أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم السيد - تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية














المزيد.....

تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 17:33
المحور: الادب والفن
    


عندما غنى حضيري ابو عزيز المطرب العراقي المشهور ابان اربعينيات وخمسينات القرن الماضي اغنيته المشهورة{ عمي يبياع الورد كلي الورد بيش } والتي انتشرت في كل بقاع الشرق العربي حيث اصطفت الى جانب الورد جميل لام كلثوم وياورد من يشتريك لمحمد عبد الوهاب بأعتبار تلك الأغاني اجمل ماغني عن الورد في دنيا العرب لم يدر بخلد حضيري هذا الفنان العملاق ان يأتي ذلك اليوم الذي يتم الغاء مهرجان لاستذكاره هو وبقية اساطين الطرب الريفي العراقي وان يتم ذلك الالغاء في مدينة البصرة بالذات والتي طالما سميت مدينة الفن ... نعم هذا ما حصل فعلا .
فلقد جاءت الانباء من البصرة لتحمل انباء غير سارة وما أكثر الانباء الغير سارة في العراق هذه الايام لتحمل خبر الغاء المهرجان الخاص بالأغنية الريفية الذي كان من المفروض انطلاقه اواخر شهر نيسان وجاء هذا الالغاء من قبل مجلس المحافظة اي مايسمى اليوم بالحكومة المحلية لمدينة البصرة
مجلس المحافظة هذا تسيطر عليه أغلبية سياسية ذات نزعه دينيه لها مواقفها المعروفة من قضية الفن وخصوصا الموسيقى والفن الغنائي تحديدا . هذا الامر ليس يعنينا بشيء ولايهمنا قناعات اي جهة او فرد بقدر مايهمنا ان هناك حقوق كفلها الدستور يتم الالتفاف عليها بأسم الديمقراطية لكون القوى صاحبة القرارتعاني من عدم النضج السياسي لكي تتعامل مع مسألة الحقوق والواجبات على أساس اننا في دولة المواطنة وليست دولة العقائد .
ان الفوز بكراسي الحكم سواء على الصعيد المحلي كمحافظات او على الصعيد الوطني لايعطي الحق للقوى الحاكمة بأن تملي تصوراتها على البقية المحكومة لان هولاء المحكومين لهم نفس الحق في الحرية التي يكفلها الدستور سواء كانوا في الحكم ام خارجه وأن فوزهذه القوى الحاكمة بالانتتخابات جاء على اساس الثقة بها في توفير الامن الخدمات وليس الاشتراك معها في رؤاها الدينيه والعقائدية وان وظيفتها حماية الحريات والحفاظ عليها لا كبتها والتضييق عليها وكان الاجدر بهم ان يتذكروا بأن ماكنوا يستنكرونه على صدام الذي منعهم من ممارسة شعائرهم وطقوسهم هو انهم الان يفعلون الشيء ذاته بالاخرين .
ان هذا المهرجان الذي تم الغائه كان مكرسا لاحياء ذكرى عمالقة الفن الغنائي الريفي امثال داخل حسن وحضيري ابو عزيز وناصر حكيم وغيرهم من المبدعين والذين يشكلون جزءا مهما من التراث الحضاري والثقافي للشعب العراقي ولا ادري بم يفسر الذين الغوا هذا المهرجان ولع واهتمام الشعب العراقي بهذا اللون من الفن الغنائي والمنتشر ليس في المناطق الجنوبية من العراق أو ريف الجنوب فقط بل اصبح تراثا قوميا يهم العراقيين جميعا لان هولاء المسؤولون قد سوقوا الغائهم لهذا المهرجان على انه احتراما للاعراف والتقاليد الاسلامية للشعب
.هذا الموقف يعكس ضبابية الرؤيا السياسية لهذه القوى عندما تتعامل مع العمل الابداعي فهي لاتملك فهما دقيقا له بقدر ما تحمله من قناعات دينية مسبقة من كون الفن الموسيقي وخصوصا الغنائي منه شيء حرام يجب التصدي له وهذا بحد ذاته يعكس أزمة الفكر لدى هذه القوى وضيق مساحة خياراتها وعدم قدرتها ان تقدم مشروعا للثقافة والفن خاص بها
ان احترام التراث القومي لجميع اطياف الشعب العراقي يجب ان يكون من اولويات اي قوة سياسية سواء اكانت في السلطة ام خارجها لا لكونه حق من الحقوق المكفولة دستوريا فقط بل لكي تبرهن هذه القوى انها مؤمنة فعلا بالعملية الديمقراطية وانها لاتعمل على تهميش الاخرين والزامهم بالاخذ بقناعاتها لان هذا الامر يشكل خروجا عن سكة الديمقراطية كون هذه الديمقراطية تكفل للاخرين فضاءات واسعة لكي يمارسوا بها طقوسهم وشعائرهم وكل مايحفل به تراثهم من فعاليات وان على هذه القيادات ان تضع عينيها على العراق وحده ولا تمد نظرها لما يجري في الجوار كون العراق دولة مدنية وليس دولة دينيه ولايمكن تسيس الثقافة والفن ولاالرياضة وبقية النشاطات الاجتماعية والثقافية لان كل مكونات الشعب الاخرى تشترك فيها وان ارغام الاخرين على التنازل عن حقوقهم المدنية هو امر يدعوا ليس للاسف فقط لكن للقلق الشديد ايضا وليتذكر هولاء انهم اول من سيدفع الثمن في اي تدهور للعملية الديمقراطية لا لاأنهم هم كانوا سببه فقط بل انهم لم يكن اصلا في مقدورهم أن يصلوا للمناصب التي يشغلونها الان لولا هذه الديمقراطية وهذا يكفي لأن يجعلهم ينبرون للدفاع عنها لا أن يشتركوا في تشويهها .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
- في ذكرى سقوط برلين
- عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
- السعودية والمشروع النووي
- عيد العمال العالمي في بلادي يأتي حزينا
- نحن والحمير
- مع كامل النجار وتأملاته في القرآن المكي
- كلام في الحب والصداقة
- هل في الطريق تفجير قبة اخرى
- كلام رجاله
- ماذا جرى ياهل ترى ؟؟؟؟
- ماذا يعني قرار اعادة الفرز اليدوي في بغداد / هذا القرار له م ...
- الهلكوست ... نموذج صارخ للارهاب الفكري
- المليحة ذات الخمار الاسود والموبايل
- ايران هل ستضرب بالسلاح النووي ام ستمتلكه
- قصيدة {{ نعي وط-----ن }}
- كوتا المرأة في البرلمان العراقي مالها وما عليها
- الديمقراطية العراقية والقمة العربية وأشياء اخرى
- وأد البنات - بين العامل الاقتصادي والشرف القبلي - الحقيقة أي ...
- القذافي وأمومة الشعب العراقي


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم السيد - تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية