أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدين















المزيد.....

هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدين


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن جملة الدين أفيون الشعوب و المشهورة عن كارل ماركس يأخذها خصوم الشيوعية و معظم مؤيديها علي أنها تعني عداء ماركس للدين وبالتالي فأن أي يساري أو اشتراكي هو غير متدين بالتعبير المهذب أو كافر و زنديق يجب استتابته وقتله أن لم يرجع عن أفكاره الإلحادية أن كان مسلما بشهادة الميلاد كما هو رأي جماعات الإسلام السياسي التي تنشر الرعب و القتل في العالم اليوم .
ولكني لست شيوعيا ولا حتى يساريا و أعتبر نفسي مسلما مؤمنا و محبا لله و رسوله حتى لو اعترض البعض ولكني أؤيد ماركس أن الدين ممكن أن يكون فعلا أفيون للشعوب و أعتقد أن ماركس عندما كتب هذه الجملة لم يكن يعني أنه ضد الدين كدين ولكنه كان يصف مفهوم أو أيديولوجية الدين عند غالبية الشعوب , ذلك المفهوم الذي يذهب بالعقل تماما كالأفيون ويجعل هذه الشعوب قابلة لوضعها المزري علي أنه أرادة ألهية أو أنه نوع من القضاء و القدر.
أو تقرأ الدين بمفهوم انتقائي عنصري يشبه هلوسات متعاطي الأفيون الذي يريد أن يهرب من الواقع الي حلم يصعب تحقيقه ويجعله يعتقد أنه أسعد أو أقوي إنسان في العالم و يكون وهو في حالة النشوي الناتجة عن الأفيون الحقيقى أو الديني قادرا علي تنفيذ أعمال غير إنسانية لا يستطيع أن ينفذها وهو في حالته الطبيعية.
ولعل الشعوب الإسلامية هي أفضل مثال لانتشار هذا المفهوم ألأفيوني للدين بجانبيه السلبي أ و بجانبه العنيف المتسلط والغير واقعي.
فغالبية الشعوب الإسلامية يغلب عليها المفهوم ألأفيوني السلبي للدين والذي يجعلها تقبل الظلم الواقع عليها من حكامها وحالتها الأقتصادية المزرية الناتجة عن فشل الحكومات واستئثار السلطة و أذنابها من المنافقين بالثروة وسرقة كد و عرق هذه الشعوب .. تقبل هذه الشعوب هذا الظلم الدنيوي و الذي هو من عمل البشر علي أنه أرادة ألهية و قضاء و قدر و أنه كل ما عليها أن تفعله هو أن تكثر من التضرع الي الله بالصلاة و الدعاء أن يرفع عنها هذا البلاء أو أن يعوضها عنه بالجنة في الحياة الآخرة .. وهو مفهوم يعمقه لدي العامة منذ ظهور الأسلام وقبله في الأديان الأخري فقهاء السلطة من المنتفعين بجاه السلطان أو الراهبين سطوة سيفه, و الذين لا ينفكون يقنعون العامة أن طاعة ولي الأمر هو من طاعة الله وأن طاعة أمام جائر يقيم الصلاة و الحدود الشرعية و يحمي الثغور هي واجبة شرعا لأن الخروج عليه أو محاولة تغيير الواقع قد ينتج عنه فتنة تضر بالمسلمين أكثر مما تنفعهم.
ناسين أو متناسين أن الإسلام كان ثورة ضد الظلم والقبلية و الاستعباد و أن الله هو القائل في محكم كتابه أنه لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وأن رسولنا الكريم صلوات الله عليه هو من قال لا فضل لعربي علي أعجمي ألا بالتقوي .. وفقهاء السلطه هؤلاء و منهم الكثيرين الذين يعيشون بيننا حتي الآن و يزينون للحكام ظلمهم هم المسئولين أن الاسلام لم يستطيع القضاء علي القبلية و الطائفية حتي الآن وانتصرت قريش في الماضي علي كل قيم العدل في الإسلام بفضلهم و تسلطت علي بقية خلق الله في العالم الإسلامي وكأنها نجحت في ثورتها المضادة علي الإسلام بعد وفاة الرسول وهم مسئولين حتي الآن عن القبلية و الطائفية التي نراها الآن في أسوأ صورها في العراق.
أما الجانب الآخر من المفهوم الأفيوني للدين فهو الجانب الذي تستغله جماعات العنف من الأسلام السياسي في التحكم بأتباعها و استقطاب أعضاء جدد من المجموعة الأولي .. فهذه الجماعات تغيب عقول أتباعها بأوهام عظمة المسلمين في العصور الأولي و كيف أنهم حكموا العالم واستمتعوا بخيراته وسبوا نساء الكفرة من أتباع الأديان الأخرى لأنهم قوم كانوا يحبون الشهادة وكانوا يطيعون الله في القتال في سبيله وينشرون العدل بين الأقوام التي استسلمت لسيف الإسلام البتار ولذا دخلت في دين الله أفواجا وأن واجبهم الآن هو اتباع السلف الصالح وأن يسعوا للجهاد في سبيل الله فيكسبون الآخرة أن لم يكسبوا الدنيا و يستمتعون بحور العين في الجنة.. فيتسابق الشباب المغيب في هذا الحلم الأفيوني الجميل الي قتل الأبرياء أو الذين لا قيمة لهم من الأعداء في عملية انتحار شجاعة لا يمكن أن يقوم بها عاقل في حالة وعي كامل فيفقدون حياتهم عبثا بينما يستمتع الشيوخ من القادة بحياتهم في انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض علي السلطة .. ألم تلاحظوا أن معظم أن لم يكن كل من يقوم بالعمليات الأستشهادية هم من الشباب وصغار السن الذين يمكن التأثير علي عقولهم و التغرير بهم و أنا فعلا أعتبرهم شهداء لأنهم مغرر بهم و عقولهم مغيبة و يقدمون علي عملهم لأسباب يؤمنون بنبلها و المسئول الحقيقى هم قادتهم الذين يستخدمونهم كأسلحة بشرية لا قيمة لها لتحقيق مآربهم و تعطشهم للسلطة .
وهؤلاء القادة يتناسون عن عمد أن الأسلام أمرنا بالحكمة و الموعظة الحسنة و ان نجادل الآخرين بالتي هي أحسن وهم ينتقون آيات القتال و الجهاد و يخرجونها من سياقها و اسباب نزولها في قتال المعتدين فقط وينسون أن رسولنا الكريم و ضع شروطا لهذا القتال و هو الإنذار أولا وقتال المحاربين فقط دون النساء و الأطفال و العزل وعدم قطع الحرث والنسل وغيرها من الأمور التي تدل علي النخوة و الشهامة والأهم الخلق الرفيع في معاملة الأعداء فالرسول لم يبعث بأرهابيين و انتحاريين الي قريش أنما حاربهم خارج التجمعات المدنية و عندما فتح مكة عفي عن أعدائه السابقين ولكن للأسف هؤلاء الأعداء أنفسهم هم من أورثونا هذا المفهوم الخاطيء للدين .
أن الدين الحقيقي و خاصة الإسلام الذي يحض علي الأخلاق والعمل والعدل ونشر هذا العدل ويعطي للأنسان راحة نفسية أثناء عبادة الله و التضرع له و يجعله قادرا علي تقبل مصاعب الحياة من مرض او حتي سوء حظ و ليس تقبل الظلم و القهر الذي هو عمل بشري يمكن دفعه, و هذا الدين الحقيقي في نفس الوقت يجعل الأنسان يقاوم الظلم و العدوان و يقاتله بنخوة وشهامة و عقل ..لا يهدر دماءا بريئة و لا يقهر الآخرين علي اتباع عقيدته .. هذا هو الدين الذي لا يمكن أن يكون أفيونا للشعوب بل حافزا لها للرقي و التقدم.
أما المفهوم الأفيوني للدين فهو ما جعل من لا دين لهم و لا خلق هم من يستمتعون بخيرات الحياة الدنيا ويقودون العالم الي العنف و القتل و ربما الي الفناء في نهاية الأمر .. لقد تخلص الغرب الي حد ما و ليس تماما من هذا المفهوم الأفيوني للدين عندما تخلص من فقهاء السلطة والمتاجرين بالدين .. ولكن من وقت لآخر يظهر فيه أمثال شارون و بوش من أتباع اليمين المتطرف .. ولكن هناك الأمور تصلح نفسها بفضل الديمقراطية .. أما نحن فما زال الطريق طويلا أمامنا للتخلص من هذا المفهوم و العودة الي الأسلام الحق أو أعادة اكتشافه.

د. عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة
- صرخة ألم.. لقد بعث يزيد بن معاوية من قبره
- نكره أمريكا في العلن.. ونحبها في السر
- صراع الحضارات.. بدأ فكرة في كتاب و حوله بن لادن إلي حقيقة
- ثقافة خير أمة أخرجت للناس.. لابد أن تنتج حكاما مدي الحياة
- ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين


المزيد.....




- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدين