أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - المنقذ الطليطلي - مسرحية شعرية















المزيد.....



المنقذ الطليطلي - مسرحية شعرية


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


مسرحية شعرية




لا يجوز التصرف بها دون علم الشاعر منصور الريكان









( المكان طليطلة …
الزمان القرون الوسطى ومتكرر يوميا )



شخوص المسرحية
1- الصبية 1 : بليبلة
2- الصبية 2
3- القائدالاول : قنداح
4- الحرس 1
5- الحرس 2
6- نماذج من الجمهور
7- خنجر
8- البصاص
9- امراة : حنيجلة
10- شنشول
11- الجني سفردحة
12- شبح الشاعر تعبان
13- الوزير 1 : حنيظلة
14- الوزير 2
15- الملك حنش
16- الجني حنش
17- الساحر
18- صوت الديك
19- شخوص حيوانات حسب ظهورها اخراجيا





الفصل الأول


المشهد الأول


( المشهد بالساحة الرئيسية العامة للمملكة _ متاجر مفتوحة وناس يمشون - باعة على الأرصفة - وراق – رجال ونساء - أطفال يلعبون - تظهر من الجانب الآخر صبيتان صغيرتان تحملان سلال وتتحدثان بطريقة إيحائية غنائية )

الصبية1 :- أنا هنا بائعة البخورْ
بائعة الورود والزهورْ
بائعة الأحلام والأوهام والنذورْ
الصبية2 :- يا مائعةْ .. يا رائعةْ
يا إبنة ( الشنشولْ )
الملك المبجل المغلولْ
القائد للصعلكةْ
والفبركةْ
( وفهلوات ) الحركةْ
السويحر العجيبْ
والراقص المراهق الغيورْ
والباحث عن حلمه بداخل القبورْ
الصبية1: - يا قملة مرقطةْ
يا قطة مراهقةْ
تفلسف … ترفس البغال والحميرْ
تدس أنفاً يابساً بحضرة السلطان والوزيرْ
الصبية2 : - أواه يا مهيجتيْ
يا دميتي الصغيرةْ
الصبية 1: - سلطانتيْ
أحب فيك روحكِ ….
( بحسرة وابتسامة خافتة )
بدونكِ ..
أحس إنّي عالم غريبْ
وكلهم عميانْ
الصبية2: عرجان أم برصانْ
ليذهبوا بحالهم للغيبْ
الصبية1: وأبتي يا حلوتي غريبْ
ينام في العراءْ
وإنني ( مبهذلةْ )
الصبية 2:- مدللةْ ..
( بألم وتوجع وإشفاق )
والله يا حبيبتي مدللةْ
وكلهم أمامكِ ..
وخلفكِ …..
العشاق يلهثونْ
( الصبية 1 بليبلة تتلوى قليلا من الخجل )
وإنهم ألا تريْ
يا إبنة الفقراءْ
يا إبنة الوجهاءْ
يا إبنة السويحر المغلوبْ
يا إبنة الخراب في المقلوبْ
الصبية1 :- ألا تريْ ......

( تظهر عربة وينزل قنداح الحرجان من العربة ووراءه حراس ثلاثة يحملون السيوف - الصبية 1بليبلة تنظر بغنج ودلع وتحاول أن تظهر عن بعض مفاتنها - حركة من الحراس غير طبيعية والحراس بوضع تأهب وحذر )

الحرس 1 : ( مشيرا إلى قائده ذو النياشين الملونة قنداح وبصوت عالي )
- يا أيها الحضورْ
يا أيها الغيلان والسعدانْ
يا نافثي الأوهام والأحزانْ
مخاصمي الأفراحْ
إنتبهوا …..
وأخفضوا رؤوسكمْ
للقائد الأول في البلادْ
وحاجب السلطانْ
القائد قنداحْ
مرّوض النمور والأرواحْ
وقاتل الأشباحْ
والعاشق الثاني في طليطلةْ
( ينحني بمراوغة أمام قنداح وجميع الحاضرين - الحرس يرتجفون من الخوف ويصفقون بحرارة وبعدها يعم الصمت وبدون أي حركة …. وصمت قليل )
نعمْ .. نعمْ
بعد حنشْ ……
قنداح : ( بصوت غاضب )
الملك الأول يا دبشْ
الحرس الثاني : مولاي لا يقصدها
وانه موالي مطيعْ
طباعه النفاق والدغشْ
قنداح : أيتها الخرفان في طليطلةْ
آن الأوان الآن أن نبدلَ
الخرفان بالتنابلةْ
وإنكم مهازلةْ
أذبحكمْ …
(السيافون يلوحون بالسيوف يتحرك قنداح ببطء مشيرا إلى الحرس الثاني)
الحرس الثاني :- ( يخرج جلدة طويلة مكتوبة ويبدأ بقراءتها)
يا أيها العراة والحفاةْ
خُرّاز نماسون أو برابرةْ
شطار عيارون أو ضياطرةْ
يا أيها الرعاعْ
وساخة ساقطة للقاعْ
مهمشةْ
ووشوشةْ ….
اللعنة عليكم يا زمرا مكرّشةْ
يا أيها الدعاةْ
والحفاة والحواةْ
فالأمر لا يهمّنيْ
لأننيْ …..
بالرغم عن أنوفكم مطاعْ
وأنني يا حفنة الفصوصْ
أعرف ما تدور من مكائدَ
وأعرف الموائدَ
وأعرف الدويك إبن نعجة من قادة اللصوصْ
لم يعطني ضريبتيْ
وانه أثارني وحرض الأوحالْ
( الحرس يتلكأ قليلا بعد أن ينظر إلى القائد قنداح ثم يستدرج )
وحضرة النعالْ …
وبغلتي كئيبة لا نعرف السببْ
( الجميع بتعجب يهزون رؤوسهم ولكن لا يجرءون على النطق )
أحد الجمهور : - نحن فداء بغلة الخليفةْ
آخر من الجمهور :- والنعجة الوصيفةْ …..
( الجميع يهتفون بصوت واحد ) : - نحن فداء البغلة المبجلة
وكل ما يقوله ( الحنشْ )
يعش يعشْ ….
خليفة البلاد والعرشْ
قنداح ( ينظر بإشمئزاز نحو الحاضرين مشيرا لهم بالسكوت ويشير للحرس الثاني بإكمال تلاوته القراءة )
الحرس الثاني :-العجب العجابْ …..
البغلة تراقص الحمارْ
وتأكل الديوك والدجاجْ
وتلعب القمار باحتجاجْ
واختلت المملكة طليطلةْ
والبغلة يا أيها العجاجْ
من أحسن البغالْ
وأنها العيون ليْ …
أنا حنشْ ……
أبن شلشْ
الملك الأول من قرطاجةْ
لآخر شجيرة ممهورة بباجةْ
وقبلها جرشْ
والآن يا وحوش يا رعاعْ
الديوك في بلادنا جياعْ
وصوتنا هلكْ …..
( الجميع يهتفون ) : -
يعش يعش ولّينا الملكْ
حنش حنشْ
إبن شلشْ
خليفة الأمة للزمانْ
ليسقط الخرفانْ
لتشفى في حضيرتهْ
بغيلتهْ ……
( أحدهم بصوت عالي ) : البغيلة الأنيقة المحندسةْ
المهندسةْ ….
آكلة المرجان والسماقْ
تغلون الأشواقْ
بنظرة مشاكسةْ
كمكنسةْ ….
صاحبة الحيوانْ
( يبتسم قنداح ملوحا لهم وبعضهم يتهامسون ويضحكون ثم يستمر الحرس الثاني بتلاوة ما بالجلدة )
الحرس الثاني : وبعد أن تجمع الحيوانْ
( يتلعثم وينظر إلى الآخرين وبارتباك )
أسف يا سيادة الـحـ….صـــــ.....ــان
( يبلع ريقه ويحاول أن يتجاهله القائد قنداح ويبدأ بإكمال ما بالجلدة )
وبعد أن تجمع القواد في البلادْ
وصاحبي السجون والأعوادْ
وخاتمي الكركرة الأوغادْ
وصاحبي الجلالة الأوتادْ
والزمر المقررةْ
المقنبرةْ …..
من سحرةْ
وراقصي المقابرْ
ونازفي المراثي المُدّاحْ
وحضرة الصنديد في طليطلةْ
( مشيرا إلى قائده قنداح )
…… القنداح
( الجميع بصوت واحد ) : مفرق الأرواحْ
وقاتل الأشباحْ
( القنداح يرفع رأسه عاليا مزهوا بنفسه بعد صمت قليل يستمر الحرس الثاني بتكملة ما مكتوب في الجلدة )
الحرس الثاني : وجاء في المنامْ
( الجميع بصوت واحد ) : قد حلم الخليفةْ
بالبغلة تعانق الوصيفةْ
ليستر الخراب في المملكة المعطلةْ
طليطلةْ ….
قنداح : ( بغضب ) يا أيها الأذنابْ
يا أيها العدمْ
يا ماحقي النعمْ
( يشير إلى الحرس الثاني لإكمال قراءته )
الحرس الثاني : - نعم نعم ْ
وجاء في المنامْ
دويك من حضيرة الأغلالْ
يحرض البغالْ
وانتفضت بغيلتي مشوشةْ
مرتّشةْ
وحالها محالْ
قد عاثها الدويكْ
تلوثت وبدأت تفز من ساعاتها
تبحث عن شريكْ
تكدس الأورام في سلطنتيْ
تدس قملا راقصا بمهجتيْ
تخاتل الديوكْ
مزركشةْ
( الألم والحسرة على وجه قنداح والجميع )
وجاء في المنامْ
المنقذ للبغلة ( المدامْ )
سويحر منهوكْ
يعيش كالملوكْ
مروض الديوكْ
والمنقذ الوحيد في طليطلةْ
يا مهزلةْ
(صوت حنش من خلف المسرح وبصوت أجش)
أريده يا أيها القنداحْ
ألا فلا …..
يا قملة مدللّةْ ….
سلطانكم
حنش حنشْ
إبن شلشْ
( اغلب الحاضرين يهتفون وبعض يتهامسون )
- يعش يعشْ
الملك الأول للبلادْ
حنش حنشْ
إبن شلشْ
قنداح :- وبعد أن سمعتم الخطابْ
من ملك الصوابْ
نريدكم إخبارنا
عن ملك الخنافس العرّابْ
( الجميع بصوت واحد ) :- لا تعرف البلاد في زماننا مملوكْ
يكون في طليطلةْ
( يحركون رؤوسهم باستهزاء )
المبجلةْ …….
منقذها من حضرة الديوكْ
أحد الجمهور ( خنجر ) : ( بصوت منحفض )
الحمد لله على ما قدرَّ
لن يرد بالحلم أسم ( خنجرَ )
البصاص ( مخاطبا خنجر ) : يا أيها الصعلوكْ
يا سارق الدجاج والديوكْ
هل توهم البصاصْ
هل توهم القيادة بالدس والتشويشْ
( بصوت عالٍ كقسم )
والحنشَ …..
إن تهمس أرميك مثل الريشْ
للعنة التهميشْ
خنجر : - حاضر يا درويشْ ….
( يوشوش مع البصاص لفترة قصيرة ويبدأ بإيماءات وإشارات للبصاص الذي يتحرك باتجاه الصبيتان الصغيرتان )
البصاص : - بليبلةْ ….
أين هي بليبلةْ
الصبية2 :- ( مشيرة إلى الصبية 1 بليبلة )
هاهي ها …..
( يركض البصاص باتجاهها وكذا الحرس ليمسكوها )
الصبية 1 بليبلة : - أنا أنا
لست أنا
البصاص :- أواه يا مخادعةْ
صبية جميلة ورائعةْ
يا أبنة السويحر العجيبْ
أبو التعاويذ الذي لا يقهر من عيبْ
نسائه البلابل عجائب غرائب تطريبْ
الصبية 1 بليبلة : - ووالدي يستر بالنساء بالترتيبْ
( يتوجه قنداح ذو النياشين باتجاه الصبية 1 ويسألها )
قنداح : - هل تعرفين ساحرا فقيرْ
عانى من الأمراض والقذارة بأنفه الحقيرْ
قالوا هنا ….
وربما …..
يكون في سويعتهْ
بذروة التزميرْ
هل تعرفينه طفلتي المراهقةْ
الصبية 2 ( بحياء ) : - أنا أنا
أعرف لا …..
لكنني أعرفه هناك خلف دكة ينامْ
خرابة تلفه بزحمة القبورْ
يقتات من أمواته يعيش في الأحلامْ
الصبية 1بليبلة :- ( الكلام موجه الصبية 2 )
أرجوك لا تبوحي بالأسرارْ
البلاد يا حبيبتي مملوءة أْشرارْ
ووالدي مستور في الديارْ
يعيش بالكفافْ
كنعجة تخافْ
الصبية 2 : - أواه يا بليبلةْ
( تحاول أن تقنعها وبصوت خفيض )
فربما يعلنه الملكْ
أمير في البلادْ
وربما يدخله في ثورة الأضدادْ
يشنقهُ …
يقتلهُ …..
وربما يكون من منافذ القوادْ
الصبية 1 : لا تمزحي يا فاجرةْ
فالبلد مملوء بالضياطرةْ
مملوء بالسيوف والدفوف والأسيادْ
مملوء بالذئاب والغلال والمنهوكْ
مملوء بالشكوكْ
قنداح : فلتسكتي
(يشير للحرس بان يأخذوا بليبلة وتظهر ضجة )
أحدهم : - مسكينة بليبلةْ
والمتعب المغلول في طليطلةْ
والحنش مخاتل جبارْ ……..
ولعنة الله على البغال والثوارْ
( يسدل الستار وينتهي المشهد )




المشهد الثاني

( خرابة في مقبرة – رجل وامرأة ممدان على الأرض – هيكل عظمي ممدد أيضا تنهض امرأة متعبة ووسخة – تحك رأسها وتفرك عينيها )
المرأة ( حنيجلة ):- هيا أنهضوا يا أيها الأباطرةْ
يا زمرا مكابرةْ
فالوقت قد تأخرَ
( تهز رأس الرجل النائم وتعود للكلام مرة أخرى )
شنشول يا عجيبْ
يا طفلي المدلل الغريبْ
يا قالق الحنشْ
مروض الضياطرةْ
وعاجن الخرفان بالعناترةْ
وهاربا من حضرة الدبشْ
( ينهض رجل كث الشعر بلحية بيضاء وملابس متهرئة محدقا بالمرأة )
شنشول : يا حلوتي يا ذابلةْ
حنيجلةْ
هلا سمعت صرخة مجلجلةْ
حنيجلة : نعم …. نعمْ
جاءوا هنا
ونحن يا شنشول بالأحلامْ
وأخرجوا العظامْ
ودسوا في الجماجم الأوهامْ
ولم تعد تدور في البلاد شائعةْ
شنشول : يا جائعةْ
أوهامك مقتولة ذليلةْ
وأنت لم تغامريْ
أعرفك تخافي من ظلالك المخاتلةْ
حنيجلة : أواه لو ينهض هذا الشاخص المهجورْ
( تشير إلى أحد القبور )
من هذه القبورْ
ليحكي عن توجع المسحورْ
وناشر الدمار في العصورْ
شنشول : ( يصوب نظره باتجاه القبر ويكلمه)
يا صاحبيْ …
هل تذكر العجول والصبيانْ
والديك والحمار والحصانْْ
وقهقهات بغلة السلطانْ
والأحجيةْ
وخرزة المرجانْ
( تقاطعه حنيجلة )
حنيجلة : دعك من الهراءْ
يا نابش القبورْ
وفاضح المستورْ
( تبدأ حركة غير طبيعية …. ويشير شنشول إلى حنيجلة )
شنشول : أرجوك يا صغيرتيْ
أن تجلبي الجمجمة المثقوبة والعظم والبخورْ
حنيجلة : يا أيها السويحر المنافق الشريرْ
شنشول : أرجوك يا حنيجلةْ
يا أجمل النساء في طليطلةْ
( حنيجلة تتحرك بخفة لتحضير الأشياء وتقربها أمامه )
شنشول : أواه يا حنيجلةْ
أين الصغيرة طفلتي بليبلةْ
حنيجلة : لا نعرف أخبارها
لأنها منذ سويعة الغسقْ
إنتفضت وغادرت لخالها
شنشول : أرجوك أن تغامري
وتعرفي أحوالها
شنشول : ( يبدأ بالنفخ والتعاويذ والقراءة )
يا أيها الجنّي في أقاصي البلادْ
إفصح عن مكنونك المخفي للعبادْ
إجلب حظوظ رغبتيْ
إنزف على الأشهادْ
( يبدأ بالمعاناة والتلوي عدة مرات ثم يكمل الكلام )
يا أيها الجنّيْ
إغفر خطيئة متعب ضريرْ
عانى من الحروب والمصيرْ
عانى من الخرابْ
عانى من الحرابْ
عانى من القراصنةْ
عانى من الأغرابْ
( شنشول يبقى يتلوى وبحركات عشوائية هستيرية ويتصبب العرق من جبهته)
شنشول : يا أيها الجني يا ( سفردحةْ )
أبو العيون الوقحة
مجمع اللصوص ( والشقندحةْ )
يا صاحب الغرابْ
وكاتم الأسرار للكلابْ
أخرج من القمقم لا تخافْ
( يبدأ يتوسل وبصوت خفيض )
أرجوك لا تخفْ
( يظهر شبح ابيض من المدخنة بوجه مشوه )
الجنّي ( سفردحة ) : لبيك يا شنشولْ
مشتت العقولْ
ألا ترى ؟؟
( مشيرا إلى وجهه المشوه باكيا)
حروبكم تطالنيْ
تغتالنيْ
وتقتل الأشجارْ
وتقتل الشيوخ والأطفالْ
شنشول : ( بلهفة وشوق والجنّي منهك من التعب )
أواه يا سفردحةْ
يا جالب الحظوظْ
وقاتل البعوضْ
أرجوك لا تترنحَ
لترتحَ ….. لترتحَ
( يدق على ظهره ولكن الجني يتكلم بصوت متهدج )
الجني سفردحة : لبيك يا سويحر القصبْ
إنتبه …. فالحنش يبحث عن سويحر غريبْ
شنشول : أواه يا أدرد يا عقيمْ
يا ناشرا للضيمْ
أخبارك غريبة وموجعةْ
وانك أليمْ
أرجوك أن ترقعَ
الجميجمةْ
( يشير له على الجمجمة المثقوبة والعظم )
وكسرة العظيمْ
لصاحبي المتيم اليتيمْ
وتجلب الأرواحْ
لصاحبي المرتاحْ
الجني ( سفردحة ) : أرواح منْ ؟
أباطرةْ
عناترةْ …
ملوكْ
ذئاب أم ديوكْ
عتاة أم حفاة أم رواةْ
خرافة المهادن الصعلوكْ
أرواح منْ ؟
سيوف أم حراب أم خيولْ
لصوص أم عجولْ
سماسرةْ
قياصرةْ
دعاة لليقين بالشكوكْ
كماة من نبيذْ
بشهوة العقولْ
أرجوك يا شنشولْ
يا بطلا مخذولْ
فليلكم مقتولْ
ودفأكم يسير في عجائب المغولْ
( خلال كلام الجني يتحرك شنشول بحركات إيحائية تعجبية وينبهر لكلامه ويقاطع الجني )
شنشول : ألا تخف يا صاحبي من صاحب الجلالةْ
