أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - لا عزاء للفقراء














المزيد.....

لا عزاء للفقراء


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 895 - 2004 / 7 / 15 - 06:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كل ما يحدث في مصر في العقود الأخيرة ومن ضمنه التغيير الوزاري الأخير ما هو ألا
تكريس حكم قلة تتمتع بكل شيء علي حساب الاغلبية من الشعب الكادح الذي لم يبقي له ألا أن يجتر الألم والفقر والأكتئاب والأنتحار يأسا من المستقبل .. وكله باسم الليبرالية و اقتصاد السوق الحر.
لا يا سادة الليبرالية لا تعني اسئثثار القلة بكل شيء .. بل تعني التعددية و الحرية واحترام الرأي الآخر واحترام حقوق الاقليات.
واقتصاد السوق الحر لا يعني الاحتكار والمضاربة بقوت الشعب والفساد المالي والاقتراض بلا حساب من البنوك والهروب للخارج و أهمال العدالة الاجتماعية .. ولكن يعني شفافية القرارات الاقتصادية والسياسية والمنافسة الشريفة ومنع الاحتكار و أداء رجال الأعمال ما عليهم من حقوق نحو المجتمع و أهمها دفع الضرائب المستحقة عليهم.
أن التغيير الوزاري الاخير هو تكريس لهذا الواقع الاليم .. هوسيطرة رجال الاعمال و مصالحهم علي مقدرات الشعب المصري الغلبان .. هو سيطرة البعض ممن تنكروا لأصولهم في سبيل السيارات الفاخرة والمكاتب المكيفة .. هو عهد التليفون المحمول علي حساب رغيف العيش.
أنه عهد الأغنياء !! ولا عزاء للفقراء .. فلا يهم أن يحترق بهم قطار الصعيد أو تنهار علي رؤوسهم البيوت القديمة .. أو يفقدون حياتهم البائسة أثناء محاولة عبور الشارع لأن السادة المرفهين و علي رأسهم أعضاء الحكومة لا يريدون أن يتعطلوا بسبب أشارات المرور أو اماكن عبور المشاة.
أنه عصر مارينا والساحل الشمالي وتجميل كورنيش الأسكندرية وشارع العروبة بمصر الجديدة .. أما القري والمناطق الشعبية فلتذهب الي الجحيم فالسيد الرئيس لن يراها ولن يزورها مسئول .
أنه عهد هدم مستشفي جامعي لعلاج الفقراء من أهل هذا البلد الموبوء بحكامه و مسئوليه حتي لا يتأذي نظر اسماعيل سراج الدين ورواد مكتبة الاسكندرية من السادة المهمين والمسئولين .. كما كان الحال مع مساكن محدودي الدخل في التجمع الخامس حتي لا يتأذي نظر السادة سكان القطامية هايتس.
أني أسال السيد جمال مبارك هل يعتقد ان القاهرة هي مصر الجديدة و شارع العروبة و مدرسة سان جورج .. هل حدث أن زار سيادته حي شعبي أو مستشفي عام تابع لوزارة الصحة ليعرف كبف يعيش الشعب المصري.
أما السادة الوزراء و أنا أعرف ان الكثيرين منهم لهم أصول ريفية فقد تنكروا لأصولهم و أصبح همهم الأول ليس أرضاء الشعب الذي ينحدرون منه ولكن أرضاء الرجل القابع في القصر.
أن معظم هؤلاء السادة لولا جمال عبد الناصر عليهم لكانوا مازالوا يعيشون في قراهم بمحافظات مصر الغلبانة التي تنكروا لها .. أن مصر يا سادة ليست كورنيش الاسكندرية و مارينا و لا مصر الجديدة ولا شرم الشيخ ولكنها كوم الشقافة و منشية ناصر وبولاق الدكرور وقري الريف المصري .. فهل زار أحد من هؤلاء اي من هذه الاماكن وهل يعرف كيف يعيش فيها الناس.
هل يعرف أي من هؤلاء كيف يعاني الشباب بعد سنين الدراسة للحصول علي عمل يسد الرمق , ناهيك عن السكن والزواج والاستقلال عن الأهل الغلابة الذين كانوا يحلمون بتخرج أولادهم حتي يشاركونهم في أعباء الحياة .. طبعا هم لا يعرفون لأن الوظائف المريحة ذات الدخل المرتفع محجوزة لأبنائهم و معارفهم.
لا أريد أن أذكر اسماء .. فالاسماء معروفة .. والفساد أزكمت رائحته الانوف ..
ولا يسعني ألا أن أقول لا عزاء للفقراء وهنيئا لك أيها الشعب المصري بالحكومة الجديدة فهي ستوفر لك المحمول والكمبيوتر .. أما رغيف العيش والغموس والسكن اللائق و الأمل في المستقبل فعليك أنت ان تتصرف .. المهم أن يستمتع السادة في سياراتهم المرسيدس السوداء في الشوارع المرصوفة من أجل عيونهم من دون أشارات مرور تعكنن عليهم ثم التصييف في مارينا وقضاء الاجازات في شرم الشيخ وقضاء فترة النقاهة في برج العرب .. هذا أن تواضعوا و قرروا البقاء في مصر.
كم أحب الديمقراطية والليبرالية واقتصاد السوق الحر .. ولكن أن كان هذا تفسير السادة الحكام لها .. فلتذهب الي الجحيم فهي لا تساوي بكاء طفل صغير من الجوع أو حسرة اب علي أبنه الذي فني حياته ليربيه ليجده بعد التخرج لا يجد عملا ويتسكع علي القهاوي.. أو ألم مريض لا يجد العلاج .. بينما السادة الفنانين و كبار المسئولين تنفق عليهم الدولة للعلاج في الخارج.
أن لم تكن هناك عدالة اجتماعية فليسقط أي نظام حكم نهنا كان اسمه .. أن لم تكن هناك عدالة اجتماعية فمن حق الشعب أن يثور .. فهل يعي السادة الحكام ذلك.... أم لا عزاء للفقراء



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة القطيع وراعي الغنم
- من غير الاصلاح الدستوري سنظل في انتظار أوامر السيد الرئيس
- هل صدام حسين هو الرئيس الفخري لحزب العمل المصري .. ردا علي أ ...
- ساكني القبور
- الأعجاز الحقيقي للقرآن
- الاسلام هو الحل.. عن أي اسلام يتحدثون؟
- العقد شريعة المتعاقدين
- أشكالية النص و تفسيره
- سادة العالم هم خدم شعوبهم .. وحثالة العالم هم سادة شعوبهم
- ايتها المرأة العربية لا أمل لك في ظل المفهوم الافيوني للدين
- ما هي مشاكلنا ولماذا نكتب
- فلسفة التخلف ..وعلي المتضرر اللجوء الي القضاء
- ابن سينا وثقافة العقل الغائبة
- اقصر الطرق للأستبداد و التخلف
- تخاريف خريف العمر... المرأة هي الحل
- تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية
- رب ضارة نافعة
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - لا عزاء للفقراء