أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –















المزيد.....

أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بات وضحا ، أن الصراع السياسي العراقي الراهن يدور حول الوصول للسلطة فقط . السلطة, بامتيازاتها المعنوية والمادية , وأن المتصارعين هم مجموعة من السياسيين غير المحترفين, الذين لايجيدون ولا يعرفون غير المساجلات السياسية طريقا للتواصل والدكتاتورية نظاما للحكم . ويعتقدون أن الحكم ليس تكليفا بل, تشريف وامتياز وسلطة مطلقة, وانه يمنحهم حق ملكية العراق أنسانا وأرضا ولو للفترة التي يستطيعون البقاء فيها على سدة الحكم . وقد غابت عنهم وعن الجميع ثقافة وروح وماهية وهدف النظام الديمقراطي الذي يتمحور حول البرامج السياسية التي تلبي اكثر من غيرها حاجات وتطلعات الشعب . وأن شكل النظام " الديمقراطي" في العراق وبعض آلياته ليست منبثقة من رؤى وافكار وبرامج هؤلاء السياسيين, بل فرضها الواقع والأحداث التي مرت على العراق وأوصلته ا إلى هذه الحال التي هو عليها اليوم .. وأذا كان السياسيون العراقيون لم يخرجوا عن ثقافة ومفاهيم الدكتاتورية في الحكم, فأن الناخب العراقي هو الآخر لمّا يزل اسير ثقافة الدكتاتورية , بسبب تراكمها خلال سنوات حكم النظام السابق .. كما أن هذا المواطن عند انتخابه للسياسي لم يتجاوز الأنتماء المذهبي والعرقي .. ولا زالت تسيطر عليه صورة نظام الحكم قبل التغيير- اذ نرى الاكثرية "الشيعة" لازالوا يخافون عودة نظام الحكم السابق ولا يثقون بالاقلية "شركائهم من السنة" وأن الاقلية لا تريد للأغلبية أن تحكم حتى ولو كانت أعدل من كسرى لان الثقافة المتوارثة لدى الاقلية تقول انهم الوحدون الصالحون للحكم وانهم فوق الجميع اجتماعيا وانهم اهل السراط المسقيم دينيا. كما أن الأغلبية التي وصلت للسلطة مؤخرا لم تستطع الى اليوم ان تمتلك الثقة بالنفس ولا الثقة بالآخر وهي تعتقد ان الاقلية التي كانت تحكم سوف تعود الى الدكتاتورية والظلم حين تعود قياداتها الى السلطة. لذلك تصر الاغلبية على اعتماد النظام الديمقراطي من اجل ان تحصل على الاغلبية النوعية ـ طائفة - عرق ـ كي تحكم او تظل في الحكم . وإذا كان البعض من هذه الأغلبية ذهب إلى الأقلية ومنحهم اصوته " الشيعة الذين صوتوا للقائمة العراقية" فأن السبب دائما يعود إلى حالتين, الاولى ثقافة الماضي التي ترسخت خلال اربعة عقود وبعض المنافع التي حصل عليها هؤلاء . والثانية انتقام البعض من قيادته الفاسدة التي نهبت كل شيء ولم تقدم شيئا . ويأتي منح الأصوات للعراقية نكاية بهؤلاء السياسيين الشيعة وتشفيا منهم وردا على ما فعلوه وليس حبا بالآخر ولا أيمانا وثقة به وبمشروعه السياسي .. لأن مشروعه السياسي واضح جدا ويعلن عنه قادته وهو طائفي عرقي بامتياز ..
تكشف الصورة المعلنة للكتل السياسية , دكتاتورية فكرها ونهجها السياسي, إذ نجد أن زعيم الكتلة هو الحاكم المطلق لكتلته بل المالك لها . أما التحالفات فأنها لا تعدو أن تكون مرحلة هدنة ـ ديمقراطية ـ ومقايضة منافع ومناصب تنتهي بوصول زعيم هذا التحالف أو ذلك إلى السلطة وإذا كان الصراع على السلطة قد أنحصر اليوم بين شخصيات معدودة فان هذه الشخصيات جميعها وبحكم تصرفاتها وسلوكها واعمالها واقوالها التي ظهرت اثناء الاعوام الماضية ـ يظهر بوضوح انها لا تصلح لقيادة النظام الديمقراطي الوطني في العراق وكل شخصية من هذه الشخصيات لديها من السلوك والتصرفات والأحداث ما يؤكد عدم صلاحيتها . والحديث هنا حول الرئاسات الثلاث .. وخاصة رئاسة الوزراء وإذا بدأنا بالكتلة العراقية باعتبارها حصدت أكثر المقاعد في الانتخابات الأخيرة نجد ان هذه الكتلة تشبه حصان سباق له أكثر من رأس وكل رأس في اتجاه مختلف عن الأخر وإذا كان رأسها الأكبر ـ شكليا ـ هو أياد علاوي فأن الأخير صلاحيته لرئاسة الوزراء منتهية قبل الأربع سنوات الماضية .. وإلا كيف يصبح رئيسا للوزراء ويقود البلد وهو لم يحضر جلسة واحدة للبرلمان العراقي ـ ممثل الشعب ـ مما يعني ان علاوي كان متعاليا على الشعب ومستهترا بخياراته ناهيك عن عدم احترامه النظام الديمقراطي ـ وكل هذا نابع طبعا من ثقافته الديكتاتورية ـ فكيف يُؤتمن على العراق من أخذ شيك باربعة ملايين دولار من تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية سابقا, ليؤسس ما يسمى اليوم بحركة الوفاق . وما يزيد الشكوك ويؤكدها حول تبعية علاوي للمخابرات السعودية زيارته الأخيرة وما أشيع عن استلامه للأموال من تلك الدولة التي صدرت الإرهاب بأبشع انواعه إلى العراق من خلال علمائها الدنيين ورجالها السياسين كتركي الفيصل.. تلك الدولة التي لا تسمح للمرأة ان تقود سيارة .. كيف أنسجم علاوي العلماني مع هذه الدولة ؟ لو لم يكن بركماتيا انتهازيا في طبعه ودكتاتوريا في فكره السياسي ..! وانا اعتقد أن لدى السعودية وثائق على علاوي تستطيع من خلالها لوي ذراعه متى شاءت, حتى وان كان رئيسا لوزراء العراق .. وعلاوي معروف من قبل أصدقائه وخصومه أنه رجل يعمل لمصالحه الخاصة .. أما الشخصية الثانية المرشحة لرئاسة الوزراء والتي رشحها التيار الصدري فهو- ابراهيم الجعفري - والجعفري لم يرشحه التيار لولا علاقته الطيبة معه أبان النزاع الطائفي وعندما كان الاخير رئيسا للوزراء . وقد قيل وأعلن ونشر عن السجون السرية التي كانت موجودة في زمن الجعفري ثم ان الجعفري نفسه يتسم بحدة المزاج وشدة الانفعال وبروح وثقافة دكتاتورية .. حتى أنه عندما عُزِل عن رئاسة الوزراء ونصب مكانه نوري المالكي أنشق عن حزب الدعوة وأسس حزبا خاصا به ليلبي رغباته ونزعاته .. فالرجل ديكتاتوري متعصب وما وقوف التيار معه إلا ردا للجميل أبان حكمه للعراق .. أما المرشح الثالث - عادل عبد المهدي - فأنه الأقل حظا في الوصول الى رئاسة الوزراء لأن ما أشيع عنه كثير جدا وأخرها اشتراك حمايته في سرقة مصرف الزوية في بغداد ناهيك عن البطانيات والصوبات وغيرها التي جرى الحديث عنها في الاعلام ايام الانتخابات . ثم ان جماعة المجلس الاعلى هم اقلية ربما لا تتجاوز عدد مقاعدهم في البرلمان 17 مقعدا وقد وقع هو وقائمته في فخ العراقية عندما أعلنت الاخيرة انها تؤيد ترشيح عبد المهدي لرئاسة الوزراء وكان الهدف وراءها واضحا وهو الضغط على المالكي في مفاوضاته مع الائتلاف الوطني في حينه والضغط عليه بعد التحالف ومحاولة شق وافشال اتحاد الطرفين . لم يبق من المرشحين من يملك حظا يذكر لرئاسة الوزراء غير- نوري المالكي - والاخير لديه اعداء اكثر من كل المرشحين لرئاسة الوزاراء . اعداءه اللدودون في تحالفه الجديد هم تيار الاحرار وهم اغلبية في الائتلاف الوطني ناهيك عن جماعة الجعفري ثم جماعة المجلس الاعلى الذين لايحبونه ولا يرغبون في تسنمه رئاسة الوزاء . وقريبا من هؤلاء يضمر ويعلن زعماء العراقية عداءا واضحا وشديدا للمالكي ولا يبتعد الاكراد عن بغض وعداء زعماء العراقية للمالكي . هؤلاء هم اعداء المالكي الساسيون داخل العراق . وهو في خارج العراق على العكس من الساسين المنافسين له . فبينما تدعم الدول العربية وامريكا القائمة العراقية . نجد ايران تدعم الائتلاف الوطني . وتقف امريكا ايضا خلف الاكراد اما المالكي فجميع دول الجوار والدول العربية وامريكا تضمر وتعلن له العداء . المالكي هو الاكثر اعداء بين السياسين العراقين . ولكن على الرغم من وجود هؤلاء الاعداء الكثرين الا انه الاوفر حظا في الوصول الى رئاسة الوزراء , وياتي هذا الحظ من طبيعة تكوين الساحة السياسية العراقية . اذ يعي الائتلاف الوطني العراقي انه لايمكنه الحصول على رئاسة الوزاء بحكم عدد مقاعده البرلمانية المحدودة وبسبب تمسك العراقية بهذه الرئاسة ويؤمن هذا الائتلاف ايمانا مطلقا ان تسنم المالكي رئاسة الوزاء هو شر ولكنه اهون من شر ان يتسنم المنصب اياد علاوي . اما الاكراد ومهما ابدوا من تقارب وتفاهم مع العراقية فانهم ابدا لن يطمئنوا للعراقية مع وجود طارق الهاشمي واثيل النجيفي اللذان يخشاهما الاكراد اشد الخشية .
من هذا المشهد تظهر القائمة العراقية وحيدة ولا احد يتحالف معها الا المالكي نفسه . ولكن المالكي يريد رئاسة الوزاء وهي ضالة العراقية ايضا . ولان المالكي المرشح الاقوى في التحالف الجديد لان قائمته 89 نائبا متماسكين مقابل 70 نائبا ينتمون الى كتل مختلفة الرؤى بل ومتناحرة في بعض الاحيان . ولان الاكراد يقبلون الف "مالكي" ولا هاشمي او نجيفي" واحد مع كرههم الشديد للمالكي . هنا اصبح واضحا ان فرصة المالكي هي افضل الفرص في الوصول الى رئاسة الوزراء . الا اذا غلب كره تيار الاحرار للمالكي اصحابه ولم يصوتوا للمالكي داخل قبة البرلمان . وهو امر محتمل الوقوع بشكل كبير ويعد هدفا من اهداف القائمة العراقية . واذا كان تكرار الوجوه السياسية في الحكم " عالميا "من مقابح الديمقراطية فان هذا التكرار في العراق يُعد اشد خطرا واعظم قبحا لانه يُطفئ امل وحس الشعب بالحياة الديمقراطية ويُبقي ويُعمق الثقافة والحس الدكتاتوري ولكنه في المقابل يؤدي خدمات كبيرة للعملية الديمقراطية في العراق لان البلاد لما تنضج ديمقراطيا بعد وهي معرضة للردة عن الديمقراطية .كما ان كثيرا من الملفات لمّا تزل عالقة وان كثيرا من المؤسسات المهنية المهمة في الدولة لم تكتمل بعد وخاصة المؤسسة الامنية التي يرتكز عليها العراق في اقامة نظامه الديمقراطي . وقد شهدنا تطور هذه المؤسسة التي يقودها المالكي اذ استطاعت ان تقضي على اكثر من ثلاثة ارباع قادة القاعدة في البلاد خلال السنوات الماضية . وعليه فأن تسنم المالكي لرئاسة الوزراء يُعد ابغض الحلال في ديمقراطية العراق . ولكن بشرط ان يكون المالكي ديمقراطيا حقيقيا وليس مرتديا عباءة الديمقراطية



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العراقية .. اعلام امتلك الحرية وغابت عنه المهنية
- لماذا يُعدُّ -طائفيا- تحالُف ائتلاف دولة القانون والائتلاف ا ...
- الى الكويتيين .. مهلا انكم تدفعون العراق الى انتاج صدام آخر
- بعد فشلهم باقامة نظام ديمقراطي في العراق .. الأمريكان يبحثون ...
- امريكا خلف السعودية للتدخل في السياسة العراقية
- السياسيون العراقيون يرضعون حليب الديمقراطية من صدر الام التي ...
- الطفولة في بابل براءة منتهكة تبحث عمّن ينقذها ويرعاها.. هل م ...
- ثبّتوا أقدامكم ، انكم على سراط مستقيم
- مجلس محافظة بابل يخالف المادة 28 من الدستور العراقي ويجبي ال ...
- الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحي ...
- ادب تفاعلي يستخدم تكنلوجيا الاتصالات الحديثة لكشف واقع اجتما ...
- الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات
- الثقافة في محافظة بابل بين احلام المبدعين وجفاء السياسيين
- درس في الصحافة لمن لا يحسن السياسة واخواتها
- هل يسدد - السياسي العراقي- كلفة انتاجه ... الى المال العام ! ...
- طريق الرفاق الى .. حكم العراق
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -
- الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق
- السعودية تبدأ حربها لتحرير اليمن السعيد


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –