أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنت في حياتي














المزيد.....

أنت في حياتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 23:32
المحور: حقوق الانسان
    


أنت في حياتي سرُ خلاصي ونجاتي فخلصني من هذا العالم , خلصني من حقدي على نفسي, خلصني من ظلمي لنفسي, أبعد عني أبصار الظالمين, ابعد عني أولاد الحرام, المس قلبي واقترب من قفصي الصدري, خلصني من حبي لنفسي, خلصني من حبي لشهواتي, خلصني من ذنوبي الكثيرة والمتعددة, امسخني مخلوقا نورانيا مثلك, يا أبتي الذي في السموات, يا أبتي الذي غادر الأرض إلى ملكوت الأب اجعلني مُلكا لنفسي وخلصني من عبوديتي للبشر, خلصني من وجعي ومن ألمي , اجعل قلبي مبصرا واجعل قلبي مبصرا واجعل في طريقي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وامكر بأعدائي لأنهم يريدون قتلي على طريقتهم البربرية, خلصني من وحشتي في الليل خلصني من اكتئابي ومن قلقي ومن غثياني, خلصني من ثورة الشك التي في خاصرتي , خلصني من سيف الدجال , احملني بين يديك ساعة الصباح , ارفعني فوق السعادة الأبدية , وشاركني مرة في العشاء الأخير , اغسل أرجلي كما غسلت أرجل التلاميذ وعاملني كما تعاملت مع مُرقص ومتى وبر نابا وقل لي كما قلت لهم: ليس الرسول أفضل من الإنسان العادي ولا يوجد أحدٌ أفضل من أحد , ولا حتى الرُسل , وقل للذين من حولي أنك لم ترسل خاتما للأنبياء وللرسل , واجعل صورتي على صورتي أعدائي وأعطهم ما يتمنونه لي.
خلصني من القيد الذي في معصمي, خلصني من جوعي للكلمة الطيبة, أدخل في داخل وطرد الشيطان من قلبي, أنت أتيت لتطرد الشياطين من صدور الناس, أطرده من قلبي, جاوبني يا حبيبي.
أنت في حياتي وفي ذاكرتي وفي ذكرياتي, أنت في ليلي وفي نهاري وفي حياتي ومماتي, أنت معي أينما ذهبتُ بوجهي, أنت ضيائي أنت عزائي أنت فرحي وسروري وابتهاجي, أنت..قل لي أنت كيف سأمشي على وجعي بين الجمر وبين الثلج وبين الماء وبين النار؟ كيف سأمحو تاريخي الذي كنتُ فيه غافلاً عنك, كيف سأنجو بنفسي اليوم؟.
أنا متعبٌ من ثقل الأحمال..أنا منهار من ارتفاع الأسعار..ولكني سعيد جدا حينما تخطرُ على بالي..أشعرُ فعلاً أنك إلى جانبي تقف..أشعر بوجودك معي في كل الأزمات النفسية والعاطفية والمالية..أنا عثرتُ عليك في قصة ضياع طويلة تكاد أن تكون من أربعة أجزاء و120 حلقة تلفزيونية وسيناريو وحوار طويل جدا من مليون ورقة كبيرة الحجم..عثرت عليك بعد الضياع طويلاً فيرت عليك بعد أن تهت طويلاً في أعماق ذاتي وذكرياتي المشوشة..أنا إنسان لا يساوي أي شيء حين تكون بعيدا عنه..أنا لا أنفع حتى للاستماع حين تكون منه غاضب..أنا أراقب نفسي كل يوم لكي لا تتكرر قصة الضياع مرة أخرى.

من أين لي كل هذا الجمال والإبداع إلا حينما أشعر بك إلى جانبي وحين أشعر بالشمس وهي تخرج كل صباح من تحت وسادة نومي وحين تغيب أيضاً في المساء تحت الوسادة , فمن تحت الوسادة ومن فوقها تطلع الشمس وتغيب, من أين لي كل هذا الحب للناس وللبشر ؟ إلا حين أشعر بصوتك وهو داخلي عميقا وعميقا, من أين للنجوم هذا البريق؟ إلا حينما تسقُطُ على جسدي كأنك قطرة ماء وجسدي كأنه ورقة عنب.

من أين لي كل هذا العنفوان ! ومن أين لي كل هذه الرائحة إلا حينما تمر بجانبي..أعرف أنهم يريدون قتلي مرة بالسم ومرة بالجوع ..وأعرف أن مغارة اللصوص في حارتنا يخرج منها اللصوص بلحاهم الطويلة وأعرفُ أنهم يدفعون بالذهب وبالفضة وبالبترول لمن يقتلني , ولكنك وحدك من يقرر إن كان صيدهم في المياه العَكرة أو الصافية , فليكن صيدي صيدا عكرا وليكن قتلي مثل ليلة قتل يوليوس قيصر ولتتلبدي يا سماء بالغبار الأصفر وبالرياح المثيرة للغبار ولتتعالى أصوات نباح الكلاب ..أعرفُ أنهم من مغارة اللصوص يخرجون بأسلحتهم وأعرف ُ أنهم يرسمون لي نهاية محزنة ومقلقة..لقد اتضحت المسألة أكثر من أي وقتٍ مضى وبان الصخر الذي تحت الثلج وذاب الملح وبان ما تحته خط أو خطين.

أنت في حياتي حكاية حلوة ..أنت في حياتي حكاية كلها أمل ..أنت في حياتي حين يلهو بدمي الأشقياء أنت في حياتي حين أصحو من غفوة الموت ..أنا أتذكرك في الأوقات الحرجة وأنت تتذكرني في كل الأوقات ..أنا أومن بك وأنت تؤمن بحقي في الحياة الكريمة فلتصلي من أجلي ومن أجل أن أحيا في حياتك حياة كريمة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنت في حياتي