أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - هل هذا مُدهش؟














المزيد.....

هل هذا مُدهش؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 08:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لنفترض جدلاً بأن القرآن ما زال كما أنزل من عند العلي القدير لم يتغير , لنفترض كل هذا جدلاً أو غير ذلك ولنتفترض أيضاً أن ألله هو الذي تعهد بحفظه (إنّا نحنُ نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) , ولنتسائل بعد ذلك جميعاً أين هي الغرابة والدهشة من كل ذلك ؟ فمعظم الكتب الدنيوية ما زالت كما هي إضافة إلى كونها أقدم من القرآن في النشر والتوزيع وحقوق الطبع عائدة إلى أفراد عاديين , بينما حقوق طبع القرآن ونشره وتوزيعه عائدة إلى الله نفسه الذي ليس كمثله شيء , فكل هذا لا يثير في داخلي الاستغراب أو العجب , فعلماء الاسلام يتحدثون عن القرآن بأن الله هو المحافظ أو هو الذي تعهد بحفظه وذلك من أجل أن يثيروا في داخل المجتمعات نوعاً من الاستغراب والدهشة ومع ذلك فإنني لا أستغربُ ذلك أبدا ولستُ مدهوشاً.

إنّ إصرار الفقهاء المسلمين لهو إصرارٌ عجيب! على أن القرآن الكريم أنزله الله وتعهد بحفظه , علماً أن هنالك كتب كثيرة ما زالت محفوظة ولم تتبدل ولم تتغيرْوالله لم يتعهد بحفظها ومع ذلك ما زالت محفوظة, لذلك لا يمكن أن نعتبر الموضوع عجيباً أو مدهشاً أو إعجازا كبيرا أو قصة مثيرة وهنالك كتب أقدم من القرآن ومن التوراة لم تتغير ولم تتبدل ولم تتعرض للتحريف نهائيا حتى أثناء ترجمنها من لغةً إلى أخرى لم تفقد رونقها ولم تفقد دهشتها لأن الذين ترجموها ترجموها بدون أي مشاعر من مشاعر الرُعب والخوف والعقاب والثواب والجزاء, لذلك استخدموا كل طاقاتهم الشاعرية والأدبية والرومانسية العاطفية في تحرير المعاني وتفكيكها من الخيال ومن الحلم ومن الواقع , كل ذلك ليس مدهشاً أو أن علماء القرآن لم يلاحظوا هذه الملاحظة وتلك المقطوعات الأدبية التي نتحدثُ عنها هي عبارة عن ملاحم أدبية ودينية قديمة مثل ملحمة (عندما في الأعالي – الإينوما إيليش) و (جلجامش –كلكامش الملك)و (رحلة عشتار إلى العالم السُفلي) وهي تعتبر بحق أم الملاحم الدينية والقصص التوراتية , فلماذا يصر فقهاء الإسلام على أن القرآن كتاب تعهد الله بحفظه ؟ علماً أن هنالك كتب وقصائد أيضاً لم يتعهد الله بحفظها ولكنها محفوظة لم تتغير ولم نجد لها لا ناسخاً ولا منسوخاً , فمثلاً ملحمة الخلق البابلي لم نجد داخل الملحمة فقرة أو مقطوعة أو سطرا نسخ السطر الذي قبله علماً أن النسخ ليس حفظا بل إلغاء وتبديل .
والمعلقات العشرة أو المُعلقات الشعرية السبعة موجودة وأقدم من القرآن ولم يغير منها ولم يُبدل منها حرفاً واحداً ومحفوظة في الذاكرة ولا يوجد راوي للأدب العربي قبل الاسلام مثل (حماد عجرد) قد زعم بأن أعرابيا راويةً للشعر لديه نسخة أخرى من المُعلقات أو أن أعرابيا قد جمع باقي النُسخ وحرقها وأبقى على النسخة التي في حوزته , رغم أن الشعر تعرض للنحل وللانتحال ولكن هذا على صعيد أن يُنسبً بيتٌ من الشعر لشاعر لم يقله بينما أمهات القصائد بقيت كما هي رغم أنها مثلها مثل القرآن قد مرت بمرحلة تدوين شفوي ولم نجد معلقة لنفس الشاعر نسخت التي قبلها , علماً أن القرآن كانت منه عدة نسخ بين أيد الصحابة والكُتّاب ولكن عثمان بن عفان استطاع عن طريق خبصة سريعة أن يصادر جميع النسخ التي صدر فيها القرآن ويحرقها وأن يبقي على واحدة معترفٌ بها رسمياً , ومثل دودة قزٍ على ورقة توت أكل مصحف عثمان جميع المصاحف التي نافسته على وراثة القرآن جملة وتفصيلا.

وكتاب (المدينة الفاضلة) أيضاً محفوظ ولم يتبدل ولم يتغير ولم يتعرض للتزوير , ولم أسمع عن اليونان بأن قالوا (الفلسفة اليونانية حفظها الإله زيوس أو جوبيتر الروماني)حتى أنهم غير مدهوشين جراء ثبات الفلسفة اليونانية أو الكُتب اليونانية ,وديوان أبي العلاء المعري محفوظ وديوان أبي الطيب المتنبيء (المتنبي) أيضاً محفوظ ولستُ أدري ما الغريب في الأمر أن لا يتبدل القرآن أو لا يتغير ؟فهذا الموضوع يحدث مع الكتب التي لا تدعي أنها دينية وليس عليها رقيب ك(ألله) مثلاً لا ولا حتى ملكاً لا ولا امبراطورا(إنبراطور) , هذا ليس غريباً على القرآن أن لا يتبدل أو لا يتغير علماً أنه قد جرى عليه ما جرى أو ما يجري على كل الكتب التي انتقلت من مرحلة التدوين الشفوي إلى مرحلة التدوين الكتابي, فجميع الأديان والكتب مرت بمرحلة تدوين شفوي شعبي يعتمدُ هذا التدوين على الحفظ وعلى الذاكرة وبهذه الحالة تتعرضُ المادة المُدونةُ إلى النسيان وإلى التنافس وإلى التبديل وإلى التغيير وإلى النقص والزيادات , وعلى الأقل الكتب الأخرى لم تمر بمرحلة التدوين الشفوي مثل (المدينة الفاضلة) ما عدى (الإينوما إيليش) لأنها كانت في زمنها عبارة عن موروث ديني شعبي وكذلك ديوان جرير والفرزدق وكما يقول المثل لقد (جرى على عبدالله نفس الذي جرى على حَسَبْ الله).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - هل هذا مُدهش؟