أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فن الكذب














المزيد.....

فن الكذب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 21:05
المحور: كتابات ساخرة
    


أحيانا بكون الكذب حركة تجميلية , يعني مثل ما قال احسان عبد القدوس: أنا لا أكذب ولكني أتجمل , وأحيانا يكون الكذب فن عظيم ومش أي إنسان عادي من الممكن أن يصبح كاذبا محترفا فالكذب بحاجة إلى ممارسة وخبرة ومفهومية, ويقول بعض الخبراء بأن سذاجة بعض الناس هي التي تجعل من الكاذب كاذبا محترفا, وأنا بعرف رجل في مره من ذات المرات قام بتأجير المركز الأمني اللي في قريتي لعائلة جاءت تبحث عن بيت للإيجار وقبض الرجل العربون وذهب المستأجر لإحضار أمتعته وأمتعت عائلته , وقرأت مرة عن كاذب محترف قام بتأجير مبنى البيت الأبيض لراعي بقر أمريكي من الهنود الحمر , وآخر قام ببيع تمثال الحرية لسائح فرنسي في أمريكيا , وفي واحد دخل على القاضي وعليه أكثر من 100قضية نصب واحتيال فسأله القاضي: هل النصب والكذب فن عظيم أم الناس أغبياء؟ فرد عليه المتهم وقال: الكذب والنصب على الناس في إله عندي عدة وأدوات زي أدواتك المكتبية , فطلب القاضي منه رؤية هذه الأدوات , فرد الكذاب وقال: هي في البيت وأنا بحاجة إلى 50 دينار كي أحضرها , فأعطاه القاضي 50 دينار من جيبته الخاصة وأرسل معه شرطي وفي الطريق اشترى الرجل دجاجا وخبزا وخضروات وذهب بها إلى بيته وأكل وشرب مع زوجته وأطفاله وحين عاد إلى مكتب القاضي لم يحضر معه أدوات الكذب فسأله القاضي عنها وليش ما أحضرها فقال الرجل: هذه هي أدواتي أنا كذبت عليك وأنت قمت بتصديق الخدعة والكذبة وهذه هي أدواتي وهي الكذب ببراعة .

ألا تعتقدون معي أن الكذب فن وهندسه له أساتذة ومدرسه وله أناس متخصصون في إخراج الكذبة من البداية إلى النهاية دون أي رتوش ودون أن تشعر كمتلقي بأنها كذبة , يعني مثل اللي قال عن صحابة الرسول محمد بأنهم كانوا يصومون في رمضان وهم يقاتلون الأعداء علماً أن أجواء مكة والمدينة وخيبر لا تستطيع صيامها حتى وأنت نائم تحت كندشنات ومكيفات فأنا أستغرب من هذا الفن في الكذب كيف يخرجونه بأساليب مختلفة من أساليب الدهلزة والاقناع !.

وفي وحده كانت ما تنجبش أطفال يعني عاقر أو شبه عاقر , فراحت على شيخ دين نصاب –فنان في الكذب- وطلبت منه يعمل ليها حجاب يعني رقية على شان تتغلب على الشيطان اللي مانعها من الحمل فكتب لها حجاب مكتوب فيه : تحبل ولاّ عمرك ما احبلتي أو لا ..ط....ز....ي إذا إحبلتي , وحكالها لا تفتحيهوش وحطيه دائماً في صدرك ليل ونهار وبعد مضي عام رجعت عليه وجابت معها هديه خروف كتعبير عن شكرها له لأنه كان هو سبب الحمل تاعها , طبعا هذا الشيخ كذاب وكان يخربش أي كلام في حُجبه بحيث تكون طلاسم ما حداش يفهمها وهذا كان سر نجاحه , فلم يكن أحد يستطيع تفسير اللغة المكتوب فيها الحجاب لذلك لم يكن أحد يقدر على تكذيبه وبهذا يكون الشيخ كاذب بارع وفنان في عملية صناعة الكذب ولكن المرأة هذه المرة أرادت فتح الحجاب لترى ما هو المكتوب بداخله فلما فتحته قرأت : تحبلي أو ل...ط...ز..ي , فعرفت المرأة بأن الشيخ كذاب وبأن الحجاب ليس سببا في ثبوت حملها .

وللكذب معاليم ومهندسون ومُدرسون فالكذب مدرسة لها أبواب وأسوار وغُرف صف وطُلاب وهو الوعود الكاذبة والمماطلة والمبالغة واستغلال ضعف الأمة العقلي إذا كان في عقلها ضعف .

واللص البارع كاذب بارع من الدرجة الأولى فهو يخفي سرقته ليس في مكانٍ أمين تحت الأرض أو في سراديب مغلقة أو صناديق فولاذية بل يخفي كذبه تحت غطاء من الكذب عظيم , ويزداد اللص نجاحا كلما تفوق على غيره في الكذب ويزداد رجل السياسة وجاهة وقوة كلما زاد كذبه واحتياله على الناس والظروف والأيام والليالي والسنين .

والكذب مهنة صعبة جدا وأنا واحد من الناس الذين يفشلون من أول كذبه لذلك أنا لا أصلح للعمل السياسي والديني لأنني لا أقدم وعودا أنا نفسي غير قادر عليها ولا حتى أعظم دولة في العالم , والغريب في الموضوع أننا نعلم بأن الذي نسمعه كذب وزور وبهتان ومع ذلك نصدق الذي نسمعه إذا كان اللص المحترف والبارع كاذبا بارعاً ومحترفاً.

يقول البعض بأن فن الكذب هو التعريف الأشمل لعلم أو للعلوم السياسية ويجب أن يكون الكذب متزنا وخارجا من عقول مدربة على فن الإقناع وإذا فشل رجل السياسة في الكذب فهذا معناه شيئ واحد وهو الافتقار إلى فن الكذب والدعاية السياسية , وقرأتُ مرة عن مرشح للبرلمان الإيطالي بأن ذهب إلى إحدى المناطق النائية في إيطاليا من أجل إشهار حملته السياسية الدعائية وقدم لأهل المنطقة وعودا كثيرة حتى أنه نسي نفسه وهو يكذب على الشعب إلى أن قال لهم : سأبني لكم جسرا كبيرا في هذه المنطقة لكي يريحكم أثناء التنقل بدل أن تقطعوا النهر في قوارب فنظر إليه المواطنون وقالوا له : بس إحنا ما فيش عندنا في منطقتنا نهر أو بحر حتى تبني لنا عليه جسراً فقال لهم : مش مهم راح من أجلكم أبني لكم نهرا أو بحرا لأبني عليه الجسر فسخر منه المواطنون وفشل في عملية الانتخابات وخسر حملته الدعائية .

وشاهدتُ أنا شخصيا في بداية حياتي رجلا يخطبُ في الناس ويقدم لهم وعودا حتى أنه نسي نفسه وإمكاناته وإمكانات الدولة والمنطقة كلها حتى قال للناس : سأحرر لكم الأرض المحتلة , فقالت له الناس: أي أرض ال 48 أم ال 67؟ فرد وقال: ال 48 صعبه في هذه المرحلة بس ال 67 على راسي من فوق ومعها الجولان, طبعا هذا الرجل مثل أخيه الإيطالي فشل في عملية الانتخابات جملة وتفصيلا.

وسمعتُ من شيخ دين يخطبُ في الناس على المنبر سنة 1991م قائلاً: هنالك طيارون أمريكان قالوا للصحف بأنهم شاهدوا الملائكة وهم يضربون بسيوفهم طائرات (الترنيدو) البريطانية ويسقطوهن على الأرض فالله والملائكة كانت تقاتل وما زالت مع جيش صدام حسين , وحين وضعت الحرب أوزارها أنكر هذا الشيخ كل ما قاله , وأستغرب كيف بعد هذه الحادثة بقي الناس يصدقون دروسه وخُطبه!.

وهنالك دعايات مضللة من قبل شيوخ الدين عن مشاهد يوم القيامة طبعا وكلها كذب في كذب وافتراء على الله حتى سمعتُ مرة من شيخ دين يقول: الله خير محمد صلى الله عليه وسلم بين أن يعيش لأبد الدهر وبين أن يموت فاختار محمدٌ جوار ربه العلي القدير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متعة الكذب
- إضاعة الوقت
- هل أنت صاحب خبره؟
- سيئ جدا
- الحاضر الغائب
- الحب بالطرق الملتوية
- فساد المظهر
- عائلات يهوديه مسلمه
- الحاجة ليست أم الاختراع
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فن الكذب