أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة















المزيد.....

نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا أعرف أن مقالي هذا سيثير غضب الكثيرين ولكني لا أبالي فقد آليت علي نفسي أن أقول ما أقتنع به رغم تأكيدي أنه ليس بالضرورة هو الصواب لأيماني أنه لا يوجد من يمتلك الحقيقة الكاملة وواجب من يكتب أن يحرك العقل و الرغبة في النقد لدي الآخرين, أن يحرك التفكير , أن يتساءل و يحاول الأجابة علي بعض تساؤلاته رغم أنه لن يستطيع الأجابة عليها كلها .. أن العقل النقدي هو قاطرة التقدم.. أما ثقافة التلقين و ثوابت الأمة وعمل السلف الصالح الي آخره فهي مقولات لم و لن تؤدي إلا إلي ما نحن فيه من تخلف.
و كلامي هذا موجه الي كل أنصار ثقافة التلقين في عالمنا الذين يقفون في وجه التقدم و الأصلاح السياسي و الاجتماعي في مصر خاصة و العالم العربي عامة.
أن مصر منذ عهد الخديوي اسماعيل , أي منذ أكثر من مائة و خمسين عاما هي دولة مدنية ,يحكمها قانون مدني رغم تغير نظم الحكم فيها.. من ملكية الي جمهورية .. من شبه ديكتاتورية الي شبه ديمقراطية.. ومنذ سنة 23 يستمد الحكم فيها شرعيته من خلال دستور مدني.. ورغم عدم رضائنا عن الدستور الحالي , دستور 71 ومطالبتنا جميعا بتغييره فأن التغيير لا بد أن يأتي من خلال آليات الدستور نفسه.. أي أن يقر الأصلاح الدستوري نواب الشعب ثم يوافق عليه الشعب في استفتاء عام.. ورغم أن الدستور الحالي يقر أن الأسلام مصدر أساسي من مصادر التشريع فقد تم الأستقرار أن الشريعة تطبق في قانون الأحوال الشخصية فقط من زواج و طلاق و أرث.. اما باقي المعاملات و العقوبات فتخضع للقانون المدني و الجنائي. أي أن مصر في الحقيقة و أن لم تكن دولة ديمقراطية بالمعني الحرفي للكلمة فهي دولة مدنية علمانية تم فيها فصل الدين عن الدولة في السياسة ويمنع فيها بحكم القانون تكوين الأحزاب علي أساس ديني.
وما ينطبق علي مصر ينطبق علي كل الدول العربية الأخري بلا استثناء ماعدا السعودية فهى في الحقيقة ليست دولة مدنية و لا دينية و لكنها دولة آل سعود اسما و مضمونا. فالحقيقة أن جميع الدول العربية هي دول مدنية و أن لم تكن ديمقراطية تم فيها فصل الدين عن الدولة و أن ادعت عكس ذلك.
وجميع المجتمعات العربية ما عدا السعودية مرة أخري هي في الحقيقة مجتمعات علمانية بمعني أنها قررت شعوريا أو لا شعوريا أن الدين و ممارسة شعائره هو اختيار شخصى لا يمكن فرضه من خلال الدولة او أي جماعة أخري ولذا تري المساجد و الحمد لله عامرة والفنادق و الملاهي الليلية عامرة أيضا.. تجد داخل الأسرة الواحدة من يفتح علي محطة أقرأ ليتابع عمرو خالد ومن يشاهد روبي و نانسي عجرم والعلاقة بين الجميع هي علاقة حب لأننا لا شعوريا نعترف بحق الأنسان في الأختيار.. أن الشعوب العربية في الحقيقة هي أكثر تقدما من حكوماتها و أكثر فهما للدين من الجماعات التي تحاول أن تختطفه لمصلحتها.
والدليل علي ذلك ان المحكمة في مصر قد حكمت بتفريق نصر أبو زيد عن زوجته تطبيقا لقانون الأحوال الشخصية فهل أدي هذا الحكم لأي نتيجة .. هل فرق فعلا بينهما في نظرهما أو نظر المجتمع.. فها ما زالا زوجين و سيظلا كذلك رغما عن أنف القاضي الذي أ صدر هذا الحكم و رغما عن أنف من حرك هذه القضية لمحاولة مصادرة حق كاتب و باحث في التفكير.
أما عن المرأة التي يحاول الجميع اختطافها في العالم العربي فهي رغما عن أنفنا جميعا نحن الرجال قد حصلت علي حقها في أن تقرر مصيرها بنفسها في مقابل بسيط و هو أن تطبق عليها قوانين الأحوال الشخصية في الزواج و الإرث.. حصلت علي حقها في الخروج الي العمل و المشاركة في الحياة العامة و السياسية.. في حقها أن تلبس الحجاب أو تخلعه.. بل و في حقها أن تخلع زوجها نفسه.
والمرأة في الريف المصري كانت دائما سافرة و كانت دائما مشاركة للرجل في الحقل و البيع و الشراء فهل تأثرت الأخلاق العامة في الريف.
لن تستطيع أي قوة أن ترجع بالمرأة المصرية أو العربية الي الوراء.. ولن يستطيع فرد أو جماعة أن تمنع دينا من الرقص أو روبي من الغناء كما لن تستطيع قوة أن تمنعهما من لبس الحجاب أو حتي النقاب أن هما أرادا ذلك.
لماذا هذه المقدمة الطويلة؟
لأثبات وجهة نظري في أننا استطعنا أن نطرد نابليون بونابرت من مصر ولكننا لم نستطع أن نتخلص من تأثير مباديء الثورة الفرنسية علينا.. لقد خلصنا نابليون من حكم المماليك الي الأبد و مباديء الدولة المدنية استقرت في مصر الي الأبد.. ونفس الشيء ينطبق علي الأستعمار البريطاني و الفرنسي.. لقد خرج الأستعمار البريطاني من بلادنا ولكن بقي نظامه المدني في الحكم و تحولت مجتمعاتنا في الحقيقة الي مجتمعات علمانية.
لقد خرج الأستعمار الفرنسي و لكن بقي القانون المدني يحكمنا.. لماذا ؟ لأنها حركة التاريخ والتاريخ لا يعود الي الوراء.
ونفس الشيء يحدث الآن مع الهجمة الأمريكية علينا .. سنتخلص عاجلا أو آجلا من الأمريكان ومحاولة سيطرتهم علي مقدراتنا لمصلحة اسرائيل ولكننا لن نستطيع أن نقف في وجه الأصلاحات الديمقراطية التي ينادي بها العالم أجمع لأنها حركة التاريخ الإنساني .. بالعكس كلما أسرعنا في تطبيق الأصلاحات الديمقراطية كان تخلصنا أسرع من الهيمنة الأمريكية.. فالديمقراطية هي الضمان الحقيقي للأستقلال السياسي و الأقتصادي.. وهي أسرع طريق لتحرير العراق و فلسطين .. ولكن للأسف تقاوم حكوماتنا هذه الحقيقة كما تقاومها بعض الأتجاهات القومية و الإسلامية في الشارع العربي حفاظا علي مصالحها .. وهي بالتالي تؤخر الإصلاح الذي يصب في مصلحة المواطن المصري و العربي في النهاية.
أن تبني حكوماتنا للإصلاح السياسي و الديمقراطي هو الوسيلة الوحيدة لتفعيل آليات العمل العربي المشترك و إصلاح الجامعة العربية التي لا أمل في إصلاحها ألا بإصلاح البيت الداخلي لكل دولة عربية علي حدة.
أما بالنسبة للجماعات أو التيارات أو حتي الأحزاب التي تخلط الدين بالسياسة فهي جماعات تلعب خارج القانون وتعيش خارج واقع مجتمعاتها التي هي مجتمعات مدنية وعلمانية تؤمن و تمارس حق الاختيار الشخصي للدين و ممارسة شعائره و من حق الحكومة أن تطاردها و تمنعها و أن تطبق عليها القانون المدني الجنائي أن هي استعملت العنف أو حرضت عليه.
كل ما تفعله هذه الجماعات من الأخوان الي القاعدة بصوتها العالي و بمحاولتها اختطاف الدين لمصلحتها السياسية أو بممارستها العنف أنها تؤخر التحول الديمقراطي في العالم العربي و تزيد من معاناتنا و تعطي الحجة للحكومات حتي تمارس المزيد من القمع السياسي للشعوب و تستعدي العالم علينا و تعطي الحجة لأمريكا أن تمارس المزيد من الهيمنة لمصلحة اسرائيل.
وكل الجماعات و الأحزاب التي تخلط الدين بالسياسة تعرف أنها لن تستطيع أن تصل الي الحكم بطريق سلمي أو قانوني مهما حاولت الالتفاف و المناورة مثلما فعلت الأخوان في مبادرتها الأخيرة ولن تستطيع السيطرة تماما علي الشارع المصري أو العربي فهو شارع علماني مهما بدا عكس ذلك ولن يتخلى بسهولة عن حرية الاختيار التي عرف طعمها الجميل منذ أكثر من مائة عام ولذا لا يتبقى أمام هذه المجموعة ألا العنف المعنوي بإطلاق عبارات التهديد و التشهير و اتهامات التكفير و الخيانة مما يمتليء به صندوقي البريدي أو استعمال العنف مما يضعها تحت طائلة القانون لتمتليء السجون بأعضائها أو الهروب الي الجبال مثل أعضاء القاعدة و أيمن الظواهري الذي تحول للأسف من جراح ينقذ الأرواح إلي إرهابي يزهق الأرواح باسم الإسلام و الإسلام براء منه.
الحقيقة إن الهجمة الاستعمارية الفرنسية و البريطانية في القرنين الماضيين حولت دولنا الي دول مدنية و مجتمعاتنا إلي مجتمعات علمانية .. وأنا أدعي أن هذا التحول حدث بإرادة الشعوب وليس فرضا من المستعمر الذي طردناه من بلادنا؟
فهل يحدث التحول الديمقراطي بإرادة الشعوب؟ نعم سيحدث و كل ما تفعله الهجمة الأمريكية أنها تسرع بهذا التحول.. رغما عن الحكومات و رغما عن جماعات الظلام السياسي و الفكري و رغما عن أمريكا نفسها.
ورب ضارة نافعة

د/ عمرو اسماعيل
jakoushamr@ hotmail.com



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة