أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - سيكولوجيا اللعب















المزيد.....

سيكولوجيا اللعب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 18:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أنا مره من ذات المرات قرأت كتاباً لعالم نفس يتحدث به عن الحيوانات التي تلعب مع بعضها البعض مثل الفهود والنمور حتى الأفاعي العاصرة وكذلك الضباع والغزلان والطيور فكلها تمتلك سيكولوجيا للعب ولها طرائق متفق عليها تنادي بعضها البعض للعب بدون عنف .
ودائما أقول للناس : يا جماعة اللعب حق على كل المخلوقات وأنا أولادي من حقهم أن يلعبوا وأن يستمتعوا بالطفولة مثلهم مثل أي حيوان أو طير ولكن أبناءكم لم يتربوا على إتقان فن أساليب اللعب , لأن اللعب عندهم حرب والفن عندهم بطش , حتى أنهم ينادون على بعضهم البعض بالحجارة وليس بالصوت.
والله عيشه بتقرّف الواحد عمره وحياته , حياتنا كلها قرف , لا يوجد في المدارس مادة علمية اسمها (فن اللعب) أو (سيكولوجيا اللعب) حتى القرآن يستهتر باللعب ويصف الذين يلعبون بأنهم يضيعون وقتهم وحياتهم (لهوا ولعبا) لذلك نحن محرومون من أساليب اللعب , فكما تتعلم الجيوش فنون القتال يجب أن يتعلم الشعب فنون اللعب وسيكولوجية اللعب , واللعب يجب أن يكون موجودا ومسموحا للكبار وللصغار , ونحن نشاهد الصغار لا يلعبون إلا بالعنف لذلك يكبر أولئك الصغار وهم عدوانيون غير معتادين على اللعب إلا العنف.

لا يمكن أن يتعايش أولادي تعايشا سلمياً مع جيراننا فهم عدوانيون وشرسون ويتعرض أولادي لبطشهم وشراستهم , فعلي اليوم عاد من الحارة ووجهه مخموش (ومهبّر) وبرديس يدها أيضاً ملوية ودائما ما تشكو من ألم في أعلى الرأس بسبب شد بنات الحارة لشعرها وضربها أثناء اللعب ولميس أيضاً رجلها أو كاحل قدمها الأيسر قد تعرض للرشق بالحجارة من قبل أبناء الجيران ,وحين أشكو لجيراني من أبنائهم يبتسمون ونهم يقولون : شومالك يا أبو علي هذول بلعبوا لعب .
فأقول:الله يلعن علي وأبو علي ..ك...س أخت ...ماشي بدي أحكيلكم شغله طيب التمساح بلعب بفكه مع السحليه وما بآذيهاش وبإمكانه أن يوجه لها عضه بقوة 300كيلو , وكذلك الضبع يلعب ويفتح فكه للعب وبإمكانه أن يوجه للذي يلعب معه عضه وزنا نصف طون أو أكثر بعدة كيلوات , وكذلك الكلاب تلعب ولا تؤذي بإمكان الكلب أن يؤذي الذي يلعب معه ولكنه يفهم أنه يلعب , شو هذا خلي أولادكوا يتعلموا من الكلاب أساليب اللعب , وأرفع يدي إلى السماء وأنا أقول: حتى الكلاب يا ألله اللعب معها أحسن من اللعب مع أولاد الجيران!.

, حتى سيارات الأصدقاء حين تصطفُ أمام منزلي فإن هيكلها والطلاء الذي عليه يتعرضُ للخدش رغم أن سيارات إخوانهم وآبائهم طوال النهار تصطفُ بفناء داري الوسيع ولا أعترض على ذلك وأطفالهم أيضا لا يخدشون طلاءها , وغالباً ما أخرج من منزلي رافعاً صوتي : الله يريحنا من هالحاره , يا ألله ريحني من هالحاره , شو هذا ليش يا ألله معطيني أولاد مثل الغزلان ومعطي الجيران أولاد وكأنهم قرود وسعادين وعقارب ؟. الله يلعن أبوها من حاره وسخه والساكنينها كمان أوسخ منها .
ودائماً ما أقولُ لولدي علي ولابنتي برديس اسمعوني بعد هالمره يا كلاب : إنتوا كلاب ما بتردوش على نصيحتي كم مره قلت لكم أبناء الجيران لا تلعبوا معهم ولا تشاركونهم أوقاتكم ولا ترافقوهم عبر ممرات الحارة للعب , ولا تخرجوا إليهم بألعابكم ولا تعرضوها عليهم ولا تطلبوا منهم أن يخرجوا بألعابهم لترونها , وأولاد(إبراهيم) وخصوصاً اسماعيل و (زيد) مش طبيعيين والعنف يسري بدمائهم العربية النقية 100% لذلك أنا أعتقد بأن أبناء الجيران هم عرب 100% وبأن أولادي من المستحيل عليهم أن يكونوا عرباً , فهم حتى اليوم لم يضربوا طفلاً ولم يخدشوا حياء كبير أو صغير وكذلك لم يخدشوا طلاء (دهان) السيارات المُصطفة في الحارة لذلك من الممكن أن نكون نحن مسيحيون أو آراميون أو هند أوروبيون أو (هيطليون-الهيطل الهون) أو من أصول جرمانية لأننا مسالمون.
وقلت لعلي اليوم بعد أن جاء مضروباً من (زيد) يا حبيبي يا ابني ما بديش مشاكل مع الناس تجنب التعايش مع العرب لا تلعبش معهم وزيد هذا شخص لا يمكن التعايش معه في الحارة تعايش سلمي ولا يمكن تبادل الألعاب معه ..لا تلعبوش معهم.

وهؤلاء يظهر أنهم سيئون ويتصف أسلوب لعبهم بالعنف أو بالعنف المضاد وعلى ما يظهر من خلال سلوكهم أن في بيتهم عنف أُسري كبير جدا ومشاكل عائلية بين الزوجين لذلك يترجم الأطفال ما يجري داخل منزلهم وينقلون صورة المنزل العنيف إلى الشارع وأكثر من 20 مرة قلت لجاري أبو اسماعيل: أنت بتضرب(بتذرب) اسماعيل في البيت ضرب قوي؟
فقال: طبعا بضربه حتى يصير يترجى .
فقلت له : أرجوك لا تضربهوش لأنه ينقل تلك الصورة إلى الشارع وحين يتواجه مع ولدي علي مواجهة يقوم ابنك بضرب ولدي دونما أي سبب تعبيرا عن العنف الذي يتلقاه منك , أنا مش شفقان على ابنك بس أنا ما بديش ابني يتعرض للضرب وللإهانةة من ابنك , أرجوك كوّن مع ابنك صداقه مثل اللي عاملها مع أولادي , أنا أولادي يعاملوني وكأني طفلهم المدلل وهم الآباء , العلاقة الأبوية بين الأب والابن عمرها ما كانت مبنية على العنف وعلى البطش وعلى الروح القتالية والعدوانية , إن العلاقة بين الأب وأبناءه هي علاقة حب ورضا وتسامح وكلما أعطيتهم حباً كلما أعطوا منه لجيرانهم وللأطفال الذين يلعبون معهم , أما إذا أعطيتهم عنفاً فإنهم يعطون نفس العنف إلى أولاد الحارة , حاول أن تَكُونَ مع ابنك وديعا بصير وديع بالحارة ولطيف وإذا كنت معه عنيف وغليظ بصير كمان بالحارة مع الأطفال زملائه عنيف وغليظ.

طبعاً جاري لا يستمع لي ويبادرني بالسخرية ويقول يجب أن ينضرب الطفل أنت يا أبو علي أولادك بُكره بصيروا يكوروك بأرجلهم ويرموك برى الدار لازم عينك تكون حمرى معهم ومع أمهم ولازم تكون كشر وما تضحك لا في وجوههم ولا في وجه أمهم على شان هيبتك تزداد قوة , مش تقعد تلعب مع لميس اللي عمرها 4 سنوات دواحل(قلول-كريات زجاجية) وبيت وبيوت وناس وناس , ما بصير هيك , أضرب الولد بيدك على ثمه والعن أم أمه.
فقلت له: أنا لو بضرب ولدي علي كان كل يوم بضرب ابنك بس ما بصير دوامة العنف أن تستمر بالحارة والسبب التربية المغلوطة, يجب أن يتعايش علي وزيد مع بعضهم البعض في المستقبل تعايشاً سلميا مبنيا على الشراكة الحقيقية وحق الاثنين في الحياة الكريمة والعمل وتوفير العيش الكريم بعيدا عن روح العنف والتصادم , وإن لم يحصل هذا اليوم فستبقى الأجيال القادمة تهاني من مشاكل العنف والعنف المضاد.
وأيضاً أولاد (عادل) يفتقرون للعدل وللحب لأنهم لا يعرفون اللعب بل يعرفون رشق الحجارة على أبواب المنازل وتخشيط(تشخيط) السيارات التي تقف أمام بيتي , والتجمهرات والتجمعات غير القانونية فكلما وقفتُ بباب الدار مع (زبون) عمل يأتون ويطلون برؤوسهم من نافذة السيارة ونحن جالسون فيها وإن نهرتُ أحدهم بيدي يقوم على الفور برشقنا بالحجارة ويقفون بجانبي وكأنهم شركائي في كل شيء وهم ينظرون إلى الزبون أو الصديق وإليّ ويستمعون لكل كلمة أقولها ويقولها الزبون سواء أكان ذلك الزبون زبون عمل أو زبون ثقافة وأدب وسياسة, وأنا أختزي فعلاً من هذه السلوكيات وخصوصا إذا كان الزائر أو الزبون من غير (بلدتنا- قريتنا) فتكون الفضيحة أكبر وأكثر , وأنا أذوب في ثيابي خجلاً وحياء مثل قالب ثلج موضوع على الرصيف, أما إذا كان الضيف من نفس البلد فلا أقول له شيئا لأن بلدتنا كلها هيك وكلها عنف.

