أمي توصيني على الحكومه

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 05:25
المحور: كتابات ساخرة
    

استيقظتُ من نومي وفراشي وسرتُ باتجاه أشعة الشمس إلى جهاز الكمبيوتر وكعادتي أول شيء بدأتُ به هو التحية والسلام على صديقي المهندس نبيل الذي يعمل في أمريكيا وتحدثنا في قليل وكثير عن أنظمة الحكم السياسية ونظريات الحكم الحديثة والقديمة والمنظرون لها , وفي أثناء الحديث سمعت أو تفاجأت بأمي وهي تفتحُ باب غرفة مكتبي وهجمت عليّ وعيونها ما زالت مغمضة وقالت لي:

-شو مع مين ابتحكي؟.
ثم أخذت تمسح عيونها بيديها وتفركهن حتى أصبحن بلون الجمر, ثم عادت ثانية وهي تنظر في شاشة الكمبيوتر لتقول:
-شو أنا بقول مع مين بتسولف وعن شو؟.

-مع صاحبي.

-شو صاحبك هذا بشتغل؟

-بأمريكيا..مهندس الكترونيات وأصله عربي.

-طيب سولف عن الهندسه.


-شو بفهمني باالهندسه.!.إذا هو نفسه ما بفهمش بالهندسه.. ولو كان يفهم في الهندسه كان حكا معي مواضيع كثيره عن الهندسه.
-لعاد شو بفهم صاحبك؟.

-صاحبي بفهم بالسياسه وبالثقافه وفي الدين.

-والله بفهم في الدين؟!.

-آه ...شو ليش مستغربه؟.

-طيب خليه يهديك وتصير أتصوم وتصلي.

-بس يهتدي هو بالأول..بعدين صدقيني إذا ألله بهديني بقلبلكوا الدار أنت وزوجتي وبعملها عباره عن فيلم كاوبوي مرعب, فخليني بدون هدايه أفضل.

-ليش؟؟ما هو أنت قلت إنه بفهم في الدين.


-ما هو عشانه بفهم في الدين ما بصليش ..يعني مثلي.


ولوت فمها وقالت: يلعن كل واحد مثلك, ثم استأنفت حديثها قائلة:

-طيب منشان ألله بدي أطلب منك هذا الطلب.

-قولي...أطلبي..واتمني..هذا اليوم اعتبريه يومك.

- بالأول قول واحلف على القرآن الكريم والمصحف الشريف إنك تسمعني وما اتخيبش ظني.

- حاضر اعتبريني حلفت..وكمان حلفت على الإنجيل ..شو بدك اياني أطلع أتفقد خزانات المي(الماء)؟.

- لا ما بديش هيك..


- -لا حول ولا قوة إلا بالله ..قولي..يا حجه شو بدك؟.

- بدي منك ما تبلشش بالحكومه...ولا اتسب عليهم.


- ليش هو أنا بلشان فيهم؟...أو سابب عليهم؟ هسع بتجيبيلي تهمه جديدة الحكومه نفسهم ما عمرهم فكروا فيها.

- شو بدك فيهم؟...الله يرضى عليك ..بحياة ألله ومحمد والنبي والقرآن إنك لا تسيئ للحكومه ولا اتظلك داير ليل ونهار بكتاباتك ورى وزير الداخليه..حرام عليك شو بدك فيه..شو هو عاملك؟.

- انت عن جد بتسولفي أم إنك بتتخوثي عليّ؟ شو هو أنا خطير جدا على الحكومه وقوي جدا حتى تعتبريني خطر وظالم؟.


- لويش بدي أتخوث عليك..والله يا (يمه) ..يا إمي الدنيا مثل الهوى الطاير والعمر رايح ..منشان ألله تترك الحكومه في حالها.

- شو مالك يا حجه؟ أنت شاربه شي؟...شو خايفه على الحكومه مني؟أنا ما ببلشش ولا بشتغل فيهم..كل واحد في حاله.

- كيف مش بلشان فيهم ؟أنا سامعيتك وأنا نايمه وانت بتقول لصاحبك هذا (الزفت) الحكومه والمخابرات ..منشان ألله تترك المخابرات في حالهم..عن جد حرام عليك بكره وين بدك اتروح من ألله يوم القيامه؟.

-أنا هههه.

-آه أنت.

-عن جد أنت صاير عقلك مش مضبوط, الله يلعن الكَبر بخلي الواحد يخربط ويخرفن, هذا أنت خلص اكبرت وخرفنتِ.
-اعتبرني وحده خرفنت ووعدني وخذني على قد عقلي, وخلص لا تبلشش بالدوله ولا بالحكومه ولا بالمخابرات.

- هههه هسع انت خايفه مني على المخابرات؟ أي والله انك ثخنتيها اكثير..شو هو كاين أنا عايش في دوله أجنبيه راقيه في أسلوب تعاملها مع الكُتاب المحترمين أمثالي ..عن جد زودتيها والكلام معاك لا يطاق والنقاش سيصل بهذه الطريقة إلى طريق مسدود.
- قبل 3 سنين بس كتبت القصيده مش أجوا عليك على الدار وأخذوك؟.
-
- طيب عادي ما همه بوخذوا مراق الطريق مش بس أنا..حتى العصافير بوخذوها..حتى الضحكه والابتسامه بوخذوها...والشموع بطفوها ...وكل ما حدى في البلد يكتب قصيده بسألوني عنه وعن معرفتي فيه.

- وبعدين وزيرة التنميه..شو بدك في هذي الحُرمه؟ مش حرام عليك؟اتقي ألله ما هو أنت كمان عندك ولايا وحرمه وبنات 2, منشان ألله تترك الدوله في حالها .
- أنت لويش بتسولفي معي في هذه الطريقه؟ أي صدقيني طوال عمري ما اعتقلت أي وزير أو أي وزيره ..على العكس أنا أحترم الحكومه جدا وبالأماره بإمكانك تسألي السيد جوجل عن شكل علاقتي بالحكومه .

- هسع أنا شو بدي بموغل وغوغل وبوغل..أنا ما بديش إياك اتعارض الحكومه..والله يا إمي لازم تحمد ألله على شم الهوى, شوف الدنيا كيف إنها والله مليح بعدنا بنشم هوى نقي 100%.
- صح وعندك حق في هذه النقطه100% والحمد لله.

-طيب لعاد شو بدك بالسياسه؟

-أنا مش حاكي بالسياسه.

-كيف ما أنا سامعيتك وأنا نايمه بتقول القصيده اللي ودتك زمان في داهيه.

-أي قصيده.

-هسع لا اتصيرش تتخوث على أمك, هذيك المره راحوا قرايبك كلهم على المخابرات وقالولهم عنك هذا واحد مجنون, وعشان هيك اطلقوا سراحك, واللي ساعدك مات, هسع مين بده يفزعلك؟

-أمريكيا بتفزعلي زي ما فزعت للعراق..الديموقراطيه..المساواة بين الجنسين..مؤسسات المجتمع المدنية...التعددية الفكرية والحزبية..إلخ.

-ها هذا فعلا هو الجنون..والله إنك واحد ظالم ومجنون..شو بدك بالحكومه, منشان ألله تترك دحلان ومحلان والبعث والمعث في حالهم, أي فهمني هو رئيس الحكومه في شو امضايقك؟

-أنا قلت إنه رئيس الحكومه امضايقني؟

-ها...لعاد ليش أنت امضايقه اكثير منشان ألله تترك وزير التنميه السياسيه في حاله, خلي الزلمه يعرف يشتغل.

-أي فهميني كيف وزير التنميه السياسيه بده يشتغل لوحده بدون ما أشتغل أنا معه؟وكيف المخابرات بدهم يشتغلوا بدون ما أشتغل أنا؟ لازم القلم يشتغل على شان هذول كلهم يشتغلوا خلف القلم, بالأول أنا اعمل وأكتب بالقلم بعد ذلك يأت دور الحكومه والمخابرات من بعدي أنا, أي أنا أعمل أولا بقلمي ثم يأتي دور الجميع خلف دوري.

-هذول ناس احنا مش قدهم بكره بودوك على خالتك.

-ليش انت في ليكي خوات؟بعدين اسمعيني: لازم القلم يشتغل بالأول.

-خالتك يعني السجن.

-آه ..أنا الآن افهمت الموضوع بشكل جيد, أنت مش خايفه على الحكومه مني ولا على المخابرات مني, أنت خايفه عليّ أنا منهم, هيك والله أنك طمنتيني اكثير إكثير... وأنا كنت فاهم الموضوع بشكل ثاني يعني والله اللي بسمع سوالفك بصير يقول إنه أنا ظالم الحكومه والدوله ....والله كنت أعتقد إنك خايفه مني على الحكومه ,من طريقة كلامك وحديثك..لا والله فيك الخير وأشكرك جدا لنصائحك الطيبه وشكرا لحضورك معنا على الهوى مباشره..

بس بدكوا الصحيح, نيال الحكومات العربيه في الشعوب العربية, أنا متأكد إنه رؤساء الجمهوريات الأوروبية يحسدون رؤسائنا على شعوبهم, ومثل ما احنا نتمنى صادقين أن تكون لدينا حكومات بمستوى الحكومات الأوروبية, أنا متأكد 100% بأن رؤساء الحكومات الأوروبية يتمنون أن يكون لديهم شعب مثل الشعب العربي.شو رأيكم؟

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل