-رادار الاختراق الارضي- يدخل الكفل لحسم النزاع بين المزارات الشيعية والاثار- في بابل -

محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 13:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

"رادار الاختراق الارضي" يدخل الكفل لحسم النزاع بين المزارات الشيعية والاثار- في بابل -
بابل - محيي المسعودي
في سعي مختلف من قبل الامانة العامة للمزارات الشيعية . استعانت الامانة بالتكلوجيا الحديثة لاجراء مسح استطلاعي اولي لموقع سور مسجد النخيلة باستخدام رادار الاختراق الارضي, وذلك لحسم خلافاتها مع هيئة الاثار حول مدينة الكفل الاثرية, التابعة لمحافظة بابل . . اذ قام فريق عمل من مركز بحوث الجيوفيزياء والموارد المائية - دائرة تكنلوجيا الفضاء والاتصالات باجراء مسوحات موقعية في مزار ذي الكفل , باستخدام رادار الاختراق الارضي . وتعتبر هذه المسوحات من الطرق الجيوفزيائية الحديثة التي تعتمد على ارسال الموجات الكهرومغناطيسية الرادارية الى الارض, ومراقبة المنعكس منها وتحليلة . وهي ذات تطبيقات جيولوجية وهندسية وآثارية غير ضارة في عملية الكشف عن الاجسام المدفونة في اعماق مختلفة تحت الارض . " كما يقول المتخصصون" وتهدف هذه العملية الى الكشف عن امتدادات سور مسجد النخيلة التاريخي والذي يُعتقد انه يتقاطع مع آثار وقبور يهودية في نفس المكان . ومن الجدير بالذكر ان هذا السور قد تم كشف اجزاء منه باستخدام طرق الحفر التقليدية, التي اثارت الخلاف بين هيئة الاثار والامانة العامة للمزارات الشيعية . اما هذا المسح التكنلوجي الحديث فقد تم انجازه على مرحلتين . المرحلة الاولى هي العمل الحقلي, واشتمل على اجراء مسوحات حقلية باستخدام هوائيات ذات ترددات مختلفة ( 800 ,500 , 250 , 100 MHz ) داخل مزار النبي ذي الكفل وفي المناطق المحيطة به وقد بلغ عدد المسارات 42 مسارا تم اختيار جزءا منها بعد المعالجة لغرض اعداد تقارير في هذا الخصوص, تكشف جودة الاشارة المنعكسة ومن ثم تكرار النتائج في الجزء الاخر . اما المرحلة الثانية فجرى تحليل النتائج والمعالجات الصورية للبيانات الرادارية الثنائية والثلاثية الابعاد . المستخلصة من اعمال المسح الحقلي باستخدام برمجيات متخصصة . وفي يوم الاحد 29 - 8 - 2010 عقدت الامانة العامة للمزارات الشيعية في مقرها ببغداد اجتماعا ترأسه الامين العام حسن الخرسان وحضره فريق عمل من الدائرة الهندسية للامانة ومسؤول مزار الكفل ورئيس لجنة صيانة مرقد ذي الكفل الفنان على عبد الجليل . وناقش المجتمعون التقرير الخاص بالمسح الاستطلاعي لسور مسجد النخيلة الذي اعدته وزارة العلوم والتكنلوجيا . كما ناقشوا خطة العمل المعدة من قبل هيئة الاثار والتراث الخاصة بترميم مرقد ذي الكفل . وابدى الخرسان اعتراضه على هذه الخطة واصفا ايها بالاعمال الانشائية العادية التي ليست من اختصاص الاثار . وابدى رغبته بتحويل مبالغ الصيانة الى مشروع استكمال التنقيبات الاثارية التي توقفت بسبب التخصيصات المالية للعام 2009 وذلك للكشف عن الموقع بشكل نهائي ومن ثم اجراء اعمال الصيانة والترميم . الفنان علي عبد الجليل رئيس لجنة الصيانة في الموقع انتقد من جهته القوانين والانظمة الاثارية التي تحكم العمل الاثاري في العراق, وعدها سببا للخلاف الحاصل بين الاثار والمزارات قائلا: ان القوانين الاثارية المعمول بها قد وضعت من قبل آثارين اغلبهم اوروبيين وقد ترجمت النصوص العراقية القديمة الى لغات اوروبية , وعليه لم يراع المترجم الاثاري واقع وثقافة وصلة السكان الاصليين باثارهم وتراثهم وتم تدوين وتنظيم كل شيء وفق الرؤية والعقيدة الاوروبية المنحازة لذاتها, ولليهودية التي كانت اصل عقيدتها الدينية وعادة ما ينحاز الاوروبي الى عقيدته وثقافته ويهمل كل النصوص التي تتعارض مع تلك العقيدة . ودعا عبد الجليل الى ضرورة ان يتولى اثاريون عراقيون الاثار العراقية وترجمة نصوصها لانهم اهل هذه الحضارة واهل البلاد الذي وجدت فيها هذه الحضارة . ولا تزال صلتهم قائمة بحضارتهم القديمة من خلال اللغة والتقاليد والسلوكيات وحتى العقائد, وعليه , فهم الاقدر على كشف وترجمة ماهية هذه الحضارة بشكل يطابق الاصل . وانتقد عبد الجليل هيئة الاثار قائلا انها تمثل انعكاسا للعقلية الاوروبية في نظرتها للآثار والحضارة العراقية القديمة وهي بعيدة عن النظرة العراقية صاحبة الارض والآثار. وذلك, لانها اخذت علومها من الغرب حرْفيا دون عرقنتها . واضاف عبد الجليل: وخير دليل على ذلك هو الاهمال الطويل والواضح لسور مسجد النخيلة ومحاولة طمسه . وتساءل : لو كان السور يعود لحضارة غير اسلامية اكان يلاقي نفس الاهمال والطمس !؟ وختم حديثه بالقول ان رجال الدين المسلمون لا يعارضون الاهتمام باي اثر مهما كانت هويته ولكنهم يطالبون الاثاريين بالتعامل العادل مع كل الاثار دون تمييز لانهم - أي رجال الدين - يؤمنون بحوار الحضارات وتكاملها وتوالدها لا بصراعها . وفي اتصال مع د . مريم عمران من مفتتشية آثار بابل للتعليق على النتائج التي اظهرها رادار الاختراق الارضي حول سور مسجد النخيلة . قالت عمران ان لاخبر لديها بخصوص هذا الموضوع ولم تجر مفاتحة المفتشية لحد الان الامر الذي اكده حسن فليح خليل مدير مشروع الكفل "الاثاري" وقلل خليل من قيمة النتائج التي افرزها الرادار المذكور قائلا انه وسيلة مساعدة تفيد بما نسبته 10 % فقط من عملية الكشف التنقيب . وشكك بان يكون السور المكتشف هو سور مسجد لنخيلة الحقيقي معتقدا ان هناك اكثر من سور في هذا المكان . واتفق خليل وعمران على ان عمل الامانة العامة للمزارات الشيعية تصرف شخصي لان المسؤول الحقيقي والرسمي عن االمناطق الاثرية هي هيئة الاثار وكوادرها فقط . ورد خليل على حديث الامين العام للمزارات الشيعية الذي قال فيه بان اعمال الصيانة ليست من اختصاص الاثار . قائلا ان أي عمل يتعلق بالاثار هو من اختصاص الهيئة العامة للاثار وكوادرها . والا كيف ترمم جهة او شخص غير مختص بالاثار اثرا بمواد البناء العادية دون ان يسبب تلفا او تغييرا في تكوين الاثر وملامحه . ان ترميم الاثار لا يقل اهمية عن اكتشاف الاثر نفسه ان لم يكن اهم منه . وطالب خليل بضرورة رفع التجاوزات على ما يعتقد انه سور مسجد النخيلة قبل استخدام الرادار المذكور قائلا ان ما يقارب الثمانين دارا تقع على السور وحوله وان 23 دارا تقع مباشرة على السور ودعا الى تعويض اصحاب الدور من اجل اخلائها ليتسنى لمفتشية الاثار العمل على اكتشاف الاثر بلا معوقات وان لا تتكر تجربة عام 2009 التي توقف فيها التنقيب بسبب هذه الدور . ونفى خليل ما ذهب اليه الفنان علي عبد الجليل وهو ان قوانين الاثار في العراق مقتبسة او موضوعة من قبل اثارين اوروبين ولا صلة لها بالانسان العراقي الذي يعيش على هذه الارض . قائلا ان قوانين الاثار العراقية موضوعة من قبل آثاريين عراقيين 100% وهي تنسجم مع المقايسس والاسس العلمية العالمية الخاصة بالاثار . وختم قوله : اعتقد ان من لا يعمل في الاثار صعب عليه انتقاد قوانينها ويعد الانتقاد وجهة نظر شخصية بعيدة عن الواقع .

#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل