أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - بالون لميس















المزيد.....

بالون لميس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3129 - 2010 / 9 / 19 - 20:04
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


إذا ما بتشتري لإبنك الشيء اللي هو بطلبه منك بفضحك بين الناس وإذا إشتريتله كمان بفضحك يعني على الجهتين مفضوحين.

كانت الطفلة لميس ذات الأربع سنوات تمشي معي في أسواق مدينتي(إربد) ورأت أحد الباعة يبيع بالونات كبيرة مربوط في طرف كل بالون قصبة طويلة والبالون له عدة ألوان فأصرت وألحت أن أشتري لها منه واحدا وكان ثمن البالون الواحد(25)قرشاً,أي ربع دينار أردني ولمّا قطعنا من الطريق مفازةً ما بين باصات النقل التي تنقلني إلى بيتي وبائع البالونات عدتُ واشتريت بالوناً آخر لشقيقتها , وما أن صعدنا الباص حتى انفجر(فقع) بالون لميس والبالون الثاني بيدي فبكت ولم تسكت حتى أعطيتها بالون شقيقتها برديس الغائبة عن مصدر الحدث وصرت أدعو على البالون بأن(يفقع) لأن بالونا واحدا لا غير سيعمل لي عدة مشاكل وبقيت لميس طوال الطريق تلعبُ وبقيتُ أنا أدعو الله بأن ينفجر بالونها ولكن ألله لم يستجب لدعائي وحين نزلنا من الباص كان البالون ما يزال بصحة جيدة وكان(علي) يلعب مع أولاد الحارة و(برديس) تلعبُ معهم فسألتني برديس عن بالونها فقلت لها ما حدث فبكت وأصرت أن أعود للمدينة من القرية لأشتريّ لها واحدا آخر فقلت بيني وبين نفسي: التكلفة ستكون كبيرة وباهظة الأفضل أن أحتال على الصغيرة(لميس) بنت الأربع سنوات فطلبتُ من لميس أن تعطي أختها بالونها فرفضت رفضا قاطعا فاضطررت لعرض مبلغ من المال عليها فوافقت أن تعطيه لأختها بعشرة قروش فأخذته منها وأعطيتها المبلغ المتفق عليه واشترت به حبة(بوظا) وكانت برديس تلعب بالبالون وكنتُ أنا أدعو الله بأن ينفجر البالون وبعد أن أكلت لميس حبة البوظا عادت لتبكي على بالونها فذكرتها بأنها باعته لشقيقتها ولكنها تناست أنها باعته عامدا متعمدا فقلت يجب أن آخذه من برديس بالموعظة والكلام الحلو والجميل ولكن يبدو أن برديس قد رفضت كل المواعظ والإذكارات لأنها دفعت به عشرة قروش فقلت لها: العشرة قروش دفعتهن أنا من جيبتي الخاصة وليس منك ولكنها راودتني كثيرا حتى عدت واشتريته منها مرة ثانية بعشرة قروش, ودفعت لها ودعوت ألله بأن ينفجر البالون.


وبعد أن أنهى علي اللعب مع أولاد الحارة عاد للبيت وطلب مني بالونا مماثلاً فطلبت من لميس أن تعطيه البالون ولكن لميس رفضت فراودتها وقاطعتها عليه بعشرة قروشٍ أخر فوافقت وأعطيتها العشرة قروش وأخد علي البالون وذهبت لميس بالعشرة قروش إلى السوبر ماركت التي في حارتنا واشترت بالعشرة قروش حبة (بوظا) أخرى أما أنا فقد جلست على كرسي لونه أخضر مصنوع من السامبا البلاستك ورفعتُ يدي للسماء طالبا من ألله أن يفقع(ينفجر) البالون وصار وقتها عندي إحساس كبير بأن البالون لم ولن ينفجر لوحده فصرت كلما مر به (علي) من أمامي أتحرش به وأضربه بقوة لكي ينفجر ولكنه كان يأبى الانكسار أو الانفجار ...وبعد أن أكلت لميس حبة البوظا عادت لتبكي على بالونها وأنكرت أنها قد باعته بعشرة قروش فعدت لأبني علي ذا ألثمان سنوات وذكرته بأنه أصبح رجلا وبأن عقله أكبر من عقل لميس لكي آخذ منه البالون بالمجان ولما عرفتُ أنه لا مندوحة من شراءه عرضت عليه عشرة قروش فرفض بيعه بعشرة قروش نظرا لأنه يسوى أكثر من عشرة قروش وقال بأنه أكبر من لميس فكيف سيأخذ به عشرة قروش! فسألته كم يريد به فقال ب 30 قرشا فقلت له: شو يا زلمه ؟ما أنا اشتريته من صاحبه بربع دينار (25) قرشا وصاحبه بالحجم وبالعمر قد خمس مرات وقبل بيعه بربع دينار فقال لي: إذا هيك ارجع على إربد واشتريه بربع دينار, والمنحوس عارف أنه سيكلفني كثيرا ما يقرب من دينار ونصف مع أجرة الطريق فوافقته على أن أشتريه منه ب30 قرشا وأعطيته الثلاثين قرشا وقلتُ لنفسي (غلب ابستيره ولا غُلب إبفضيحه) وعاد البالون إلى لميس وأنا عدت أجلس القرفصاءَ على باب الدار وأدعو ألله بأن ينفجر البالون لكي أرتاح من بيعه وشراءه ولكن برديس اغتاظت جدا وقالت أن البالون من حقها هي وليس من حق علي واتهمتني بأنني دفعت لعلي ثمنه بضعف ما دفعت لها لذلك عدت ودفعت لها فارق البيع والشراء لكي أطبق قانون المساواة بين الجنسين اللعينين وبقيت لميس تلعبُ به, وبعد ساعة ملّت لميس وكلّت من اللعب بالبالون فعرضته للبيع على إخوانها وبالنسبة لي رفضت الفكرة بكاملها وضحكت أمي على تصرفاتي كثيرا وقالت لي (أولادك إملاقيين أبو هبيله بضحكوا عليه ..أنت كيف بتشتريه كل ساعه من واحد أمسكه وفقعه وخلصنا منه أي والله أوجعوا روسنا) فقلت لأمي: والله على الجهتين مفضوحين إذا إشترينا مفضوحين وإذا ما إشترينالهم كمان برضه مفضوحين ..وقلت للميس : شو هو أنا بدي أظل اليوم طوال النهار أشتري وأبيع بالبالون؟(خلي بقر الدير في زرع الدير)كل الجيران سمعوا صوتنا وبعد أقل من ساعة جاء شقيقي ومعه ابنته ابنة الثلاث سنوات فبكت على البالون وركضت خلف لميس من غرفة إلى غرفة ومن مكانٍ إلى مكان حتى اضطررت أخيرا لشرائه من لميس مرة أخرى بعشرة قروش إرضاء لشقيقي وأبنته ووافقتني لميس على بيعه نظرا لأنها قد زهدتْ به من كثرة اللعب وأخذت مبلغ عشرة قروش وأخذت ابنة شقيقي البالون ونزلنا للحارة وعادت لميس وبيدها حبة (بوظا) وبيد ابنة شقيقتي البالون وهي تبكي وتصيح تريد حبة بوظا مثل لميس فاضطررت لشراء حبة بوظا لها وجلسنا مع بعضهن وبعد أن أنهت لميس أكل حبة البوظا قامت على الفور بخطف البالون من ابنة عمها وركضت بها باتجاه أمها ورفعت أمي صوتها عاليا وطالبت لميس بإعادة البالون إلى ابنة عمها ولكنها رفضت فاضطررت لضربها لكي آخذه منها فغضبت مني زوجتي فقمت بتعويضها مرة أخرى أو مرة خامسة بعشرة قروش ثمنا للبالون وصارت ابنة أخي تلعبُ به وبعد أن ملّت وكلّت من اللعب به عرضته على لميس بعشرة قروش فرفضت شراءه وقلت: يا ألله أتخلصني من البالون وتفقعه, ولكن ألله لم يستجب لي فقمتُ على الفور من مقعدي وأخذتُ البالون وضغطته بيدي الاثنتين حتى اعتلى صوت الهواء الخارج منه وانفجر في وسط غرفة الجلوس التي نجلسُ فيها جميعا كعائلة , وبكت عليه لميس وبكت عليه ابنة أخي فقمتُ على الفور بدفع تعويضات مقدار عشرة قروشٍ لكل واحدة وقلتُ بيني وبيني نفسي: لو بدفع لكل وحده ديناراً كاملاً سأبقى أنا الكسبان, ما أنا أصلاً هيك هيك دافع حقه وعلى الجهتين مفضوح.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق إكبير
- كثر الشد برخي
- مساعدة الضعفاء
- الهبيله
- فن الكذب
- متعة الكذب
- إضاعة الوقت
- هل أنت صاحب خبره؟
- سيئ جدا
- الحاضر الغائب
- الحب بالطرق الملتوية
- فساد المظهر
- عائلات يهوديه مسلمه
- الحاجة ليست أم الاختراع
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - بالون لميس