أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه














المزيد.....

هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 714 - 2004 / 1 / 15 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أطلق سيدنا عثمان الخليفه الثالث رضى الله عنه هذه المقولة والثوار أو المتمردون يحاصرونه فى المدينة و فضل أن يقتل على أن يتخلى عن قميص الحكم الذى اعتبره تكليفا أو أرادة ألهية وقد فقدنا حتى يومنا هذا الأمل أن يتم تداول السلطة فى بلادنا بطريقة سلمية  .
وليس هذا تقليلا من حبنا أو احترامنا لسيدنا عثمان أحد العشرة المبشرين بالجنة ولكن لأن هذه المقولة الشهيرة دخلت وجدان الشعوب العربية و المسلمة و حكامهم و امتزجت لاشعوريا بالثقافة العربية حتى أنها أصبحت عندهم بمثابة الحقيقة مهما حاولوا أن ينكروها.

و نظرنا ألى تاريخنا منذ هذه اللحظه و حتى الآن لوجدنا أن جميع حكامنا مهما كان أسم نظام حكمهم خلافة أو ملكى أو حتى جمهورى يعتبرون فعلا أن قميص الحكم قد ألبسهم أياه الله و لا تملك الجماهير الحق أن تخلع هذا القميص عنهم ألا أن شائت الأراده الألهية ذلك بموتهم أو قتلهم أو أن يبعث عليهم هولاكو كما حدث فى الماضى أو بوش كما يحدث الآن ليخلع هذا القميص عنهم.
والمؤلم أن الشعوب تتقبل هذا المنطق و تستسلم له و كأنه أمرا دينيا و تغيير الحاكم أصبح يحتاج فتوى بتكفيره ليتم قتله بدون تانيب ضمير و لايخطر ببالهم أن الحاكم يستحق التغيير أحيانا ليس لأنه كافرا أو زنديقا ولكن فقط لأنه لا يجيد عمله  والأمر لا يستحق أن نقتله أو ننتظر مغامرا كافرا فعلا لكى يسحله فى الشوارع و يصبح هو حاكمنا و نعتبر أن هذه مشيئة الله.
لو كانت مشيئة الله أن يسلط علينا حكاما ظلمة مثل صدام و ما أكثر أمثاله فى تاريخنا لكان الشر بالتالى مشيئة ألهية لا نستحق عليها العقاب. لقد أعطانا الله حق الأختيار بين الخير و الشر فكيف لا يستقيم أن يعطينا حق خلع قميص الحكم .
أنا أعرف أن هذا الكلام قد يجر على كثيرا من المتاعب ولكن ما أرجوه قبل أن يهاجمنى أحد أن يثبت لى أن ما أقوله خطأ ليس بالكلام الأنشائى فقط ولكن بالدليل الواقعى و التاريخى, ليس أن كان سيدنا عثمان على حق أم لا فهذه ليست القضية التى أناقشها, ولكن  القضية هى  أن تداول السلطه سلميا و ديموقراطيا فى بلادنا صعب بسبب مقولة سيدنا عثمان وتغلغلها العميق فى وجداننا.
ألم يكن مصير معظم حكامنا هوالقتل أو البقاء على صدورنا حتى يتوفاهم الله بصرف النظر عن كونهم حكاما محبوبين أم لا, ألم يقتل كثيرا من حكامنا الذين أحبتهم شعوبهم و رغم ذلك قبلت الشعوب القتلة كحكام جدد لأنها مشيئة الله, ألم يقتل سيدنا على قديما و ملك العراق حديثا و رغم ذلك تقبلت الشعوب معاوية و عبد الكريم قاسم, ألم يقبل الشعب المصرى حكم الفاطميين ومن بعدهم الأيوبيين بمنتهى السهولة و حتى حكم العبيد المماليك لأنها أرادة ألهيه.
هل تم تغيير أى حاكم لنا حديثا بطريقة سلمية ألا فيما ندر, هل رفضت شعوبنا أى حاكم قرر أن يلبس قميص الحكم بدون اختيار الشعب على اعتبار أن نجاحه فى ذلك هى أرادة ألهيةو هل كان للشعب المصرى أى دور فى اختيار جمال عبد الناصر أو السادات أو مبارك, هل اختار الشعب العربى فى الجزيرة العربية آل سعود أو الشعب العراقى صدام حسين.
لماذا يتغير قميص الحكم فى الدول الغربية بمتنهى السهولة و يتبادله الحكام على اعتبار أن هذة أرادة شعبيه و ليس ألهية.
هل تعرفون لماذا لأنهم استطاعوا أن يفصلوا بين ما هو ألهى و ما هو دنيوى, لأنهم بدون أن يدروا استطاعوا أن يصلوا ألى جوهر الأسلام الحقيقى و هو أن الله قد أعطى الأنسان حرية الأختيار فلا يستطيع أى أنسان أن يسلبها منه بحجة أن هذه مشيئة الله .
وحتى تقتنع شعوبنا أن سيدنا عثمان كان مخطئا فى هذه المقولة و ان قميص الحكم هو أمر دنيوى تقرر الشعوب من يلبسه حسب مصلحتها و تخلعه عنه بطريقة سلمية بدون قتل أن لم يلبى لها مطالبها , فلا أمل وأمام شعوبنا تجارب الأمم الأخرى و آخرها جورجيا لعلها تعى.
 



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه