أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - طريق الرفاق الى .. حكم العراق














المزيد.....

طريق الرفاق الى .. حكم العراق


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من حيث لا يشعر العراقيون باتت عمليات الاتصال عامة والاتصال الجماهيري خاصة, فيما بينهم , اداة تخدم طرفا واحدا بعينه , الا وهو عدو العراق والمتربص به وبالعملية الديمقراطية . وعند استطلاع رأي الشارع العراقي نجده بالكامل تقريبا ناقما على الوضع الراهن, وانّى تذهب تجد الناس وقد ضاقت ذرعا بالحكومة والبرلمان والحكومات والمجالس المحلية , ويغذي وسائل الاعلام هذا الضيق والاعتقاد . العراقيون على حق في ضيقهم هذا , بسبب انعدام الامن وبشاعة الارهاب وعملياته التي اكلت مئات الالاف من العراقيين, واستشراء الفساد الذي اكل وياكل اموال الشعب بالكامل يوميا وبلا رادع, ناهيك عن البطالة وجاراتها من الاحوال التي تمس حياة الناس . اضف الى ذلك انشغال المسؤولين كافة بمصالحهم وامتيازاتهم وسلطاتهم . ويدعم هذه الحال خلو الشارع السياسي العراقي من الاحزاب اوالشخصيات السياسية الوطنية المهنية التي يثق بها المواطن او التي لا يثق بها ولكنها صادقة ومحترفة في عملها الساسي الوطني وقادرة على الوصول لاهدافها .
المشهد العراقي الذي ترسمه وتعكسه وسائل الاعلام والاتصال بكافة انواعها , لا يترك للناظر بصيص امل بالخلاص من هذا الواقع . هذا المشهد سوف يدفع بالعراقيين امّا الى اليأس والعزوف عن التواصل مع العملية السياسية " وهذا ما نلمسه " وبالتالي تهالك هذه العملية وسقوطها تحت وطأت الفساد او تحت ضربات الارهاب الذي سيحل محلها حال سقوطها , او يدفع بالعراقيين الى الغضب الذي يوّلد حالة فلتان على الاصعدة كافة , فيمكّن اعداء العراق من نيل مرادهم . وفي ظل الصورة التي يرسمها الاعلام ويرسخها الاتصال الجماهيري في الذهن الجمعي دون وعي او بوعي خاطئ او بوعي خبيث. لا بدّ من وقوع احدى الحالتين المذكورتين واللتين يمكّنان اعداء العراق من بلوغ غاياتهم .
ان الامر الذي اريد الوصول اليه من حديثي هذا, هو خطورة وغفلة او تغافل الشارع العراقي عن النتائج التي سوف يصل اليها في ظل هذا الواقع "باعلامه وعمليات اتصاله ورجال سياسته" ثم اريد الوصول الى الخيارات المتاحة للعراقيين والمخاطر المحيقة بهم . اما الخيارات المتاحة فهي مرتبطة بوعي الشارع اولا, ومدى قدرته على تحقيقها .. وثانيا, بتوفر الظروف والمناخات السياسية العراقية والاقلمية والعالمية . امّا وعي الشارع فلمّا يزل ضعيفا وينحصر في المطالبة بالمكاسب والحقوق" المسلوقة سريعا" والنقمة على الحكومة التي اتى بها المُنتخب العراقي نفسه .. ولو كان الوعي غير ما نقول لانتج لنا هذا الشارع مجالس محافظات جيدة ولم ينتج مجالس محافظات اسوء بكثير مما سبقها – كما هو الحال اليوم - اما الظروف والمناخات فانها دائما تشاكس العراقيين, ففي حربهم مع امريكا سقط حليفهم الاتحاد السوفيتي وفي بداية تحولهم نحو الديمقراطية اخذوها جرعة واحدة قاتلة بكاس امريكي قذرة جُمعت فيها نفايات السياسة العراقية وقُدمت للشعب . والامر الاصعب ان جاء تحولهم متزامنا مع ثورة الاتصالات "فضائيات , انترنت هواتف خلوية ذات تقنيات عالية وغيرها من منجزات ثورة الاتصالات والمعلومات" مكّنت هذه الثورة اعداء العراق من اسخدامها في الارهاب والفساد وتخريب العقول والارادات والنوايا الحسنة وتشويه كل شيئ جميل وصحيح, ناهيك عن خدمتها الجبارة للارهاب والمفسدين . وبات حتى على السياسة الوطنية "لو افترضنا وجودها" استحالة التخلص من تاثيرات هذه الثورة وفعالياتها , وان كانت في المقابل تقدم خدمات جليلة للمشروع الوطني الفرضي .
اليوم امام العراقيين ثلاثة خيارات الاول ان يستمروا على هذه الحال المزرية من الفساد والارهاب ويرتضوا ببعض الحقوق القليلة القلقة التي حصلوا عليها مثل حرية الرأي وحرية اختيار السياسي الذي يمثلهم وحرية الاعلام والاتصال والتحسن البسيط في الدخل للطبقة المتوسطة . والخيار الثاني وهو الافضل ولكنه يحتاج الى معجزة تيتمثل بنشوء احزاب مهنية مؤسساتية وطنية تنقذ العراق من واقعه السياسي الراهن وترمي بالطبقة السياسية الحالية في سلة المهملات . اما الخيار الثالث وهو الاقسى والابشع ولكنه الطريق الامثل لرفاق الحقد من الارهابين والبعثيين الى حكم العراق فيتمثل, بان يجافي الشارع العراقي العملية السياسية ويتركها تتداعى حتى تسقط وهنا سوف يجد نفسه "المواطن العراقي" تحت حكم القاعدة او حزب البعث او الاثنين معا او انه خاضع وتابع لحكومة او حكومات دول الجوار . وهذا الخيار الاخير هو الغائب اليوم عن وعي وتصور اغلبة الشعب العراقي . ربما يدرك العراقيون هذه الحقيقة ولكن, في وقت يكون قد تاخر كثيرا وهم ليسوا كالامريكيين الذين عُرف عنهم انّهم دائما يُخطئون في اول الامر ثم يعودوا ليصححوا خطأهم, لان الامركيين لديهم مال كثير وقوة جبارة تساعدهم على تصحيح الخطأ اما العراقيون فليس لديهم هذا المال وهذه القوة .





#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -
- الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق
- السعودية تبدأ حربها لتحرير اليمن السعيد
- -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جها ...
- -فجر العالم- خطوة سينمائية جريئة لاستنطاق واقع عراقي اخرس طا ...
- الرياضة العراقية بين دكتاتورية الامس وفوضوية اليوم
- سوريا بين -الهلال الشيعي- -والمعتدلين العرب-
- بريشت رائد المسرح الالماني المعاصر
- آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين
- صالح المطلك : البعثيون مظلومون في العراق
- لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...
- الديمقراطية في العراق .. صناعة مكلفة لبضاعة تالفة
- العراق لا يساوي شبرا مما أملك ... !
- دور ثقافة الاطفال في العراق عناوين تُثري وواقع مُزري
- الاعمال الاخيرة للفنان كامل حسين تؤسس لذائقة فنية عراقية جدي ...
- اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟
- - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في ا ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - طريق الرفاق الى .. حكم العراق