الفرق بين موت وموت

قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 18:10
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    

عندما يتطوع اليسار في بلادنا بكل أريحية متنفلا لتسويق السلوك الغربي معتبرا اياه خير ماجاء به الاولون وافضل ما انتهى اليه الأخرون قيماً وحضارة وتبني اليسار لهذه الفكرة لم يتأتي عن قناعة اكيدة بل جاء التبني نتيجة أمرين اما بسبب الأرهاب الفكري الذي يتعرض له كل مايمت للشرق بصلة في بلاد الغرب وخصوصا للمقيمين هناك او نتيجة التضليل الاعلامي الغربي الذي تقع تحت طائلته بلاد الشرق ... هذا الغرب لايستحق منا اليوم ان تسوق سلوكياته كأنجاز انساني غير مسبوق لان هذا الغرب نفسه تنكر تماما لكل القيم والمثل التي نادى بها الاباء المؤسسون لحضارته الراهنة ولم تعد سلوكياته تسمو على مالدينا فنحن نشترك مع بعض هذا الغرب في بعض الممارسات السلوكية حيث يوجد لدينا قرين لما موجود لديهم ونصل وهذا البعض الى نفس الدرجة من الانحدار الخلقي و من الخسة في كثير من نواحي السلوك لكن مالدينا من خسة يدان بأقسى عبارات الشجب والأستنكار ويسكت عما لديهم –
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
أقول قولي هذا وانا ارى خبر اعدام الأمريكية تيريزا لويس 41 عاما بعد ادانتها بالتآمر لقتل زوجها وابنه يمر بهدوء دون ان يثير اية ضجة حيث تم اعدامها بواسطة الحقنة القاتلة في ولاية فرجينيا... مر الخبر مرور الكرام دون ان يتطوع احد من قوى اليسار لشجب عملية الأعدام ليس قبل تنفيذ الحكم فقط ولكن ايضا بعده ولم يتم نصرة هذه المرأة مثلما تطوعوا لنصرة الأيرانية سكينة محمد اشتياني المنوي اعدامها رجما بتهمة الزنا والمشاركة بقتل زوجها ... ايران تراجعت عن تنفيذ الحكم وان لم يتم الغاؤه استجابة للضغوطات التي سلطت عليها بينما السلطات الأمريكية نفذت الحكم وصمت الكل ازاءها ... فلماذا شجبنا هناك وسكتنا هنا .
الأمرأتين شاركتا بقتل زوجيهما لكن الأيرانية تتميز عن الأمريكية بأن اضيفت لها تهمة الزنا اضافة لتهمة القتل ... السؤال هل خرجت الالآف التي كانت تريد نصرة الأيرانية سكينة دفاعا عن حقها في الزنا فالأمرأتين صدر بحقهما نفس الحكم نفذ بحق الأمريكية وارجأ عن الأيرانية وان لم يُرفع ... ولكن لماذا تم الشجب والاستنكار حول قضيتها والسكوت عن ذات الفعلة تجاه الأمريكية .
اريد ان اسأل بكل براءة ... هل لو كان الحكم باعدام سكينة اشتياني في حالة تنفيذه بواسطة الحقنة القاتلة لايثير ضجة كالضجة التي اثارها حكم الاعدام رجما ... فالموت هو نفس الموت ..
ان لم تمت بالسيف مت بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
اكانت احتجاجتنا ضد اسلوب تنفيذ الحكم وان كان هذا الحكم يقضي بالموت .. ام كانت ضد سلب حياة الانسان مهما كانت ذنبه .
احدى الشعارات التي رفعت في تظاهرات اوربا { متى يلتحق الاسلاميون في ايران بالحضارة ويلغوا عقوبة الأعدام } .
لاادري هل يعتبر المحتجون في أوربا الأمريكان غير ملتحقين بركب الحضارة ايضا اسوة بالايرانيين لأن العديد من الولايات الأمريكية تقر عقوبة الأعدام .
لماذا ينظر الغرب للقضاء الأمريكين بعين الفخر ... رغم ان هناك عشرات بل مئات القصص للتعسف والأخطاء القاتلة التي ارتكبها هذا القضاء .
والى متى يبقى هذا الغرب يكيل معنا بمكياليين ...؟
احدى الحملات المشاركة لنصرة الأيرانية سكينة اشتياني نشرت في موقعنا العزيز الحوار المتمدن اكتفي بهذا المقطع مما جاء في هذا النداء وللقاريء ان يرجع للنداء ان اراد الأطلاع عليه كاملا فسيجده في باب الحملات ....
{{ إن الضحية رمز للحرب المستمرة على المرأة وكرامتها في إيران ولاية الفقيه، وعنوان للانتهاك الفظ لحقوق الإنسان، وإن القتل رجما هو منتهى البربرية والوحشية، ونحن في القرن الحادي والعشرين، وهو جريمة يندى لها جبين البشرية، وذلك أيا كانت الضحية، ومكان القرار والتنفيذ.
إننا نرفع أصواتنا عاليا مطالبين بالحياة والحرية لسكينة محمدي أشتياني:

التواقيع:
1- عزيز الحاج، كاتب سياسي، فرنسا
2- رياض الأمير، مهندس معماري، وكاتب وإعلامي، النمسا
3- عبدالخالق حسين، طبيب وكاتب سياسي، بريطانيا ..........الى هنا ينتهي المقطع }}
اترون نحن نشجب القتل رجما لأننا في القرن الحادي والعشرين .... أنا اتفق مع المستنكرين بأن القتل رجما شيء لايستحق الشجب والاستنكار فقط بل يستحق موقفا اكثر حدة للتصدي له وازالت اثاره تماما لكنني لاأتوقف عند توقفهم بل اشجب سلب حياة الأنسان مهما كانت طريقة السلب حقنا بالأبر المميته أو صعقا بالكهرباء أو بأي وسيلة من وسائل القتل فمادامت هذه الوسيلة تفضي الى القضاء على الحياة فهي بشعة وتستحق الشجب .
أنا شديد الأحترام للأسماء المذكورة في نداء التنديد والشجب الساخط على حكم الرجم بحق سكينة فهم اناس لهم وزنهم الثقافي وثقلهم الاجتماعي في مجتمعنا لكنني سأكون اكثر تبجيلا لهم لو صدر عنهم تنديد مماثل يشجب عملية اعدام تيريزا لويس ... هل قتل المرأة في ايران وحدها يستحق السخط عليه ان كان رجما وهل يجب السكوت على قتلها في امريكا لأن قتلها هناك كان حقنا .

#قاسم_السيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات