أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مخلفات حرب














المزيد.....

مخلفات حرب


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


ما أن تضع الحرب أوزارها.. وتلتفت لتعداد ضحاياها حتى يطفو على السطح شاءت الشعوب الخارجة من محرقتها أم أبت مستجدات تفرض نفسها بقوة لترسم صورة الحياة في زمن سلم متهالك ومصطنع.
ما يلفت الانتباه لبعض خصائص مجتمعات ما بعد الحرب محاورة فكرية بين أحد علماء تقنية المعلومات وأثري كبير من العراق. فبينما هم يتجاذبا إطراف الحديث تسائل التقني عن سمات الفن السينمائي بعد الحرب العالمية الثانية. فكانت إجابة الشيخ اللامع تلخص فلسفة أوربا الممزقة والمنهكة من حروبها الطاحنة بما معناها والفكرة للأثري .. إن الأفلام التي أنتجت بعد الحرب كانت حالمة ورومانسية كي تنسي الشعوب ويلات الحرب وتبعث بهم بعض الأمل لهذا نشأت الأجيال فيما بعد متناسية ويلات الحرب .لم تعش مخلفاتها ثم تابع إنها سينما تبعث الأمل والتفاؤل ..صدق شيخنا الموقر كانت فلسفة أوربا التي قدمها الأستاذ لتلميذه تتلخص بتناول مواضيع الجمال والحب.. بالفعل عليك فقط مراجعة أفلام الخمسينات والستينات لتتأكد من نوعيتها أو مقدار العواطف .المشاعر والأحلام التي احتوتها لتتفق مع التحليل المنطقي والعلمي المدروس لما قدمه العالم الجليل.
العراق الذي مزقته سنوات الحرب والاحتلال وعبثت به الأقدار مع صنائع العصابات المتشددة يستعيد بعضا من ملامحه التي راحت تمعن بإخفائها مصائبه وكوارثه اليومية.
خرجت في السنوات الأخيرة أعمالا فنية متعددة لم ترقى أفضلها لتوثيق نكبته أو التعبير عنها.
تحررت من سجون التغني بأمجاد القائد ربما ، تنوعت مواضيعها مفندة اراءا ونظريات كانت محرمة مثل التطرق للعهد الملكي وشخصياته وتقديم الفترة وفق رؤى تاريخية غير التي كانت تدرس في مناهج الحزب الواحد لكن رغم ذلك بقيت الدراما العراقية دون مستوى معالجة الجرح العراقي لتصور تراجيديا المشهد الدموي الذي يعيشه هذا البلد المنكوب.
فئة أخرى ربما سمعت بالفلسفة الأوربية في معالجة واقع الحال كما تطرق لها بالتحليل الأثري القدير، فراحت تنتج الأعمال الكوميدية، والفكاهية والاستعراضية التي لا تمت لزمان أو مكان . حدث أم إنسان ربما لمساعدة العراقي لنسيان واقعه المر بكوابيس مسلسلة يرتدي شخوصها الباروكات الملونة مع الملابس الغريبة .يردحون مثل غجر العراق المتوفرين بالإعمال بكثرة (الكيولية) . تنفع كل الأعمال لأوقات غيبوبة يعيشها من يتابعها ليصحو بعدها سعيدا منشرحا وفخورا بما قدموا!. مرددين عبارات غاية في السوقية والإسفاف مخلدين قاموس المفردات التي يتداولها البعض في الشارع إذ وجد شارع يشعر به المرء بالأمان وهو يقطعه في طريق الذهاب والإياب لبيته.
هل هذه وسائل ناجعة لمعالجة حالة الإحباط التي يعيشها المواطن المتضرر الأكبر من كل هذه التغييرات من حرب أذاقته ويلات القنابل والمدافع والقتل والتنكيل الى تهجير وأبعاد مرورا بفقدان الوظائف الى انعدام الأمن والأمان ترافقها كالظل انعدام الخدمات الأساسية. هل ساعدته . هل أنقذته. خرجت الدول الغربية محطمة صحيح لكنها عالجت دمارها بالخطط العلمية مستعينة بعقول نابضة بالحياة خلاقة قادت شعوبها لتجاوز مرارة الماضي. وانبثقت من بين صفوف الشعوب حركات ومنظمات ساهمت بدورها في تعزيز أسس المجتمعات الجديدة قدمت صورا جديدة، ومفاهيم حديثة للفن والأدب والإبداع.
فما الذي تقدمه السفاسف التي نشاهدها بالتحديد في اغلب الإنتاج العراقي هذا اليوم . أي إبداع أي نوع من الإلهام يحفزه مسلسل تردح به الغجريات ردحا لا يصلح إلا للملاهي الليلية كما تسنى لبعضنا رؤية ما يدور فيها من مهازل عن طريق مواقع الفيديو كليب. هل هذه أعمال تبعث الأمل في نفوس المهجرين ؟.اليتامى منهم والأرامل الذين لا يعرفون كيف وأين سيحصدهم الموت او العوز في بلد لا ملامح واضحة لغده الذي تتصارع على دفة سفينته تيارات همها السلطة والمكاسب. ماذا تقدم غجرية تستعرض لنا بفخر مؤخرتها إمام الكاميرا وهي تهزها في وضعية مخجلة.. هل تعكس مقدار الانفتاح الذي يعيشه البلد بالطبع لا.. لان التشدد والتطرف يحكم الشارع والحي والحياة والصراع الديني على أوجه.
هل يفكر الكاتب المنتح المخرج قبل الممثل وان كان لا يقل عنهم مسؤولية عندما يهمون لتقديم أعمالا مثل هذه بجدوى ما يصنعوه من اشرطة .. اليوم كما قال الأثري في جلسته ...ينظر العالم للأعمال السينمائية لفترة ما بعد الحرب بالكثير من الإعجاب وقد تحولت بعضا منها الى تحف سينمائية وملاحم سطرت أروع قصص الحب. أو وثقت استعراضات وأغان بديعة.
فما الذي سيقوله أبناء هذا البلد عندما يراجعوا الأعمال الهزيلة بعد خمسين سنة ويجدون رجلا يرتدي باروكة بشعة، و بنطالا ضيقا ويغني أغنية للأطفال تقول احنه صف الأول ليردح من بعده الآخرون مرددين أحسن الصفوف يرافقهم صوت طبل يصم الأذان. أي واقع يريدون اصلاحه واي تاريخ يهمون بكتابته. بل اي جيل يرغبون بصناعته وتربيته.
ملاحظة:
وددت باخلاص ان اذكر اسم السيدين لكنني بعد ان بعثت المقال مستأذنة بذكر الاسماء تلقيت رداً مهذباً يطلب مني عدم ذكر الاسماء وانا لا استطيع ان اتجاوز على حرية الاخرين وخصوصاً فيما يتعلق برغبتهم في نشر اقوال صدرت عنهم. لذا استميح القارئ عذراً لعدم استطاعتي ذكر الاسماء .

د. شـــذى احمد



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرارة العسل الهندي
- همس
- النساء أنواع
- الرجال أنواع...
- زواج سردشت و تشلسي
- الأسرار الخفية لعدم تشكيل الحكومة العراقية
- نعم للزوجة لا للمرأة
- أقبية الموت السرية
- سأنتظر المهدي
- حبيبة العرفج .. السعودية بقرة خاوية الفكر
- السعوديات أبقار عذرا للابقار 2
- السعوديات أبقار اما التنويرين
- لن أتتنازل عن ليلتي
- أشتهي
- عدد زوجاتك بالقانون
- إسقي العطاشى
- متى ترمى سهامكم
- الكتابة تأخذنا للمدنية
- اصابنا الاعياء
- لم تنقذهم شبابيك مفتوحة او مغلقة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مخلفات حرب