واليوم عاتبني علي قائلاً:
-شو بديش أطلع ألعب ؟.

-لا.

-ليش؟.
-إما بتكون قادر على حماية نفسك من هذا المجتمع العدواني الذي يكره الطفولة وإما من غير المسموح لك بأن تختلط بأولاد الحارة.
وجادلني كثيرا في قليل وقال: يعني أولاد عادل مش مسموح ألعب معهم, وأولاد إبراهيم وخصوصا (زيد) وإسماعيل.. وكمان أولاد...شو مع مين ألعب ؟ مع الحيطان؟ مع الحجاره, أنا بدي ألعب مثل أي طفل (ولد).

فقلتُ له: ما بدناش نلعب يلعن أخت اللي اخترع اللعب لأجلك ولأجل أولاد الحاره وتربيتهم اللي زي الزفت ,لا يمكن التعايش السلمي مع هؤلاء ..هذه البلد مش مخلوقه للعب وللانبساط ..هذه البلد مخلوقه للنكد وللطفر وللاكتئاب ..يا ابني يا حبيبي اليوم أو بُكره مكتوب عليك الاكتئاب ...الحجارة أفضل منهم , هؤلاء تربوا في بيوتهم على تربية عربية مبنية على العنف ولا يمكن التعايش السلمي معهم , كل شيء عندهم يبدأ بالعنف وينتهي بالعنف , لا يعرفون لا الوداعة ولا النظارة ولا الكياسة, أما أنت يا ولدي وهذا ليس حمدا بي ولا غرورا بشخصي , فأنت أبن إنسان شاعر مرهف الحس يبكي لأتفه الأسباب واعتاد على أن يكون الطريدة وليس الصياد واعتاد على نشر الحب والرومانسية , لم أعلمك في أي يوم من الأيام على رشق أبواب الدور بالحجارة ولم أعلمك على الألفاظ المسيئة ولم أوصك يوماً بنقل العنف من المنزل إلى الشارع , لأنني لستُ من النوع العنيف في بيتي فأنا لا أضرب أمك ولا أختك ولا أنت لذلك أنت لم تشاهد العنف ولم تره أما أولئك (أولاد الأبالسة) فإنهم يشاهدون في كل يوم أمهاتهم وهن يتعرضن للعنف من قبل الأزواج أو الآباء أو الأشقاء , وهؤلاء الممارسين للعنف يتلقونه من مدارس خاصة جدا.

صدقوني لا أبالغ فيما أقوله وبإمكان أحدكم أن يكتب على محرك البحث في الإنترنت عن أعمال الشغب في الأردن , حيث باتت أعمال العنف وتهجير السُكان الآمنين سنة أو عادة تتكرر في كل عام 100 مرة , وأنا أعيش في موقع ساخن جدا طوال الليل يتراشق الناس بالحجارة بدل أن يسهروا في نادي رياضي أو ثقافي , وطوال العام ننام ونصحوا على أصوات طلقات البارود والنار , وأنا في موقع ساخن توفي بنفس الموقع جراء أعمال العنف 3 رجال من خيرة رجال البلد كلها بسبب العنف وتربية الأطفال المبنية على العنف وعلى الاستهتار بممتلكات الآخرين, وطوال الليل صوت إطلاق عيارات نارية وحجارة في الشوارع وفي كل شهر قصة عنيفة وحكايهْ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية
- أولادي يسألونني عن وفاء سلطان
- لستُ غنياً لأشتري صناعه عربيه
- إحدى أهم مشاكل الإسلام
- هل تثق كمواطن عربي بجهاز المخابرات؟
- وين زُلم أيام زمان !
- اخترنا لكم : عصمت سيف الدولة /مختصر تاريخ البشرية
- مؤسسات الحكم حسب الترتيب
- عندنا جهاز كشف الكذب
- أين التحديث؟
- اللغة الميتة
- اللغة العربية لغة إقليمية
- هذا ولدي وأنا أبوه وذاك حماري
- الطاعة العمياء
- الجريمة الكبرى


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - سيكولوجيا اللعب