الجني ( يلتفت يسارا ويمينا ) : أنا أنا …..
والله يا صديقي الجميل قد أخافْ
شنشول : أريد روح صاحبيْ
والشاهد الوحيد في مصائبيْ
والراقد في الدمع والعجائبِ
الجني : ( مشيرا إلى شنشول بتهكم )
أعرفه … المهرج الطرطورْ
معاون السويحر المقهورْ
أعرفه … مدمن زق البوق في غرائز الفقراءْ
هجّاءنا المقتول في طليطلةْ
شنشول : هل تذكر القتيل والمقتولْ
الجني سفردحة : أذكرهم شنشولْ
الحنش علقّهمْ
وداسهمْ
ودس في إنوفهم حرابْ
صادرهمْ
وزق في رؤوسهم ذبابْ
شنشول : أريد أن أحاورهْ
الجني : لبيك ما تساورهْ
( يختفي الجني ويظهر شبح آخر ببياض يظهر صوت حزين )
صوت الشبح الشاعر : تعبانُ منْ تعبْ
عانى وما يزالْ……….
أيا عجبْ !!!!
أخوتهُ …
تصوروهُ غرفةً مؤصدةَ الأبوابْ
أبناؤهُ …..
توسدوهُ أفردوا منابراً منْ الغضبْ
سلالتُهْ ….
وهميةٌ جراحهُ مخاضُ عصرٍ مستلبْ
دماغهُ أوعيةٌ مرتقةْ
شفاههُ مساحةٌ لعمقِها أفقْ…….
من قوظَّ القصيدِ في دمـهْ ؟
أسالَها على رتاجِ النورْ
مبللةْ …. مهادنةْ …
محاصرةْ ….
كغفلةِ الطرطورْ
منْ أسدلَ الأفقْ ؟
مهادنٌ مأجورْ ……..
تعبانُ من تعبْ
أغلقَ بابَ قلبهُ دماغهُ ونامَ كالقصبْ
تهّزّّهُ الرياحْ
يهزّهُ المطرْ
يهزّه الإعصارْ ……………
لكنهُ مازالَ منْ تعبْ
يقرأُ وجهَ قاتلهْ ويعرفُ القتيلْ
يبكي على موّالـِّهِ غناءهُ في الليلْ
وحشتهُ مرافئاًً
صرختهُ موائد الأدبْ
يا ليتهُ ما قالَ في أمسيةٍ قصيدةَ الشعبْ !
تعبانُ منْ تعبْ …………
تعبانُ منْ تعبْ …………
شنشول : أواه يا شاعرنا المبجل المصونْ
إحكي لي عن وجع أصابكَ
عن موتكَ
مستقبل الشيوخ والأطفال والبيوتْ
وشاعر مكبوتْ
صوت الشبح : يا أيها الشنشولْ
البيوت لا تموتْ
وحاذروا من حنش والحوتْ
وكركرات بغلة منافقةْ
وزقزقات مشنقةْ
ورتبوا الأوراقْ
وحدقوا منافذ الأشواقْ
و لا تهنْ
أو ترتهنْ
ولا تضع لحيتك المخلخلةْ
أو تصبح كدمية معطلةْ
( يصرخ بصوت عالي )
أواه يا طليطلةْ
الحنش يغتالنا بداخل القبورْ
يوزع النذورْ
لحفنة أصابها انزلاق واحتراقْ
أواه يا طليطلةْ
يا زمرا مهادنةْ
مخاتلةْ
تسري كما الديدانْ
وتقتل الإنسانْ
والحنش مازال في بيوتنا حصانْ
يغتال ما يشاءْ
يلقي علينا خطبا تلو خطبْ
يكرز الأورام من عقولنا
ونحن مغلولونْ
بثورة الدبشْ
وكلهم يردد عاش الحنشْ
ونحن في العوالمِ
كلعنة التمائمِ
مخربون منهكونْ
محاصرونْ
لا نقرأ .. لا نكتب لا نفقه المصابْ
تعبان ما يزالْ
يعيش بإغتصابْ
( بصوت خافت )
أرجوك يا مغلولْ
أرجوك يا شنشولْ
أن تلغي المراثي تراقب العقولْ
أرجوك يا معلولْ
( فجـأة يحتفي وتبدو الحيرة على شنشول)
شنشول : نسيت أن أساله عن جعبة الحمارْ
وديكي الفصيحْ
قد اختفوا
آثارهم تبخرتْ
وانسلختْ ….
( يتلوى بحركات عصبية وإيحائية )
أواه …. يا طليطلةْ
فئرانك معطلةْ
اواااااااااااااااه قد عرفتْ
بغيلة الخليفة مراهقةْ
وطالت الحمارْ
( يضحك بأعلى صوته )
أواه يا حماري اللذيذْ
ستشرب النبيذْ
وتدلق الدِنانْ
ترافق الديوك والحصانْ
( بصوت منخفض جدا )
وبغلة الخليفةْ
أفكارها مثقوبة سخيفةْ
(يمسك رأسه ويتلوى وينظر إلى الجانب )
أواه قد نسيتها
حنيجلةْ
( بصوت عالي )
حنيجلةْ
( تجلس المرأة الشعثاء التي كانت نائمة )
حنيجلة : يا أيها المهذارْ
ألا ترى ؟؟
بأنني نائمة يا أيها المهادن العيارْ
شنشول : إنتبهي حمارنا سرقه الخليفةْ
حنيجلة : ( بصوت منخفض )
إصمت فقد تسمعك الوصيفةْ
والزمر الوضيعة المخيفةْ
شنشول : من يا ترى الوصيفةْ
( حنيجلة تنظر لشنشول بتعجب )
خنيجلة :- البغيلة تسّير البلادْ
وإنك تجلس كالأرنب مذعورْ
تجرّك الكلاب للقبورْ
ألا ترى تعيش في العوالم الغريبةْ
ولا ترى غير حمار أرقط مبتورْ
وديكك المريضْ
( بتغنج ودلال واستحياء )
أواه يا بغيضْ
ألا ترى الجمال والعسلْ
يا مفتعلْ
( تحاول أن تغريه بحركات إيحائية وبعد صمت قصير )
صدقني يا شنشولْ
حلمت بالخرابْ
وأبنتي بليبلةْ
شنشول : ( بصوت عالي مفاجئ )
بليبلةْ ..
ماذا بها بليبلةْ
حبيبتي المدللةْ
والقطة المبهذلةْ
حنيجلة : كأنها بحضرة السلطان
ونحن في زاوية نلمحها تدلل البغيلْ
تصقع الرؤوس منهم رأسك المنهارْ
( صمت قصير )
وبعدها سمعت صوتا يشبه الحمارْ
وبعدها أيقظتني ….
شنشول : ( يضحك ليفسر الحلم )
لا تهزأي فحلمك كابوسْ
وإبنتي ستصبح ذا جاهْ
خطيبة تصادر الأفواهْ
لا تحزنيْ
فالصوت صوتي دافئا منهارْ
أيقظتكِ يا سوسْ
يا لعنة الديارْ
قد ظهر النهارْ
إخفي العظام هاهنا
( تتحرك وتلم العظام وتحفر بمعول لتضعها )
مكانها
لنركن في قبونا المتهرئ المنهارْ
( يتحركون ليدخلوا باب قديم داخل صريفة متهرئة ) ……….
( صمت قليل وأصوات وبعدها - يظهر القائد قنداح والحرس ومعهم الصبية بليبلة يجرها أحد الحرس بحبل صغير كالكلب – ظلام وضوء خفيف يتحرك على الأشخاص )
قنداح : إنتبهوا
وإغلقوا المنافذ كذلك الأسوارْ
وإجلبوا الدرك هنا
وراقبوا الأرواحْ
نحتاج بصاصينْ
نحتاج قناصينْ
نحتاج قمالينْ
نحتاج نماسينْ
وربما أشباحْ
الحرس 1 : ( يحيي القائد قنداح بتحية مميزة )
حاضر يا قائدنا المعظم قنداحْ
قنداح : ( مشيرا إلى الصبية بليبلة )
أين أبوك التحفة الكبيرةْ
( باستهزاء مشيرا إلى بقايا فتات خبز يابس )
هل يسكن في قصره المؤطر بهذه الفطيرةْ
أين هو …….
بليبلة : ( وهي تبكي )
من هذه العتمة يخرجونْ
( هدوء وتوجس – الحرس يتحركون باتجاهات مختلفة – أحدهم يدخل وبعد فترة وجيزة يخرج شنشول وحنيجلة - ضوء خفيف )
بليبلة : هذا أبي السويحر العجيبْ
وهذه الوالدة المصونة حنيجلةْ
من أجمل النساء في طليطلةْ
الجميع : ( يضحكون )
حنيجلة : بنيتي ماذا جرى
تكلمي يا قطتي الممزقةْ
بهذه الجعجعة المنزلقةْ
تعالي يا بنيتي
أضمكِ كشرنقةْ
( تضمها إلى صدرها ولكن الحرس يسحبها ويرميها إلى الأرض )
بليبلة : جاءوا ليبحثوا عن والدي المتعب شنشولْ
شنشول : ( يقطب لحيته وينظر إليهم بريب )
ماذا أرى
عناترةْ ……
( يغير لهجته بعد أن تغمز له الصبية )
ماذا يريد صاحب الجلالةْ
فإنني أعيش في صومعتيْ
وهذه إمرأتيْ
وهذه بنيتيْ ..........
( مشيرا إليهن وهن يحركن رؤوسهن )
لا أملك غير حذاء مفرد قديمْ
لا أرض لا مزرعة لا بيتْ
أعيش كالخرتيتْ
حتى ولا جيرانْ
( يؤشر على القبور )
غير سوى القبورْ
لم أهجو الملكْ
والصوت قد هلكْ
لا يعبر الجدارْ
لا املك الخيارْ
الحرس 1 : ( بصوت عالي )
إصمتْ
فأنت الآن في حضرتهِ القنداح في طليطلةْ
خليفة الملكْ
وصاحب الدركْ
الحرس 2 : هل تعرف من نحنْ
القانون فوق الأنس حتى الجنْ
قانوننا ( طليطلة )
قانوننا الحنشْ
( الجميع عدا شنشول الذي ينظر بتعجب وبصوت عالي ) :عاش الحنشْ
عاش العرشْ
وثورة يقودها
يقودها …..
( شنشول بهمس ) :- أبو كرشْ
( يتحرك قنداح قليلا ويدور حول شنشول )
قنداح : يا أيها المشعوذ المخبوصْ
يا قائد اللصوصْ
العجب قد حلم الملكْ
شنشول : نعمْ ….
حلمْ
قنداح : هل تمنع الحلمْ
شنشول : لا سيدي
فحلمه خطيرْ
وعطفه مهمْ
( يصمت ويحاول أن يتلاعب بالألفاظ )
عصفورتي مسكينةْ
( مشيرا إلى حنيجلة )
تبحث عن كَلَكْ
قنداح : ( بغضب )
ليرمه الحراس بالحرابْ
حنيجلة : لا سيديْ
فعقله مصابْ
وأنه كذابْ
ما زال يا سيدنا يعيش كالكلابْ
( تغمز لزوجها وتؤشر له بيديها خوفا علية من بطش قنداح )
شنشول : إصمتي يا أيتها المنافقةْ
فالملك يبحث عن مفسر الأحلامْ
وعن غراب أسود معلق فوق عمود أحمر مرمم بجمجمةْ
وحفنة العظامْ
قنداح : ( بتعجب )
بالفعل يا شنشولْ
الملك يريدك تنقذ ما تعيثه البغيلة المنمقةْ
أو تذهب مؤطرا بزخرفةْ
للمشنقةْ ….
( بصوت عالي )
باسم الحنشْ
نعتقلكْ
يا نابش القبورْ
مدنس الخراب في الجذورْ
( مشيرا إلى الحرس لأخذه – يتحرك الحراس بسرعة ويقبضوا علية – المرأة والصبية تصرخان وبحركات إيمائية وتغلق الستارة )





الفصل الثاني



المشهد الأول


القاعة الرئيسية في القصر الملكي – يجلس الملك حنش في الوسط – وبجانبه حاشيته من الوزراء – ويجلس في جانب آخر السحرة )
الوزير 1 : سيادة الملكْ
سيادة الحنشْ
قد جاءوا بالصعلوكْ
ممزقا منهوكْ
الوزير2 : ستصعد الديوكْ
تعزف من ألحانها
ستنتهي المعارضةْ
والرافضةْ
وثورة الأحرار والعبيدْ

(الحنش يشير إليهم بإدخال شنشول إلى المجلس – صمت قصير – يدخل حراس حاملين شنشول وعلى وجهه علامات من الكدمات وثوبه ممزق)
شنشول : ( يتكلم وهو محمول من قبل الحرس)
سيظهر الغرباء في طليطلةْ
ستذرف الخرفان من أدرانها توجع أو مهزلةْ
ستحترق تيجانكمْ
سينزف الشعراء في الساحات ما تدره الغرائز
سيولد التنابز
ستحترقْ ..
تحترق طليطلةْ
( الحرس يرموه أمام الحنش )
قنداح : ( باستهزاء ) يا أيها الملكْ
جئنا به من قصرهِ
على ضفاف البحرْ
غلمانه .. الجواري بانتظارهِ
وصوتنا يا صاحب الولاية هلكْ
هلكْ …..
حنش : ما ذا أرى
شنشول في البلاطْ
ينام في قصوره يراقص الغوانيْ
ونحن في أكواخنا نعانيْ
( يشير إلى الوزراء والحاشية ويضحك )
وهذهِ الدببْ
ألا ترى يا أيها الشنشولْ
نحن مع الشعبْ ….
شنشول ( بذهول وينظر إليهم بتعجب )
يا عجبيْ
يا حضرة الملكْ
إنّي أتيتك قاصدا نبدل قصورنا
بحضرة الأكواخْ
وهذه الفراخْ
( مشيرا إلى الحاشية )
ألا نبادل دورنا
هنيهة هنيهةْ
( يقترب ويهمس بإذن الحنش مشيرا إلى الحاشية أيضا والحرس يركضون نحوه محاولين أن يمسكوا به )
لنقذف الأوساخْ
الحنش : ( بغضب )
لنترك الخيار للأباطرةْ
وزمر العناترةْ
وقائد الحرسْ
( الجميع يهتفون ) : دعنا هنا بكوخنا الجميلْ
( يشيرون إلى شنشول )
نقود هذا الغيلْ
قنداح : لديك يوما كاملاً
تفكُّ حلماً هائجاً
يدور في اليافوخْ
شنشول : يافوخ منْ ؟
قنداح : ( بزفرة وتعصب وباتجاه الملك حنشْ )
ألا ترى ؟؟
عادته يغير الأمورْ
ويعصر الأورام بالبخورْ
وينزف الأوجاع في غرابة يوهمنا بفكره المنحلْ
لا يعرف يافوخ منْ ؟
( بعصبية أكثر )
يافوخ تلك البغلة المرقطةْ
يا أيها المختلْ
( شنشول يلتفت يمينا ويسارا ويرى بغلة تتحرك بحركات عجيبة ويستمر قنداح بالكلام )
فالبغلة قائدة لثورة الدبشْ
( مشيرا إلى الحاضرين )
خليفة العرشْ
المستشار الأولَ لحضرة الحنشْ
والفيلسوف الأمثلَ
الوحيد في طليطلةْ
شنشول : يا بهذلةْ ……
حنش : ( ينظر إلى شنشول بنظرة غريبة والى الحاضرين )
قفوا هنا يا حضرة الأقزامْ
يا زمر الأصنامْ
فليس من دواعي الحيرة والأوهامْ
( مستهزئا بهم من نبرات حديثه )
يا أيها الأساقفةْ
يا أيها الأجلافْ
ما زال في الزريبة اختلافْ
وبعضهم أثارها …
( يصمت قليلا وبحسرة ويشير إلى البغلة )
ودس في دماغها الخرابْ
وخنجرا معوّقاً مصابْ
الساحر : نعم نعمْ
أشار لي الجنّي أن ديكه وحضرة الحمارْ
( مشيرا إلى شنشول )
إتفقوا للبلبلةْ
قد دسّهم بليلة عيّارْ
قنداح : الديك لا يكف يا مولايْ
صياحه يؤلب المهازلَ
وحضرة البغيلة مصابة بالعارْ
وديكه مُثارْ
الوزير 1 : لا بد أن يسكت هذا الديكْ
الحنش : العجب برغم من موته في تمهل بمقصلةْ
والبغلة مِحوَلّة مهلهلةْ
الساحر : مهدّلةْ
الوزير 2 :وتلطم الخدودْ
الحنش : يا حفنة القرودْ
طليطلةْ
مهددةْ
لا بد من منقذ لا وعودْ
( مشيرا إلى شنشول )
يا أيها الطرطورْ
حمارك وديكك خربوا تلك البلدة الجميلةْ
شنشول : ( بعد صمت وتفكير )
يا حضرة الخليفة المبجل المصونْ
حماريَ وديكيَ قد اختفوا
وعاثت فيهم تلك يا مولايْ
(يشير الى البغيلةْ )
بغيلة حنونْ
أين همُ …..لا أدري يا مليكنا
وقائد الحمير والديوك والبغالْ
الحنش : ( بحرقة ألم ونظرات وبكلام ذو نبرات تهدج )
أريدها ......... بغيلتيْ
تشير ليْ
بحربي المؤجلةْ
وبعض من قنافذ معطلةْ
أريد أن أرى
عيونها
تغتال من خاتلها
حمارك بهذلنا
بالرغم من موته من زمانْ
وديكك مهادن جبانْ
عطل من حواسها
ودقها بجمرة اللسانْ
( مشيرا إلى البغيلة )
ودقها بجمرة اللسانْ
(يوجه كلامه لشنشول ويحرك يديه باتجاهه )
ديكك ياشنشول
مخبول من مخبولْ
( يصمت لحظة والكل ينظر إليه وبحسرة )
العجب حلمت في سويعة الغسقْ
ولحظة الخسوفْ
برهبة حدثني الجنّي عن سويعة الشكوكْ
يقودها صعلوكْ
وصاحب الديوكْ
ونزعة الحمارْ
لثورة الشطار والعيّارْ
( وبعد صمت طويل وحسرة أكثر )
وبعدها جمعت في البلاطْ
السحرةْ
ونازفي الأرواحْ
وقائدي الأشباحْ
وجاءوا بكْ
يا ماكرا يا مرتبكْ
( يتجه بنظره إلى الوزير 1 )
مازلنا يا حنيظلةْ
نقاتل ونذبح ونسلخ العجولْ
والشعب لا يرضيه من مليكهِ
الوزير 1 : المبجلَ
الحنش : ( مشيرا إلى شنشول )
خذوه في زريبة البغيلة العقورْ
دسوا له البخورْ
وعظمة للديكْ
وعظمة المعظم الحمارْ
يصلّح البغيلة المدللةْ
أنفس ما رأيته حنيظلةْ
( بتهدج وألم )
أريدها تشير ليْ
عن ثورة العجولْ
وسيفنا المقصب المصقولْ
وبعض من أرانبيْ
وكتبيْ
وآخر الشعراءْ
حنيظلة : قتلته مولايْ
الحنش : الشويعر تعبانْ
تعبان من خرابْ
بمدحه الهجاءْ
أثارني وهيج الحيوانْ
( مشيرا إلى البغيلة وبعض الحاضرين – وبصوت عالٍ )
حنيظلة
( يتجه إليه الوزير حنيظلة ويهمس حنش بصوت مسموع )
إشرف على بغيلتيْ
وراقب الشنشولْ
مخرب العقولْ
حنيظلة : حاضر يا مليكنا
يا صاحب الوصاية المبجلةْ
والملك الأول في طليطلةْ
( يشير إلى الحرس – يتحركون باتجاه شنشول ويمسكوه مأسورا ويخرجون - يتبعهم القنداح – وينسدل الستار )






المشهد الثاني

(غرفة مظلمة – مبخرة – وشنشول لابسا رداءا ملونا كالمهرج – ويبدأ بالترتيل – في الزاوية الأخرى الوزير حنيظلة والقائد قنداح والحراس الآخرون )

شنشول : شرتوت يا حرتوتْ
يا جالب الديدان للبيوتْ
يا ماكراً
يا ناهراً
يا قانصاً وراقصاً
يا لعنة تهدّنا
يا قملة تصفعنا
يا نملة تدب في ندوبنا
يا ذئب يا قميءْ
يا سيف فوق عنقنا
يا هادم القبائلِ
وجامع التنابلِ
وقاصف العوائلِ
يا أيها الممقوتْ
يا عثة تذوب في أنوفنا…
يقطر الخراب في القنوتْ
يا أيّها الأمرد يا شرتوتْ
يا بالعَ الأرانب الوديعة مصاحبا للحوتْ
أخرج هنا …
لأسالكْ
اظهر على بغيلة بسيفك القصبي
وجعبتك ..
نعم نعمْ
بجعبتك يا أيها البرغوثْ
بلثغة الشياه من ( ذويبة ) تهز لكز عجزها بالروثْ
يا أيها المغثوثْ
هلا تسرَّ لحظةً
هنيهةً
تقول ما جرى
ما صار في حضيرة الليوثْ
يا أيها الشرتوت يا مهفوتْ
يا صاحب المساوئِ وكاتم الفضائح بحضرة السكوتْ
إظهر هنا .............
( يصرخ عاليا …. بعد أن يبدأ الدخان الكثيف يتطاير )
يا أيها الجنّيْ
يا أيها المحاصر السيافْ
يا أيها المهادن الوطنيْ ( باستهزاء )
( يبدأ بالظهور شبح نفس هيئة الملك حنش )
الجني حنش : لبيك ياشنشولْ
مروض النعاج والخيولْ
وقانص المصقولْ
شنشول : أريد من حضرتك مصقولة مثلثةْ
وثلة معثثةْ
الجني حنش : لهذا يا شنشول
طلبتنيْ
شنشول : آسف يا سفاحْ
لم أطلبكْ
وإنما أريده صويحبي الجني
صويحبيْ
( يتلوى بتوسل )
سفردحةْ
أبو العيون الوقحةْ
دخلت بالخطوطْ
الظاهر اشتراكْ
( بصوت خفيض وتغيير لهجته باستهزاء )
أعرفك اخطبوطْ
الجني حنش : ( يضحك بصوت عال )
صديقك بلعته لأنه يخوننا
ينام في القبورْ
شنشول : ( يبدأ بالصراخ )
صويحبي قد ماتْ
اللعنة عليك يا قنداحْ
لم تسلم الأرواحْ
لم تسلم الأشباحْ
الجني حنش : ( يقاطعه )
دعك من النحيب والبكاءْ
دعك من الهراءْ
أعمالي كثيرةْ
قل ما تريده ها هنا
(يرمي له خرقة قديمة ودواة للكتابة )
على عجلْ
إملي عليَّ طلبكْ
يا مرتبكْ
بدون أن أسائلكْ
التوقيع لا تنساهْ
( يبدأ شنشول بالكتابة على خرقة قديمة ويقدمها إليه )
شنشول : صاحبنا المهيبْ
أريد روح الديكْ
وصاحبي الحمارْ
هل تعرف الديوك لا تبيضْ
وديكي الفصيحْ
يبيض مرتانْ
يبيض في الشتاءْ
بيوضه ذهبْ
الجني حنش : أعرفه خرب لي بغيلتيْ
ولكونه من وجع الشغبْ
قررنا أن نقدمهْ
هدية للبغلة كدميةْْ
لكنّها تلوثتْ
( يصرخ بصوت عال )
بغيلتي أهانها الحمارْ
وديكك المنهارْ
من نكتة لم تنتهي بحواسها
وداسها
بلوثة الاشعارْ
وتترك الفصاحة لاهلها
وجاهها ….
لكنني سأجلب الديكَ ..
لكَ …..
شنشول : حاضر يا مهرج السلطانْ
أريده وبعده الحمارْ
الجني حنش : يا أيها العيارْ
يا قائد البرابرةْ
فالحنش مدبر الأمورْ
يريدها تموتْ
بداخل السلطنة البغيلة السمينةْ
مصانة أمينةْ
أنت كذا تموتْ
يا أيها المغلول يا ممقوتْ
تموت دون قوتْ
حتى ولو حللت اللغزْ
يا قز ابن القزْ
( يفرك يديه وبعد حركات إيمائية يرمي الديك بحضن شنشول للدلالة على تحضيره )
هاك خذهْ …
أواه يا دويك إبن المهزلةْ
فصيح من قبيلة التنابلةْ
بهذلتهْ
ودمه أهدرتهْ
لأنه يخوننيْ
يحرض الدجاج للتفقيس في
طليطلةْ
يقيم في بلاطنا بغزلهْ
( بعد صمت قصير – يبدأ بالبكاء ويستمر بالكلام )
آخرها يغازل بغيلتي المدللةْ
قد عاث بالقانونْ
حذرته لمرةٍ... مليونْ
لكنه يدوس في حنجرتيْ
( يصرخ مرة ثانية بأعلى صوته )
يغازل بغيلتيْ
بغيلتي المزركشةْ
الحنونة المرتشةْ
شنشول : يا حضرة الجنّي لا معقولْ
هذا الدويك تحفة وكالذهبْ
ينام في العراء في القصبْ
من عالم غريبْ
يوقظنيْ
يراقص الدجاج والحمامْ
الديك لا ينامْ
( يقبل ديكه وبألم )
الديك ما يزال في الأحلامْ
( كلامه موجه للجني )
قد جئتني خطأ
وربما تعويذتيْ
( بعصبية )
من جعبتيْ
سرقها صاحبك البصّاصْ
أو قانص الأقفاصْ
سأطلب المراجعَ
وآخر التعديل بالدستورْ
أراجع البنود والقيود للأشباحْ
وحزبنا لا يطلب السماحْ
لهيئة الملكْ
جنيّه الوصيْ
وصاحب الفلكْ
وحزبنا مرتاحْ
يعيش في المقابر قواده قحّاحْ
مفجرون علكة روميةً
مطليةً بالشكْ
الجني حنش : لكنّك طلبتنيْ
شنشول : لم أطلبك بل أنت من طلبتنيْ
الجني حنش : لكنّه أنا
شنشول : يا أيها الجني يا مسكينْ
الم تك بلحظة صعلوكْ
وصاحب الوصاية المبجلةْ
بلحظة مؤجلةْ
للقتلةْ
الم تك القاتل في القبائل المتخاذلةْ
جمعت في طليطلةْ
التنابلةْ
قتلت جيلا كاملاً
صادرت من أعشاشنا البلابلَ
الم تك المرّوض الوحيد للذئابْ
وجامع الأحرار كالعبيد للحرابْ
وقاتل الأصحابْ
وعاشق الأذنابْ
الجني حنش : ( يخفض رأسه ويتأفف قليلاً )
نعم نعمْ
أنا أنا …..
مدبر المصائر للزمر المدمرةْ
شنشول : يا حضرة الملكْ
يا أيها السيافْ
ألم يدر بذهنك بأنني فقيرْ
وعالمي غريب عن عالمكَ
يا مهلكَ …..
وإنني من أكبر الحفاةْ
لساني لا يهادنُ
لا يجرحُ
لا يبرحُ
لا يمسخ الرواةْ
أحب أهلي كلهمْ
وألعن البغال والحميرْ
( مشيرا إلى الجنّي )
وحضرة الخنزيرْ
الجني حنش : البغيلة مراهقةْ
تدس في إنوفنا الحرائقَ
وتمضغ الأطياب في إنوفنا
والديك في سويعة القيلولةْ
يجتمع بحضرة الديوكْ
ويمسك اليقين والشكوكْ
يبوح بالمنافيْ
ويظهر المستورْ
ونحن لا نهادنُ
الكمائنُ
ومتعبو الملوكْ
نلوكهم نلوكْ
( يمضع وبصوت واضح )
شنشول : دعك من الهراءْ
( ينظر بألم إلى ديكه )
يا ديكي الفصيحْ
هل تخبر المغلول ما تخفيه من بكاءْ
صويحبك مبهذل ألا ترى ؟؟
تموت في غريفتيْ
دجاجتكْ
هل تذكر الدجاجة الوديعة المرقطةْ
والقطة المنقطةْ
وصاحبي الحمارْ
عنيد كالثوارْ
هل تذكر القاقات والقيقات والقيق قيقْ
صوت الديك : ( يضحك بصوت عالي )
أواه يا صديقْ
شنشول : دجاجتك
صادرها الطريقْ
تحس في رئاتها بالضيقْ
وأنت يا صديقي المدلّلَ
تموت في طليطلةْ
صوت الديك : ( يظهر دخان عالي )
في ساحة الملكْ
تجتمع الديوك من قبائل الكلكْ
وجمعوا النعاج والدجاجْ
على ضفاف باجةْ
بشاطئ النقيقْ
يظهر وجه صاحبكْ
شنشول :- ( يقاطعه بلهفة )
من يا ترى؟؟
صوت الديك : صويحبك
أبو العلكْ
مخرب الأمور للملكْ
الشويعر الحزينْ
الضامر الكفينْ
شنشول : ( يقاطعه وكأنه يدللـه ويريد الأمور على عجلْ )
وبعدها يا عينْ
صوت الديك :- وعندما ظهرْ
إنهالت الصورْ
تفجرت وغام في بلادنا الخرابْ
وانتبهت محاجر الذئابْ
وانسلخت كلابْ
وهاجت البغيلة تجمع الديوكْ
ولأنني من قادة الشكوكْ
تهدجوا وهرّبوا ريشاتي المفلطحةْ
لم تفلح المؤامرةْ
لأنها مدبرةْ
ومربحةْ
منافقون يا صويحبيْ
منافقونْ
الريح في خرابها
ونزفها
وموتها
ولعنة الدموع في العيونْ
ونحن في تمزق نكونْ
لابد من منقذ للبلادْ
لابد انْ ……
لابد أنْ ….
( صوته ينخفض تدريجياً )
شنشول : أرجوك أنْ لا تحزنْ
صوت الديك : ( ينتفص الديك وتتغير نبرة الصوت )
لابد أن نثورْ
نخلّص البلاد من خرابها
ولعنة الحنشْ
نجمع القبائل والراقصون العورْ
نلمع الأحذية الروميةْ
نهادن الأقباط والرومانْ
لا بد أن تسقط في طليطلةْ
تيجانْ
ويظهر الحمار والحصانْ
وتظهر البلابل والوردة الفلّةْ
حنيجلةْ
بليبلةْ
لابد أن أعلّق الحنشْ
لابد أن تعيش يا شنشولْ
( يهجم بشراهة على الجني حنش الواقف في الزاوية وكذلك على حنيظلة وقنداح وحرسه وعلى البغيلة – ظهور أصوات مختلفة – شنشول يراقب الموقف في الزاوية المقابلة )
صوت الديك : ( يترنح من الجراح ويسقط مادا يده إلى شنشول وهو بأنفاسه الأخيرة )
أمانة بعنقك البلادْ
أمانة أمانةْ
( يقبل شنشول الديك والجميع يختفون – الإنارة خفيفة – يظهر شنشول – يظهر الناس الآخرين ليحيوه – حركات مرحة – ويبدئون بالرقص – يسدل الستار )

انتهت المسرحية


كتبت بين 10-2-2004- لغاية 27-6-2004
في بغداد

صدرت هذه المسرحية عام 2005 في العراق


الموثع الرئيسي https://sites.google.com/site/mansoorrikancom/



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراب
- ما جدوى الشعرْ
- هلّا تبارك للدنابك
- بئر الفوضى
- الهجرة
- حب من أوميكا
- النائمون
- الحقاة
- طيف الجرح المقتول
- خمر الحقيقة
- استرخاء
- صوت الراحل مهدي النجار
- دوران الأحجية
- مداعبة خارج الزمن
- هكذا يؤسفني
- إدعاء الساحر
- حكاية طنّان
- الحظوظ العاثرة
- بنو قرفصة
- ديوان حنشيات


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - المنقذ الطليطلي - مسرحية شعرية