أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن















المزيد.....

ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن تراجع ذلك القس المغمور في كنيسة ـ دوف وورلد أوترتيتش سنتر ـ في ـ غينسفيل بولاية فلوريدا ـ عن تنفيذ تهديده بحرق نسخ من القران احتجاجا منه على بناء مركز اسلامي في موقع تفجيرات 11 أيلول قام جمع من المتظاهرين المتطرفين بتمزيق نسخ من القرآن أمام البيت الأبيض وأمام رجال البوليس وأنظار وسائل الأعلام وبالتأكيد تحت أنظار مسؤولي البيت الأبيض الذين كانوا يقفون وراء النوافذ يسترقون النظر لهذا الفعل دون أن يحرك ذلك شيئا فيهم وطبعا صناعة هكذا أحداث لم تأتي تلقائية فبرغم الواجهات البراقة للحريات العامة والشخصية وخصوصا في أمريكا لكن الأحداث لاتجري كلها ببراءة وتلقائية قد يتم إنطلاق فعل ما بمبادرة فردية لكن دهاقة الأعلام والحرب النفسية ما أن يجدوا فيه أي فرصة للتوظيف في أي اتجاه يخدم ستراتيجيتهم فإنهم سرعان ما يتلقفونه ويبدأون بالتعامل معه وتوظيفة بالاتجاه الذي يريدون فهم بعد أن أوصلوا خبر تصنيع خبر حرق نسخ من القرآن الى ذروة التوتر على صعيد جماهير المنطقة مرروا صناعة خبر التمزيق الذي تم فعلا .
والذي يثير غرابتي هذه الأستجابة التلقائية لوسائل الأعلام العربية والأسلامية في الجري وراء هذه الحملات دون تدبر ووعي ومساهمتها في سحب انتباه الرأي العام الأسلامي الى مناطق مختارة بعناية من صانعي الحرب النفسيه الغربية والأمريكية على وجه الخصوص وكيف غدا اهتمام المسلمين ووعيهم يصنع في مختبرات الأعلام الغربي ويتم تصديره الينا ليكمل دورته عبر وسائل اعلام طويل العمر وأولي الأمر ليكمل الغاية التي من أجلها تم التصنيع .
ولاأدري كيف غابت عن وعي المسلمين القيم الحقيقيه لدينهم والتي جعلت من الأنسان القيمة العليا في هذا الوجود من خلال قول نبي الاسلام محمد ــ إن حرمة دم المسلم لأعظم درجة عند الله من هدم الكعبة ــ وأعجب لهذا اللهاث لوسائل اعلامنا العربية والأسلامية وتحولها الى ببغوات تردد مايردده الأعلام الغربي الذي يريد سحب الوعي الاسلامي الجمعي نحو قدسية أكثر من قدسية الأنسان المسلم نفسه وهذا مالايراه الأسلام ونبيه بحيث أن خبراء هذا الأعلام المؤدلج رغم تدثره بغطاء الليبراليه ورفعه لواء الحرية المجيد يجهدون أنفسهم بأن يكسبون المصاحف المطبوعة قدسية خاصة وكأن النسخ الذي يريد هذا القس المخبول إحراقها أو التي مزقها المتطرفون أمام البيت الأبيض منزلة من الله متجاهلين أن القيمة القدسية لهذا الكتاب ليس بالصفحات المطبوع بها نصوصه وإنما قدسيتها تتأتي من القيم التي تحملها بإعتبار هذه القيم هي تعاليم السماء لبني الأنسان وأن هذا الأنسان الذي يعتبر في نظر كل الأديان أفضل مخلوقات الله وأن نصوص القرآن هي مخلوقة أيضا من قبل الله وإنها لاتعدو كونها نصوص تحمل تعاليم تنظيم حياة وعبادة هذا الأنسان وبالتالي ففي مقاييس القدسية ليست المصاحف أكثر قدسية من الأنسان نفسه وإن التقديس الواعي للإنسان المسلم لكتابه المقدس يجري وفق هذه الأعتبارات .
إن المقصود من هذه المحاولات وقد سبقها الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة لنبي الأسلام وقبلها كتاب سلمان رشدي الآيات الشيطانية كلها تصب بذات الهدف هو لأستفزاز المسلمين وسحب انتباهم من خلال حرق نسخ من القرآن أو الاساءة لنبيهم وجعل هذه القضية وكأنها خرق فاضح لم يسبق له أحد ومع هذا التضخيم لهول الفعل فأن هذا الغرب يقف موقف المتفرج الذي لايهش ولاينش رغم أن هكذا عمل يثير مشاعر أكثر من مليار أنسان مبررين هذا الفعل بإعتبار الحارقين يمارسون حقا من حقوقهم التي كفلها الدستور والقوانين الوطينة والدولية بينما تعاقب القوانين الوطنيه لهذا الغرب كل شخص يتعرض للمحرقة اليهودية بأي شكل من أشكال التشكيك مهما كانت قيمة هذا المتعرض ومكانته الأجتماعية بحيث غدت فزاعة لإرعاب كل من تسول له نفس مجرد التشكيك ولو ببعض تفاصيل واقعة المحرقة .
الأنسان هو قدس الأقداس في نظر كل الأديان وأولها الأسلام مهما كان دينه بل وإن لم يكن له دين ولقد جسد هذه الرؤيا علي ابن ابي طالب وهو من اتباع محمد واحد تلاميذه وذلك بقوله وهو يوجه أحد ولاته بشأن الرعية ــ واشعر قلبك بالرحمة بالرعية والمحبة لهم والطف بهم ولاتكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ــ وبالتالي هذا الأنسان هو الذي يجب أن نثور من أجله في حالة تعرضه الى أي تجاوز أو امتهان لكرامته أو تجاوز على حقوقه أو أي تهديد لإمنه أو حرمانه من أي فرصة من فرص التقدم .
والأنسان المسلم بالذات هو أكثر البشر على وجه الأرض الذي تعرض لمختلف أشكال الأيذاء والأحتقار والحرمان والقتل والتشريد على يد الغرب المتحضرالذي تصرخ وسائل أعلامه بمختلف أشكالها وأنواعها منادية بحقوق الأنسان وتنادي بالويل والثبور وعظائم الأمور على كل خرق لهذه الحقوق بل استطاع الغرب تحت هذه اليافطة من إسقاط أكبر تجربة لبناء الاشتراكية في تاريخ البشرية ألا وهي التجربة الأشتراكية في الأتحاد السوفياتي وبقية المعسكر الأشتراكي أما إذا وصل الخرق إلى الأنسان المسلم تصمت هذه الوسائل كصمت القبور .
كانت فاتحة الأتصال الغربي بينه وبين العالم العربي والأسلامي بداية دموية من خلال الحملة الفرنسية التي أدت الى إحتلال مصر وبقي هذا المشهد الدموي هو المسيطر على العلاقة بين الغرب المتحضر والمسلمين وكم تم امتهان المسلمين وخاصة العرب بشكل بشع في عملية حفر قناة السويس والتي مات فيها عشرات ألاف المصريين غير المأسوف عليهم من قبل هذا الغرب ثم توالت الأحتلالات لتشمل كل بلاد العرب وأغلب البلدان الأسلامية تم فيها وبعدها سفك دماء ملايين البشر كان أكبرها في الجزائر حيث قتل أكثر من مليون ونصف مليون انسان ومثل هذا العدد تقريبا في العراق من خلال حربين شنتهما الولايات المتحدة تخللهما أقسى حصار فرضه بنو الانسان على نظرائهم من بني الأنسان وعلى مدى ثلاثة عشر سنة أما اقذر ما الحقه الغرب بالمسلمين فهو في فلسطين حيث تم تشريد شعب بأكمله ليحل محله شعب أخر نسب الغرب لنفسه الاساءة اليه من خلال المحرقة وحمل المسلمين والعرب على دفع فاتورة فعلته هذه وطيلة العلاقة مع هذا الغرب لم يسعى من خلال تواجده الطويل في بلدان المسلمين أن يعمل حقا على النهوض بواقعهم بل العكس تماما عمل على ابقاء تخلفهم بل العمل على الأطاحة بأي فرصة للتطور من خلال سلب خيراتهم ونشر الفوضى والفتن فيما بينهم وإغراء أي كوادر تظهر قدرا من الكفاءة ودفعها للهجرة اليه والأنكى من هذا كله سلط عليه أكثر الأنظمة السياسية تخلفا ليكمل تطويقه التخريبي لهذه الشعوب هذا هو الغرب الذي يدعي لنفسه أنه أكبر قلعة للحرية على وجه البسيطه ورغم دخولنا العقد الثاني من القرن الأول للألفية الثالثة وبرغم هذا التقدم التقني الذي وصل اليه الغرب إلا أن معاييره الأخلاقية تجاه المسلمين والعرب لم تتغير فهو يكيل تجاه منطقتنا بمكيالين فحقوق الأنسان التي استخدمها لأسقاط أعتى معسكر منافس له لم يحرك ساكنا تجاه هذه الحقوق في فلسطين والعراق وغيرها من بلاد المسلمين هذا الغرب الذي يريد أن يخلق لنا مقدسات حسب مايريد ثم يقف موقف المتفرج على من يمسها داخل الغرب نفسه ليأسرنا في منطقة وعي اختارها لنا بعناية خبرائه في الحرب النفسية أولها عدم الأنتباه لبعض الدعوات الاصلاحية التي اخذت تنطلق من بعض الجهات الأسلامية هنا وهناك من الأنسان هو مركز الكون وقدس أقداسة ولا مقدس أعلى منه ولولا هذا لما اتخذه الله خليفة له على أرضه وهذا هو أخطر المقدسات التي يريد هذا الأعلام المسيس تغييبه عن وعي المسلمين لأن في حضوره ستكون أم الكوارث لهذا الغرب والهدف الأخر الذي لايقل لؤما من حملة الحرب النفسية هذه هو الأذلال فبعد مايدفع المسلمين لمناطق التقديس التي يريدها هذا الأعلام يجري إذلالهم من خلال إهانة هذا المقدس الذي صنعه في وعيهم مما يحملهم على الشعور بالمهانة والأذلال و الأنكسار .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق التظاهر والأحتجاج هو لب الديمقراطية وجوهرها
- ليتها عيرت بما هو عارُ
- ياليل الصب متى غده
- الأنتحار السياسي
- الرفاق يفجرون ونحن نفاوض
- عندما تتصرف بعض النساء كملكات النحل
- هل نحتاج لأنقلاب عسكري
- لماذا هذا الموقف من ايران وحزب الله
- المسيرات المليونية وموقف قوى اليسار منها
- يوم ميلاد الملايين
- لقاء الفرصة الاخيرة
- لماذا كتبت سيد اوردغان انت مزعج جدا
- سيد اوردغان كنت مزعجا جدا
- ياسرد ..... ياحسين عصرك
- لالا...تقوليها
- احلام يقظه
- السعودية والديمقراطية العراقية
- تداعيات الغاء مهرجان الاغتية الريفية
- الاستخفاف الكويتي بالدولة العراقية الى متى ؟
- في ذكرى سقوط برلين


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم السيد - ماهي اهداف الحملة الأعلامية لتغطية عملية حرق القرآن