أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة















المزيد.....

امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة لا المتكونة من حرفين سهلي اللفظ عظيمي الدلالة رمز العناد والاباء ينطقها الرافضون والمتمردون والثوار ولايتأخرون من ان يدفعوا حياتهم بكل اريحية ثمنا للثبات عليها ... اكثر ماينطقها الاطفال وهم يخطون سني عمرهم الاولى لكون العناد والمشاكسة طبيعة انسانية موروثة يمكن ان يضيف الأكتساب لها شيئا لهذا نرى الأطفال يتمتعون بهذه الميزة قبل ان يكتسبوا شيئا من المجتمع لكن ما ان يتقدموا بالعمر حتى يقل استعمالهم لها شيئا فشيئا الى ان يتلاشى استعمالهم لها نتيجة القمع الاجتماعي والسياسي الذي يمارس عليهم من قبل الهيئة الاجتماعية ومن صاحب المقام الرفيع { السلطان } ادام الله بقاءه
وكلما كان استعمال هذه الكلمة شائعا في المجتمع كان المجتمع بخير وفي حالة صحية جيدة وكلما قل استعمالها دلل ذلك على ان وضع المجتمع ليس على مايرام اما اذا انعدم استعمالها فمعناه ان المجتمع قد دخل مرحلة السبات ان لم نقل الموت .
ومن المجتمعات التي لاتتعاطى هذه الكلمة كثيرا هي مجتمعاتنا فهي التي لاتستعمل هذه الكلمه الا في صلواتها وما عدا ذلك فلائنا نعم حيث تحرص أمهاتنا سامحهن الله اشد الحرص على قمع هذه الميزة العظيمة في نفوس أطفالهن تحت راية العيب سيئة الصيت ويحللن بدلا عناد – لا ــ ايجابية الــ ــ نعم الاستسلامية .
تعاملنا مع ــ لا ــ على أنها أحد الأدغال الضارة مما جعلنا دائما نحرص على ان لاتتواجد في مجتمعاتنا لذا غدت هذه المجتمعات افضل منتج للطغاة العتاة الذين يصعب ايجادهم خارج هذه المنطقة فهم ينمون ويترعرعون دون مناهدة او مناكدة من هذا الـ ــ لا ـ اللعينه .
بعد كارثة 1967 او مايطلق عليها حرب الأيام الستة والتي شكلت اكبر نكسة للنظام السياسي العربي بإعتباره المسؤول الأول عنها لم يكن أمام هذا النظام لمعالجة الأنهيار النفسي والمعنوي الذي أصاب الجمهور العربي إلا بأستخدام هذه الكلمة العظيمة ــ لا ــ حيث خرجت علينا قرارات قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث الشهيرة لاصلح ولاتفاض ولا اعتراف .
ولحرمة استخدام ــ لا ــ في مجتمعاتنا غدت بلداننا مقبرة للحريات وغدى بيننا وبين الديمقراطيات عداء وعناد بحيث تنعدم لدينا التظاهرات والاحتجاجات والأعتصامات لأن مثل هذه الممارسات هي شكل من أشكال قول ــ لا ــ المحرمة واذا قدر لولي الأمر ان يسمح بالنزر اليسير منها لغرض التمسح بروح العصر فيجب ان تكون خلف الأسوار المغلقة ولايسمح بخروجها الى الشارع بأي حال من الأحوال خوفا من انتقال عدو الأصابة بفيروسها لبقية القطيع الذي يغط في نوم عميق داخل بطون التاريخ .
بعد تمرد حسين كامل صهر صدام حسين في عام 1995 ولجوءه الى الاردن تزلزل نظام صدام حيث كان تبرير هذا التمرد من قبل النظام صعب التسويق لأن حسين كامل احد اركان النظام وليس احدا اخر فما كان من صدام الا ان يتنازل ويلتلطف امام الغوغاء ويأمر بأجراء استفتاء حول منصب رئيس الجمهورية ليكسب هذا المنصب شرعية دستورية بعد ان سقطت الشرعية الثورية التي تدثر بها طويلا ولطالما كانت صيغة هذه الأستفتاءات في كل مكان وأوآن اكبر عملية ضحك على الذقون خصوصا اذا تعلق الأمر بهذا المنصب ... في حينها حرص القائمون على هذا الأستفتاء على أن يكون قرة عين لقائدهم حين جعلوا نتائجه تصل الى 99% عندها اتحفنا صدام بخطبة عصماء مبررا ظهور1% حيث صعب عليه فهم كيف يظهر مثل العدد الرافض وإن كان ضئيلا بحدود 1% وتلقف الأتباع الخطاب وحفظوا مالمز له القائد عندما حرصوا على تجاوز خطئهم الشنيع وعملوا على ان تكون نتائج استفتاء عام 2000 بنسبة 100% ليلتها نام القائد قرير العين لأن ـ لا ـ اختفت من أمام ناظريه على الأقل ولو كانت بنسبة 1% .
العداء المستحكم بيننا وبين ال ــ لا ــ يمتد طويلا في بطون التاريخ ولعل اخر الأسلاف الذي قيض لهم وقالوا هذه الكلمة كانوا في عهد عثمان حينما ثاروا عليه وقتلوه ثم في عهد علي عندما تمردوا عليه وقاتلوه ثم نام المجتمع نومته الكبرى على مدى قرون طويلة واذا قدر وإن قيلت ـ لا ـ فسرعان مايتم وأد قائلها تحت قدميه على يد جند السلطان وليأتي بعدها وعاظه العاضين بالنواجذ على طاعته ليكفروا هذا المارق الذي تجاسر وقالها .
اقتنع الخليفة العباسي المأمون بفكرة خلق القرآن فأوجب على الأمة برمتها أن تشاركه ذات القناعة فسلم الكل لقناعة الخليفة إلا أقل القليل والذين عرضوا على السيف فضربت أعناق من أصر على المخالفة ثم جاء المتوكل فقال أن القرآن قديم ضاربا عرض الحائط بمقولة المأمون وأوجب على الأمة ايضا النزول عند مقولته وكم من البشر قد هلك لمجرد الشبه به من انه لم يأخذ بقول الأمير .
لهذا بقينا هنا على مر التاريخ وليومنا هذا نبني دولة الأمير الذي يحرص أن يسمى كل شيء بأسمه من بوابة الحدود حتى بوابة المقبرة مرورا بالتاريخ والتراث فكله مدموغ بأسم الأمير حتى الدين نفسه هو للأمير فنحن نترضى على ملوك السلف بأعتبارهم خلفاء الله وظله على أرضه بل ان الخروج عليهم يخرج المرء من ربقة الأيمان فالأمير يملك ولايسأل وبقية خلق الله تسأل ولاتملك .
دخل العالم في عصر جديد من عصور الحضارة الأنسانية حيث يتم الأن بناء دول المواطنة في بقاع الدنيا المتحضرة إلا اننا نأبى الدخول في هذا العصر والمساهمة بأي جهد في هذا البناء الأنساني ورغم اننا نستعمل كل منجزات العصر لكننا لاننتمي اليه فنحن واسلافنا قبل عشر قرون ننتمي لذات الثقافة والأخلاق والعلاقات الأجتماعية ورثتها الأجداد للأباء ويبدو ان الاباء سيورثونها بكل أمانة للأبناء دون أن ينقص أو يتغير منها قيد أنملة .
جاء في الحديث { ربوا أبنائكم على اخلاق غير اخلاقكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم } بينما يتغيير كل شيء حولنا الا دواخلنا فنحن نقرأ التاريخ وقصص السلف بأنسجام واستمتاع شديدين فلايفصل بيننا وبين هذا السلف اي بعد فكري او اخلاقي او اجتماعي بل يتنادى البعض الآن للعودة الكاملة لحياة السلف قلبا وقالبا .
ازدواج الشخصية مرض نفسي يصيب الأفراد تتولى الهيئات الاجتماعية في الدول المتقدمة رعاية مثل هؤلاء الأفراد والعناية بهم وتعيدهم الى الهيئة الأجتماعية وهم يتمتعون بصحة نفسية ممتازة لكن ازدواج الشخصية عندنا اصبحت ظاهرة اجتماعية فنحن نعيش في عصرنا الراهن بأجسادنا فقط واصبح توصيف الأغتراب الذي ننعت به حياة الأنسان الغربي هو أقرب لتوصيفنا ... دولة الأمير تحرص على بقاء ازدواج الشخصية والأغتراب عن العصر وبالتالي فمصير الأمير مرهون ببقاء هذه الظاهرة .
رجع المجدد العظيم محمد عبده شيخ الأزهر في اوائل القرن الماضي الى مصر من رحلة له الى فرنسا فسئل ماذا وجدت هناك قال وجدت الأسلام وإن لم اجد المسلمين فأنكروا عليه قولته هذه بسؤاله أوليست هذه بلاد الأسلام قال كلا بل بلاد المسلمين.
هذا المجدد العظيم تعامل مع ماهية القيم التي وجدها ولم يهمه عناوينها فوجدها عين مادعا اليه الاسلام وان اتخذت لها مسميات اخرى وهي التفاته رائعة من هذا العملاق تفرض علينا ان نتعامل بعقلانية مع ما يعيبه الغرب علينا في قسم كثير من ممارساتنا الدينية وبدل ان نستنكر ممارسات بعض الشواذ المهووسين الغربيين بحق مقدساتنا ان نراجع انفسنا فمحمد نحن الذين زوجناه ابنة التسع سنين بينما تذكر كثير من الروايات ان عمرها كان ثمانية عشر كذلك جعلت منه مروياتنا رجلا شبقا لاهم له الا مضاجعة نساءه كل ليلة رغم انه لم يكن له الوقت الكافي لكي يفعل ذلك بسبب انشغالاته في الدعوة والمعارك وكثرة السفر ... نال منه وعاظ السلاطين ليمهدوا لعروش سلاطينهم التي شيدوها على اشلاء دين محمد فقياسات السلطان وفق دين محمد لايستطيع ان ينهض بها الكثير ... فمشكلتنا اننا اوصلنا الى الأخرين من خلال سلوكياتنا دينا مسخا بعيد كل البعد عن دين محمد بعد مابين المشرقين
جاء في الآية القرآنية { لايغيير الله مابقومٍ حتى يغييروا ما بأنفسهم } مطالبة الأنسان أن يكف عن انتظار السماء لتنوب عنه في إحداث التغيير وأنه عليه أن يتولى هذا الأمر بنفسه ثم تأتي مقولة محمد { كيف ماتكونوا يولى عليكم } انه قانون منطقي اعتمد الخبرة الأنسانية لأنضاجه وتلخيصه في كلمات قليلة .
يجب ان نعيد النظر بشكل جدي بقول كلمة ــ لا ــ ونعلمها لأبنائنا بدل ان نحظر عليهم استعمالها بل علينا ان نرضعها لهم مع اللبن فعلى الأب أن يروض نفسه على سماعها من ابنه وعلى المعلم ان يتقبلها من تلميذه وعلى الزوج ان يعتاد سماعها من زوجته والرئيس من مرؤوسيه حتى تغدو هذه الكلمة احدى الملكات التي تطبع شخصياتنا اسوة بعباد الله الراضين المرضيين في بقاع ارضه التي انعم عليها بنعمة التقدم وبغير ذلك فأن نماذج القادة الضرورة امثال صدام والقذافي ستبقى ساطعة في سماء دنيانا .
حلم صدام ذات يوم فدعى عبيده الثمانية عشر مليون عراقي { وهو عديد نفوس العراق في حينها} ليأتو له بالكويت وهب الكل مشاركا أو مباركا لم يسأل اي احد ولم ينبت ببنت شفه ليقول لهذا الأحمق أتعرف عواقب فعلتك !!! الا تعرف عاقبة من كان قبلك لمجرد انهم تمنوا لاغير ان يفعلوا ذات فعلتك!!! لم يقلها احد ... لماذا ؟ لأننا رُوضنا على قول نعم حيث اجتثت من دواخلنا نزعة المشاكسة والأعتراض وبلغ الأذلال بنا مبلغه لحد الأنكسار حيث لم تعد فيه النفوس تقوى
على قول ــ لا ــ
لهذا قسى علينا العالم كشعب حينما حشرنا مع صدام في خانة واحدة وفرض علينا نفس العقوبات التي فرضها عليه في أقسى عقوبة يمارسها الأنسان ضد بني جنسه اهلكت الحرث والنسل في اسوء حالة مرت على العراق في تاريخه الحديث لأن هذا العالم لم ينظر الينا بعين الأسف لأنه لم يلمس منا ــ لا ــ تجاه صدام .
ومع كل الذي جرى لم تستطع امة العرب ان تستخلص الدرس وتأخذ العضه من الأحداث الجسام التي مرت فهذه الأمة لاتستطيع ان تعيش بدون اضحوكة حيث بقي هلالها ساطعا في شمال افريقيا حيث ملك الملوك التقلييدين .. وهذه التسمية ليست مزحة مني وانما هو المصطلح الرسمي الذي يطلق على معمر القذافي لدولة سميت بالجماهيرية العظمى حيث لاتملك الجماهير اي رأي فالكل طوع امر الاخ القائد .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين موت وموت
- سيد درويش فنان الشعب ظاهرة لم تتكرر
- ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن
- حق التظاهر والأحتجاج هو لب الديمقراطية وجوهرها
- ليتها عيرت بما هو عارُ
- ياليل الصب متى غده
- الأنتحار السياسي
- الرفاق يفجرون ونحن نفاوض
- عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل
- هل نحتاج لأنقلاب عسكري
- لماذا هذا الموقف من ايران وحزب الله
- المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها
- يوم ميلاد الملايين
- لقاء الفرصة الاخيرة
- لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
- سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
- ياسرد ..... ياحسين عصرك
- لالا...تقوليها
- احلام يقظه
- السعودية والديمقراطية العراقية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - امة لاتستطيع قول لا لاتستحق الحياة