أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم السيد - ياليل الصب متى غده















المزيد.....

ياليل الصب متى غده


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 18:11
المحور: كتابات ساخرة
    


في حكاية من حكايات الجدات أن رجلا قد أقرض تاجرا تربطه به علاقة صداقة مبلغا من المال ومر وقت طويل على هذا الأقراض دون أن يفكر هذا التاجر برد المبلغ المستدان او على الأقل الأعتذار لصاحبه مما حدا بهذا الأخير للذهاب للتاجر ومطالبته بالسداد فما كان منه إلا الترحيب به وتطمينه أن ماله في الحفظ والصون و بإمكانه أن يعود غدا ويأخذ كامل نقوده وقبل المسكين هذا الوعد بحسن نية وعاد في اليوم التالي متوقعا أنه سيجد نقوده بالأنتظار لكنه فوجيء مرة أخرى بالأعتذار وبأن الأمر لايعدو يوما أخر وأنه بإمكانه العودة غدا لإستلام أمواله وقبل أيضا المسكين الأمر مرة أخرى بحسن نيه وعاد في اليوم التالي حسب الموعد المضروب من قبل صاحبه التاجر ليجد نفس الأعتذار ونفس الصيغة في تحديد موعد الاستلام وظلت هذه الحالة أيام وأسابيع وأمتدت لأشهر وهو يصبر نفسه ويقول لها في كل مرة لاضير فإن غدا لناظره لقريب وأنه لاحاجة لإتخاذ أي تصرف قد يعرقل تحصيل نقوده ويضر بصداقته مع صاحبه وفي يوم من الأيام وكما هي عادته في الذهاب عند كل صباح حسب الموعد المحدد لم يجد صاحبه ووجد بدلا منه إبنه الذي يعمل معه في في نفس المتجر وأعاد هذا الرجل مطالبته بأمواله وهي المطالبة التي طالما سمعها الإبن تقال لأبيه لأنه طالما كان موجودا في أغلب الأحيان وعلى غرار المقولة القائلة التلميذ استاذ ونص أحب الإبن بأن يفوق أباه في مكره وتسويفه على هذا المسكين حينما قال له –
اسمع ياعمي العزيز لكي لاتتعب نفسك من كثرة المجيء والرواح دون طائل فإني سأحدد لك موعدا أكيدا لاأحيد عنه في السداد ومستعد أن أوثقه لك بورقة وأشهد عليها الشهود تحتفظ بها لحين موعد السداد أعجبت الرجل طريقة الإبن التي توحي بثقة أكبر من طريقة أبيه بالرغم من إنه لم يعلمه لحد الان موعد السدا د فقال له ومتى سيكون موعدنا حينها قال الإبن اسمع ياعمي بالامس زرعنا أكثر من عشرين فسيلة نخل وعندما يكبر هذا النخل ويثمر تمرا سنبيعه ونسدد بثمن بيعه مستحقاتك التي علينا فهل تقبل هذا الشرط حينها لم يسع هذا الدائن البائس الا القبول وأخذ ورقة الإبن الممهورة وعليها إمضاء الشهود وهو يعزي نفسه من أنه اصبح لديه وثيقة تثبت به حقوقه وموعدا محددا سيريحه من متاعب الرواح والمجيئ للمطالبة بدينه .
حينما جاء الأب بعد حين بادره الإبن وهو يتكلم بطريقة المفتخر – الأن ياأبي يسعك أن ترتاح من صاحبك الذي أبرمنا بكثرة الحاحه وتردده علينا يوميا مطالبا بسداد دينه فأجابه الأب وماذا عملت له فأجاب الإبن أباه قلت له بأننا بالأمس زرعنا عشرين فسيلة من النخل وعندما ستثمر سنبيع تمرها ونسدد لك دينك ولقد قبل ذلك ولن تراه حتى يثمر النخل حينها إستشاط الأب غضبا وقال له ياغبي إن النخل سيأتي يوما ويثمر وحينها ماذا سنقول له لكن كلمة غدا لاتنتهي فهي تجعله متحيرا من فعل أي شيء لقربها وهي لاتكلفنا شيئا فهي كلمة نقولها والسلام .
مايفعله السياسيون الان بالشعب العراقي من فنون التسويف والمماطلة في قضية تشكيل الحكومة العتيدة هي أشبه بقصة هذا الرجل فحين يستمع المواطن للتصريحات المنطلقة من هذا الطرف أوذاك وكلها توحي بقرب اقتراب ذاك الفريق السياسي من هذا الفريق وبأنهم على وشك الأعلان عن تحالفهم الموعود المفضي لتشكيل الحكومة وأن الأمر لن يعدو أياما ولن يتجاوز الأسبوع ولن يمضي يوم أو يومين على مثل هذا التصريح حتى تفاجيء بإنهيار هذا الأتفاق وكل طرف يلعن صاحبه ويحمله مسؤولية هذا الخراب ويذهب كل من الطرفين الى فرقاء اخرين وتتعدد اللقاءات وتتكرر الاجتماعات ومن ثم تنطلق التصريحات بأن الفرقاء المتباحثين والمتفاوضين قد أوشكا على إعلان تحالفهم و إن هي إلا أيام وتتشكل الحكومة وما أن تطلع شمس النهار التالي على هذا التصريح حتى يتبخر كل شيء وهكذا تتكرر الحكاية وعلى مدى ستة أشهرالماضية و نحن نسبح في بحر التصريحات الموحية بقرب تشكيل