أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل















المزيد.....

تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 731 - 2004 / 2 / 1 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نهاية عام 73 ومع أحلام الشباب الجميلة و انتصار أكتوبر كنت متأكدا أن مصر في خلال سنوات قليلة ستصبح دولة قوية تنافس الدول الصاعدة فى آسيا اقتصاديا و تنافس دول أوروبا في الديمقراطية و حقوق الإنسان. لم يكن عندي حينئذ ذرة شك في ذلك لأني كنت أعتقد أن جمال عبد الناصر قد بنى قاعدة اقتصادية قوية وأنه حين نطبق المبدأ السادس من مبادىء ثورة 23 يوليو وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة وبعد انتهاء الأعباء الاقتصادية للحروب مع إسرائيل ستنطلق مصر بسرعة الصاروخ نحو التنمية والتقدم و الديمقراطية.
لم يكن عندي شك فى ذلك لأني كنت أعتقد و ما أزال أن مصر تملك قاعدة بشرية مؤهلة وكنت أعتقد أن السادات سيقود هذه القاعدة نحو الديمقراطية مفجرا الطاقات الهائلة للشعب المصري تلك الطاقات التي كنت ومازال أومن أن الشعب المصري يمتلكها وأن كل ما يحتاجه فقط هو توفر الإدارة السليمة لهذه الطاقة .
ولكن للأسف كل سنة بعد الأخرى كنت أكتشف كم كنت واهما فالديمقراطية تم استبدالها بتشجيع التيار الديني ليقضى على التيار التقدمي فى المجتمع الذي بدوره استبدل ثقافة العمل و الإنتاج بثقافة الاستهلاك و المظهرية الكاذبة مع موجات الهجرة إلى دول الخليج النفطية مستوردا منها كل مساوئها من الأتكال على الغير فى العمل والتدين الطقوسى الخالي من الجوهر و التعصب الفاشي الذي يستعدى الآخر حتى أصبح هو الآخر متعصبا.
لقد تدهور كل شىء فى الثلاثين عاما الأخيرة فى مصر, من الصناعة إلى الاقتصاد و من الثقافة إلى الفن, حتى الدين لم يسلم فتحول التدين السمح (سواء أسلامى أم مسيحى) الذى اشتهرت به مصر طوال تاريخها إلى تعصب مقيت, مجرد تشدد فى الطقوس دون أي تحسن فى الأخلاق.
ماذا حدث ؟ لماذا تدهور بنا الحال بدلا من أن نتقدم ؟ هذا هو السؤال الذي يعذبني و أنا فى خريف العمر.
فهل هناك تفسير لما حدث.. فى رأيي إن التفسير الوحيد الذي يبدو بالنسبة لي منطقيا ان السبب لتدهورنا هو نفس السبب الذي أدى ألي هزيمة 67 و انهيار التجربة الناصرية رغم ما حققته من مكاسب على الأقل فى البداية وهو اننا لم نطبق المبدأ السادس لثورة يوليو و هو أقامة حياة ديمقراطية سليمة رغم أن الحقيقة كانت ساطعة لنا جميعا ومازالت, ولكننا لا نراها أو نتعامى عنها لأننا شعوبا لا تؤمن أو لا تحب الديمقراطية.
دائما نبحث عن الديكتاتور الذي نتمناه عادلا , نتمثله فى عمر بن الخطاب أو صلاح الدين, فى عبد الناصر أو صدام حسين.. حكامنا يعتقدون إن الديكتاتورية هى أسهل و أفضل طريقة لحكم هذه الشعوب المتخلفة و نحن فى الحقيقة نشاطرهم الرأي و كل ما نتمناه ان يكون الديكتاتور عادلا. حتى الحاكم الذي يبغى أصلاحا يدعى أو يعتقد أننا شعوبا غير مستعدة للديمقراطية الكاملة وإنما يجب ان نحصل عليها بالقطارة كما لو إن الديمقراطية ستصيبنا بمرض عضال لا علاج له أو كما لو أننا شعوب من المتخلفين عقليا الذين يستحقون الحجر عليهم. منتهى الإهانة و الذل الذي لا أدرى كيف نحتمله و رغم ذلك نجد أن الكثيرين من مثقفينا يروجون لهذه النظرية المهينة.
وللأسف فأن التيارات التي تستحوذ على عواطف الجماهير هى فى تيارات فى جوهرها ديكتاتورية, فالإسلاميون يرون إن الحل هو الخلافة , كما لو أنهم يريدون أن يرجعوا بنا إلى عصر هارون الرشيد عندما كان يأمر بإعطاء اى شاعر جربان يقول فيه قصيدة مدح مائة ألف درهم كما لو أن بيت المال هو بيت أبوه, واليساريون يرون ان الحل هو الديكتاتور الأشتراكى الذي يؤمن بالعدالة الاجتماعية و القوميون يؤمنون أن الحل هو الديكتاتور القومي الذى يؤمن انه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وانه لا كلام عن الديمقراطية قبل ألقاء إسرائيل فى البحر و بالتالي يضمن بقاؤه فى الحكم طوال حياته و أحيانا حياة أولاده  من بعده.
لقد خدعنا السادات ونحن بعد موته بأكثر من عشرين عاما فى انتظار الديمقراطية التي و عدنا بها والتي نحصل عليها قطرة قطرة حتى لا نصاب بإسهال ديمقراطي حاد يودى بحياتنا.
ولننظر ماذا حدث و يحدث فى العراق , ذهب ديكتاتور ذرف عليه الدمع الكثيرون و التيار الصاعد هو تيار رجعى يحرم المرأة حتى من القليل الذي اكتسبته أيام ديكتاتورية العسكر وتيار آخر يقاوم الانتخابات خوفا من سيطرة الأغلبية, لقد رجعت القبلية و العشائرية الى العراق و يتم تحجيم القوى التقدمية و أمريكا محتاسة و لا تعرف ماذا يحدث أو لا تريد أن تفهم.
الحقيقة أننا شعوب تعشق الديكتاتورية و نمارسها يوميا فى بيوتنا و مدارسنا و جامعاتنا و مصانعنا و مساجدنا و كنائسنا ولذا تفتق ذهني الذى يعانى قطعا من هلوسات خريف العمر الى حل وسط  و هو اننا طالما لا نستطيع او لا نريد التخلي عن الديكتاتورية فلماذا لا ننتخب ديكتاتورا كل خمسة سنوات يحق له أن يرشح نفسه لفترة ديكتاتورية أخرى . وفى خلال فترة حكمه الديكتاتورى يحكمنا كما يريد بدون برلمان صوري يكلفنا الكثير دون أن يكون له أي دور حقيقي. ويصبح دور الأحزاب أن يرشحوا لنا ديكتاتورا, فالإسلاميون يرشحون لنا ديكتاتور اسلامى و اليساريون ديكتاتور اشتراكي و أمريكا ديكتاتور رأسمالي و هكذا. للديكتاتور أن يحكم كما يشاء على شرط أن ينتخبه الشعب كل خمس سنوات و بحد أقصى مدتين و لكي نضمن إن لا يطمع الديكتاتور فى الحكم أكثر من عشر سنوات ينص الدستور الديكتاتورى ان يشرف الجيش على انتخاب الديكتاتور كل خمس سنوات و يضمن ألا يستمر اى ديكتاتور فى الحكم أكثر من عشر سنوات على الأقل تجد جيوشنا عملا مفيدا بدلا من البطالة المقنعة التى تعانيها و كما تعلمون فأن الأيد البطالة نجسة.
وبما أننا شعوب ندعى البلاغة و الحداثة فلنسمى نظام الحكم هذا الديموكتاتورية أي حكم الديكتاتور من خلال الانتخاب الشعبي و أؤكد هنا ان اختيار الديكتاتور يكون من خلال الانتخاب بين عدة مرشحين و ليس من خلال استفتاءات فقد زهقنا من حكاية ال 99% , أرجو ان تسامحوني على تخريفي الديكتاتورى, ألم أقل لكم هلوسة خريف العمر و هو مرض ينتج عن نقص مزمن فى الديمقراطية

د/ عمرو اسما عيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل