أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو اسماعيل - قتل أم قتال في سبيل الله















المزيد.....

قتل أم قتال في سبيل الله


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 12:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد أمرنا الله في محكم كتابه بالقتال في سبيل الله وهذا ما لا يستطيع أن يجادل فيه أي مسلم بل أي مؤمن بدين سماوي لأنه أمر ألهي في كل الأديان السماوية ولكن هناك فرق كبير بين القتال في سبيل الله والقتل الغادر الخسيس ثم الأدعاء أنه جهاد أو أنه في سبيل الله أو في سبيل الرب أو غيرها من المبررات التي تخفي المصالح الشخصية و السياسية.
أن القتال في سبيل الله الذي شرعه الله في الأسلام وكل الأديان السماوية هو قتال للدفاع عن النفس و الأرض والوطن وهو قتال مشروط بالشرف و النخوة و الشهامة بين متحاربين بعيدا عن النساء و الأطفال و العجائز ولذا كانت المعارك تجري علي أطراف المدن ويشارك فيها الأصحاء من الرجال وأحيانا النساء وأذا انهزم جيش و أعلن استسلامه فلا يجوز قتل المستسلمين و يتم دخول المدن بعد ذلك بطريقة سلميةوفي الغالب بناء علي شروط استسلام أو معاهدة دون التمثيل بالجثث أو القتل العشوائي للنساء و الأطفال أو اغتصابهن .. ألم تكن تجري المعارك هكذا في صدر الأسلام بل و قبل ذلك في الحروب بين الإمبراطوريات الفارسية و الإغريقية, الم تجري معركة بدر و بعدها أحد خارج المدينة وعندما تم فتح مكة ألم بتم العفو عن أهلها رغم أيذائهم المسلمين وقال لهم رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم أذهبوا فأنتم الطلقاء , وأذا كانت حدثت تجاوزات من بعض القادة بعد ذلك فهو أمر محسوب عليهم و ضدهم كأشخاص و ليس علي الاسلام كدين كما هو الأمر في كل الحروب التي جرت علي مر التاريخ فكثير من القادة دخلوا التاريخ كأبطال و الكثير دخلوا التاريخ كمجرمين حرب في كل الحضارات العربية و الأسلامية والغربية و الآسيوية.
هذا هو القتال في سبيل الله الذي شرعه الله في كل الأديان والذي تؤيده كل المواثيق الدولية و الإنسانية أما ما يحدث الآن سواء علي يد شارون أو بوش أو المحسوبين ظلما علي الأسلام و هو منهم براء أو المحسوبين ظلما علي المقاومة العراقية وأي مقاومة علي مر التاريخ هي منهم براء.
فهل يمكن اعتبار السيارات المفخخة والقنابل التي تزرع في القطارات او الطائرات التي تخطف و تنفجر في المباني وتقتل الأبرياء ممن ليس لهم علاقة من قريب أو بعيد بالقضية التي يدافع عنها القتلة وليسوا مسئولين عن أخطاء قادتهم قتال في سبيل الله .
هل يمكن اعتبار ما يمارسه شارون من قصف و قتل بما يسببه من قتل للأبرياء من نساء و أطفال واغتصاب الأرض و تشريد أهلها هو قتال في سبيل الرب و أنبياء بني إسرائيل , أنه قتل غادر خسيس و لابد أن يحاسب عليه شارون كمجرم حرب.
وهل يمكن اعتبار ما تفعله أمريكا في حربها ضد الإرهاب من قصفها للأبرياء و احتلال العراق هو قتال و حرب مشروعة ضد الأرهاب .. أين المخابرات الأمريكية التي فلقونا بقوتها و قدرتها لماذا لم تحاول القبض علي زعماء الإرهاب دون قتل الأبرياء في القصف الجوي و غزو أفغانستان و العراق و اعتبار أن هذه آثار جانبية .. أنه قتل خسيس لا تبرره أوهام الحرب ضد الإرهاب أو نشر الديمقراطية . لماذا لا تستطيع أمريكا و ساستها أن يفهموا أنه بدون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا و بدون الكف عن تأييد الحكومات الديكتاتورية في الشرق الأوسط والكف عن دعمها سياسيا و عسكريا فلا حل لمشكلة الأرهاب ولن يمكن نشر الديمقراطية, أما المقاطعة الاقتصادية فهي لا تضر ألا الشعوب ومن قال لأمريكا أننا نريد ديمقراطيتها , لماذا لا تتركنا في حالنا نكافح من أجلها بطريقتنا.
وهل ما يحدث في العراق الآن من قتل للأبرياء في كربلاء وتفجير السفارات و مقرات الأمم المتحدة و خطف للرهائن هو مقاومة أو جهاد أو قتال في سبيل الله . أن المقاومة التي يقرها الإسلام وتقرها المواثيق الدولية والإنسانية هي المقاومة التي تهاجم قوات الأحتلال دون توريط الأبرياء من المدنيين وخطف و قتل الرهائن من المدنيين العاملين في العراق و الذين يبحثون عن لقمة العيش أو يساعدون في أعمار العراق وحتي لو تم الإفراج عنهم بعد ذلك فيكفي الترويع الذي تعرضوا له والذي ترفضه كل الشرائع السماوية. أن القتلي من العراقيين أضعاف القتلي من الجنود الأمريكان, وحتي المقاوم الذي يطلق النار من منزل مجاور لأحياء مدنية فيدفع القوات المحتلة الي الرد فيده ملوثة بدماء الأبرياء الذين يموتون عبثا تماما مثل يد الجندي الأمريكي الذي رد بقصف المنزل . أن المقاومة التي توافق عليها الشرائع السماوية و المواثيق الدولية هي التي تهاجم الآلة العسكرية للمحتل بعيدا عن الأحياء المدنية و دون توريط الأبرياء رغما عنهم .. فلتذهب أي قضية الي الجحيم مهما كانت عادلة اذا كان ثمنها طفل بريء سواء كان هذا الطفل عربيا مسلما أو اسبانيا أو أمريكيا أو حتي أسرائيليا .
ان مثلث الرعب المكون من شارون والقاعدة و أذنابها في كل مكان وبوش و زمرته في البيت الأبيض قد نجحوا في تحويل العالم الي مكان من القتل و القتل المضاد وأدخلونا في حلقة مفرغة لا أدري كيفية الخروج منها ألا بتكاتف كل قوي السلام و حقوق الإنسان في العالم أجمع بأدانة كل عمليات قتل المدنيين مهما كان مرتكبها و تحت أي مسمي ارتكب جرائمه فلا يوجد أي مبرر في القرن الواحد والعشرين في توريط مدني في صراع دون أرادته ولنعرف الإرهاب بكل بساطة بقتل أو ترويع المدنيين سواء كان الأرهاب هو عمل فرد أو منظمة أو دولة.
لماذا لا نفهم و لا نستفيد من تجارب الآخرين أن أهم و أجدي طرق المقاومة سواء كانت لحكومة ظالمة أو طاغية أو قوة احتلال هي الطرق المدنية و أهمها العصيان المدني ولندع الجيوش تحارب بعضها بعيدا عنا فهم يتقاضون مرتباتهم علي ذلك و يحضرني هنا بداية الصراع العربي الإسرائيلي الذي كان حربا بين الجيوش العسكرية وقلما حدثت أصابات بين المدنيين علي الجانبين .. وحتي في مقاومتنا للأستعمار الأنجليزي كانت تتم مهاجمة المعسكرات خارج الأحياء و دون توريط المدنيين من الجانبين و لم نسمع عن خطف أو قتل مدني بريطاني في أي عاصمة عربية .. فهل كنا أكثر تحضرا حينئذ .. ماذا حدث للعالم .. لماذا أصبح أكثر دموية و لماذا تحول القتال في سبيل الله الي قتل عشوائي خسيس يدعي أنه في سبيل الله و دوافعه الحقيقية هي دوافع دنيوية بحتة من رغبة في الزعامة و السلطه الدنيوية والله بريء مما يرتكبه الأنسان بأسمه وسيسومه سوء العذاب علي ما اقترفت يداه.. لنا الله

د. عمرو اسماعيل .. مصر
[email protected]
[email protected]



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو اسماعيل - قتل أم قتال في سبيل الله