أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق















المزيد.....

هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سأل أحدنا نفسه بعد مرور عام علي غزو العراق ومع الأحداث الأليمة فيه الآن .. هل كانت أمريكا تجرؤ علي غزو العراق لو كان فيها حكومة منتخبة و ديمقراطية؟ .. وهل كانت أمريكا تستطيع أن تدخل الي المنطقة بقواتها لو كانت الحكومات العربية منتخبة من شعوبها و هذه الشعوب قادرة علي أسقاط حكوماتها؟ .. ورغم رأي البعض منا في النظام الديمقراطي التركي فلم يستطيع بوش أن يجبر تركيا علي قبول دخول قوات التحالف من أرضها و لم تقبل تركيا تقديم المساعدة ألا فيما يحقق مصلحتها واضطر هذا أمريكا الي تغيير كل خططها العسكرية و كلفها الكثير ماديا.
لماذا هذا السؤال ؟ الحقيقة أن ما دفعني الي هذا التساؤل هو ما يحدث في العراق ورد فعل الشارع و الأعلام العربي له.
أن مقاومة الآحتلال هو بلا شك حق شرعي للشعوب المحتلة و تحميه المواثيق الدولية والشرائع السماوية ولكن هذه المقاومة لها مقومات أهمها الوصول الي الهدف المرجو منها وليس معناها قتلا عشوائيا وليست خطفا للرهائن و ليست تمثيلا بالجثث و هي في ذلك تختار العمليات التي تلحق أكبر الضرر بالعدو دون توريط الأبرياء من المدنيين و النساء و الأطفال.
أن المقاومة الواعية هي التي تعرف متي تقاتل و أين تقاتل و تعرف هدفها بوضوح و الأهم أن يعرف الشعب كيف يختار قيادة هذه المقاومة .. فهل هذا هو ما يحدث في العراق؟
فلنبدأ بموضوع خطف الرهائن و التهديد بقتلهم أن لم تسحب الحكومات المتحالفة مع أمريكا قواتها من العراق ؟ هل يوجد عاقل واحد يعتقد أن مثل هذه العمليات ممكن أن تؤدي الي نتيجة ؟ قد تقوم بعض المظاهرات في عواصم هذه الدول تطالبها بسحب قواتها ولكن صدقوني لن تسحب أي حكومة قواتها و بعد انتهاء المشكلة سواء بقتل الرهائن أو حتي الإفراج عنهم ستتحول هذه الشعوب أكثر تأييدا لأمريكا لمعاقبة هؤلاء الأرهابيين الذين يخطفون المدنيين مهما قلنا عكس ذلك و سيصبح الإرهاب مرتبطا أكثر بالعرب و المسلمين في العقل الباطن لكل شعوب الأرض.. لماذا لا تستطيع عقولنا أن تعي أنه لن تسمح أي حكومة بأن يبتزها أحد بأي عملية خطف للطاثرات المدنية ولا بالعمليات الأستشهادية التي يكون ضحاياها من المدنيين و لا بخطف الرهائن , لم تنفعنا مثل هذه العمليات في الماضي ولن تنفعنا الآن أو في المستقبل .. لماذا لا نتعلم من تجارب الآخرين .. أن الشعب الفيتنامي قاوم الجيش الأمريكي في فيتنام و أجبره علي الأنسحاب دون أن ينسف القطارات في أوروبا أو المباني في أمريكا ودون أن يخطف الطائرات المدنية أو يأخذ الرهائن من المدنيين والأهم دون أن يفقد صداقة الشعب الأمريكي و لذا استحق احترام العالم و تأييده.
ولماذا نذهب بعيدا فعندما كانت الشعوب العربية تقاوم المحتل الإنجليزي أو الفرنسي في النصف الأول من القرن العشرين لم تكن تخطف أو تقتل المدنيين الإنجليز أو الفرنسيين في العواصم العربية.. فماذا حدث لنا؟.
أن ما أفهمه عن المقاومة هو الهجوم علي الآلة العسكرية للمحتل بعيدا عن التجمعات المدنية حتي لا يصاب الأبرياء و استنزاف العدو حتي يرحل دون محاولة جره كما يحدث الآن الي الرد العشوائي الذي يذهب ضحيته أكبر قدر ممكن من الضحايا وهي خطة ينفذها قادة متعطشين للسلطة لا يهمهم أرواح أبناء أوطانهم وهم أن نجحوا في الوصول الي هذه السلطة سيذيقون أوطانهم سوء العذاب وسيكون حكمهم من خلال المقابر الجماعية مثلما فعل صدام تماما و للأسف وجد من يهتف له و ما زال هناك من يعتبرونه بطلا.
أما ما هو أهم من المقاومة المسلحة فهي المقاومة المدنية التي تنظم حركة المجتمع وترسي مباديء الحكم العادل و الديمقراطي بعد رحيل قوات الاحتلال .. وللأسف ما يحدث الآن ليس مقاومة و جهاد للأحتلال بقدر ما هو جهاد للحصول علي نصيب من كعكة العراق فالجميع أعتبر العراق مستباحا بعد سقوط صدام من أمريكا الي شيوخ العشائر و الطوائف .. من فلول النظام السابق إلي القادة الصغار المتعطشين للسلطة .. من الدول المجاورة إلي الدول الكبرى .. الكل يبحث عن نصيب في الكعكة و الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي و هو المسئول عن ذلك لأن ولاءه الحقيقي ليس للعراق و لكن للقبيلة و العشيرة و الطائفة وللحوزة الناطقة و غير الناطقة و لهيئة كبار العلماء ولكل من يلبس عمامة سوداء أو بيضاء و يخدع بها البسطاء تعطشا للسلطة والنفوذ و لا ندري أين كان كل هؤلاء أيام صدام .. كانوا يهتفون له بالروح بالدم نفديك يا صدام .. فأين هو الآن في غرفة مكيفة في ضيافة الأمريكان و مازالت دماء العراقيين الغلابة تراق.
أما الطامة الكبري فرد فعل الشارع العربي و الأعلام العربي فهم لا يهمهم آلام الشعب العراقي ومعاناته ودماء أطفاله التي تراق عبثا .. أن الشعب العربي يبحث عن أبطال في خياله تقاوم الاحتلال لكي ينفس عن عجزه و ضعفه في مواجهة حكوماته الديكتاتورية .. و الفضائيات تتباري في تقديم المواد الأعلامية التي يريدها الشارع العربي لكي تضمن المشاهدة و الإعلانات و لتذهب الحقيقة الي الجحيم المهم أن تدغدغ مشاعر المشاهد العربي و تبحث له عن أبطال جدد ليس منهم في الحقيقة أي خطر علي الحكومات بل خطرهم الحقيقي هو علي الشعوب نفسها من بن لادن الي الظواهري حتي وصلنا في النهاية الي الغلام المعجزة مقتدي الصدر الملطخة يداه بقتل عبد المجيد الخوئي .. فهنيئا للشعوب العربية الديكتاتورية فهم لا يحبون غير أبطالها ممن هم علي استعداد أن يسوقوهم كالنعاج الي حتفهم المحتوم من أصحاب نظريات الحكم الشمولية سواء كانت قومية أو دينية سنية كانت أم شيعية .. فلننظر الي تاريخنا سنجد أن الأبطال الذين هتفنا و نهتف لهم هم من هذا النوع .. أبطال لا يؤمنون بشعوبهم و يعتقدون أنهم مبعوثي العناية الألهية لهذه الشعوب الضالة التي لا تعرف مصلحتها ولذا قتل عدة مئات أو عدة آلاف من هؤلاء الرعاع هو شيء عادي بالنسبة لهم .. أبطال من عينة ناصر و صدام والأسد و بن لادن و الصدر و الزرقاوي .. علي الأقل صدام كان يقتل شعبه فقط أما الآخرين فقد قرروا البدء في قتل الشعوب الأخري وتفجير القطارات في مدريد و الأبراج في نيويورك فجروا علينا كل البلاوي التي نعانيها الآن ورغم ذلك نهتف لهم وتنقل لنا الفضائيات رسائلهم و خطبهم وكل همها فلوس الإعلانات و الانتشار الجماهيري .
أنه مثلث رعب ضلعه الأول السفاح شارون الذي يعتقد أنه يخدم الرب اليهودي بقتل الفلسطينيين ثم انضم له الضلع الثاني بن لادن الذي يعتقد أنه سيدخل الجنة أن قتل كل المخالفين لفكره الضال وأخيرا الكاوبوي بوش الذي يعتقد أنه يخدم بلده بقتل كل من هو عربي و مسلم بحجة محاربة الأرهاب .. مثلث رعب يجر العالم كله الي القتل و القتل المضاد تحت مسميات مختلفة .. المشكلة أن الشعب الأمريكي قد يخلصنا من بوش أما شارون وبن لادن فأعاننا الله عليهم.
أن بوش قد ورط أمريكا و الدول المتحالفة معها في العراق بحجة الحرب علي الأرهاب والتخلص من أسلحة الدمار الشامل و نشر الديمقراطية في منطقة تعشق الديكتاتورية فهنيئا لأمريكا تورطها في العراق التي ستكون مقبرة بوش السياسية أما أسلحة الدمار الشامل فهي في الحقيقة كل الزعماء و القادة من أمثال شارون و بوش وبن لادن و صدام وكل من يؤمن أن القتل و إراقة الدماء هو الوسيلة لحل المشاكل .
فلتذهب أي قضية الي الجحيم مهما كانت عادلة أن كان المقابل لها دماء طفل بريء ليس له ذنب وليهنأ العرب بالديكتاتورية فهي حبهم الأول و الأخير ولتهنأ أمريكا و بوش بالتورط في العراق فسيكون العراق مقبرة بوش السياسية و نهاية أمريكا كقوة عظمي.
أما نحن الغلابة ضحايا مثلث الرعب و القتل العشوائي فلنا الله





#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق