أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - ما هي مشاكلنا ولماذا نكتب














المزيد.....

ما هي مشاكلنا ولماذا نكتب


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 05:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من المؤكد ان الشعب المصري وباقي الشعوب العربية غير راضية عن حالها , فما هي مشاكلنا التي نتحدث عنها جميعا دون ان نجد لها حلا , رغم ان البعض منا يحاول ان يشارك عن طريق الكتابة او غيرها من وسائل التعبير المتاحة في محاولة العلاج من وجهة نظره وهي ظاهرة صحية و خطوة علي الطريق.
فما هي هذه المشاكل ؟:

*اهمها في رأيي حالة الاحتقان السياسي و الاجتماعي التي يعانيها مجتمعنا و الناتجة اساسا من سيطرة قلة علي المناصب السياسية و الاقتصادية والثقافية الهامة ولمدة طويلة دون اعطاء الفرصة لعملية التغيير و الاحلال التي هي سنة الحياة والوسيلة الوحيدة لتواصل الأجيال والتقدم .. والنتيجة الوحيدة لهذا الأحتكار هو فقدان الامل و تفشي السلبية بين اغلبية قطاعات المجتمع والتي من المفروض ان تكون قاطرة التقدم والازدهار.. والامثلة كثيرة من مؤسسة الرئاسة الي رئاسة الوزراء الي الوزراء انفسهم .. من مجلس الشعب الي مجلس الشوري .. من المؤسسات الصحفية و الاعلامية التي تقود الرأي العام وتشارك في تشكيله .. وحتي مؤسسات المجتمع المدني الغير حكومية .. فالأحزاب سواء الحزب الحاكم او الأحزاب المعارضة تعاني من نفس المشكلة ورؤساؤها هم نفس الوجوه من عقود ونجدها بمنتهي البجاحة تنادي بالتداول السلمي للسلطة .. حتي المؤسسات الاقتصادية الهامة سواء المملوكة للدولة او الخاصة تشارك الجميع في نفس الكارثة .
وسبب هذه المشكلة ينبع اساسا اننا نسينا سهوا او عمدا ان نضع معايير للأداء وآليات للتغيير وهي مصيبة نحن جميعا حكاما و محكومين مسئولين عنها .. فمن كان معارضا بالأمس للأحتكار أذا جاءته الفرصة مارس الاحتكار باشد من سابقه .. نهاجم توريث السلطة رغم اننا نمارس توريث المناصب في جميع المجالات فكل منا يحاول قدر المستطاع ان يورث منصبه الي اولاده و افراد عائلته في كل المجالات و الامثلة كثيرة تخزق العين.
أما النتيجة الاخطر لمشكلة الاحتكار المتفشية في مجتمعاتنا فهي ان التغيير بالعنف يصبح هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للتغيير .. والسبب الوحيد لعدم تفشي العنف في مجتمعنا هو طبيعة الشعب المصري السلمية او السلبية وليس قوة النظام وكم اتمني الا يخدع هذا النظام نفسه و تغره قوته الوهمية لأنه اذا استمر الحال كما هو فالعنف قادم لا محالة و عندها سيخسر الجميع .. ولكم عبرة في المجتمعات المحيطة والتي تفشي العنف فيها اسرع, فقط لأنها شعوبا طبيعتها اكثر عنفا من الشعب المصري.

* اما المشكلة الثانية وهي نتيجة طبيعية وتلقائية للمشكلة الاولي فهي سوء توزيع الثروة وغياب عنصر العدالة الاجتماعية .. فالهوة بين الفقر والغني تزداد والطبقة الوسطي قاطرة التقدم في اي مجتمع تتآكل بسرعة .. وهي نتيجة طبيعية لاحتكار المناصب فمن يملك السلطة يملك الثروة .. وهو يملكها دون ان يكون مختلس او حرامي كما نعتقد ولكن النظام هو الذي يساعده .. لأنه يغدق عليه ضمانا لولاءه.. وسأضرب مثالا واحدا وهو دخل الصحفي في اي مؤسسة صحفية تابعة للدولة ودخل رئيس مجلس الادارة الفرق قد يصل الي عشرات الاضعاف وهذا لا يمكن ان يحدث في اي مجتمع صحي في مؤسسات تابعة للدولة وليس للقطاع الخاص .

* اما المشكلة الثالثة والتي في رأيي هي السبب الحقيقي لكل المشاكل الاخري و اعرف مقدما انني ساتعرض بسبب رأيي هذا للهجوم المعتاد .. المشكلة الاساسية هي طبيعة الثقافة المتفشية في مجتمعنا .. وهي ثقافة الديكتاتورية .. ثقافة الاحتماء بالمألوف من المعتقدات و العادات .. ثقافة التلقين وليس التفكير .. ثقافة ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .. ثقافة اللي مالوش كبير يشتريله كبير . ثقافة انا واخويا علي ابن عمي وانا وابن عمي علي الغريب بصرف النظر عن اين الحق واين الباطل .. ولهذا يتم احتكار المناصب والثروة و توريثها .. ولهذا لا توجد آليات واضحة للتغيير لأن هذه الآليات تضرب هذه الثقافة في الصميم .. ولهذا الولاء اهم من الكفاءة .. والاهم ان هذا هو السبب اننا جميعا محكومين قبل حكاما قد و وصلنا الي ما نحن فيه من تردي ونحن كشعب مسئولين اكثر من الحكومة فنحن من نفرز مثل هذه الثقافة.

*أما لماذا نكتب او علي الأقل أنا وماهي فائدة الحوار حتي لو احتد احيانا .. فهو ان الكتابة تنفيس لحالة الاحباط التي نعيشها رغم انها لن تكون الحل ولكن الحل سيكون في الحوار .. فنحن قد نتمسك بأرائنا علنا بدافع الكرامة ولكن الحوار يدفعنا الي البحث والقراءة وهنا يبدأ التغيير في بعض الأفكار التي نعتنقها في معظم الأحيان بسبب العادة او التي تتغلغل الي اعماقنا بسبب تكرارها دون ان نفكر فيها فعلا ثم نعتبرها لا شعوريا انها الحقيقة وقد نقتل في سبيلها احيانا .. انها ثقافة القطيع .. والكتابة و الحوار و الاختلاف الحضاري في الافكار هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من هذه الآفة .. لا أحد فينا ولا أنا في كل ما كتبته في هذا المقال يمتلك الحقيقة .. ولكننا جميعا قد نقترب منها اذا عبرنا عن رأينا بحرية دون وهم الثوابت و الخطوط الحمراء الا خط الأهانة الشخصية والشتيمة .. قد يكون كل ما كتبته خطأ ولكنه رأي أدعو الي التفكير فيه .



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء
- ابن سينا وثقافة العقل الغائبة
- اقصر الطرق للأستبداد و التخلف
- تخاريف خريف العمر... المرأة هي الحل
- تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية
- رب ضارة نافعة
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي
- مستشاري الرئيس
- مفهوم الدين في القرن الواحد و العشرون
- هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدي ...
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - ما هي مشاكلنا ولماذا نكتب