الحكومة ولربما ستة أشهر اخت لها قادمة على هذا الحال فلا هم يكفون عن تصريحاتهم ولاهم يعلنون عجزهم كما أن النواب الذين كانوا يتلهفون على انعقاد مجلس النواب وتشكيل الحكومة لتدور عجلة الدولة أصبحوا يتمنون تعثر الاتفاقات لكي لايحدث مثل هذا الأمر فهم أدمنو على التمتع بأجازة مفتوحة ومدفوعة الأجر بلا صداع للرأس ولا وجع للقلب واستمرأوا هذه الراحة التي هم عليها والآن ستة أشهر قد إنقضت وستلحقها أخرى وبالتالي سيصبح عاما ويلحقه عام أخر وتنتهي الأربع أعوام هي طيلة مدة المكوث في مجلس النواب في راحة بال وهم يسيحون في بلاد الله الواسعة في دعة وسلام وبدون أن يكون أي التزام ينتظرهم وهم يتمتعون بإنفاق أعلى رواتب يتقاضاها أعضاء مجلس نواب في العالم بأسره في أغرب ديمقراطية على وجه الأرض كما أن الحكومة هي بدورها أصبحت مستفيدة من هكذا أمر فلا حسيب ولا رقيب وأصبح لسان رئيسها يلهج مخلصا لله بالدعاء بأن لايفتح على المتفاوضين بأي حل فالذين يرفضون المالكي هاهم ينظرون بحسرة وحرقة وقد مرت ستة أشهر جديدة وهو رئيس وزراء دون أن يتمكنوا من إزاحته أومن الإتفاق على بديل له ولربما سيمر ماتبقى من الأربع سنوات القادمة وهي عمر الدورة الأنتخابيه دون أن تنضج أي إتفاقات وبالتالي سيكمل هو الأخر أربع سنوات أخرى وهو رئيس وزراء دون اتفاقات ولاهم يحزنون .
ومثلما سخرت الأقدار ابن التاجر حينما تورط في تحديد موعد وفاء دين أبيه في فذلكة منه لعل نفس الأقدار تسخر لنا حوتا من حيتان الكتل السياسية المتصارعة وليس من أسماكها المتوسطة أو الصغيرة في لحظة ألق وتجلي وفي فذلكة من الفذلكات أو في شطحة من شطحات الفكر أو الخيال لتكن ماتكون وسمها ماشئت ويخرج علينا بتصريح يقول فيه بأن هذه الكتل والائتلافات لارجاء منها وإنها لن تفلح بتشكيل حكومة حتى لو بقيت تتفاوض إلى قيام الساعة لإن الإتفاق بينها أصبح مستحيلا وضربا من الخيال وإن على السياسين أن يسلموا بذلك ويقروه ويعلنوه للشعب بأن لامخرج ولامنجى من هكذا وضع إلا بإعادة الإنتخابات لعلها تأتي بأناس يمكنهم الإتفاق . وأن يكمل الحظ نعمته علينا بأن يكون هذا التصريح متلفزا صورة وصوت وفي مؤتمر صحفي تحضره كل وسائل الأعلام على أساس إلزموهم بما ألزموا به أنفسهم لإن لو لم يحدث مثل هذا فإن هذا الحوت سيتخلى عن تصريحه هذا وسيقول بأن هذا من تأويل وتفسير وسائل الإعلام وأنهم استنتجوه من ثنيات كلامه وإنه لم ينطقه بلسانه تصريحا وذلك عندما يتعرض لجلد لايتوقف من كلمات اللوم والتقريع ويسلقونه بألسنة غلاظ من الزملاء والاعداء على حد سواء من أفراد الطائفة السياسية لإن مثل هذا التصريح جاء من ركن من الأركان وهوإعترافا بالعجز أمام الرأي العام وبالتالي سيجبرهم على التوقف و إنهاء اللعبة التي استمرأوها في الضحك على ذقون الناس بـ { باجراتهم *} التي لانهاية لها وإسدال الستار على هذه المهزلة .

















ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{*} أي ما معناه الأيام القادمة لكون باجر باللهجة العراقية تعني بكره



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتحار السياسي
- الرفاق يفجرون ونحن نفاوض
- عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل
- هل نحتاج لأنقلاب عسكري
- لماذا هذا الموقف من ايران وحزب الله
- المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها
- يوم ميلاد الملايين
- لقاء الفرصة الاخيرة
- لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
- سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
- ياسرد ..... ياحسين عصرك
- لالا...تقوليها
- احلام يقظه
- السعودية والديمقراطية العراقية
- تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية
- الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
- في ذكرى سقوط برلين
- عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
- السعودية والمشروع النووي
- عيد العمال العالمي في بلادي يأتي حزينا


المزيد.....




- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم السيد - ياليل الصب متى غده