أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - انسوني يا أصدقائي














المزيد.....

انسوني يا أصدقائي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 10:58
المحور: حقوق الانسان
    


أحييكم يا أصدقائي بتحية الاسلام وأقول لكم انسوني يا قُرائي ..واتركوني وحدي مع عذاباتي ..انسوني يا أحبابي...انسوني يا أوجاعي العربية التي تعبر عن أوجاعي...اتركوني أسيح في شوارع إربد وفي شوارع قريتي مثل المجنون التائه ....انسوني ما أعظم النسيان لو تعلمناهُ كما تعلمه أصحاب السياسة وإنني لا أحبُ السياسة لأنها مثل لعبة الملاكمة ولا أحبُ بأن أُغوي نفسي بما هَبَّ ودبَّ من مكتسبات الخيانة وهي السياسة , وإني أر سيوفهم وبنادقهم وأسلحتهم الدموية مغطاة من كل الاتجاهات بأنواع شتى من الكذب بغطاء (من أجلكم) أحياناً وبغطاء (من أجل سعادتكم) علما أنهم يفعلون بنا الذبح والتقتيل من أجل إرضاء شهواتهم الغليظة للسلطة ومن أجل إرضاء جهلهم وغرورهم , ولست هاوياً لها ولا محترفا لها..والسلامُ عليكم من بلد الكفاح المسلح ضد الحريات العامة وضد حرية الرأي والتعبير ..السلام عليكم من بلد الكفاح المسلح ضد الأطفال والمراجيح والمنتزهات والأندية الليلية...أحييكم بتحية الإسلام ضد كل أشكال المساواة بين الناسِ وبين البحر وبين اليابسة وبين العلاقات الرومنسية..لقد سّلموا عليّ بتحية الاسلام ثم منعوني من السلام ومنعوني من لعق يدي ومن مد لساني..ومن أجلي أطفئوا الشمعة الوحيدة التي تُنورُ لي دربي وعقلي ووجداني ثم قلّموا أظافر يدي واعتبروا الكماشة أفضلَ من قَصاصة الأظافر وأشهروا في وجهي أسلحتهم البيضاء والحمراءَ والصفراءَ , وأنا أحييكم بتحية الاسلام وأقول لكم بأنني أستغربُ جدا من رجال السياسة فليس لرجال السياسة أي مبدأ إنهم يحبون بعضهم حباً كبيرا وبنفس الوقت على استعدادٍ تام بأن يمارسوا الكره مع بعضهم البعض, مرة متفقون ومرة مختلفون ومرة وسطي ومعتدلون مرةً يساريون ومرة يمينيون ومرة متآمرون على بعضهم ولديهم استعداد بأن يقتلوا ألف شخصٍ من أجل أن يقتلوا شخصا واحداً مثلهم مثل الذئاب , وأنا مثل الكلب وفياً لا أصلحُ للسياسة وفي النهاية يبررون كل تصرفاتهم بكلمة واحدة وهي (هيك السياسة) يعني مثل مخرجي السينما حينما يقولون (الجمهور عاوز كذا) وهم يقولون (السياسة عاوزه كذا) أنا أكره السياسة لأن السياسي يكون شيوعيا ثم ليبراليا أو اشتراكياً أو نازيا تحت شعار (استحقاقات المرحلة الحالية واستحقاقات المرحلة القادمة) فكلهم باعوني واشتروني وتعاملوا معي كما يتعاملون مع الأسرى وأحيانا تعاملوا معي وكأني صديقهم اللدود وأحياناً أو غالبا كعدوهم اللدود وتطاولوا عليّ بمد الأيدي ..منعوني من حك رأسي ...يا سيد الكلمات..منعوني من رفع يدي..منعوني من أن أمشي تحت الشمس وتحت المطر..منعوني حتى من استخدام لغة الصُم ولغة البكم ولغة العميان ولغة الإشارة ..حجبوا وجهي عن وجه الشمس وجعلوا لي وجهين مختلفين ومنعوني من أن أموت شهيداً في قصة حبٍ ما بين الشفتين َوما بين النهدين..ومنعوني من نشر قصيدتي في حب شجرة نخلٍ خليجية ومنعوني من كتابة اسمها على شجرة الأرز أو الصنوبر أو الزيتونة الأردنية..صلبوني على جدار الحزن والصمت وأوقفوني على كل الإشارات الضوئية ..مسخوني سياسياً بعد أن كنتُ رجلا عصريا وأعادوني إلى الوراء ...سألوني عن اسمي وعن أصلي وعن فصلي, كتبوا أسماء جيراني وأصدقائي وأنبائي فزعتُ يومها من كل الأسئلة وسألوني كيف تعرفتَ على أبيك وهل لك به من قبل صلةً.. طلبوا منيَ كلَ تفاصيل حياتي..سألوني عن أخي وعن أختي وعن أمي متى ولدت وكيف تعرفتَ عليها فقلتُ لهم عرفتها بطريق الصدفة وليس بيني وبينها اتفاقياتٍ سرية..لم أعبر معها أشياك الحديد لقد أنسيتموني يا أسيادي طعمَ حليبها الطازج والكامل الدسم ..ختموا على يدي بالختم الأزرق ...أنزلوني في غرفةٍ أرضية كان فيها كل شيء أسود..العيون سوداء والحديد أسود وجدارُ الحائطِ أسودَ ليس له شباك أو بابٌ أو مفتاح..غرسوا في داخلي الخوف حتى من الأطفال الصغار فحتى اليوم لا أجرؤ بأن أنطق أمام الأطفال بأي كلمة ...نسبوا لي قضايا التحرش بالنساء وبأصحاب الجلالات ...وقد نسوا أن لي تاريخاً أقدمُ من تاريخ بني عجلان وبني هملان وبني قحطان وبني جربان وبني قمعان وبني نسوان...وأمروني بأن لا أتكلمَ وطالبوني بالتوقيع على محضر الأقوال علماً أنني لم أقل كلمة واحدةً..الصقوا على فمي شريطاً لاصقاً ...سمحوا لحثالتهم بأن يطئوا على ذكرياتي وأجبروني على مشاهدة أفلام رعبٍ عربية وكل الأبطال من ذوي الرتب العسكرية والسياسية في الوقت الذي كانوا به يشاهدون أفلاماً جنسية...كلهم كانوا هكذا منذ نشأتنا الأولى .

انسوني يا أصدقائي كما نسيتُ طعم الماء في فمي وطعم الشراب..انسوني يا أصدقائي كما نسيتم تاريخ بلاد السريان...أنسوني وامحوني من ذاكرتكم واشطبوا اسمي المُذهب على الحيطان ...انسوني يا هواة الكلام ويا هواة أكل الكلمات..انسوني فقد نسيتُ يومَ ميلادي, ونسيت ما هو معنى الحرية.

وسأنساك يا قمرا بلل صفحات كتابي ووسادة نومي, وسأنساك يا شجرا قد زرعته على دربي, وسأنساك يا مصباحا يضاءُ من زيت شبابي , سأنسى رائحة العطر ورائحة الورد ورائحة الملائكة والمساواة بين الجنسين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغريب
- إخراج القرآن
- ظل الغراب
- لا تلوموني على كثرة الكتابة
- بيت جدي
- نزهة المشتاق في كشف النفاق
- أسبوع راحه
- سمفونية الحياة
- فلسفة الوجود
- سأعيش أكثر من جلادي
- فوائد الشاي الأخضر
- من هو الأفضل؟
- لعبة الرجل
- زيادة براغي
- أسوأ أنواع الاستعمار
- الكلمات الحبشية في الآيات القرآنية
- دين الملك
- بشاره الخوري
- بالون لميس
- الفرق إكبير


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - انسوني يا أصدقائي