أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - لأنها امرأة .. لأنه رجل














المزيد.....

لأنها امرأة .. لأنه رجل


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 01:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بتوتر بلغت حدته غضب إعصار يفلت من مناخات الرياح المعتدلة أتهمها بالخداع ، إذ اعترفت له في لحظة مصارحة صادقة بأن ماضيها لم يكن خالياً من ظل رجل ..
قالت له رافضةً توتره وإهانته لها بتهمة الخيانة :
ـ لقد عرفت ـ أنت ـ نساءً بالعشرات ولم أسئ الظن بك ، لكنك تسيء الظن بي ، لأنني عرفت رجلاً واحداً قبلك !
ردّ عليها بثقة :
ـ الرجل لاتعيبه علاقاته العاطفية .
استخفت بكلامه استخفافاً مشوباً بلهجة حادة ، إذ قالت :
ـ رجل .. رجل .. لقد سئمت هذا التبرير .. فالرجل في عُرفك يحق له الحب بينما ليس من حق المرأة أن تجرب حظها في رحاب العاطفة .. أليست كائناً يجوز له خوض تجربة تحتمل النجاح والإخفاق .. فإن نجحت عاشت سعيدة .. وإن فشلت تعلمت درساً في الحياة تستفيد منه في تجربة أخرى .
لم يسمح لعقله أن يقتنع بكلمة واحدة مما قالت ، فأردف يتساءل :
ـ وهل هناك ضمانات بأن لاتخطئ المرأة مرات ومرات بعد أن ترتكب خطأها الأول ؟
ـ هذا وقف على مدى إدراكها .. ولكن ماذا عن أخطاء الرجل المتكررة ؟
ـ الرجل لاتعيبه أخطاؤه .. أما أنت ِ فإنّ خطأ ً واحداً يحولك الى نقطة سوداء في حياتي ..
جرحها برأيه القاتم كأفكاره ، فسألته :
ـ ما الذي يجعلني كذلك ؟ لماذا تظن أن الماضي الذي عشته كان أسودَ ؟! أقسم بأنه كان نقياً منزهاً مما يدور في ذهنك ..
قال بصوت إتضحت عبر نبراته مرارة خيبته في امرأة ظنها بلا تجربة :
ـ كان قلبك لرجل آخر يوماً .. وربما مازالت ظلاله تحوم حول ذاكرتك ..
ـ ليس من ظل يحتوي ذاكرتي .. سواك ..
أعجبته جملتها وأرضت غروره ، لكنه أبى التخلي عن تعنته قائلاً :
ـ ربما لمس يديك يوماً .. كيف أضع يديّ في كفين احتوتهما نبضات رجل غيري ؟!!
نظرت اليه بحزن مشوب بخذلان مرير ، وسألته :
ـ لماذا تفكر بالاحتمالات القاتمة ، وتنكر على نفسك احتمال أن لا يكون حبي السابق قد مسَّه ُ غبار الغرائز ؟!
ـ يظل احتمالاً ، وليس واقعاً تلامسه ثقتي ..
ـ لكنك عرفت أي النساء أنا ، فأيادينا لم تتشابك حتى الآن بالرغم من حميمية حبنا .
وجَّه َ لها صفعة أخرى ، إذ قال :
ـ ربما تكونين ممثلة .. تتجاوزين خطأ ارتكبتِه في علاقتك السابقة ، لتضمني عدم رحيلي عنك ، كما فعل الأول حينم ضجر من كونك امرأة سهة المنال .
وجهت له سؤالاً منطقياً قائلة :
ـ لماذا تظن أن الأول رحل عني ؟ إنني أنا من حكم على القصة بالموت ..
قال لها بعناد :
ـ وهذا احتمال آخر تعجز ثقتي عن احتوائه ..
ـ أنت لاتستمع الى نداءات الثقة .. لكنني جعلتك دائماً مرآة ثقتي ، فلم أفكر يوماً بالوقوف على تفاصيل حكايات غرامك القديمة .. لم اتوجس من أخيلة نساء لامست يداك أصابعهن .. لم أسأل نفسي إن كنت هجرتهن أم هن اللواتي غادرن حياتك بملء إرادتهن .. لماذا لاتعاملني بالمثل وتفكر في حكايتي القديمة بنقاء ؟!
ـ لست أملك عينيك لأرى بهما الأمور سهلة غير شائكة ..
ـ لكنك تملك قلبي .. فلماذا لاتستمع الى نبضاته ؟!
ـ ها أنا أطلق سراح قلبك مني ، فاذهبي بالنبضات بعيداً عن أضلعي ..
قالت له كمن يكتشف حقيقة ما متأخراً :
ـ لو احببتني حباً حقيقياً لتجاوزتَ قصتي الأولى من أجل صدقي في الأقل ..
ـ ماكنت لاتجاوز ماضيك حتى لو كنتِ المرأة الوحيدة التي تحبني بصدق وتضمن لي السعادة ..
ـ إذن أنت لاتستحق صدقي وصراحتي ..
قالت ذلك ، وهي تنطلق بعيداً عن غاباته المظلمة ..
وبينما كانت خطواتها تتجه نحو الآفاق الأخرى ، صاح وراءها قائلاً بسخرية :
ـ ستبحثين عن رجل آخر .. تجربة أخرى .. خطأ آخر ..
علّقت على تهكمه من غير أن تلتفت اليه ، قائلة :
ـ لن يكون ثمة خطأ آخر .. فقد تعلمت من تجربتي معك أن لاأكون صادقة كل الصدق مع رجل .. لاسيما في ما يتعلق بحكايات حب قديمة..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عمودي الأدبي ـ الصحافي : هي الدنيا



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
- أمس كأنّه الآن .. في صورة تذكارية
- أوراق للريح .. او للمسؤول
- رسائلي الى حبيبي
- من غير زعل : بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
- معك أشعر بأنني معي .. و .. ( من كلِّ دفتر ِ عشق ٍ .. سطرٌ ) ...
- غارة نسائية : لسنَ عوانسَ .. إنما أنتم (عانسون)!!
- ذلك المكان الذي نحب ..
- يادفء صوتكِ فيروز .. في ليالي الشتاء الباردة .. // المطر يغس ...
- من غير زعل : حرب القناعات
- بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها
- حين يكون للصمت على الشفاه صدى


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - لأنها امرأة .. لأنه رجل