أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم السيد - المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها














المزيد.....

المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما غنى يوسف عمر مطرب المقام العراقي المشهور في خمسينيات القرن الماضي البستة {الطقطوقه} الشعبية التراثية
كلجن يمظلومات للكاظم امشن
وعد {عند} سيد السادات فكن حزنجن
عبر من خلال كلماتها المجهولة الكاتب لكونها موغلة بالقدم عن هاجس دفين من الشعور بالمظلومية الاجتماعية وعن رمز اجتماعي تشكى لديه الاحزان كون الحزن على ارض السواد صار جزءا من كينونة هذه الامة وضرب جذوره عميقا لطول الفترات الظلامية التي مرت على العراق والعراقيين.
والكاظم هذا الذي اتخذه يوسف عمر رمزا حينما دعى المظلومات اليه لشكاية حزنهن لم تأتي دعوته هذه من فراغ فقصة مظلوميته صارت مضربا للامثال ويعرفها القاصي والداني واجمعت الامة بكل مللها ونحلها على انه ناله من الظلم مالم ينل احد ممن هم بمكانته ومنزلته ولم يقتصر تنفيذ هذه الدعوة هذه الايام على النساء ممن نعتن بالمظلومات بل شمل الرجال والنساء وحتى الاطفال يشاركون في هذا المهرجان الشبه عفوي المنشأ والذي اصبح يشكل احتجاج اجتماعي جمعي ضخم للتعبير عن المظلومية ليست عن الكاظم الذي هو سبب هذا الحشود بل عن مظلومية الجماهير المشاركة نفسها والتي تشكل شريحة واسعة من الفقراء وفي احسن الاحوال من بعض المستوري الحال وقبل ان تنجح قوى الاسلام السياسي وبالذات الشيعية في اصطياد هذا المهرجان وتوظيفه سياسا كانت المشاركة تضم كثيرا من ابناء السنة الذين ينزلون في ذات القعر الاجتماعي للجماهير الشيعية الا ان اعدادهم التي كانت هي الاخرى جماهيرية لكنها اصبحت مشاركاتهم هذه الايام فردية للاسباب التي ذكرناها اضافة للمد السلفي السعودي الذي يغذي العداء والنفرة من هذه المناسبات سواء كانت شيعيه ام سنية .
ولقد ساهم النظام السابق في توسيع دائرة المشاركة وتنميتها من خلال توسيع دائرة المظلومية باتجاهين شمل الاول عموم الشعب بكل اديانه وقومياته وطوائفه والثاني الذي شمل الشيعة على وجه الخصوص خصوصا بعد الانتفاضه الشعبانية التي تلت هزيمة حرب الكويت والتي شملت اغلب محافظات الجنوب وبعض محافظات الوسط ذات الغالبية الشيعية حيث كان لهذه الانتفاضة الدور الفيصل في إنضاج وإبراز هكذا مهرجانات ومسيرات جماهيرة كبرى وكان اخر مسيرة لزيارة الامام الكاظم جرت في بغداد عام 1993 هي بالتأكيد ليست بحجم مايجري الان لأسباب عديدة منها ان عدد السكان وحجم الحرية النسبية اضافة الى التغطية الاعلامية من بعض الفضائيات الشيعية التي ابرزت هذه المناسبات وجعلتها في دائرة الاضواء رغم التعتيم الاعلامي من باقي الاطراف سواء كانت محلية او عربية وحتى عالمية . ومثلما انبرت بعض قيادات الاسلام السياسي في لحظة نزق لتخطف الانتفاضة الشعبانية من ايدي مفجرها الحقيقي الشعب بإدعائها قيادة هذه الانتفاضة لتتيح لصدام فرصة ذهبية لسحقها دون رحمه بأعتبار هذه القوى عميلة لأيران بحيث نجح النظام بتصوير هذه الانتفاضة على انها تدخل خارجي وصفحة خيانة متممة لعمليات جيوش الحلفاء كذلك تنبري هذه الايام التنظيمات التابعة لذات القوى وغيرها من التنظيمات الاسلامية الشيعية لغرض الظهور بمظهر القائد لهذه المسيرات المليونية العفويه ولطلما رأينا في مناسبات سابقة كيف تنصب منصات الخطابة لقياداتها لكي تمارس هوايات الخطابة المملة من دون أي انتباه او اهتمام من الجماهير غير ازلامها مدفوعي الاجر واكتفاء الاخرين من القوى السياسية غير الدينية بالتفرج او في احسن الاحوال انتقاد هذه الممارسة والذي يهمني هنا قوى اليسار التي كانت لها اليد الطولى في قيادة النضالات الجماهيرية حينما اراها اليوم تترك هذه الجموع المليونية مشاعا لقوى الاسلام السياسي لتجييرها لصالحها .
لماذا يقف بعض مثقفوا اليسار هذا الموقف المعادي لهذه الجموع وكأنها ارتكبت بتحشدها هذا جريمة بحق الانسانية تحت ذرائعية الحرص على ارواح الجماهير وذلك بحجة الخوف على هذه الجموع من الخسائر بالارواح نتيجة الاعمال الارهابية وكأن الارهاب لم يقتل احدا غير المساهمين في هذه الحشود وكأن الارهاب لم يقتل الناس في المساجد والكنائس والاطفال في رياض الاطفال ولم يروع الناس على الطرقات بأبشع عمليات قتل وتمثيل وبدلا من ادانة الارهاب وجرائمة ندين الجماهير التي تعرض نفسها للارهاب بربك قل كيف يتيسر للعربة السير اذ انت تضع الحصان خلفها . لماذا لايلامس هذا اليسار مشاعر هذه الحشود ويتفهموا حاجاتها لماذا لايتبنون النهوض بمطاليبها مادامت ضمن المشروعية الانسانية لماذا يترك اكبر تجمع بشري على وجه الارض بل اكاد اجزم انه لايضاهيه أي تجمع اخر حتى تجمع الحجيج بمكة ولاحتى ملايين الريو البرازيلي اثناء الاحتفال بأعياد الاستقلال لاترتقي الى اعداد هذه المسيرات التي يطلق عليها اسم المليونية كل هذا يترك دون مراقبة او دراسة او تفسير لماذا نغطي عجزنا بأن نذم الملايين !! لماذا الاكتفاء بنصائح الوعظ التي تركتها بعض الفعاليات الدينية لعقمها !!! هل سأل احدهم نفسه أي منظمة لها القدرة على اخراج هذه الملايين العديده أي حزب يملك هذه الامكانية أي شخصية دينية او أي داعية يمتلك هذه الموهبة الخارقة للتأثير في الجماهير لكي يخرجها لتجري على امتداد عشرات بل مئات الكيلومترات في قيض العراق اللا هب .
ما الذي يجعل الشخص ليكون بموته اكثر خطرا منه اثناء حياته ما الذي فعله ليتجمعوا حوله بتلك الطريقة المذهلة ... أي قدرة خارقة على هذا التكتل والحب أي ايمان كهذا من اين هذه القدرة التي تجمع هؤلاء الافراد فردا فردا في بوتقة واحدة واذا عزونا ذلك لنظرية التقديس الشيعية فلماذا تقتصر هذه الحشود على التواجد الا في مناسبتين هي اربعينية الامام الحسين بن علي ووفاة موسى الكاظم وماعداها مجرد مناسبات تكثر فيها الحشود او تقل ولكنها لاترتقي الى مثل هاتين المناسبتين .
انها اسئلة مشروعة تحتاج لاجابات ولكن اية اجابات ... انها الاجابات التي لايمكن ان تأتي الا من خلال النزول الى الشارع والحضور وسط هذه الجموع ومشاركة همها مهما كان هذا الهم فبهذا وحده يمكن فهم الشارع وحركته وكيفية امتلاكه .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم ميلاد الملايين
- لقاء الفرصة الاخيرة
- لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
- سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
- ياسرد ..... ياحسين عصرك
- لالا...تقوليها
- احلام يقظه
- السعودية والديمقراطية العراقية
- تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية
- الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
- في ذكرى سقوط برلين
- عربة الديمقراطية العراقية الى أين ؟؟؟
- السعودية والمشروع النووي
- عيد العمال العالمي في بلادي يأتي حزينا
- نحن والحمير
- مع كامل النجار وتأملاته في القرآن المكي
- كلام في الحب والصداقة
- هل في الطريق تفجير قبة اخرى
- كلام رجاله
- ماذا جرى ياهل ترى ؟؟؟؟


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم السيد - المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها