعزعة الاستقرار ومنع التحول الديمقراطي في العراق والذي يحدث تحت مظلة الشرعية الدولية الممثلة في قرارات الامم المتحدة فمقاومة المحتل كما حدث في العالم أجمع تهاجم المحتل نفسه وليس أبناء الوطن الواحد ولو كانوا من طائفة دينية مختلفة و لا تهاجم البنية التحتية للأقتصاد والذي تعود ملكيته لأهل البلد كلهم وليس لنظام حكم معين.. وعندما ننظر الي التعاطف مع صدام حسين بعد ظهوره الاخير علي شاشة التليفزيون أثناء توجيه الاتهام له نجد أن الدفاع المستميت عنه هو من أقلام تنتمي في أغلبيتها الي نفس المنظومة الثقافية التي تكرس مفهوم راعي الغنم وتعتبر الشعوب هم مجرد قطيع لايملك من أمره شيئا ويجب ان يسير نحو الاتجاه الذي يحدده الراعي ومصير أي شاه ضالة هو العصا.
هذه الثقافة وروادها ممن يعتبرون أنفسهم الرعاة ويعتبروننا نحن الشعوب مجرد قطيع من الغنم .. تستخدم عصا الدين أو عصا الوطنية والقومية لترويد القطيع وتاديب من يحاول التمرد .
والدين بالذات كما يمكن ان يكون سبيل الهداية و الثورة علي الظلم وعدم المساواة كما كان في عهد النبوة , يمكن أن يكون عصا غليظة بستعملها الراعي الظالم لقهر شعبه والتسلط عليه ومعاقبة من يتمرد من القطيع بقسوة بالغة تصل الي حد قطع الرقاب استنادا الي تفسيرات خاطئة لنصوص القرآن والسنة تبرع بها فقهاء السلطة بعد عهد النبوة نفاقا للحكام وطمعا في ذهبهم أو خوفا من سطوتهم .. لقد بدأ فقهاء السلطة عملهم باستحياء بعد أن انتصرت قريش وتسلطت علي حقوق الآخرين في اجتماع السقيفة ثم خلعوا برقع الحياء تماما بعد سيطرة قريش وانتصار بنو أمية أعداء الرسول السابقين والطلقاء يوم فتح مكة بزعامة معاوية بن أبي سفيان وزينوا له حقه في تحويل الحكم من شوري و بيعة الي ملك عضوض يورثه الأباء للأبناء دون أن يكون للشعوب المقهورة أي رأي سوي الرضوخ لحكم السيف .. ألم يزين هؤلاء للحكام وأقنعوا العامة أن طاعة ولي الامر من طاعة الله .. الم يسكت هؤلاء و أغمضوا عيونهم عن القتل والسلب والنهب التي مارسها حكامنا طوال اربعة عشر قرنا ضد الشعوب المغلوبة علي أمرها .. ليستمتعوا هم بالحياة في القصور بينما الشعوب تعاني شظف العيش .. الم يكن بيت المال الذي يملأ بالضرائب (الخراج) المقتطعة من عرق وكد الغلابة يتحكم فيه من ادعي انه خليفة رسول الله في كل عصور الخلافة بدئا من الدولة الأموية ومرورا بالدولة العباسية وحتي عصرنا هذا ويوزعه علي من يشاء بدون اي حساب و بدون أي قواعد من الشرع او القانون اوحتي العدالة.. ألا القلة من حكامنا تعد علي أصابع اليد الواحدة وعلي مدي تاريخنا الطويل الممتد لأربعة عشر قرنا وليس من بينهم من ألفنا في حقهم الكتب الكاذبة عن عدلهم وورعهم لـتأكيد حق قريش في الحكم و التسلط ثم تأكيد حق أي حاكم تغلب بالسيف بعد ذلك و بعد أفول نجم قريش الذي استمر قرونا .. سواء كان الحاكم من المماليك العبيد أو من الاتراك أو في العصر الحديث مغامرا وصل الي الحكم عبر غزو القبائل المجاورة أو من خلال انقلاب عسكري أو تآمر قتل فيه وسحل كل معارضيه.
المشكلة الكبري ان القطيع نفسه قد تعود علي واستمرأ الترويض و أكتفي بقليل من الماء والكلأ مما يسمح به له راعي الغنم يسد به رمقه وتخلي عن جميع حقوقه طالما كفاه الراعي مشقة التفكير في و ضعه المزري او أبعد عنه الألم المصاحب للعصا .. حتي أنه اصبح لا يثور ألا علي رفاقه المتمردين من القطيع لأنهم يجلبون له العقاب أو المشقة المصاحبة للتفكير التي تتعارض مع استقر في العقول من التراث حتي لو كان كاذبا والمألوف من العادات والتقاليد حتي لو كانت ضارة.
هل هناك تفسير آخر لتأييد البعض لصدام رغم انه اسئثر بالسلطة وقتل الألاف من معارضية مستعملا كل أدوات القتل من المشنقة الي الرصاص الي الكيماوي واعتبر ثروات العراق ملكا خاصا له يأخذ منها ما يشاء ويوزع منها مايشاء علي كل عميل يسبح بحمده في وسائل الاعلام بينما شعبه الغني اصلا بموارده كان يأخذ حصته من الطعام بالبطاقات التموينية.
هل هناك من تفسير لخنوع الشعوب حاليا او في الماضي لحكامها والنفاق المقيت الذي تمارسه هذه الشعوب لحكام ظلمة و الهتاف لهم بالدم والروح نحن فداكم.
لماذا لابد ان يصدر اي قرار و لايحدث اي تغيير الا بناء علي اوامر راعي الغنم القابع علي قمة السلطة سواء كان رئيسا او ملكا بينما كل من دونه وكأنما هم ليسوا بشرا لهم ارادتهم المستقلة و قدرتهم علي التفكير.
لماذا كل من نعتبرهم أبطالا في تاريخنا هم مثالا صارخا علي التسلط و القهر و استخدام القوة في ترويض القطيع.. لماذا تبكي شعوبنا من يحكمها بطريقة ديكتاتورية عنيفة وتنسي أو حتي تقتل من يحاول ان يكون عادلا .. هل العظمة فقط هي في محاربة الآخرين والغزو والمغامرات العسكرية سواء كانت ناجحة أو فاشلة .. بينما الحرية و الازدهار الاقتصادي و الحضاري والعدل ليست قيما عظيمة لا يستحق من يحاولون تطبيقها او نشرها بين شعوبنا الا الأهمال أو حتي الأزدراء.
لماذا تنتشر الديمقراطية في العالم كله بينما تتعثر في مجتمعاتنا وتعتبر الشعوب المنادين بها هم مجموعة من العملاء علي ابسط تقدير او مجموعة من الكفرة المارقين من الدين والذين يستحقون القتل والسحل علي أيدي رعاة ثقافة القطيع.
حتي من يثوروا في عالمنا يثورون لاستبدال راعي غنم بآخر أكثر استبدادا وعنفا يريد ان يسوقنا كالغنم باسم الدين وتفسيره له المشتق من العصور الوسطي و من تفسير بدو الصحراء وللأسف تجد القطيع أكثر اعجابا بهم وبما يمارسونه من قسوة وعنف ممن يدعون الي او يحاولون استرجاع الحرية للقطيع.
الحقيقة يا سادة أننا لسنا مواطنين و لا حتي رعايا أنما مجرد قطيع من الغنم وسنبقي كذلك أن لم نتمرد علي ثقافة القطيع و الراعي .
وكم كان نزار قباني صادقا عندما قال في لحظة ثورة علي وضعنا:

"أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
ومن لعنة المبتدأ والخبر
وأنفض عني غباري
وأغسل وجهي بماء المطر
أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
وداعاً قريش
وداعاً كليب
وداعاً مُضر



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من غير الاصلاح الدستوري سنظل في انتظار أوامر السيد الرئيس
- هل صدام حسين هو الرئيس الفخري لحزب العمل المصري .. ردا علي أ ...
- ساكني القبور
- الأعجاز الحقيقي للقرآن
- الاسلام هو الحل.. عن أي اسلام يتحدثون؟
- العقد شريعة المتعاقدين
- أشكالية النص و تفسيره
- سادة العالم هم خدم شعوبهم .. وحثالة العالم هم سادة شعوبهم
- ايتها المرأة العربية لا أمل لك في ظل المفهوم الافيوني للدين
- ما هي مشاكلنا ولماذا نكتب
- فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء
- ابن سينا وثقافة العقل الغائبة
- اقصر الطرق للأستبداد و التخلف
- تخاريف خريف العمر... المرأة هي الحل
- تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية
- رب ضارة نافعة
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي
- مستشاري الرئيس


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - ثقافة القطيع وراعي الغنم